* الإنتاج الوطني يحصي 360 صنفا من التمور
أكد منتجون ومصدرون وخبراء أن ‹› دقلة نور الجزائرية ‹› تحتل صدارة أجود التمور العالمية، وأن الطلب العالمي عليها في تزايد، رغم المنافسة الشديدة التي تواجهها، في مختلف الأسواق العالمية، ومحاولات بعض اللوبيات التضييق عليها، مشددين في هذا الصدد على ضرورة العمل على التعريف أكثر بالتمور الجزائرية ومشتقاتها عن طريق تنظيم المعارض والمشاركة في مختلف التظاهرات المتخصصة عبر العالم.

إعداد: عبد الحكيم أسابع

وأبرز عدد من المنتجين والمصدرين والخبراء الذين اتصلت بهم النصر، أن الإنتاج الوفير والنوعي، ذي الجودة العالية، المشهود لها في كل الأسواق العالمية، الذي تمكن من دخول أكثر من 70 بلدا خلال السنوات الأخيرة، قادر على تحقيق الهدف المسطر لدخول عدد مضاعف من الأسواق العالمية أواخر السنة المقبلة، نظرا للطلب المتزايد على التمور الجزائرية، وخاصة ‘’ دقلة نور’’، التي تفوقت من حيث الجودة على التمور السعودية والعراقية والإيرانية، في سلم مقاييس الجودة العالمية، إذ يتسم التمر الجزائري بمنظره الشفاف ومذاقه الحلو، ولونه الذهبي وملمسه الطري، وهو ما جعله محل طلب واسع عالميا.
وبحسب الأرقام المتداولة أن الجزائر تصدر نحو 75 دولة وتستهدف رفع عدد الدول بنهاية 2024 إلى 150 دولة لتبلغ القيمة الإجمالية للتمور المصدرة ما لا يقل عن 250 مليون دولار، سيما بعد أن تضاعف عدد المصدرين إلى ما لا يقل عن 365 مصدر، حسب آخر الأرقام الرسمية التي نشرها قطاع التجارة.
قدرات وإمكانيات كبيرة لمضاعفة حجم صادرات التمور الجزائرية
وفي هذا الصدد أكد الخبير والمستشار، المتخصص في قطاع التمور، علي جودي، أن الجزائر تمتلك قدرات وإمكانيات هائلة، لمضاعفة حجم صادراتها بالنظر إلى وفرة الإنتاج الوطني من هذه المادة التي تنتج حوالي 1,2 مليون طن من التمور سنويا، مشيرا إلى أن الجزائر المصنفة في المرتبة السابعة في قائمة مصدري التمور عبر العالم، تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث حجم الإنتاج.
وفي سياق ذي صلة ذكر المتحدث وهو مدير سابق للديوان الوطني للتمور، أن الجزائر تتوفر اليوم على أكثر من 20 مليون نخلة على مستوى 17 ولاية منتجة للتمور بفضل الاستثمارات الكبيرة التي جاءت نتيجة الاستثمارات الناتجة عن الدعم الفلاحي، بعد أن كان عددها لا يتجاوز الـ 8 ملايين نخلة في الثمانينات، مشيرا إلى أن عدد أنواع التمور المنتجة تقدر بحوالي 360 نوع إلا أن أشهرها – كما ذكر – هي ‹› دقلة نور، والغرس، والدقلة البيضاء، وطاف زوين، ومش دقلة وتيميسين، وتمجهورت››.
وإن كانت دقلة نور التي تنتج في أربع ولايات ( بسكرة وورقلة ووادي سوف وغرداية)، تعتبر الأشهر، فإن السيد جودي يقترح التعريف بالأنواع الأخرى عالميا وهي الأنواع التي تلقى رواجا كبيرا في الأسواق الإفريقية التي تدخلها عن طريق المقايضة.
من جهته أكد السيد بابزير عومر وهو من كبار منتجي التمور في ولاية ورقلة، ورئيس تعاونية المنتجين، أن التمور الجزائرية، سيما الموجهة للتصدير وتلك الموجهة للمقايضة مع البلدان الإفريقية، ذات جودة عالية وقدرة تنافسية كبيرة، مشيرا إلى أن الكثير من البلدان المنتجة للتمور أعربت في أكثر من مناسبة عن رغبتها في الحصول على شتلات النخيل الجزائرية، من أجل تطوير إنتاجها، مبرزا أن النخيل الجزائري يقدم إنتاجا وفيرا بمعدل 80 كلغ لكل نخلة ما يجعل المنتوج السنوي يقدر بـ 16 مليون قنطار.
وبخصوص الهدف المسطر من أجل دخول التمور الجزائرية إلى 150 بلد عبر العالم من هنا إلى أواخر 2024، أكد المتحدث أن ذلك ‹› ممكن جدا ‹› ويتطلب العمل باستمرار على التعريف بالتمور الجزائرية ومشتقاتها عن طريق تنظيم المعارض والمشاركة في مختلف التظاهرات عبر دول العالم، والترويج للتمور الجزائرية على أوسع نطاق.
ضمان مرافقة لصيقة للمنتجين والمصدرين كفيل بتطوير الصادرات
يشترك المنتجون والمصدرون والخبراء في دعوة السلطات العمومية ومن خلالها الوكالة الوطنية للتجارية الخارجية لتقديم المزيد من المرافقة والدعم للمصدرين الجزائريين سيما في مجال الترويج للتمور الجزائرية على نطاق واسع من خلال كل التظاهرات والفضاءات الدولية المتاحة، ودعم النقل، إلى جانب الدعوة لتنظيم شعبة التمور لحمايتها من السماسرة والدخلاء، التي أساءت لهذا القطاع الهام من النشاط الذي تراهن السلطات العمومية لأهميته في رفع حجم الصادرات خارج المحروقات باعتبار أنه منتوج استراتيجي يزيد في رفعة سمعة الجزائر عاليا.
ويقترح المنتج والمصدر، مسعود خرف الله، في ذات السياق إنشاء دواوين متخصصة من أجل تصنيف التمور وتسقيف أسعارها، لسد الطريق أمام المضاربين وحفاظها بالتالي على أسعار تنافسية في الأسواق الجزائرية.
كما اقترح تشجيع البحوث الرامية لإيجاد الحلول وإنتاج المبيدات المحلية المناسبة لمواجهة الأمراض التي تصيب النخيل وتؤثر على حجم الإنتاج ونوعيته.  
ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني بهذا الخصوص أن الجزائر التي تحقق سنويا أرقاما تلامس 200 مليون دولار من مداخيل صادرات التمور، قادرة على تحقيق مداخيل مضاعفة بتضافر جهود الجميع من خلال تقديم مرافقة أكبر للفلاحين المنتجين للتمور، من خلال دعم أسعار الأسمدة والمبيدات التي تضاعفت أسعارها في السوق العالمية – كما ذكر، مبرزا أهمية مساعدتهم في حفر الآبار الارتوازية لمواجهة الجفاف الذي يهدد هذه الثروة.
كما أكد الأستاذ سليماني على الحاجة الماسة لمرافقة المصدرين في تسويق التمور الجزائرية من خلال تمكينهم من تمثيل الجزائر في المعارض المتخصصة في أوروبا وآسيا وفي البلدان الإسلامية، ومساعدتهم في ذات السياق في تنظيم معارض للتمور تجوب العالم. كما اقترح ذات الخبير السعي لتوفير طائرات شحن لمساعدة المصدرين ومن خلالهم المنتجين لدخول المزيد من الأسواق الدولية للتمور التي يزداد طلبها على ‹› دقلة نور ‹› لجودتها الكبيرة.

وقال ‹› إن الجزائر قادرة على تحقيق قفزة نوعية في صادرات التمور إذا ما بادرت بتوفير طائرات شحن مكيفة، تتوفر على شروط التبريد، من أجل ضمان تلبية مختلف الطلبيات لأي بلد في الوقت المطلوب نظرا للثقل الكبير في النقل البحري رغم أهميته››، مضيفا ‹› إن المنافسة الدولية الشديدة في سوق التمور وخاصة من طرف بعض البلدان التي تسوق التمور الجزائرية كأنه منتوج محلي لها، تتطلب نظرة استراتيجية، وبحث عن كل الحلول التي تتوافق مع التقدم الذي تم إحرازه في مجال اللوجيستيك باعتبار أن زبائن اليوم يطلبون سرعة توصيل المنتوج››، معتبرا أن الجزائر قادرة على توفير طائرات الشحن المناسبة لغزو الأسواق الأوروبية والعربية و الآسياوية، كماليزيا وأندونيسيا وغيرهما››.
وأضاف بأن اللجوء لوسائل النقل المتطورة يتطلبه انضمام الجزائر للأسواق الحرة عربيا وإفريقيا وأيضا انضمامها المرتقب لبعض التكتلات الاقتصادية للحفاظ على مكانتها وضمان مكانة ولائقة بمنتوجاتها النوعية كالتمور، التي جعلت بلدا كبيرا كالولايات المتحدة الأمريكية يسمي بعض مدنه باسم ‹› بسكرة ‹› و ‹› طولقة ‹›.
وحرص الخبير الاقتصادي، عبد القادر سليمان إلى الإشارة  إلى أهمية السعي إلى مضاعفة أرقام تصدير التمور الجزائرية التي بلغت أكثر من 76 مليون دولار خلال سنة بقيمة إجمالية بلغت 79 مليون دولار، مشيرا إلى أن الأرقام الرسمية تتحدث بأنه على مدار السنوات الخمس الأخيرة، بلغ متوسط الصادرات الجزائرية من التمور 66.4 مليون دولار.
دعوة للترويج لمشتقات التمور الجزائرية في السوق العالمية
يؤكد متعاملون في الميدان على أهمية دعم نشاط  مشتقات التمور والصناعة التحويلية المتعلقة بها في ترقية صادرات الشعبة، بالنظر لتنوع منتجاتها ووفرتها الكبيرة، وجودتها.
و في هذا الصدد دعا مُصدر التمور، عزيز قدور،  إلى ضرورة التعريف بمشتقات التمور في الأسواق الدولية نظرا لوفرتها، على غرار معجون التمر ومشروب التمر، وعسل التمر وخل التمر وفارينة التمر وغيرها من المشتقات ذات النوعية والجودة.
وأكد في هذا الصدد باعتباره صاحب مصنع للتحويل إلى أهمية حماية المنتوج الوطني من التمور من التهريب، الذي قال أنه يتعرض لنزيف كبير على أيدي مهربين عبر مختلف الحدود الشرقية والغربية والجنوبية وقال إن التهريب لا يتوقف فقط على دقلة نور وإنما يشمل أيضا الأنواع التي توجه للتحويل.
وبعد أن حذر من أن النزيف الكبير في النوعية الموجهة للتحويل أضر كثيرا بنشاط الوحدات الإنتاجية، دعا هذا المُصدر، بالمناسبة إلى ضرورة الاهتمام بجودة التغليف، والتعليب، سواء بالنسبة للتمور أو مشتقات التمور التي توجه للتصدير من أجل إبراز جودة المنتوج الجزائري الحامل لعلامة مسجلة ‹› صنع في الجزائر››.
كما دعا إلى التضييق على المصدرين ‹› الدخلاء ‹› الذين لا يحترمون مقاييس الجودة في التوضيب والتغليف التي قد تسيء. واقترح بالمناسبة إخضاع كل الشحنات التي يتم تصديرها من التمور الجزائرية  إلى التحاليل المخبرية في النقاط الحدودية البحرية والجوية من أجل الحيلولة  دون تمرير أي نوعية ‹› غير مطابقة ‹› قد يحاول المصدرون الدخلاء تصديرها والإساءة من خلالها للمنتوج الجزائري الأصيل الذي لا يمكن التشكيك في جودته، وحتى لا يتم منح الفرصة كما قال للوبيات التي تريد محاصرة المنتوج الجزائري.

الرجوع إلى الأعلى