دعوات للمحافظة على مكاسب «الشان» بقسنطينة

وعد رئيسا بلديتي قسنطينة والخروب، بمواصلة العمل من أجل تحسين المنظر العام للبلديتين، بعد أن اكتستا حلة جميلة أثناء «الشان» جعلت منهما محل ثناء الوفود المشاركة في المنافسة الإفريقية، وكذا من المواطنين الذين استحسنوا كثيرا هذا التغير الجذري بمختلف الأحياء والطرق، لكنهم يبقون مطالبين بالمشاركة في الحفاظ على هذه المكاسب.

روبورتاج: حاتم بن كحول

 عرفت شوارع وأحياء بلديتي الخروب وقسنطينة، تحسنا كبيرا من جميع المستويات خلال الفترة الأخيرة، سواء ما تعلق بالنظافة أو الإنارة العمومية أو تزيين الواجهات، وهو ما أعطى حلة جديدة، بعد تكثيف العمليات والحملات قبل وأثناء منافسات كأس أمم أفريقيا للمحليين «الشان»، فيما يتساءل المواطنون عن إمكانية المواصلة على نفس الوتيرة بعد النجاح الباهر المحقق بمناسبة المنافسة الإفريقية.
وجابت النصر بعض شوارع وأحياء بلدية قسنطينة، أين وقفت على تحسن كبير في مستوى النظافة بالمحاور الرئيسية وكذا الأحياء الواقعة في وسط المدينة، مع تزيين مختلف المناطق التي تعرف حركية كبيرة على غرار محور الدوران الواقع في ساحة «أول نوفمبر»، وعلى طول المحور الممتد إلى نصب الأموات والذي كان قبلة للسياح خلال إجراء هذه المنافسة.
كما تزينت جسور قسنطينة بالأضواء الملونة ما منحها منظرا ساحرا بعد غروب الشمس، أبهر كل ضيف على الولاية، وخاصة وفد المنتخب الملغاشي، ويعرف جسر ملاح سليمان أشغال إعادة تهيئة على مستوى السلالم المؤدية له، ومن المنتظر أن يكون جاهزا في تاريخ 15 فيفري المقبل، حسب ما أوردته خلية الإعلام لولاية قسنطينة عند غلقه، وهو ما سيمكن السياح من الاستمتاع به في ظروف مثالية، خاصة أن تلك السلالم اهترأت كثيرا وأصبحت غير صالحة للاستعمال بسبب تسربات مائية.
وتتواصل أشغال إعادة تهيئة طريق شارع طاطاش بلقاسم، حيث يخضع لعمليات ترميم دقيقة من أجل وضع حد نهائي للانهيارات التي تلحقه في كل مرة، والتي تشكل خطرا على مستعمليه، كما تتواصل أشغال تهيئة بعض الساحات الواقعة في وسط المدينة، وفي بعض الأحياء القريبة منها.
مساحات خضراء جديدة
وقامت بلدية قسنطينة باستحداث مساحات خضراء، لا زالت تعمل على صيانتها إلى غاية اليوم، مع توفير الإنارة العمومية على مستوى عدة نقاط بوسط المدينة وخارجها، ما منح منظرا جميلا لمختلف الطرق والشوارع، وساهم في الصورة الجميلة التي ظهرت بها الولاية خلال التظاهرة الكروية.
وأزالت ذات المصالح عدة أسواق فوضوية وتوسعات عشوائية، على غرار تلك التي أنجزت دون رخصة بمساحة محاذية لساحة دنيا الطرائف، أو بالفضاء المحاذي لسوق بومزو، مع إزالة أكشاك غير مرخصة في عدة مناطق منها المنطقة الصناعية بالما وحي المنظر الجميل وغيرهما، كما سيكون الجمهور الرياضي مطالبا بالحفاظ على الملعب التحفة الشهيد حملاوي، الذي استفاد من تحسينات جعلته يستجيب للمعايير الدولية المعمول بها، وذلك بتفادي تخريب الكراسي والمراحيض وغيرها من المنشآت الجديدة، إضافة إلى ضرورة مواصلة صيانة الأرضيات والمحافظة عليها من طرف مديرية الشباب والرياضة وكذا العاملين بتلك المرافق الرياضية.
من جهتها سارت بلدية الخروب على نفس النهج، وكثفت من حملات النظافة ما مكن من رفع أطنان من القمامة الصلبة والمنزلية من داخل المجمعات السكنية وكذا بالطرق والمحاور الرئيسية، وخاصة تلك المستعملة من طرف المنتخبات التي شاركت في «الشان»، ما منح الأحياء الواقعة في مدينة الخروب والمحاذية لها منظرا جميلا يشرف بلدا يستعد لاحتضان منافسة كأس أمم إفريقيا 2025، كما هو الحال مع شوارع وطرق علي منجلي والتي ظهرت نظيفة طيلة الأسابيع القليلة الماضية.
تدخلات للقضاء على مظاهر الفوضى في الأحياء
كما أزالت بلدية الخروب التوسعات الفوضوية التي قام بها مواطنون على مستوى الطوابق الأرضية، ما جعل عدد العمليات يقارب 1000، إضافة إلى القضاء على التوسعات العشوائية للتجار على مستوى عدة وحدات جوارية بعلي منجلي متمثلة في 6 و 7 و 9، إضافة إلى حملة نزع اللوحات الإشهارية غير المرخصة والتي يفوق عددها 15 ألفا، كان أصحابها يستغلون واجهات وأعمدة كهربائية بمحاور رئيسية من أجل الإشهار غير القانوني.
وخطت بلدية الخروب خطوة كبيرة في إنارة مختلف المناطق والطرق الحيوية، على غرار توفير الإضاءة على مستوى الطريق الرابط بين مدينة الخروب وعلي منجلي مرورا على عدة قرى، فيما استجابت المؤسسة البلدية للإنارة العمومية «أوتراب» لكل طلبات المواطنين من أجل إنارة بعض الأحياء على غرار تلك الواقعة في الوحدات 6 و 7 و 8، ما ساهم في خروج العائلات ليلا لقضاء مختلف حاجياتهم منها التنقل لملعب حملاوي لمتابعة مباريات «الشان».
مكاسب كثيرة حققتها بلديتا قسنطينة والخروب ولكن يبقى على المواطنين المحافظة عليها من أجل المضي قدما نحو أحياء نظيفة وجميلة، خاصة بالتوقف عن سلوكيات سلبية كالرمي العشوائي للقمامة وسط الأحياء والطرق، إضافة إلى تكسير مصابيح الإنارة العمومية وتخريب الأعمدة، وإعادة إنشاء توسعات فوضوية، ما قد يعيد البلديتين إلى نقطة الصفر ويضيع كل المجهودات التي بذلت في سبيل تحسين المنظر العام.وتحدثت النصر مع بعض المواطنين في البلديتين، بداية بالشاب عبد الرحيم الذي يقطن بشارع بلوزداد، حيث أكد أنه يقطن وسط مدينة قسنطينة منذ ولادته، ولم يكن يوما يتوقع أنه سيتجول وسط أزقتها القديمة بعد الساعة السادسة مساء، حيث أصبح بالفعل يدمن على بعض الشوارع للتجول نظرا للتحسين الكبير الذي طرأ على المنطقة، بداية بالنظافة وتوفر الإنارة العمومية والاستمتاع بالمناظر الجميلة وخاصة على مستوى الجسور المعلقة.وأكدت أميرة القاطنة في علي منجلي، أنها استحسنت كثيرا جملة الحملات التي استفادت منها المقاطعة الإدارية علي منجلي، مثمنة ما قام به المسؤولون من مجهودات، إلا أنها حذرت من سلوكات المواطنين التي قد تعصف بكل ما بني منذ فترة ليست بالقصيرة، آملة أن تتم المحافظة على نظافة الشوارع ومواصلة عمليات التحسين على مستوى عدة جوانب.
كما عبر عبد القادر القاطن بالخروب، عن إعجابه الكبير بالتغيرات التي شهدتها قسنطينة، إلا أنه يخشى أن تتوقف مصالح البلدية عن عمليات التحسين التي تمس الأحياء والمحاور، خاصة أن توقيفها سيعيد الأمور إلى سابق عهدها حسبه، مطالبا بالمواصلة على نفس الوتيرة، مع ضرورة تحلي المواطنين بروح المسؤولية من أجل المضي قدما نحو بلدية نظيفة، جميلة ومتطورة.
* رئيس بلدية الخروب مهدي أمين دعاس
عملنا لن يتوقف مع نهاية «الشان» ومشاريع أخرى ستجسد
أكد رئيس بلدية الخروب، أمين مهدي دعاس، في اتصال هاتفي للنصر، أن مصالحه بذلت مجهودات كبيرة من أجل إنجاح التظاهرة الرياضية المتمثلة في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، خاصة أن بلدية الخروب احتضنت كل المنتخبات المشاركة والبالغ عددها ثلاثة، موزعة على منتخب السودان في فندق «الخيام» بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ومنتخبي مدغشقر وغانا في فندق «غولدن توليب»، حيث وفرت بالتنسيق مع السلطات الولائية والوالية المنتدبة كل الظروف المواتية للضيوف.
