يستعد المجمع العمومي '' سونلغاز'' للشروع في إنتاج أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكاربون وتسربات الغاز، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، القاضية بتركيبها مجانا للمواطنين، فضلا عن دعوته خلال اجتماع لمجلس الوزراء، لفتح مخابر للمراقبة التقنية والنوعية تابعة للشركة عبر كامل التراب الوطني، تختص في مراقبة الأجهزة الكهرومنزلية للحد من حوادث التسربات التي أودت بحياة المئات من المواطنين في ظرف سنة واحدة.

روبورتاج: عبد الحكيم أسابع

وقد وضعت "سونلغاز" خارطة طريق استعجالية لتصنيع كاشف محلي لأحادي أكسيد الكربون، وجهاز آخر لتسيير الكواشف، حيث تجري حاليا دراسة وتطوير الجهازين بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حسبما كشف عنه للنصر، الناطق الرسمي باسم مجمع سونلغاز خليل هدنة.
خاصية تنبيه و توجيه عن بعد
وتجري هذه الدراسة حاليا على الجهازين الذين بادر بصنعهما وتطويرهما مخبران تابعان لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ويتعلق الأمر بكل من مركز البحث في تكنولوجيا نصف النواقل الطاقوية، الكائن في منطقة الحراش و مركز البحث العلمي والتقني في التحاليل الفيزيائية والكيميائية، المتواجد بمنطقة بوسماعيل ولاية تيبازة، أين تم على التوالي ابتكار نموذج لجهازين، يتمثل الجهاز الأول في اختراع للكشف عن تسرب عدة غازات، من بينها غاز أحادي أكسيد الكربون، من مواد السيليسيوم.
وحسب المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي محمد بوهيشة، فإن هذا الجهاز  يتميز بفعالية عالية، و بأنه مطابق للمعايير المعمول بها دوليا، وقادر على المنافسة في السوق الجزائرية من حيث الجودة و أيضا من حيث السعر الذي لن يتعدى كما قال، 1500 دينار، '' وهو السعر الأدنى المسوق حاليا''، علما أن تصنيعهما في المخبر سيكلف 1500 دينار جزائري.
أما الجهاز الثاني فيقوم كما أوضح، بالتسيير الذكي لأجهزة كشف تسرب الغازات، بما في ذلك غاز أحادي أكسيد الكربون، حيث يمكنه التوقيف الأوتوماتيكي لكل منابع الغاز والكهرباء في المنزل وفتح منافذ التهوية، كما تم تزويد الجهاز بخاصية إرسال إنذار صوتي لصاحب المنزل عن طريق مكالمة هاتفية لإعلامه بتسرب الغاز أو ارتفاع نسبة أحادي أكسيد الكربون، و إضافة إلى خاصية بعث رسالة إلى الحماية المدنية، فيها رقم هاتف المعني وموقع المنزل بدقة ضمانا لسرعة التدخل.
وفي سياق ذي صلة، أكد الناطق الرسمي لسونلغاز أنه سعيا لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، وتحديد طريقة تجسيدها بوضع ميكانيزمات ملائمة، تم توقيع اتفاقية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والشركة المختصة في البحث والتطوير لسونلغاز، في إطار خارطة الطريق الاستعجالية لتصنيع هذا الكاشف من طرف شركة مؤسسة الصناعات الكهربائية والغازية ''ساياغ '' وهي نفس الشركة التي تقوم بتصنيع عدادات الكهرباء ومخفضات الضغط والقواطع بمصنعيها المتواجدين في العلمة بولاية سطيف ووهران، فيما سيتم فتح فرع للشركة بالجزائر العاصمة لصناعة الكواشف وأجهزة الإنذار، بعد أن تتم دراسة وتطوير المنتجين بالتنسيق مع مخبري البحث المشار إليهما، كما أكد المتحدث، أن اللجوء إلى تصنيع هذه الأجهزة محليا يرمي من جهة أخرى، إلى تشجيع الابتكار وتطوير العمالة الماهرة لصنع وصيانة تكنولوجيا الاستشعار.
الجزائر بحاجة إلى 22 مليون كاشف
وحسب تقديرات السيد هدنة، فإن احتياجات الجزائر من كواشف أحادي أكسيد الكربون وتسيير هذه الكواشف تقدر بـ 22 مليون كاشف، حيث سيتم تزويد كل بيت من بيوت الزبائن المربوطين بشبكة الكهرباء والمقدر عددهم بـ 11 مليون بيت بجهازين اثنين، قبل الوصول مستقبلا إلى تزويد كل بيت بثلاث أجهزة كشف وإنذار مبرزا، بأن الاستراتيجية المعدة من قبل سونالغاز، حددت توفير ربع هذه الكواشف محليا سنتي 2023 و 2024، وفق معايير تقنية وجودة عالية مع ضمان مدة صلاحية الكاشف من سنتين إلى ثلاث سنوات.
كما تتضمن خارطة الطريق التي أعدتها سونلغاز، إطلاق مناقصة وطنية ودولية لتسريع توفير هذا الكاشف بالكمية المطلوبة، لأن الكمية المتواجدة في السوق الوطنية لا تفي بالغرض.
ثلاثة مخابر لمراقبة المعـدات وفحص الربط بشبكة الغاز
وتنفيذا لذات التعليمات، قرر مجمع سونلغاز في البداية تجنيد ثلاثة مخابر بكل من ولايات وهران و الجزائر العاصمة و سطيف، لأجل المراقبة التقنية للمعدات التي تكون سببا في انبعاث مونوكسيد الكربون واختناق المواطنين، وذلك كعملية استعجالية تتبع بفتح مخابر أخرى في ولايات عنابة و ورقلة وبشار قبل أن تعمم هذه المخابر على المستوى الوطني.
وحسب الناطق الرسمي للمجمع، فإن العملية جاءت تكملة لتلك التي قامت بها الشركة سنة 2022، من خلال مراقبة تركيب المواطنين لأجهزة وإمدادات الغاز داخل المنازل  وهي عملية مجانية تقوم بها سونالغاز، بناء على اتصال من المواطن على الرقم 3303، ليتنقل تقنيو الشركة إلى العنوان المطلوب بعرض المعاينة و المراقبة التي ستساعد على كشف عن الأجهزة والتوصيلات غير المطابقة، وتحديد كل نقاط الضعف والنقاط السوداء لكي يتم فسح المجال لأخصائي الترصيص بإصلاح الأمور.
وتأسف المتحدث، لضعف تجاوب المواطنين مع العملية رغم مجانيتها و اتساع رقعة التحسيس، وقال بأن المراقبة لا تزال محتشمة و لم يتجاوز عدد الذين اتصلوا إلى الآن بمصالح الشركة الألف زبون من أصل 7 ملايين زبون تتوفر بيوتهم على شبكة الغاز.
وحذر، من حوادث الانفجار المؤسفة التي سبق وأن وقعت بين سنتي 2021 و 2022، بسبب الربط السيئ بشبكة الغاز داعيا كل الزبائن إلى ضرورة التحلي بالوعي و الحيطة وطلب الاستفادة من معاينة تقنيي الشركة.
زيادة في الطلب على أجهزة الكشف
وكانت العديد من القطاعات الحكومية قد أوصت خلال السنوات الأخيرة، بضرورة تجهيز البيوت بأجهزة الكشف عن تسربات الغاز و خصوصا أحادي أكسيد، وذلك بهدف الكربون الحد من حوادث الاختناق، وفي هذا الصدد وجهت وزارة التجارة سنة 2020، تعليمة إلى كل المتدخلين في مجال صناعة و استيراد و توزيع أجهزة التدفئة بالغاز ذات الاستعمال المنزلي تخص إرفاق كل قطعة مباعة بجهاز للكشف عن أحادي أكسيد الكربون مع إدراج قيمته في القيمة الإجمالية للجهاز.
وجاء في نص التعليمة الموجهة للمدراء الولائيين للتجارة آنذاك، أن "هذا الإلزام يأتي نزولا عند التوصيات المنبثقة عن أشغال الفوج الوزاري المشترك المكلف بمراقبة الواردات و مكافحة التقليد طبقا لتعليمات السيد الوزير الأول''.
من جانبه، كان وزير الصناعة أحمد زغدار، قد دعا في آخر زيارة له إلى  ولاية برج بوعريريج، المنتجين المحليين إلى الشروع في إنتاج أجهزة كشف محلية عن تسربات أحادي أكسيد الكربون، وذلك بعد قرار رئيس الجمهورية المتعلق بتزويد العائلات بهذه الأجهزة ، وهي دعوة أكد عليها زغدار خلال إشرافه على افتتاح معرض حول تصدير المنتجات الكهرومنزلية والمعدات الإلكترونية بمعية وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق، وذلك في أعقاب إعلان سونلغاز عن الشروع في إطلاق مناقصة لاقتناء 22 مليون جهاز  عالي الجودة و بمعايير دولية.
تجدر الإشارة، إلى أن أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون المنزلية، شهدت خلال الفترة الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين، خصوصا في فترة التقلبات الجوية، فيما يحرص التجار على تقديمها مجانا عند بيع المدفآت، في انتظار بداية تزويد المنازل بهذه الأجهزة من قبل مجمع سونلغاز، تطبيقا لتعليمات الرئيس.
ومن خلال معاينة أجريناها في سوق "الحميز" بالجزائر العاصمة وعدد من المحلات الكبرى المتخصصة في تجارة الأجهزة الكهرومنزلية، أظهر التجار حرصهم على تحسيس المستهلكين بأهمية وجود كاشف أحادي أكسيد الكربون في المنزل، مع إرشادهم حول الطريقة الصحيحة لتركيبه و حول أهمية التهوية.
وأكد تجار للنصر ، تزايد الطلب على الكواشف في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى تراجع المخزون في السوق التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الصين، وهي كواشف يوجد منها عدة أنواع، حيث تتوفر أجهزة تشتغل بالبطاريات وأخرى بالكهرباء، مع وجود كاشفات تتوفر على منبهات مرئية وصوتية وأخرى تعطي نسبة آنية لانتشار الغاز في المنزل وأخرى تعمل على الغاز الطبيعي والمحروق في الوقت نفسه.       
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى