التـــــجارة الإلكترونيـــــة تبعـــــث نـــــشاط مـــــركز الطـــــرود بقسنطينـــــــة

ساهم التسويق الشبكي و عصرنة خدمة الطرود البريدية، في  إعطاء دفع قوي لنشاط المركز الجهوي للطرود البريدية بقسنطينة بحيث زاد الطلب على خدماته وبات يستقطب زبائن كُثرا رغم منافسة شركات التوصيل الخاصة، بدليل أن المركز يحتل مراتب متقدمة في تصنيفات لمواقع إلكترونية تعنى بهذا الشأن، وهو ما أكده مسؤولون ببريد قسنطينة.  ويرتبط الإقبال على المركز،  بخدمة الإرسال الخارجي التي ينفرد بتقديمها، بالإضافة إلى خدمات أخرى في مقدمتها ضمان المراقبة و المتابعة، فضلا عن عاملي الأمانة و الثقة، و كذا  الأسعار الرمزية و الخدمات الرقمية المجانية التي تمكن الزبون من تتبع مسار رزمته أو طرده، زيادة على خدمة البريد السريع و إمكانية الحصول على تعويض في حال ضياع الطرد. 

  روبورتاج / أسماء بوقرن

تنقلنا إلى المركز الجهوي للطرود البريدية الكائن مقره بحي باب القنطرة بقسنطينة، للوقوف على مدى نشاطه و كيف  تأثر بمنافسة الشركات الالكترونية للإرسال على غرار «ياليدين» و «إرسلي» و « نور واست إكسبرس» و «مايسترو ديليفري»، التي تضمن بدورها توصيل المنتجات بين ولايات الوطن، و تحقق شهرة واسعة في السنوات القليلة الأخيرة، نتيجة تزايد الطلب على خدمات التوصيل، بفعل تنامي التجارة الإلكترونية.
خلية نحل لا تهدأ
لاحظنا فور دخولنا إلى المركز أكياسا ذات حجم كبير تحتوي على عدد معتبر من الطرود و الرزم، و كان أعوان الجمارك و البريد منهمكين في مراقبة و معالجة كل الطرود الواردة و تمريرها عبر المراقب الآلي و من ثم تسجيلها. وجدنا هناك أعوانا مكلفين بوزن البرقيات و الطرود الواردة من مراكز أخرى، لكن لم يتسن لنا الحديث إليهم، لأسباب تتعلق بالنظام الداخلي للمؤسسة، الذي يمنع التعاطي مع أي شخص من خارج المصلحة، بموجب ما نصت عليه تعليمة كانت معلقة عند المدخل، و السبب راجع حسب مسؤول المركز،  إلى الحرص على النزاهة و الشفافية.   
تواصلنا مع السيد أحمد بن سعد الله رئيس المصلحة رقم 1 بالمركز، فأوضح بأن المركز عرف سابقا فترات جمود بسبب قلة الطلب على خدماته، لكن الوضع تغير كليا مؤخرا، بعدما زادت الحركية بشكل كبير و بوتيرة متسارعة، إذ يعمل الأعوان كخلية نحل لأجل معالجة الطرود و تحضير الرزم الداخلة و الخارجة، حتى أنهم يجدون صعوبة أحيانا في معالجتها جميعها بسبب عددها الهائل. و أشار المتحدث، إلى أن المركز يشرف على عدة ولايات  هي جيجل و خنشلة و أم البواقي و بسكرة وبرج بوعريريج و وهران و العاصمة و بسكرة و واد سوف، و يتم على مستواه معالجة كل المعاملات التي ترد من مكاتب البريد من مختلف ولايات الوطن  فضلا عن الإرساليات الموجودة بمكاتب ولاية قسنطينة و البالغ عددها 64 مكتبا، زيادة على متابعة المراسلات و الطرود التي تتم من خارج الوطن، إذ يتكفل أعوان الجمارك و مصالح الأمن الدولي بالمعالجة الجمركية للطرود إلى جانب أعوان البريد كمرحلة أولى، لتجنب تمرير الممنوعات مثل المخدرات و آلات التصوير المحظورة، و التي يتم حجزها مباشرة في حال وجدت مع استدعاء أصحابها.  كما يسهر أعوان البريد بإشراف مسؤول المصلحة، على تدوين كل الطرود و الحزم في النظام الآلي المعلوماتي و تسجيلها و إحصائها حسب الفئات « مقبولة أم محجوزة»، زيادة على عدد الأشخاص الذين تم استدعائهم، قبل أن يتم وزن الطرود و إرسالها إلى الوجهة المحددة.
 ويشترط في هذا النوع من المراسلات، أن لا يفوق وزن الطرد 30 كيلوغراما، أما وزن الرزمة البريدية فلا يجب أن يتعدى 2 كيلوغرام، و إلى جانب المراسلات التي تعالج على مستوى المركز، هناك عمليات تمر فقط عبر المركز باعتباره نقطة عبور لذلك يتم تسجيلها لتحديد الوجهة المطلوبة.

* مصطفى كمال مباركي رئيس مركز الطرود البريدية
نسجل ذروة الطلب في المناسبات ومواسم التخفيضات
و عن الفترات التي تعرف ذروة النشاط، قال مصطفى كمال مباركي، رئيس مركز الطرود البريدية، بأنها تتزامن مع مواسم التخفيضات مثل الـ «بلاك فرايداي»، الذي يحرك التجارة الإلكترونية في المتاجر الأجنبية، كما أن هناك تزايدا في الطلب خلال العطل المدرسية و بخاصة العطلة الصيفية أين يرسل المغتربون الهدايا و بعض المستلزمات إلى عائلاتهم و الأقارب   و يتضاعف الطلب كذلك خلال نهاية السنة، فيما تتراجع الوتيرة بداية من شهر فيفري و مارس وصولا إلى شهر أفريل، لتنتعش بعدها مجددا في المناسبات الدينية كعيدي الفطر و الأضحى.
وأكد المتحدث، بأن الطرود الواردة غالبيتها تتعلق بمنتوجات تم اقتنائها من مواقع أجنبية، ما يدل حسبه، على انتشار ثقافة التعامل ببطاقة «فيزا» و التسوق الالكتروني من المواقع و خاصة المواقع واسعة الشهرة، مضيفا،  بأن نسبة كبيرة من الطرود التي تتم معالجتها قادمة من خارج الوطن، فيما تعرف خدمة إرسال الطرود داخليا نوعا من الركود حسبه، وذلك مقارنة بالخدمة الدولية، لأن هناك من يفضلون الاعتماد على سيارات الأجرة لإرسال الطرود نحو الوجهات الداخلية.
و أوضح المسؤول، بأن الإرسالية تتكون من عدة أكياس  قادمة من خارج الوطن مرورا عبر العاصمة، و كل إرسالية تحتوي على 3 آلاف قطعة، تتنوع بين هواتف نقالة و سماعات و ساعات و غيرها، فيما هناك رزم مسجلة و أخرى غير مسجلة مشيرا، إلى أنه في حال تم استقبال الإرسالية بوزن أقل من المسجل في المعلومات المدونة يتم تحرير محضر، و هي حالات نادرا ما تحدث، مردفا، أن مدة الإرسال تستغرق بين 10 أيام إلى شهر في النظام الخارجي، أما النظام  الداخلي فتتم في غضون 3 أيام كأقصى تقدير، بمعدل 10 رزم في اليوم، و بين ألف و ثلاثة آلاف رزمة في اليوم القادمة من خارج الوطن، و هي في تزايد، أما الرزم التي يتم ارسالها إلى الخارج فتقدر بـ 300 رزمة كأقصى تقدير في الشهر.
ويؤكد حجم المعاملات التي  تمت معالجتها خلال السنتين الماضيتين، على مدى انتعاش خدمة الطرود البريدية، كما قال فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الطرود المستلمة سنة 2021 في الفترة ما بين جانفي و نوفمبر  1456 طردا في النظام الداخلي، و في سنة 2022 وصل العدد إلى 1098، إضافة إلى 5164 رزمة مسجلة في النظام الداخلي لسنة 2021.  و في سنة 2022 بلغ العدد 2882 طردا، في النظام الخارجي مقابل 166545 طردا لسنة 2021.
و عن سر محافظة بريد الجزائر على مكانته و انتعاش نشاطه رغم بروز عدة شركات توصيل أخرى، أوضح المتحدث، بأن المهام في الظاهر تتشابه لكن الخدمة في الواقع تختلف، لكونها مجرد مراكز توزيع داخلية لا تغطي مختلف ربوع الوطن، لكن مركز الطرود البريدية، هو مركز معالجة يشمل 6 مراكز توزيع موزعة على كل من حي 20 أوت و علي منجلي و الزيادية و الخروب و ديدوش مراد، و هي مراكز مكلفة بخدمة التوزيع فقط فيما يتم على مستوى المخزن الذي يشرف عليه ممثلون عن الجمارك و البريد، تخزين الرزم أو الطرود التي يتم استدعاء أصحابها للتحقيق فيما تحتويه.
* عويشة خوخة مديرة وحدة بريد الجزائر قسنطينة
عصرنة البريد و تطبيق الإدارة الإلكترونية ضاعفا الطلب
من جانبها، قالت عويشة خوخة، مديرة وحدة بريد الجزائر بقسنطينة، بأن الخدمة ازدهرت بفضل عصرنة بريد الجزائر و تطبيق الإدارة الإلكترونية، و إتاحة منصات و تطبيقات إلكترونية تمكن من متابعة الطرود سواء من قبل الزبون أو الأعوان، كما أن شبكة بريد الجزائر متواجدة على مستوى 58 ولاية، وتقترح على المواطنين أسعارا رمزية، مقارنة بالمتعاملين الخواص زيادة على ضمان عاملي الثقة و الأمانة، و تعويض الزبون في حال الضياع.  
محدثتنا قالت، إن خدمة الطرود البريدية ترتكز على الإيداع و التوزيع، حيث يتم على مستوى مركز قسنطينة، استقبال قرابة 1500 رزمة في إطار التجارة الإلكترونية، و يصل الرقم أحيانا إلى 2800 رزمة، و هناك فترات تخفيضات على المنتجات مضيفة، بأن بريد الجزائر يسعى إلى تسهيل الخدمة للمواطنين مؤكدة على تسجيل ما يسمى بالإدارة الإلكترونية، عبر تقديم خدمات رقمية على غرار «بريدي موب»، و توفير قواعد بيانية مثل «طراس مايل» و « إي بي أس» لمتابعة الطرود و الرزم منذ وضعها في مركز الإيداع إلى غاية توزيعها، مع تسجيل كل ما هو وارد من الداخل أو الخارج.    كما أن النظام الآلي «تراكينغ»، يتيح للزبون كما قالت، إمكانية تتبع مسار الطرد أو الرزمة، إضافة إلى توفير خدمة البريد السريع  «أو آم آس EMS»، الذي يستغرق 24 إلى 48 ساعة   و بسعر رمزي، و الاتصال مباشرة بالزبون للتأكد من وصول الطرد.  أما بخصوص الإرسال الداخلي، فقالت المسؤولة، بأنه لم يتأثر بظهور شركات التوصيل، باعتبار بريد الجزائر مؤسسة لها مكانة  تضمن عامل الثقة، مضيفة، بأنها لم تلاحظ تراجعا و إنما لمست تزايدا في الطلب في الآونة الأخيرة، بنسب تختلف من شهر إلى آخر.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى