شهدت الصناعة العسكرية في الجزائر، قفزة نوعية في مختلف المجالات و الفروع، حيث تعمل على توفير منتجات متنوعة  وعالية الجودة، دعما للاقتصاد الوطني ومرافقة الصناعة الوطنية، و في هذا الإطار فقد أبرزت وحدات الإنتاج للجيش الوطني الشعبي التي تشارك في معرض الإنتاج الجزائري في طبعته 30، التطور الكبير الذي بلغته الصناعات العسكرية.

مراد -ح

تشارك 18 وحدة إنتاجية تابعة لكل من قيادتي القوات الجوية والبحرية و دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية، و كذا المديرية المركزية للعتاد ومديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني في الطبعة 30 لمعرض الإنتاج الجزائري، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، المنظم في الفترة الممتدة من 13 إلى 24 ديسمبر 2022.
إقبال للزوار على الفضاء المخصص للجيش
وقد عرف الفضاء المُخصص للجيش الوطني الشعبي بالجناح المركزي، إقبالا كبيرا للزوار والذين اكتشفوا منتجات متنوعة  وعالية الجودة، تترجم المستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، على غرار صناعة وتجديد العتاد الجوي والبحري، عتاد الإشارة والسيارات، الصناعات الميكانيكية الخفيفة والثقيلة، الصناعات الإلكترونية وكذا النسيج.
و عرفت الصناعة العسكرية في بلادنا، تطورا لافتا، حيث أنها تساهم بشكل كبير في ترقية ودعم الاقتصاد الوطني والتقليل من فاتورة الاستيراد و تسعى الوحدات الانتاجية من خلال قدراتها الصناعية والإنتاجية للعب دور فعال في تطوير النسيج الصناعي وتلبية طلبات الجيش الوطني الشعبي و حاجيات السوق المحلية .
ومن جانبه، أوضح النقيب بن سهيلة مصطفى، رئيس ورشة التصنيع بالقاعدة المركزية للإمداد، أن المهام الرئيسية للقاعدة المركزية للإمداد، تتمثل في تجديد العتاد الحربي، من بينها العربات المجنزرة و المدولبة، وصيانة وعصرنة العتاد الحربي، ومن  بين مهامها أيضا تصنيع مختلف قطع الغيار وإعادة تأهيل المعدات الاستراتيجية للمؤسسات العمومية والخاصة ، نظرا لتوفرها على خط إنتاج كامل و متواصل.
ومن جانبها ، تتكفل مؤسسة تجديد عتاد السيارات بالدار البيضاء بتجديد وعصرنة وتطوير العتاد المدولب ، الوزن الخفيف والوزن الثقيل ، آليات الأشغال العمومية وكذا إنتاج بعض قطع الغيار التي تدخل ضمن سلاسل التجديد للمؤسسة وكذا إنتاج الغرف الصحراوية المعدة لمختلف المهام ، حسب ما أوضحه المقدم بوقرية لخضر.  
المساهمة في التقليص من فاتورة الاستيراد
وتساهم هذه المؤسسة التي تضم ما يقارب 1000 عامل بصفة مستخدم مدني اقتصادي، بقدر فعال في الحد من استيراد هذه المواد من خلال إعطاء فرص للشركات الوطنية أو الخواص والمؤسسات الناشئة بغرض استعمال ما هو منتج محلي للتقليص من فاتورة الاستيراد الخاصة بهذا المجال وأضاف أن الخدمات المقدمة من قبل المؤسسة، تتمثل في إعطاء عمر تقني جديد للآليات، وهذا لا يتأتى إلا بعمل متقن و بمعايير عالية .
واعتبر أن المشاركة في معرض الإنتاج الجزائري، تسمح للمواطنين بالاحتكاك المباشر مع الجيش الوطني الشعبي من خلال المؤسسة، وكذلك الاحتكاك المباشر مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين، سواء خواصا أو عموميين بغرض إنتاج أو تحقيق شراكة إن أمكن ، لافتا الإشارة إلى أن جناح المؤسسة استقبل العديد من المواطنين وكذا اقتصاديين .
تنويع المنتجات ومجال النشاط تماشيا والتحديات الصناعية
ومن جهتها، تسعى مؤسسة الإنجازات الصناعية بسريانة بالناحية العسكرية الخامسة إلى تنويع منتجاتها وكذا مجال نشاطها تماشيا  والتحديات الصناعية الراهنة ، حيث تساهم بفعالية في تطوير النسيج الصناعي  للبلاد، لما تحتويه من قدرات إنتاجية و تصنيعية واعدة ، حسب ما أكده،  ممثل عن هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، الرائد تريعة حسام، والذي اعتبر أن معرض الإنتاج الجزائري فرصة مواتية للتعريف بالقدرات الإنتاجية والتصنيعية للمؤسسة وتقربها أكثر إلى المواطن .
وتتمثل منتوجات المؤسسة في منتوج رئيسي وهو صناعة الذخيرة ذات عيار صغير بمختلف أنواعها وكذلك القنابل اليدوية وقوالب «تي أن تي» ومنتوجات أخرى فرعية تتمثل في محطات الطاقة  الشمسية ومولدات الطاقة الكهربائية،  ومولدات طاقة كهربائية هجينة وتجهيزات شبه طبية، قطع غيار  ومختلف التشكيلات من منتوجات معدنية من أوسمة وميداليات، وهذا تلبية لاحتياجات الجيش الوطني الشعبي وكذلك الأسلاك المشتركة بالإضافة إلى السوق المحلية، حسب ممثل هذه المؤسسة. ومن بين المؤسسات المشاركة في المعرض، مؤسسة الألبسة ولوازم النوم وهي مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري، تابعة  لمديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني، مهمتها الرئيسية هي تلبية حاجيات الجيش الوطني الشعبي و القوات شبه العسكرية وبعض السلطات المدنية من حيث الملابس و الأحذية ، و كذا لوازم التخييم والنوم والأثاث واللوازم الباليستيكية وشبكات التمويه وغيرها، حسب ما أوضحه ممثل عن المؤسسة، الرائد سردون نافع .وتضم هذه المؤسسة التي تعرف تطورا مستمرا، ثلاث مركبات و9 وحدات موزعة عبر التراب الوطني وتشغل المؤسسة حوالي 7000 عامل.

صناعة جوية و بحرية واعدة
ومن جانبها، تضطلع مؤسسة صناعة الطائرات التابعة لقيادة القوات الجوية ، والكائنة بإقليم الناحية العسكرية الثانية وهران،  بمهام صناعة ومراجعة الطائرات من نوع فرناس 142 ذات مقعدين ، وكذلك طائرات سفير 43 ، ذات 4 مقاعد، موجهة للتدريب الابتدائي للطلبة الطيارين التابعين للجيش الوطني الشعبي،  حسب ما أوضحه ممثل مؤسسة صناعة الطائرات الملازم الأول، تهامي حمزة، مشيرا إلى أن المؤسسة ذات طابع عمومي صناعي وتجاري تابعة للقطاع الاقتصادي للجيش الوطني الشعبي. وتحتوي المؤسسة أيضا على سلسلة مراجعة محركات الحوامات بهدف المحافظة على الجاهزية العملياتية للقوات الجوية عبر التراب الوطني .
كما تحتوي المؤسسة على وحدات تتمثل في وحدة التصنيع  ومعالجة الأسطح بالإضافة إلى وحدة تتخصص في صناعة القطع  الموجهة للطائرات ولمحركات الحوامات .
وتشارك القوات البحرية في معرض الإنتاج الجزائري بمؤسسة البناء والتصليح البحريين، بالمرسى الكبير وهران، الناحية العسكرية الثانية وفرعها وحدة البناء البحري عنابة، الناحية العسكرية الخامسة، حيث تم عرض مجسمات تمثل أهم الإنجازات  التي تم إنتاجها على مستوى المؤسسة، موجهة للعمل على مستوى  القوات البحرية وكذلك المؤسسات المينائية الجزائرية حسب ما أوضحه الرائد علي الواحد حمزة ، ممثل مؤسسة البناء والتصليح البحريين بالمرسى الكبير بوهران. وبخصوص المنتوجات الموجهة للعمل على مستوى القوات البحرية، يوجد غراب قاذف الصواريخ،  سفن دورية، وزوارق الإنقاذ وزوارق نصف صلبة و فيما يخص القطاع المدني ، يتم إنتاج زوارق خدماتية وسفن قاطرة وزوارق صيد.
إنتاج القطع والأجزاء الميكانيكية لمرافقة الصناعة
من جانبه أفاد الرائد جلول كمال، ممثل مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية ، أن المجمع هو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تابعة لمديرية الصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني ومهمتها تحقيق عدة أهداف، أبرزها وأهمها تلبية متطلبات وزارة الدفاع الوطني من عربات ومحركات وذلك عبر إنشاء شركات مع شركاء آخرين على غرار «نمر الجزائر»  والشركة الجزائرية للمحركات ذات العلامة الألمانية والهدف الثاني المهم هو ضمان المناولة في تصنيع القطع والأجزاء الميكانيكية لمرافقة الصناعة  الوطنية بغية التقليل من التبعية للمؤسسات الأجنبية وتقليص فاتورة الاستيراد وذلك عبر تصنيع مختلف القطع والأجزاء التي تدخل في إنتاج المعدات الفلاحية و عتاد الأشغال العمومية و أيضا وسائل النقل .
وأضاف أنه لتحقيق هذا الهدف ، يتوفر المجمع على عدة شركات في التسبيك على غرار مسبكة رويبة، ومسبكة تيارت وفي الصناعة الميكانيكية على غرار شركة الصناعة الميكانيكية برويبة  وشركة الصناعة الميكانيكية بعين سمارة، إضافة إلى شركة المحركات بقسنطينة والتي تنتج محركات مبردة بالهواء .كما يتوفر المجمع  والذي يضم 8 مؤسسات، على معهد للتكوين في تقنيات العربات والمحركات ووحدة للبحث والتطوير في وسائل الحركة. وبخصوص العربات المعروضة في المعرض، أوضح أن هناك أربعة أصناف، الصنف الأول عربة مدرعة رباعية الدفع ثنائية  المقصورة و العربة الثانية وهي عربة نمر رباعية الدفع للعمليات الخاصة ذات المدى البعيد الخاصة بالاستطلاع والعربة الثالثة هي عربة نمر رباعية الدفع ناقلة للأفراد والصنف الرابع هو عربة  الأمن الداخلي وكلها عربات تتميز بالقوة والقدرة على الحركية والمناورة.

الرجوع إلى الأعلى