ديوان المطبوعات الجامعية يخوض تجربة إصدار الكتب المرجعية

يخوض ديوان المطبوعات الجامعية، في الفترة الأخيرة، تجربة إصدار الكتب المرجعية باعتبارها أداة أساسية في المسار التعليمي والتكويني للطالب، و وسيلة لتوحيد محتويات التعليم الأساسية، إلى جانب توحيد مسارات التكوين على المستوى الوطني في مختلف التخصصات، وذلك في إطار المبادرة التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي تأتي أيضا، في وقت يعزز فيه الديوان مسار النشر الإلكتروني.

   روبورتاج  : عبد الحكيم أسابع

إطار مرجعي لتعزيز التكوين الأساسي وتطوير المعارف
 من شأن مبادرة إصدار الكتب المرجعية، حسب مدير النشر لديوان المطبوعات الجامعية صالح طلاش، أن توفر إطارا مرجعيا هاما للأسرة الجامعية لتعزيز التكوين الأساسي وتطوير معارف الطلبة في إطار منهجي منظم، منذ السنة الأولى، لاسيما وأن العملية تعتمد على تطوير برامج التعليم وفقا لمستجدات العصر، مشيرا إلى أن المشروع يحظى بعناية خاصة باعتبار أنه يلبي رغبة ملحة للطالب والأستاذ معا، ويحقق أهم الأهداف التي أنشئ على أساسها ديوان المطبوعات الجامعية الذي احتفل مؤخرا بذكرى مرور 50 سنة على إنشائه، والمتمثلة في توفير كل المصادر والمراجع وفي كل التخصصات.
وفي هذا الصدد كشف السيد طلاش، في مقابلة خص بها جريدة النصر، أن الديوان أصدر مؤخرا، تحت إشراف الوكالة الموضوعاتية للبحث العلمي، خمسة كتب مرجعية، تتضمن الدروس المرجعية المقررة للطالب الجامعي في مختلف التخصصات، في إطار المسعى الرامي لتلبية احتياجات العمل البيداغوجي وجعلها مصادر أساسية للمعلومات والمواد التعليمية المختلفة التي تدخل في تكوين الطالب الجامعي في مختلف المستويات والتخصصات.
ويرجى من المبادرة القطاعية التي تشرف على تجسيدها الوكالة الموضوعاتية للبحث، تثمين جهود الأسرة الجامعية والباحثين وتعزيزها من أجل الاستفادة من خبراتهم ضمن مشاريع تشاركية تعاونية لإنجاز مؤلفات مرجعية لدروس المواد والمقاييس الأساسية.
ومعلوم أن كل وكالة من الوكالات الموضوعاتية المنتشرة عبر الوطن، متخصصة في مجال معين و هي على التوالي: الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة، والمختصة في كتب العلوم التكنولوجية والوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية متخصصة في كتب العلوم الإنسانية والوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الطبية المتواجدة في ولاية وهران، وهي متخصصة في كتب العلوم الطبية.
وأشار ذات المسؤول إلى أن الديوان قد طبع إلى الآن ثلاثة كتب مرجعية في مجال العلوم الإنسانية، ضمن الدفعة الأولى من سلسلة المؤلفات المرجعية الجامعية التي أصدرتها الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، حيث شملت ثلاثة عناوين في التخصصات التالية: المدخل إلى علم أصول الفقه، والمحاسبة المالية، و مدخل إلى علوم التربية.
أما في مجال العلوم التكنولوجية فقد تم إصدار عنوانين في الإعلام الآلي والفيزياء، إلى جانب كتب أخرى.
 وقد تم حسب ذات المسؤول، طبع 10 كتب مرجعية خاصة بالسنوات الأولى والثانية والثالثة والرابعة، ضمن مشروع يتضمن 45 كتابا مرجعيا، مشيرا إلى أن الكتب المرجعية لقيت إقبالا كبيرا من قبل الطلبة خلال الطبعة الـ 26 من صالون الجزائر الدولي للكتاب التي تم تنظيمها بقصر المعارض في الفترة الممتدة من 25 أكتوبر إلى  4 نوفمبر 2023.
50 سنة في مجال نشر وطبع و توزيع الكتب والركائز التعليمية

ديوان المطبوعات الجامعية، هو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي تجاري تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تتكفل بنشر وطبع وتوزيع الكتب والركائز التعليمية الجامعية.
 أنشئ ديوان المطبوعات الجامعية سنة 1973 وبدأ العمل رسميا سنة 1975 لسد حاجيات الطلبة بصفة خاصة والأسرة الجامعية بصفة عامة.
وللديوان، يضيف المتحدث، العديد من المهام حيث يقدم عدة خدمات، من أجل تحسين نوعية العمل البيداغوجي، انطلاقا من بنية الأسعار التي تسمح للأسرة الجامعية من الاستفادة منها.
 ومن خلال ذلك، فإن ديوان المطبوعات الجامعية مكلف بعدة مهام ويقوم بعدة أنشطة تتمثل أساسا في نشر وطبع المطبوعات والمؤلفات والمجلات والوثائق وكل الركائز التربوية والتعليمية لصالح المؤسسات الجامعية وبأسعار « تنافسية›› وفي متناول كل مكونات الوسط الجامعي.
كما يضطلع بتطوير وتوسيع شبكة التوزيع بفتح المزيد من المكتبات ونقاط البيع في وسط الحرم الجامعي، وبهذا الصدد يشير ذات المسؤول إلى أن للديوان 54 نقطة بيع أغلبها داخل المؤسسات الجامعية ماعدا في المدن الكبرى كالجزائر العاصمة و قسنطينة ووهران أين تتواجد مكتبات خارج المؤسسات الجامعية على غرار المكتبتين المتواجدتين بشارع ديدوش مراد وساحة أودان على التوالي بوسط العاصمة، وهي المدن الثلاث التي تحتوي على ثلاث مديريات جهوية.
كما افتتح الديون قبل حوالي أسبوعين نقطة بيع جديدة على مستوى كلية العلوم الطبية في «شاطونف» بالأبيار.
ومن بين مهامه أيضا، يتولى ديوان المطبوعات الجامعية، يضيف السيد طلاش،  شراء حقوق إعادة طبع المؤلفات ذات الأهمية البالغة للأسرة الجامعية من أجل ضمان تطوره وتحسين مستوى ونوعية الأساتذة وبالأخص استحداث المعارف.
كما يتكفل الديوان بتثمين نتائج البحث عبر ترقية ونشر وتوزيع أعمال بحوث مخابر ووحدات ومراكز البحث الوطنية، إلى جانب الرسائل الجامعية التي توصي لجان المناقشة بنشرها نظرا لقيمتها العلمية، مع الإشارة أن أصحاب هذه الرسائل لا يتلقون حقوقا للنشر على خلاف المؤلفين الآخرين.
وبخصوص الرسائل الجامعية التي تتم تزكيتها، فيتم تنقيحها قبل الطبع من طرف أصحابها من خلال الاحتفاظ فقط بالمادة العلمية دون التفاصيل الأخرى المرتبطة ذات الطابع التقني والمنهجي المرتبطة أساسا بالبحث العلمي.
ومنذ نشأته أصدر ديوان المطبوعات الجامعية إلى اليوم حوالي 5000 عنوان في التخصصات الأربعة الرئيسية وهي، العلوم الدقيقة والعلوم والتكنولوجيا والعلوم الطبية والعلوم الإنسانية بكل فروع هذه التخصصات.
وبخصوص من يحق لهم نشر أعمالهم من خلال الديوان يؤكد المتحدث بأنه يحق لكل أساتذة مختلف مؤسسات التعليم العالي ومخابر ومراكز البحث العلمي أن يقوموا بالنشر داخل الديوان، إذ يقوم الديوان – كما أضاف -  بنشر كل أعمال المؤلفين الذين يشاركون في تحسين مستوى التعليم العالي والذين تتطابق مواضيعهم مع المحتوى البيداغوجي للتعليم العالي والبحث العلمي الجزائري.
وبخصوص إجراءات النشر في ديوان المطبوعات الجامعية، فيتعين حسب المسؤول المباشر، عرض كل المخطوطات على المجلس العلمي للكلية المعنية بأي مشروع في تخصص معين من أجل المصادقة عليها.
أما في حالة المؤلف الذي يحوز على رتبة أستاذ التعليم العالي فيقوم هو بتوقيع تقرير الدراسة مع إحضار نسخة من قرار التنصيب في رتبة أستاذ  وإحضار نسخة إليكترونية ونسخة مطبوعة على الورق وبكافة المعلومات.
وحول عدد الإصدارات التي يتم طبعها سنويا أوضح المتحدث أنها تتراوح بين 70 إلى 80 عنوانا وبإضافة العناوين التي تتم إعادة طبعها يصل مجموع هذه العناوين التي تطبع سنويا إلى 180 و 200 عنوان.
ويحرص ديوان المطبوعات الجامعية على نشر الكتب العلمية التي تواكب التطورات العلمية والتكنولوجيات الحديثة، وفي هذا الصدد فمع تطور تقنية العمليات الجراحية بالمنظار، حرص عدد من الأساتذة الباحثين على مواكبة هذا التطور الحاصل بعدد من الإصدارات كما تم في ذات السياق تأليف كتابين حول النانو تكنولوجي في 2015 فيما ننتظر إثراء رصيد الديوان بمؤلفات حول الذكاء الاصطناعي وهو المجال الذي مازال بحاجة إلى اهتمام خاص.
من جهة أخرى فإن للديوان علاقات شراكة مع عدد من دور النشر الأجنبية ترمي للإصدار المشترك للكتب والمراجع إلى جانب شراء حقوق إعادة طبع المؤلفات ذات الأهمية البالغة للأسرة الجامعية التي تساهم في ضمان تحسين وتجديد مختلف المعارف للطالب والأستاذ في مختلف التخصصات، سعيا لتحسين نوعية العمل البيداغوجي.

وفي هذا الصدد  فإن للديوان مشاريع طبع مشترك مع دار النشر الفرنسية المعروفة ‘’لارماتون’’ وأيضا مع ديوان المطبوعات الجامعية الفرنسية، وأشار إلى أنه يرتقب أن يرى النور إصداران جديدان في إطار النشر المشترك قريبا.
ولتحقيق ذات الأهداف المشار إليها فإن الديوان يعمل على ترجمة أهم الكتب التي يحتاج إليها الأساتذة والطلبة سواء من الإنجليزية إلى العربية أو من الإنجليزية إلى الفرنسية، وتم في هذا الصدد ترجمة ثلاثة كتب في العلوم الصيدلانية من أجل إكساب طالب الصيدلة معلومات حديثة و مهارات واسعة و متنوعة في مجال تخصصه.
ويحرص الديوان في مجال الترجمة،حسب مسؤول النشر بهذه المؤسسة، على التعامل مع مترجمين محترفين لاسيما في مجال الترجمة من الفرنسية إلى العربية، مشيرا إلى أن ثمة جيل جديد من المترجمين الذين يتعاقد معهم الديوان ذوي مستوى عال في هذا المجال.
مكتبة رقمية  مجانية من  3000 عنـــــــــوان للطلبــــــــــــــة
يضع ديوان المطبوعات الجامعية تحت تصرف الأسرة الجامعية مكتبته الرقمية الجامعية التي تغطي كافة التخصصات، وما على الطالب أو الأستاذ إلا التوجه إلى المكتبة المركزية لجامعته لفتح حساب ثم تفعيله على مستوى مصلحة البحث الببليوغرافي للاستفادة من خدمات هذه المكتبة التي تضم اليوم ما لا يقل عن 3000 عنوان.
وتمت الإشارة في هذا الصدد، إلى أن بالإمكان تثبيت التطبيق الخاص بمكتبة « اقرأ »على الهواتف النقالة.
و أوضح مدير النشر للديوان، بأن إنشاء المكتبة الرقمية تم لأول مرة وبشكل تجريبي في 2020، مع بداية الأزمة الصحية وكانت تحتوي آنذاك 1600 عنوان، في مختلف التخصصات، إلى جانب جزء من البحوث والوثائق الموجهة للبحث البيداغوجي الخاصة بالطلاب في مرحلة الليسانس وكذلك مرحلة الماستر، وجزء آخر موجه لكافة المستخدمين أو بمعنى آخر إلى الجمهور العام.
أما المكتبة الرقمية الحالية فتم إطلاقها حسبه، في 2021، مشيرا أن عملية فتح هذه المكتبة الرقمية، خطوة مهمة تم اتخاذها في إطار اعتماد الديوان على الرقمنة.
وأبرز بالمناسبة، أن أي مؤلف أو باحث بإمكانه إصدار أي كتاب إلكتروني لفائدة المكتبة، مع الاستفادة من حقوق المؤلف تماما كما يتم الحال بالنسبة للنشر التقليدي الورقي.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  كانت قد نصبت في أفريل 2021، أعضاء أول مجلس علمي لديوان المطبوعات الجامعية، وهو المجلس الذي أوكلت له مهمة إعطاء دفع جديد للمطبوعات الجامعية ذات الجودة العلمية المؤكدة، وكذا تفعيل كافة الآليات التنظيمية والمؤسساتية الكفيلة بتحسين تأطير آليات دراسة وانتقاء المحتوى العلمي التعليمي والبيداغوجي موضوع النشر من قبل ديوان المطبوعات الجامعية والموجه للأسرة الجامعية.

الرجوع إلى الأعلى