وأوضح المتحدث أن بلدية الخروب نظمت عشرات الحملات تحسبا لهذه المنافسة، متمثلة في عمليات نظافة وإزالة للتوسعات الفوضوية وتحسين المحيط الحضري والإنارة العمومية وغيرها من النشاطات التي ساهمت في ظهور أحياء البلدية بهذا الشكل.

وأوضح دعاس أن البلدية لن تتوقف عن مثل هذه الأشغال بنهاية «الشان»، بل ستواصل تجسيد المشاريع التنموية المبرمجة ومضاعفة المجهودات والعمل على نفس الوتيرة من أجل بلدية متمكنة في جميع المجالات والقطاعات، متمنيا أن تتم المحافظة على كل تلك المكتسبات والعمل على تطويرها أكثر من طرف المواطنين، موضحا أن المواطن سيكون الفيصل في بقاء مدينته نظيفة ومزودة بالإنارة العمومية وغيرهما من التحسينات التي طرأت على مختلف الشوارع والأحياء.
* رئيس بلدية قسنطينة شراف بن ساري
انطلقنا في تجسيد عمليات أخرى مباشرة بعد نهاية «الشان»
وأوضح رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، أن مصالحه انطلقت أمس الأول في تجسيد بعض المشاريع منها تزويد حي وادي الحد بالإنارة العمومية من نوع «لاد» وهذا مباشرة بعد نهاية «الشان»، حيث أن البلدية ستواصل عملها بشكل عادي بعد انتهاء المنافسة القارية.وقال المسؤول إن كل الأشغال التي أنجزت لم تكن فقط بمناسبة الدورة الرياضية، بل إن تاريخ إجرائها صادف تجسيد عدة مشاريع، موضحا أن البلدية منحت هذه التظاهرة أهمية بالغة لأنها تلعب دورا بارزا ومهما بالنسبة لملف احتضان الجزائر لكأس أمم إفريقيا 2025 خاصة أن الدولة تعول على احتضان هذه المنافسة.
وأضاف بن ساري، أن البلدية ستواصل برنامجها المخطط له منذ مدة، وخاصة بالنسبة للإنارة العمومية من نوع «لاد» حيث تعمل على إنارة 80 بالمئة من أحياء بلدية قسنطينة مع نهاية شهر أفريل أو بداية ماي، مضيفا أن المؤسسات المكلفة باستحداث المساحات الخضراء أنهت عملها على مستوى المحاور الرئيسية والطرق الحيوية، وستتحول الآن إلى المحاور الثانوية.
وأفاد «المير» أن مصالحه ستعود لتركز اهتمامها على وضعية المدارس الابتدائية، والتي تعاني من مشاكل كبيرة، وجب حلها والعمل على تحسين وضيعتها، مضيفا أن بلدية قسنطينة ستتغير كثيرا إلى الأفضل بداية من الصيف المقبل بعد تجسيد مشاريع الإنارة العمومية واستحداث المساحات الخضراء وعمليات التزيين وأشغال إعادة التهيئة بالأسواق المغطاة مثل بومزو وبطو، وكذا بنصب الأموات وغيرها من المناطق.
كما أكد المتحدث أن الأشغال تأخرت على مستوى إعادة تهيئة طريق شارع طاطاش بلقاسم، بسبب مشاكل تقنية، خاصة وأن البلدية تريد أن تكون العملية دقيقة دون أي خطأ من أجل معالجة المشكلة نهائيا، مضيفا أن شارع 19 جوان سيستفيد من أشغال تهيئة إضافة إلى الأنفاق تحت أرضية بساحة «لابريش» وذلك في أواخر شهر جويلية القادم.
وطمأن رئيس البلدية، السكان بأن البرنامج المسطر الخاص بالإنارة العمومية والنظافة سيتواصل، خاصة أن الهدف هو أن تكون أفضل بلدية على المستوى الوطني مع حلول فصل الصيف، مؤكدا أن كل المصالح تعمل بجهد من أجل تحقيق هذا الهدف.
وشكر المتحدث الجماهير القسنطينية كثيرا بعد سلوكها الحضاري بملعب الشهيد حملاوي ومساهمتها في إنجاح التظاهرة الرياضية، مؤكدا أنها تستحق العلامة الكاملة، خاصة بعد إعراب رئيس «الكاف» عن إعجابه بطريقة التشجيع والحضور القوي، مضيفا أن ثقته كبيرة في المواطنين من أجل مساعدة مصالحه في بناء مدينة جميلة والمحافظة عليها.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى