تواكب السوق المحلية لأجهزة التدفئة و التسخين ديناميكية الصناعات الحديثة، من خلال الاستجابة لمعايير الجودة وضمان سلامة المستهلك، عبر تعميم استخدام أنظمة تنبيه   و أمان متطورة تثبت مجانا على الجهاز لتستشعر تسربات الغازات و تضمن توقف المدفأة أو السخان آليا عن العمل  في حال الخطر، وقد نجحت علامات محلية في المنافسة و كسب الرهان كما أكده تجار، أجمعوا في حديثهم مع النصر على رواج الإنتاج الوطني من الأجهزة الكهرومنزلية عموما و ذلك بفضل توفر شرط الجودة.

 ربورتاج / أسماء بوقرن

تلقى أجهزة التدفئة محلية الصنع رواجا في السوق، حسب ما وقفنا عليه خلال جولة قادتنا إلى عدد من نقاط البيع بولاية قسنطينة، حيث أكد تجار مدى الإقبال على اقتنائها مع بداية فصل الشتاء، و الجديد هذا الموسم، هو تسجيل حركية صناعية حديثة في الأجهزة التي تشتغل بالغاز، و بالأخص أجهزة التدفئة و تسخين المياه، إذ قدمت علامات عديدة منتوجات متطورة تتوفر على أنظمة أمان للحفاظ على سلامة المستهلك من التسربات، و أكد تجار على جودتها و منافستها للمنتوجات المستوردة، خاصة في مجال تصنيع المدفآت ويبقى حسبهم، عامل الوعي و الحرص على تجنب الحوادث من مسؤوليات المواطن المطالب بمراقبة نظام التهوية بشكل دقيق.
زبائن يجهلون استخدامات نظام الأمان
و حسب محمد وهو تاجر مختص في بيع الأجهزة الكهرومنزلية و بالأخص أجهزة التدفئة و تسخين الماء، فإن  المنتجات المصنعة محليا تلقى رواجا كبيرا، بعد أن كسبت ثقة الزبون بفضل معياري الجودة و سلامة المستهلك، فضلا عن توفرها على أجهزة تنبيه حديثة، و نظام أمان يثبت في الجهة الخلفية للمدفأة، يقوم بإطفائها آليا بمجرد تسجيل خطر وقد وقفنا فعليا على حجم توظيف هذه الأنظمة في غالبية المدفآت المحلية.
و أوضح تجار تحدثنا إليهم، بأن الإشكال لم يعد مطروحا فيما يتعلق بسلامة الأجهزة  و نوعيتها، بل يرتبط عموما بنقص الوعي لدى بعض المستهلكين، و الإصرار على تركيب أنظمة التدفئة و التسخين بطريقة عشوائية دون الاعتماد على مرصصين متخصصين، مع الإشارة إلى أن هناك زبائن لا يكلفون أنفسهم عناء قراءة كتيب الإرشادات الذي يكون مرفقا مع الجهاز و يعد دليلا مفصل عن كيفية التركيب، وهو ما تؤكده تجارب عديدة مع زبائن أعادوا منتجات اشتروها في أقل من 24 ساعة بحجة العطب، قبل أن يكتشفوا، بأن الخطأ يكمن في طريقة التوصيل، و المؤسف في رأي الباعة، هو أن هناك من يقومون بنزع نظام الأمان المثبت خلف المدفأة، لتفادي انطفائها أوتوماتيكيا.
وقال تاجر، إنه يذكر الزبائن في كل مرة  بأهمية كتيب التوجيهات ويؤكد على ضرورة التقيد بشروط التركيب الصحيحة للجهاز، بداية بوضع المدفأة على أرضية صلبة غير قابلة للالتهاب و ترك مسافة 20 سنتيمترا بينها و بين الجدار، و تركيب قصب دخان معدني قطره 100 ملم، مع وضعه بشكل عمودي بطول متر و 30 سنتيمترا على الأقل ثم وضع رابط، و تجنب الزاوية الحادة في توصيل قطع القصب، مع الحرص على استخدام قبعة عازلة في الخارج     لضمان سلامته الأفراد من جهة، و ليؤدي نظام الأمان دوره من جهة ثانية.  
وأضاف تاجر آخر، بأن حداثة وتطور تجهيزات التدفئة والتسخين الجديدة، كشفت بأن نسبة كبيرة من الحوادث تقع بفعل عشوائية التركيب وليس رداءة الجهاز، واتفق مع زميله على وجود زبائن لا يقرأون كتيب الإرشادات ولا يعرفون حتى طبيعة عمل نظام الحماية المثبت في الخلف، بل و يعتقدون بأن المدفأة معطلة أو بها خلل فيصرون على استبدالها، بحجة وجود عطب و انطفاء الجهاز بعد دقائق من تشغيله، لكن بعد تجريبه في المحل يتضح العكس، و يظهر في النهاية بأن الزبون قام بتركيبه بمفرده أو بالاستعانة بجاره.
وقال إن هناك من يشترون تجهيزات جيدة، ولكنهم عند التوصيل يستخدمون وسائل توصيل و طرد غير مطابقة للمعايير مثل أنابيب «الأكورديون»، التي يمنع استعمالها في المدفآت، و أشار إلى أن كل العلامات المحلية أصبحت مزودة  بأنظمة ترصد انبعاثات الاحتراق غير الكامل للغازات، أما سعرها  فيختلف من علامة إلى أخرى بحسب الجودة و يتراوح عموما  بين 24000 دينار و 36000 دينار.
تحديث ذكـي على أجهزة تسخين المــاء
وقفنا خلال جولتنا أيضا على، تطور نوعية أجهة تسخين الماء جزائرية الصنع، و التي تبدأ أسعارها من 23000 دينار، إلى جانب وفرة الخيارات فيما يخص تجهيزات التدفئة المركزية المصنعة فوق تقنيات جديدة للحماية من تسربات الغاز و الانبعاثات السامة، على غرار أنظمة إنذار تصدر إشارات صوتية و ضوئية للإخطار بوجود خلل ما، كما يتوفر بعضها على لوحة تحكم إلكترونية متطورة، تمكن من التحكم الأمثل في الجهاز و ضبط الحرارة و برنامج التشغيل و إيقاف التشغيل، وحسب تجار تحدثنا إليهم،  فإن هناك اهتماما متزايدا في أوساط المصنعين الجزائريين بتطوير أنظمة السلامة، إلى جانب احتدام التنافس لتحسين الجودة عموما، وهو ما مكن المنتوج المحلي من اكتساح السوق.
المجانية لفرض إلزامية الوقاية

 وأوضح محدثونا، بأن قرار الدولة القاضي بتوفير كواشف التسربات مجانا و تعميم استخدامها على كل الأجهزة، أتى بنتائج إيجابية و حقق فعالية في الميدان، و رجح كفة الأجهزة المحلية على اختلافها في السوق، وقد لاحظنا خلال استطلاعنا لعدد من محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية بحي جبلي بقسنطينة، بأن أغلب أجهزة  التسخين و التدفئة تتوفر على جهاز كاشف للتسربات، يقدم مجانا لكل زبون يقتني مدفأة أو سخان ماء، قصد حمايته من خطر الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.
 كما تلتزم مؤسسة سونلغاز كذلك، بتزويد المواطنين مجانا بأجهزة إنذار صوتية ومرئية، تؤدي وظيفة استشعار الغازات المحترقة، و التنبيه عند انتشارها داخل البيت من خلال إشارات ضوئية أو إنذار صوتي، و هو ما ثمنه مواطنون قابلتهم النصر، بعدد من المحلات بقسنطينة، قالوا، بأن الإجراء سيساهم في رفع الوعي و يزيد من التقيد بشروط السلامة.
و أشارت سيدة بهذا الخصوص، إلى أنها لم تكن تحرص على توفر أنظمة الأمان في أجهزة التدفئة والتسخين بقدر ما كانت تهتم بتصميم المدفأة و مدى تناسقها مع ديكور البيت   إلا أن هاجس الاختناق و لجوء الدولة إلى تعميم الكواشف جعلها تشعر بالخطر و تبحث عن العلامة التي تضمن شروط السلامة، وقد وجدت ضالتها كما عبرت، في منتج محلي الصنع.  لاحظنا كذلك أثناء تنقلنا بين المحلات، بأن هناك تنوعا في علامات كواشف الغاز، وأن بعضها يشتغل بالبطاريات فيما يعمل البعض الآخر على الكهرباء، ولكنها تؤدي في المجمل دورا واحدا هو قياس تركيز غاز أحادي أكسيد الكربون الذي لا لون له ولا رائحة، إذ ينصح  في دليل الاستعمال، الذي اطلعنا عليه، بضرورة استخدام بطاريات ذات جودة عالية   و تجنب تغليف الكاشف، لأن ذلك يعيق عملية رصد انبعاثات الغاز، مع الحرص على تثبيته في الأعلى ليؤدي دوره كما ينبغي.
* بوعلام بزطوط مدير الإدارة العامة بشركة خاصة
نوظف التكنولوجيا لضمان الجودة والسلامة
وحسب بوعلام بزطوط، مدير الإدارة العامة لشركة أطلس المختصة في صناعة الأجهزة الكهرومنزلية بولاية سطيف فإن استراتيجية المؤسسة، تهدف إلى إعطاء ديناميكية أكبر للصناعات الحديثة الخاصة بالأجهزة الكهرومنزلية، بشكل يراعي كل شروط الأمان و السلامة للمواطن.
وقال، إن هناك اعتمادا متزايدا على التكنولوجيا الحديثة لضمان جودة هذه التجهيزات، وبخاصة أجهزة التدفئة و تسخين المياه و المراجل «أجهزة التدفئة المركزية»، حيث يتم سنويا العمل على تحديث أنظمة الأمان و إطلاق منتوجات جديدة في الأسواق تكون مزودة بآلية إنذار فورية لرصد التسربات، تعمل بالإشارات الصوتة و المرئية، مؤكدا بأنها تؤدي دور أساسيا في الحماية، خاصة إذا تقيد المواطن بشروط و توجيهات استعمالها.
و تم هذه السنة كما أضاف، الاعتماد على لوحة تحكم إلكترونية جهزت بها المراجل كمرحلة أولى، للتمكن من التحكم بدقة عالية في الجهاز، حيث  تتوفر  الألواح على نظام برمجة و ضبط للحرارة و وقت تشغيل و إيقاف تشغيل الجهاز، وقد تحصلت هذه الأجهزة على علامة الجودة إيزو 9001.  كما تحصلت على علامة إيزو 45001، و هو تقييم معترف به دوليا لإدارة الصحة و السلامة المهنية، مشيرا إلى أن الأجهزة الكهرومنزلية، تخضع لفحص دوري على مستوى المخبر الجهوي بقسنطينة، إضافة إلى تقييم شركة الموافقة الوطنية و الموافقة الفنية، و هي إجراءات تفرضها الدولة كشرط للحصول على شهادة المطابقة، لضمان استفادة المستهلك من منتج جيد.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى