انطلاق رقمنة استخراج الوثائق بمندوبية علي منجلي 1 بقسنطينة

استفادت مندوبية علي منجلي 1 بقسنطينة، من رقمنة عمليات استخراج وثائق الحالة المدنية مع اعتماد شبابيك رقمية تنظم توافد أزيد من 3 آلاف مواطن يوميا، كما زُودت بكاميرات مراقبة تدخل حيز الخدمة قريبا، وهو ما يسمح بتغطية حاجيات 300 ألف نسمة، ضمن تجربة تعتبر الأولى على مستوى الولاية والثانية وطنيا، و رغم أن الهدف الأول يبقى عصرنة هذه المندوبية إلا أن تجسيد ذلك يبقى صعبا في ظل وقوعها ببناية مهترئة تشكل خطرا على المتواجدين بها واستمرار تسجيل ضغط في ظل عدم فتح مندوبيات جديدة.

روبورتاج: حاتم بن كحول

وتواجدت النصر بداية من الساعة العاشرة إلى الربع صباحا بالمندوبية الواقعة في الحي الإداري بالوحدة الجوارية 7 بعلي منجلي، وعند مدخل المقر لاحظنا أنه زود بإحاطة بلاستيكية تحول دون تشارك فضاءاته مع بقية الإدارات الواقعة في ذات الحي الإداري، ما منحها منظرا مقبولا مقارنة بما كانت عليه من قبل. وأصبحت هذه المندوبية الثانية من نوعها على المستوى الوطني بعد مندوبية زرالدة بالجزائر العاصمة، من حيث اعتماد أكشاك رقمية تنظم عمليات استخراج مختلف الوثائق.
عند ولوجنا المندوبية تفاجأنا بالعدد الكبير من المواطنين من مختلف الأعمار، والذين كانوا منتشرين داخل الباحة، فيما تم وضع شبابيك رقمية مزودة بأرقام تحدد موعد كل مواطن، ولكن قبل ذلك يضطر كل راغب في الاستفادة من هذه الخدمة الجديدة، أن يستخرج من آلة وضعت بالمدخل، قصاصة ورقية بها رقم يحدد دوره، وتتضمن أيضا حرفين لاتينيين الأول حرف «E» وتعني شهادة الحالة المدنية وأخرى بحرف «F» وتعني شهادة عائلية، ليتوجه المواطن إلى الشباك المناسب بعد فصل كل مصلحة عن أخرى بغية تنظيم العملية أكثر.
وكان عدة مواطنين بصدد الاستفسار عن الطريقة التي تمكنهم من استخراج وثيقة ما، والجهة التي يتوجب التوجه إليها، خاصة وأن هذا الإجراء جديد على سكان علي منجلي الذين تعودوا على الطريقة القديمة والتقليدية في استخراج الوثائق، ورغم التزود بهذا النظام الرقمي الجديد إلا أن الطوابير كانت كبيرة، حسب ما وقفنا عليه. وقال لنا بعض المواطنين إنهم ينتظرون لساعات طويلة بعد اعتماد هذه الطريقة، بل أن البعض يضطر للعودة إلى سكنه أو مقر عمله بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي يستغرقها من أجل استخراج وثائق بسيطة.
رقمنة كل العمليات المتعلقة باستخراج الوثائق
توجهنا إلى مكتب مندوب مندوبية علي منجلي 1، عزيز بشيري، المسؤول الأول عن المقر وهناك وجدناه بصدد توجيه بعض المواطنين، حيث أكد أن حالة الضغط مستمرة بسبب العدد الكبير من المتوافدين يوميا وتغطية حاجيات حوالي 300 ألف نسمة، إذ يتم التكفل أيضا رفقة المندوبية 2 بالقاطنين في الوحدات الجوارية التابعة للمندوبيتين 3 في الوحدة 18 و4 في الوحدة 20، في انتظار فتحهما من أجل تخفيف الضغط عن الأولى والثانية، مضيفا أن معدل الوثائق المستخرجة يوميا يصل إلى 3 آلاف. وأوضح بشيري أن الإجراء الجديد نظم العملية لدى اعتماده قبل نحو شهرين، وكانت الأمور تسير بشكل جيد، بينما كانت بعض الوثائق تستخرج بالطريقة التقليدية على غرار الشهادة العائلية، إلا أنه وتطبيقا للتعليمات بهدف عصرنة القطاع من خلال اعتماد جهاز، أصبح كل موظف يأخذ حيزا زمنيا أطول مما كان عليه من قبل، حيث يقوم بملء عدة بيانات شخصية، وتتضمن الاسم واللقب وتاريخ ومكان الازدياد وعدد الأبناء وغيرها من المعلومات.
 وطمأن بشيري بأن العملية ستخفف من هذا الضغط مستقبلا لأن كل بيانات المواطنين التي يتم تدوينها ستُحفظ في بنك معلومات، وسيكفي تدوين أسمائهم لتكون الوثائق جاهزة، إلا في حالة حدوث تغييرات وغالبا ما تكون طفيفة كإضافة مولود جديد أو وفاة.  
وأكد المنتخب، أن المندوبية تعمل على تجهيز شبكة موصولة بجهاز حاسوب واحد من بقية الحواسيب والطابعات بمختلف المصالح، وتسمح بتحديد العدد الفعلي للوثائق المستخرجة يوميا ما يمكن من إعداد حصيلة دقيقة يومية وأسبوعية وشهرية.
تشققات بالجدران وأسقف مهترئة
وخلال تواجدنا في باحة المندوبية، لاحظنا تشققات على الجدران ممتدة من الطابق الأرضي إلى الرابع، أين تخصص بقية الطوابق لإدارات أخرى على غرار «كناص» و»أنام» ومؤسسة «إيفانام» ومديرية التجارة، وقد وجدنا أن بعض الأجزاء تم ترميمها بوضع مادة الجبس إلا أن ذلك يشكل تهديدا أكبر على المواطنين المتواجدين في الطابق الأرضي، بعد ظهور تشققات على هذه المادة بسبب تسربات مائية من الأسقف وجدران البناية.
كما زرنا بعض المكاتب في المندوبية ولاحظنا أن المياه تتسرب من أسقفها، فيما كان المرحاض المخصص للمواطنين غير صالح تماما للاستعمال، بسبب اهترائه وانتشار الأوساخ والفضلات في الأرضية، وشد انتباهنا أيضا الكم الهائل من القمامة المرمية بمدخل المندوبية وصولا إلى بقية الطوابق وخاصة على السلالم، إضافة إلى بقايا مكاتب وكراسي مرمية بشكل عشوائي في أماكن ظاهرة للعيان ما يشوه المنظر العام للحي الإداري.
واعترف المندوب المرافق لنا، بما يمكن أن يتعرض له المواطنون المتواجدون بالطابق الأرضي في انتظار إجراءات استخراج مختلف الوثائق، خاصة وأن أجزاء الجبس وبعض الزوايا المهترئة قد تقع على ارتفاع يفوق 5 أمتار، وأضاف أن البناية تابعة لمديرية الإدارة المحلية، مضيفا أن عمليات الترميم ليست من اختصاص بلدية الخروب، مؤكدا أنه لا يمكن تقديم ملف لإعادة الترميم لأن الحي الإداري يتوفر على عدد كبير من الهيئات ولن تقتصر العملية على ترميم طابق أرضي فقط، بل وجب وضع طلب مشترك من كل الإدارات الأخرى، حتى يشمل المشروع كامل البناية.
كما أكد المتحدث أن التدفئة منعدمة بالمكاتب ما يجعل العمال يعانون من البرد في فصل الشتاء، إضافة إلى الكتامة التي تبقى بحاجة إلى إعادة التهيئة، مضيفا أن مصالح البلدية قامت بتوفير مجموعة من المكيفات والتي يمكن استعمالها في الشتاء من أجل التدفئة وفي الصيف للتبريد.
تدعيم المصالح بتجهيزات جديدة
واستغلت النصر الفرصة من أجل الإطلاع على الأجهزة والآلات المستعملة خلال عمليات استخراج مختلف الوثائق، خاصة وأن العمال كانوا قد اشتكوا عدة مرات من انعدام الوسائل والتجهيزات اللازمة، ووجدنا أن كل المصالح أصبحت تتوفر على العدد الكافي لأداء العمل، رغم أنها بحاجة إلى تدعيم أكبر خاصة أن عدد السكان المتوافدين على هذه المندوبية كبير جدا.
وأوضح المنتخب أن البلدية وفرت بعض التجهيزات، إضافة إلى متبرع قدم عددا منها بهدف تحسين الخدمات للمواطنين، وبالفعل تمت تغطية 80 بالمئة حاليا من احتياجات المندوبية من أجهزة حواسيب وطابعات وغيرها، إضافة إلى تجديد الشبكة وهو ما طور حسبه، من الخدمات، مؤكدا أنه منذ مجيئه عمل على استغلال الجانب التكنولوجي مع رقمنة وعصرنة العمليات داخل المندوبية، وكذا من حيث طريقة تسيير العمال والموظفين.
كاميرات مراقبة لوضع حد للسرقات و الاعتداءات
وأوضح بشيري أنه تم تزويد كل المصالح بكاميرات مراقبة، موضحا أنها لم تدخل حيز الخدمة بعد في انتظار الحصول على الترخيص وذلك بعد تسوية بعض الإجراءات الإدارية والتي ستنتهي في القريب العاجل، ومن المؤكد، مثلما أضاف، أنها ستساهم في توفير الأمن بالنسبة للعمال والموظفين وكذا المواطنين، كما ستقضي على بعض الظواهر غير الأخلاقية مثل السرقة والتحرشات بمختلف أنواعها وغيرها.
أما بخصوص المصلحة البيوميترية، فقد أكد المتحدث أن النشاط بها متواصل، حيث قام بتسريع عمليات تجهيز رخص السياقة، موضحا أنه وجد حوالي 200 ملف في الانتظار، وتم إنجازها، كما تدعمت المصلحة بالمعدات اللازمة لتحسين خدماتها، معترفا أن الإمكانيات المتوفرة بها متواضعة جدا مقارنة بعدد سكان علي منجلي. أما بخصوص جوازات السفر، فقد أوضح المتحدث أن الطلب عليها قل حاليا بعد أن عرفت إقبالا قبل أيام من السنة الجديدة، فيما تدعمت المصلحة بتجهيزات من طرف المتبرع سالف الذكر، إضافة إلى جلب أخرى في القريب العاجل من أجل رفع مردودية العمال أكثر، في المقابل، تشهد مصلحة البطاقة الرمادية انخفاضا في عدد الوافدين بفعل تراجع عمليات بيع وشراء المركبات منذ حوالي 3 أشهر، مطمئنا أنها ستكون جاهزة في حالة عودة انتعاشة السوق بإعادة فتح استيراد المركبات.                                                                                   
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى