نجحت السلطات الأمنية بولاية قسنطينة، في ضمان أفضل تنظيم داخل الملعب وخارجه، خلال المباراة التي جمعت سهرة الاثنين منتخبي السودان ومدغشقر ضمن بطولة كأس أفريقيا للمحليين، حيث تم الاعتماد على مخطط مروري محكم مكن من منح سلاسة كبيرة لحركة المرور، مع توجيه الجماهير القادمة من مختلف المناطق بإتجاه ملعب الشهيد حملاوي، ما جعل ظروف تنقل عشاق كرة القدم لمتابعة المباريات بسيطة ولا تستدعي الكثير من الجهد.

روبورتاج: حاتم بن كحول

و رافقت «النصر» الجماهير المتوجهة إلى ملعب حملاوي وعايشت الأجواء قبل وأثناء وبعد مباراة مدغشقر والسودان، لتقف على ظروف مثالية بداية من نقاط انطلاق الجماهير وصولا إلى الملعب. وفضلنا أن نقف على طريقة التنظيم انطلاقا من المقاطعة الإدارية علي منجلي، وهي المدينة التي توجه أكبر عدد من الأنصار إلى ملعب الشهيد حملاوي من أجل متابعة المباريات، والبداية كانت من مقر المقاطعة الإدارية وتحديدا في الساعة السادسة والنصف مساء، وهو توقيت انطلاق المئات من الأنصار لمتابعة اللقاء الذي أجري في الساعة الثامنة ليلا.
التنقل من علي منجلي لملعب حملاوي في 15 دقيقة
بداية الرحلة كانت سلسة حيث لم نستغرق وقتا طويلا من أجل قطع مسافة تمتد من مقر المقاطعة الإدارية إلى حي مفترق الطرق الأربعة مرورا على عدة محاور دوران ونقاط تقاطع للطرق على غرار «جيكو»، «كوسيدار»، «الفيرمة» ثم «الاستقلال»، وكلها عرفت تغطية أمنية بتواجد رجال الشرطة وهم يقومون بدورهم في تنظيم حركة المرور ما منح حركة السير سلاسة كبيرة.سلاسة الطريق تواصلت من طريق المطار وصولا إلى ملعب الشهيد حملاوي، مرورا على عدة نقاط أمنية بداية من محور دوران زواغي سليمان المؤدي إلى وسط المدينة وحي بلحاج، حين أشرف رجال الدرك الوطني على توجيه السائقين وتنظيم المرور، قبل بلوغ الحاجز الأمني بمحاذاة حي خزندار، إلى غاية المدخل المؤدي إلى ملعب حملاوي أين كان رجال الشرطة ينتشرون بعدد كبير ويقومون بتوجيه السائقين والمارة.
ومباشرة عند الوصول إلى الطريق المؤدي إلى الملعب، يقوم رجال الشرطة بإيقاف مركبات الأنصار، ويطالبون بركنها على بعد حوالي 200 متر من أجل ضمان حركة مرور سهلة، لنضطر إلى متابعة الطريق سيرا على الأقدام، ونصادف العشرات من العائلات التي كانت في طريقها للملعب متكونة من أولياء وأطفال صغار كانوا يحملون الأعلام الوطنية وهم جد سعداء بأنهم سيحضرون أخيرا لمقابلة في الملعب.
أجواء حماسية
ومن الجهة المقابلة صنع بعض الشباب أجواء رائعة من خلال ترديد أغاني وأهازيج رياضية تعبر عن سعادتهم بمشاهدة مباريات قارية على ملعبهم وبولايتهم، ليمتزجوا مع بعض الجماهير الإفريقية التي كان عددها قليلا، و زادت الأجواء حماسة بعد وصول حافلات الطلبة الجماعيين، التي خصصت لها حظيرة كبيرة للركن وإنزال الشباب بمحاذاة الملعب وتحديدا بالجهة الشرقية للملعب مقابل مقري فريقي شباب ومولودية قسنطينة.
وصنع هؤلاء الطلبة والطالبات أجواء حماسية من خلال تفاعلهم مع الأغاني الممتد صداها من داخل الملعب، ليتم توجيههم من رجال الشرطة مباشرة إلى المداخل المخصصة لهم، ثم إدخال أزيد من 1000 شخص في ظرف دقائق ودون أي صعوبة تذكر، وسط استحسان المعنيين الذين وجدوا تسهيلات كبيرة بداية من مغادرتهم للإقامات الجامعية إلى غاية ولوج الملعب.  من جهة أخرى تواجد عدد معتبر من رجال الشرطة قبل عشرات الأمتار من أجل تنظيم حركة المرور، وتوجيه السائقين ومطالبتهم بالإسراع في سلك اتجاههم، ما ساهم في انعدام تام للازدحام المروري، كما يقومون بمراقبة المتوافدين على الملعب، ومطالبتهم باستظهار تذاكر المباراة قبل الاقتراب من المداخل المخصصة لهم حسب رقم كل تذكرة، وذلك تفاديا لتجمع الجماهير أمام الأبواب وإعاقة حركة الدخول.

وعند الاقتراب أكثر من الأبواب، يتم تفتيش الجماهير ومنعها من إدخال أي مشروبات أو مأكولات أو سجائر داخل الملعب، وهو ما استجاب له كل المتوافدين الذين عبروا عن سعادتهم بالتنظيم المحكم لعملية الولوج. وشد انتباهنا خلال السير لمسافة لا تقل عن 200 متر على الأقدام، من مكان ركن المركبة إلى مداخل الملعب، انتشار كبير لرجال الشرطة ما منح شعورا بالأمان والاطمئنان للعائلات، إضافة للإنارة العمومية الرائعة التي أضفت على المسالك المؤدية للملعب إضاءة عالية، خاصة وأن الأعمدة زودت بتقنية «اللاد».
سهولة في دخول الملعب
واصلت النصر جولتها بمداخل الملعب أين وقفت على سلاسة كبيرة في العملية خاصة وأن ولوج الملعب كان سريعا وسهلا دون حدوث أي تزاحم أمام الشبابيك، فكل مدخل كان يسيره منظم يشرف على تلقين كل مناصر طريقة دخول الأبواب الالكترونية باستعمال التذاكر.
دخلنا الملعب بكل سهولة ومررنا على جهاز استشعار المواد المعدنية، مرورا على عشرات المنظمين المتمثلين في شباب متطوع يرتدون ألبسة رياضية خضراء، ونظرا لعددهم الكبير خيل لنا أنهم جاؤوا خصيصا لتشجيع المنتخبات المشاركة وصنع أجواء حماسية داخل الملعب. وتوزع هؤلاء الشباب على مختلف المدرجات حسب تنظيم معمول به من طرف مسؤوليهم، خاصة وأنهم استفادوا من العديد من الحصص التكوينية النظرية والتطبيقية من أجل ضمان أفصل تنظيم داخل الملعب.
وصنعت الجماهير القسنطينية الفرجة من على المدرجات قبل ساعة من بداية اللقاء، متجاوبة مع الأغاني المشغلة من طرف لجنة التنظيم بالملعب، ما أضفى أجواء تاريخية لأفراد العائلات غير المتعودين على معايشة مثل هذه الأجواء على غرار الأمهات والأطفال، وحتى الطالبات الجامعيات.وقامت اللجنة المنظمة بتنظيم عمليات جلوس الأنصار من خلال اعتماد إجلاس الطلبة والطالبات بمدرج خاص بهم، فيما امتزجت حيوية الشباب مع براءة الأطفال، أين تشارك كل طرف في صنع أجواء أخوية جعلت كل من يحضر للملعب يستحسنها، حيث التقطت الجماهير صورا تذكارية. ومع اقتراب موعد انطلاق المواجهة التي جمعت منتخب مدغشقر بنظيره السوداني، بدأ عدد الجماهير يرتفع شيئا فشيئا ليصل إلى حوالي 15 ألف مناصر حسب ما أظهرته الشاشة العملاقة بالملعب، والتي عرفت تفاعلا كبيرا من طرف المناصرين خاصة بعد إظهار صور لهم عبرها.
حضور قوي للعائلات رغم برودة الطقس
وشد انتباهنا تواجد عدد كبير من العائلات والتي فضل أربابها اصطحاب زوجاتهم وأبنائهم الصغار، رغم برودة الطقس، حيث أنستهم تلك الأجواء الفريدة من نوعها درجة الحرارة المنخفضة جدا، إضافة إلى توفر كل المستلزمات بالملعب، على غرار مراحيض الرجال والنساء وأكشاك بيع الأكلات والمشروبات مختلفة الأنواع.
وبعد دقائق انطلقت المواجهة التي عرفت تفاعل الجماهير مع منتخب السودان، وكأنها تناصر منتخبها الوطني، إلا أن ذلك لم يمنعها من التفاعل مع بعض اللقطات الجميلة من لاعبي منتخب مدغشقر الذي كان أقوى وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة استمتع بها الحضور.
وصنع أنصار الأندية القسنطينية الحدث من خلال ترديد أغاني الأندية المفضلة لهم، وكذا الضجة التي أحدثوها باستعمالهم «الفوفوزيلا» و «الدربوكة» وكذا من خلال «لاهولا» أو كما يعرف عند الجماهير المحلية «الموجة»، ما أضفى أجواء جعلت ملعب الشهيد حملاوي من أفضل الملاعب تفاعلا مع المباريات خلال «الشان» الجاري، ورغم أن النتيجة لم تكن كما تمناها العديد من المناصرين، إلا أن تلك الظروف المثالية تشجع على حضور أكبر يوم السبت القادم، موعد آخر مباراة مبرمجة في ولاية قسنطينة. ولم تختلف طريقة الخروج من الملعب عن ولوجه، من خلال مغادرة المتوافدين عبر دفعات في شكل منظم دون حدوث تزاحم كبير، وذلك بفضل العدد الكبير للمخارج، ما جعل عملية إخلاء الملعب تجسد في بضع دقائق، وسط أهازيج من المغادرين تعبيرا منهم عن إعجابهم بما عاشوه في أول حضور لهم لمباريات تخص منافسة إفريقية.
وعند مغادرة الملعب تكررت نفس العمليات التنظيمية التي سمحت بتوفير أجواء مواتية من طرف رجال الشرطة الذين كانوا في انتظار المغادرين وتوجيههم إلى المسالك المخصصة للسير وصولا إلى مركباتهم أو المحطات المقصودة، فيما توجه الطلبة إلى حظيرة ركن الحافلات والتي انطلقت تتابعا نحو مختلف الإقامات الجامعية، دون حدوث أي ازدحام مروري، ليتواصل تواجد الأمن من الملعب إلى غاية حي «جنان الزيتون»، ما منح الأمان للراجلين أو أصحاب المركبات.          ح.ب

الرجوع إلى الأعلى