الولجــــة.. بـلديـــة معلّقــة علـى ضفــــاف وادي الـعـرب

إلى أقصى الجنوب الغربي من مدينة خنشلة، استقر الآلاف من السكان بمنطقة ريفية تقع أسفل تضاريس جبلية وعرة على ضفاف وادي العرب الشهير، حيث كونوا مجتمعا متماسكا منذ زمن بعيد، وفضلوا العيش بالمكان واحتراف الفلاحة و الرعي، لكن المجتمع الصغير ظل يكبر ويتوسع، ونسي الإنسان نفسه فيها ونسي أيضا  أن العالم يتطور باتجاه بوصلة الشمال، و أن للطبيعة قسوة قد تحول مساحات واسعة من الواحات وأشجار الزيتون إلى أطلال  والمروج والجنان الخضراء الواقعة على السفوح إلى أودية سحيقة، يكاد ما تبقى فيها من الزرع أن يلفظ أنفاسه.
روبــورتــاج: لقمــان قـــوادري
عبر طريق جبلية ضيقة مهترئة وكثيرة المنعرجات، تنقلنا ببطء إلى بلدية الولجة  الواقعة على مرمى حجر من عاصمة الزيبان، حيث تعد من أفقر بلديات خنشلة والتي لطالما ارتبطت  حياة  واستمرارية الإنسان فيها بجريان مياه واد العرب، الذي يعتبر بالنسبة لسكانها شريانا وعصبا اقتصاديا، تستحيل الحياة دونه.

في أسفل الجبال شبه الصحراوية، ينتظر أزيد من أربعة آلاف نسمة المنحدرين من عرشي أولاد يملول و أعمران تغير الأوضاع ، عندما تباشر الآليات الضخمة  تشييد السد الكبير، الذي سجل قبل سنوات ولم تسطع شمسه إلى اليوم، فليس لسكان الولجة اليوم سوى مطلب ماء يروي عطش النخيل و أشجار الزيتون و يعيد إحياء الأرض بعد موتها، فبصيص الأمل ما يزال قائما لدى الشباب الذين قرروا المرابطة في أرض الأجداد.
 النصر زارت بلدية الولجة، التي لا تتجاوز مداخيلها السنوية سقف 10 ملايين سنتيم، ويتنقل أطفالها يوميا إلى بسكرة في ظروف صعبة لطلب العلم، حيث عاينت مشاكل السكان الإجتماعية و الإقتصادية ، كما تحدثت إلى رئيس البلدية  عن الآفاق وفرص الشباب في المستقبل لحلحلة مشاكل المنطقة وإخراجها من الفقر والعزلة القاتلة.
بيوت مهترئة وشوارع شبه خالية  
في يوم مشمس من شتاء جانفي، دخلنا الولجة،  التي هي عبارة عن تجمع سكاني يقع في منحدر تحيط به الجبال وواحات النخيل من كل جانب، كانت تبدو وأنها خالية من السكان لاسيما الشباب والأطفال ، لم نر  سوى مجموعة من المسنين وهم جالسون أمام أحد المنازل، فيما كان البعض منهم متكئا على جدار بالقرب من دار البلدية، غالبية طرقاتها  ضيقة وعبارة عن ممرات ترابية غير معبدة، جل أحيائها عبارة عن مجموعة من البيوت التقليدية جدا ،غير مكتملة و ليست متجانسة، وأخرى شيدت أسقفها بالترنيت والقرميد القديم ، و ما تزال العشرات من المنازل المشيدة بلبنات من الطين والحجارة شاهدة على حقب ماضية من الزمن، عدد الدكاكين قليل جدا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أما وسائل النقل فهي منعدمة تماما ولا توجد محطة للمواصلات، وقاطنو المنطقة يعتمدون على سيارات «الكلونديستان» في التنقلات.  
سد الولجة.. نقطة ضوء وسط ظلام حالك
كان كل شيء يبدو جيدا بالنسبة لسكان الولجة ، فقد كانت صور المياه الجارية و النخيل الباسقة وكذا أشجار الزيتون الرومانية الصامدة، تغني عن كل شيء، عن حر الصيف وقر الشتاء عن العزلة وحتى عن الجهل و التوقف المبكر عن الدراسة، فالمنطقة كانت تطعم من خيراتها جميع سكان القرى والمدن القريبة منها ويذكر السكان ، بأن المجاعة التي ضربت مناطق عديدة قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، لم تتمكن من ولوج الولجة، إذ أنها أنقذت مئات الأرواح بل الآلاف من موت أكيد،  لكن المشاكل بدأت في السنوات الأخيرة بعد أن توقفت خيرات السماء عن السقوط ونضبت مياه وادي العرب.
بعد دخولنا إلى واحات المنطقة، برفقة عدد من المواطنين ورئيس البلدية وبعض نوابه، لاحظنا بأن آثار  رصاص الجيش الاستعماري ما تزال مرتسمة على جذوع العديد من أشجار النخيل، حيث كانت تلك الواحات حارسة للثورة وملاذا آمنا للمجاهدين يحتمون فيه  ويعقدون به إجتماعاتهم، وأكد لنا مرافقونا بأن هذه الواحات تتوفر على 57 ألف نخلة ، وعدد مماثل تقريبا من أشجار الزيتون الرومانية المعروفة بجودة منتوجها،  فيما وقفنا أيضا على العشرات من الأشجار المثمرة وحتى النخيل  الميتة بسبب العطش، الجميع بذلك المكان  يعمل بإمكانيات بسيطة وبدائية جدا يجلبون المياه من أماكن بعيدة عبر سواقي هشة تكاد أن تندثر مع مرور الزمن ،  يقول أصحاب تلك النخيل بأن  طولها يقدر بحوالي 48 كيلومترا.
قبل سنوات تولدت فكرة لدى مسؤولي خنشلة، تتمثل في تشييد سد لحجز مياه واد العرب وتجميع مياه الأمطار بداخله، ما أدخل الغبطة والسرور على سكان المنطقة، حيث انطلقت الدراسة به وتم تحيينها لكن الغلاف المالي المعتمد للعملية جمد من طرف الحكومة بسبب الأزمة المالية التي مست البلاد، قبل أن يعود الأمل مجددا بعد تصريحات وزير الموارد المائية في زيارته للولاية، إذ أكد بأن الأشغال ستبعث في العام الجاري بعد رفع التجميد عنه، وهو ما أنسى الفلاحين بعض هموم الجفاف والخسائر التي تكبدوها، إذ يعتبرون هذا الحلم نورا قد يعيد الأمل في الحياة بعد ليلة طويلة من الظالم الحالك.  
30 ألف نخلة وزيتونة رومانية تموت  
ما يزال جني الزيتون متواصلا رغم العزلة و الفقر، فعلاقة الإنسان بالشجرة علاقة روحية لا يفهمها غيره فهي الأم والرفيق وقت الحاجة والضيق إنها كل شيئ بالنسبة إليهم، ويتحدث معظم من تجول معنا من سكان المنطقة، بأن جفاف واد العرب خلال السنوات الأخيرة أثر بشكل كبير على النشاط الزراعي الذي يعد مصدر قوت جل عائلات المنطقة، وحتى المياه الجوفية هنا مالحة وغنية بالكبريت السام يضيف أصحاب المزارع، فقد تسببت في قتل المئات من الأشجار المثمرة وهو ما رأيناه بأم أعيننا، 30 ألف شجرة زيتون ماتت ولا حل بحسبهم إلا بحفر آبار ارتوازية بصفة مستعجلة أو إنجاز حواجز مائية قد تعيد الحياة إلى المكان.

ووقفنا خلال تجولنا بالواحة على مظاهر جفاف كبير، حيث بدت مختلف الأشجار وكأنها لم تسق منذ زمن بعيد، كما أن الأرض عطشى ومتشققة، حيث يؤكد الفلاحون، بأنه لا وجود للكهرباء ولا أنظمة سقي حديثة لجلب الماء أو استخراجه على الأقل، وهو ما اضطرهم إلى شرائها من أماكن بعيدة من ولاية بسكرة بمستوى إنفاق قد يصل إلى مليون سنتيم شهريا،  السواقي القديمة أيضا  مهددة بالانهيار  وكدنا أن نسقط من إحداها لما حاولنا العبور إلى الضفة الأخرى أما أحد الفلاحين فقد أكد لنا بأن شجرة الزيتون الرومانية والتي قلما أن تجد مثلها في الجزائر،  فإنها وإلى زمن غير بعيد  كانت تنتج لوحدها  70 لترا  أما اليوم  فلا تقدم  أي شيء،  إذ يقول بأنها زرعت إبان الاحتلال الروماني،  وظل السكان الذين استقروا بالمنطقة يعتنون بها ويجددونها فزيتونها  لا يعصر أخضر   بل يتخمر أولا ثم يعصر  لينتج دواء نافعا، أما شاب آخر فقد ذكر بأنه يكاد أن يفقد الأمل  معلقا »الإنسان  هنا ما زال يعمل على طبيعته الأولى ولم تتطور وسائل عمله، فحظه منعدم حتى مع المياه الجوفية السامة، ولابد من الحفر على عمق 250 و 300 متر للوصول إلى المياه العذبة».
بطالة خانقة وأزمة عطش حادة
ولا تملك الولجة من العدة  والعتاد والأموال، ما يسمح لها بفك العزلة عن السكان، فهي بلدية معوزة جدا تعيش على إعانات الدولة وصناديقها لدفع أجور الموظفين، وكذا تسجيل المشاريع ، فهي تنتظر في كل عام تدخل السلطات الولائية لإطلاق مشاريع جادة لبعث الأمل في نفوس السكان، الذين لم يعودوا قادرين على التحمل لسنوات أخرى، إذ رحل المئات منهم دون رجعة، ولم تسلم البلدية على فقرها من التجاذبات السياسية، فقد عرف المجلس المنتخب طيلة العهدة السابقة انسدادا زاد من بؤس المنطقة وتعثر المشاريع القليلة، التي استفادت منها في إطار المخطط التنموي للبلديات، حيث يؤكد جل المواطنين الذين تحدثنا إليهم بأن حرب المصالح الضيقة أعمت المنتخبين السابقين عن مهامهم.
ويطرح شباب المنطقة مشكلة البطالة الحادة ، إذ يؤكد غالبيتهم بأنهم لم يجدوا  ما يستعينوا به على العيش، سوى العمل في بساتين النخيل والزيتون، حيث يبرز أحد أبناء المنطقة بأنه فضل المكوث في أرض الأجداد، وامتهان الزراعة إلا أنه اصطدم بعوائق كثيرة، منها غياب الماء وانعدام الآبار، مشيرا إلى أنه لم يستفد من أي دعم مادي من الدولة، كما أنه يجهل ماهية صناديق دعم وتشغيل الشباب، فيما ذكر آخر بأن مشكلة الولجة الرئيسية تكمن في شيئين لا ثالث لهما، هو انعدام الماء، وانتخاب رؤساء بلديات أصولهم من المنطقة لكنهم لا يقطنون بها، وهو ما يجعلهم بعيدين عن المعاناة اليومية للمواطنين.

 ووقفنا على الوضع الصعب الذي يعيشه سكان مشاتي ومركز البلدية، حيث يعاني المواطنون من أزمة عطش ومياه حادتين، فهي لم تجر في الحنفيات منذ قرابة الشهر، وهو ما اضطر رئيس البلدية إلى اقتناء ثلاثة صهاريج مياه يوميا من بلدية خنقة سدي ناجي ببسكرة للإستعمال اليومي، أما  في الشرب فإن جل المواطنين يلجأون إلى شراء مياه الينابيع ، حيث ذكر أحد المواطنين معبرا عن الوضع بأن الإستحمام يتطلب دراسة وتخطيطا بين أفراد الأسرة الواحدة، كما ذكر آخر بأن سكان المنطقة لا يطلبون غاز أو مرافق خدماتية أو ملاعب للأطفال يطالبون بالماء فقط.
رحلة الشتاء والصيف من خنشلة إلى بسكرة
تلاميذ الولجة ليسوا كأقرانهم من أطفال الجزائر، ممن ينهضون قبل نصف ساعة أو ساعة على الأكثر قبل موعد الدوام، فكل من يتحصل على شهادة التعليم الابتدائي، يجد نفسه مضطرا إلى النهوض عند الخامسة صباحا للحاق بموعد انطلاق حافلة النقل المدرسي باتجاه بلدية خنقة سدي ناجي بولاية بسكرة، التي تنقلهم إلى أقرب متوسطة وثانوية على مسافة تزيد عن 20 كيلومترا، في ظل وجود أزمة نقل حادة بالعديد من التجمعات النائية، ليعود الأطفال ليلا بعد قضاء أزيد من 12 ساعة ببسكرة مرهقين  ومحملين بالهموم، وهو الأمر الذي طالما تسبب في تسرب مبكر من المدرسة، وقليل من واصل دراسته الجامعية، بسبب الفقر وقلة ذات اليد.
وقد التقينا بأحد شباب المنطقة يسمى عادل، وهو منتخب بالمجلس الشعبي الجديد متحصل على شهادة الماستر في الحقوق،  قال بأن والده غادر البلدية الصغيرة منذ أزيد من عشرين سنة إلى عاصمة الولاية خوفا على مستقبل أبنائه الدراسي وقصد توسيع فرصهم في الحياة، إذ يؤكد بأن ما كان له أن يدخل الجامعة أو يحلم بها لو ظل مقيما بالولجة، مثل العديد من أقرانه الذين غادروا الحجرات مبكرا، لكنه ذكر بأنه لم ينس أهله و يحاول أن يساعد  منطقته بكل الإمكانيات المتاحة، وقد دخلنا دار الشباب الوحيدة التي تتواجد في أعلى ربوة، ووجدانها خالية على عروشها إلا من حارسها، إذ تتوفر على لعبة "بيلياردو"  مهترئة وتلفزيون لمشاهدة المباريات، فضلا عن عدد قليل جدا من أجهزة الإعلام الآلي.
 تتوفر الولجة على قاعة علاج صغيرة تنعدم فيها أبسط الضروريات بحسب ما أكده لنا السكان، حيث وجدنا المكان مغلقا في الساعة الثانية زولا أما بقية التجمعات الريفية، فتكاد أن تنعدم بها مثل هذه المراكز البسيطة، أما المفارقة العجيبة فهي العيادة التي أنفق على تجهيزها وإنجازها الملايير، وما تزال مغلقة منذ أزيد من عامين، حيث دشنت في 19 مارس من عام 2015، حيث تم إحضار أطباء وممرضين وظن سكان المنطقة بأن الفرج قد حل بعد شدة دامت لعقود، لكن سرعان ما أغلقت أبوابها التي أكلها الصدأ بعد رحيل الوالي بساعات، إذ يكمن الخلل بحسب السكان في انعدام التأطير والأطباء، أما الحوامل فيعانين الأمرين، ويضطررن إلى التنقل وقطع مسافات طويلة بسيارات الفرود إلى ششار أو عاصمة الولاية، وطالما تسجل حالات معقدة بسبب المشكلة،كما لا توجد سيارة إسعاف لنقل المرضى، في حين أن مركز الحماية المدنية، الذي أنجز قبل سنوات ظل مجرد هيكل دون روح ولم يفتح بسبب انعدام الكهرباء.

إمكانيات سياحية تسقط في كنف النسيان
تتوفر الولجة على إمكانيات ، قد تحولها إلى قطب  للسياحة الجبلية والحموية بامتياز، حيث بدأ المستثمرون في التفكير في إنجاز مرافق إذ استفاد أحد المستثمرين، بمدخل البلدية من قطعة أرض لإنجاز فندق بثلاثة نجوم، لكن الأشغال لم تنطلق ولم نجد بالمكان سوى لوحة إعلانية رسم عليها مجسم للمشروع، أما منطقة تمرسيط فتحتوي على منابع عذراء من المياه المعدنية، حيث وقفنا على حالة كبرى من الإهمال في ذلك المكان الذي يتوفر على مياه تحتوي على عناصر حيوية لعلاج الأمراض الجلدية، إذ يقصده العديد من المرضى رغم حالة الإهمال التي يوجد عليها، وحتى شبه المسبح والغرف التقليدية التي شيدت بالمكان اختفت ولم يتبق  منها سوى الأطلال، لكن ذلك لم يمنع الكثيرين من زيارة المكان والإستحمام بالمياه المعدنية الطبيعية في الهواء الطلق.


رئيس البلدية جمال ظريفي

 الحيــاة مـرتبطــــة بـإنجـــاز  ســد و مــداخيــــل مهـــدّدة بـالحجــــز  
نقلنا انشغالات سكان المنطقة إلى رئيس البلدية حيث قال السيد جمال ظريفي ، بأن البلدية تعيش على إعانات الدولة ومداخليها السنوية لا تتجاوز 10 ملايين سنتيم، مشيرا إلى أن فك العزلة عن المنطقة وبعث الحياة فيها مجددا مرهون بإنجاز مشروع السد.
وتحدث رئيس البلدية بإسهاب عن بلدية الولجة، حيث ذكر بأن المنطقة تتربع على 366 كيلومتر مربع، جلها جبال ومعظم تجمعاتها السكانية تقع على ضفاف  وادي العرب، أين يمارسون نشاط الفلاحة و تربية المواشي ، كما يبلغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة، مشيرا إلى أن ميزانية و إيرادات البلدية ضعيفة جدا و لا تتعدى سقف  10 ملايين سنتيم، وذلك ناتج عن تحصيل مداخيل كراء سكنات وظيفية، أما ميزانيتي التسيير والتجهيز تعتمدان على الإعانات والجباية من مديرية الضرائب، " لقد وجدت البلدية في معاناة كبرى مع العديد من القضايا في العدالة مع الممونين والمقاولات" يقول المير.
أما بالنسبة للمشاريع، التي استفادت منها خلال العهدة السابقة، في إطار ميزانية البلدية فإن أغلبها لم ينطلق حسب المتحدث، بسبب الانسداد الحاصل طيلة العهدة الانتخابية السابقة، ما فوّت على السكان فرصة  الإستفادة  من مشاريع تنموية، على غرار التهيئة، الإنارة و غيرها، حيث أن غالبيتها محل نزاع قضائي ، قد يتسبب مستقبلا في الحجز على مداخيل البلدية التي تحصلت عليها من الإعانات، فالإنسداد كما قال أثر على انطلاق المشاريع، منها إيصال المياه وتجديد القنوات و حتى الكهرباء منعدمة بالعديد من الأحياء والتجمعات السكانية، والمقرات على غرار مقر الحماية المدنية.
وفي ما يخص المخطط البلدي للتنمية، فقد تم تسجيل عمليتين فقط خلال خمس سنوات سابقة، منها بناء قاعة علاج ببوتشركيت، "باختصار شديد فإنه و بالنسبة للمشاريع الممولة أو تلك التي جاءت في إطار المخطط البلدي للتنمية ضعيفة جدا، ولا تتوافق مع حجم معاناة سكان المنطقة" يقول المسؤول.
 وعن أولويات واحتياجات البلدية، يبرز السيد ظريفي، بأنه  في إطار التحضير لمخططات البلدية 2018 ،فإنه لابد على الأقل من تجسيد عمليات لتجديد وإنجاز شبكات مياه الصرف الصحي  والتطهير والمياه الصالحة للشرب، التي لم تعرف أي عملية إعادة صيانة منذ 1985 ، و هي عملية جد استعجالية لكنها ستطلب على الأقل 6 أشهر للانطلاق فيها،  مضيفا "نحن نقوم بجلب صهاريج مياه من مناطق بعيدة على غرار منطقة خنقة سيد ناجي ببسكرة، بما يعادل 10 آلاف متر مكعب يوميا، إذا فالمواطن في بلديتنا لا يطلب سوى الماء فأمله  معلق بعودة المياه إلى الحنفيات و فقط ولا يطلبون أكثر من ذلك".
وأضاف المتحدث، بأن البلدية قدمت طلبا لتمويل مشاريع من صندوقي  الهضاب و الجنوب، ونحن ننتظر على الرد بالموافقة لإنجاز مشاريع إنارة عمومية وتهيئة مناطق مصغرة اقتناء شاحنة آلة حفر، صهاريج مياه، باعتبار أن البلدية تمول بالماء من خلالها ، لكن  السؤال المطروح بحسبه «هل سنستفيد أم لا نحن ننتظر الرد، نطالب أيضا بترميم المؤسسات التربوية فهي لم تستفد منذ عقود من التهيئة، فالتلاميذ يعانون كثيرا مع التسربات المائية ووضعية الأقسام، سنسعى أيضا إلى إنجاز نظام التدفئة المركزية، باعتبار أن المدافئ حاليا تشغل بالمازوت».
و أشار المير، إلى أن البلدية تسعى بالتنسيق مع مختلف السلطات، إلى فتح مسالك و تزويد الفلاحين بمحركات الطاقة الشمسية، إذ توجد مناطق بداخل البلدية دون كهرباء، منها أحياء كبيرة وجديدة وكذا العيادة تم ربطها مؤخرا،  فالعديد من السكان يربطون سكناتهم عشوائيا ما كوّن أخطبوطا من الأسلاك الكهربائية، و أدى إلى حدوث انقاطاعات يومية لاسيما في فصل الصيف.  
وأكد السيد ظريفي على ضرورة الاعتناء بالمقومات الفلاحية للمنطقة، حيث يرى بأن النهوض بهذا القطاع  يتطلب إنجاز سد الولجة على ضفاف واد العرب،و الذي يعد بصيص الأمل الوحيد الذي من شأنه أن يعيد الحياة كما قال إلى المنطقة ويحد من الهجرة الجماعية التي تعرفها، مشروع السد مسجل لدى مديرية الموراد المائية وجميع الدراسات أنجزت،  ويقول المير أنهم تلقوا  وعودا من طرف وزير الموارد المائية، الذي أكد بأن الأشغال به  ستنطلق في 2018 بطاقة استعابية 57 مليون متر مكعب، وهو من شأنه أن يخرج المنطقة من عزلتها.   
وأكد المتحدث، بأن جميع السواقي والحواجز المائية قد جفت وتكاد أن تنهار ولابد من إعادة تهيئتها،  ويرى أن الحاجة اليوم  هي البحث عن المنابع المائية على عمق 200 و 300 متر لإنقاذ ما تبقى من هذه الوحات و أشجار الزيتون و النخيل،  مطالبا أيضا بحماية المنطقة من الفيضانات حيث أن الأمطار كلما تساقطت تسببت في انجراف التربة وسقوط الأحجار الضخمة من الجبال، التي تحيط بالمنطقة من كل جانب.  المواطن بالولجة يقول المير، يبحث عن الحياة التي ترتبط بالماء فهو لا يحتاج الغاز بل الماء، قديما وصل عدد التلاميذ إلى أزيد من 400 ، لكن اليوم بسبب انعدام الماء تراجع عددهم، أما في ما يخص السكن الريفي فيوجد اكتفاء في هذا النمط، لكن مشكل الماء أثر على جميع القطاعات، معلقا "قليلون هم   يطلبون سكنا، توجد حصص  لم توزع بسبب انعدام الطلب، وبالتالي فلا داعي للبقاء في هذا المكان، لكن تجري الأشغال حاليا في 40 سكنا اجتماعيا".
وطالب المتحدث وزارة التربية و والي الولاية، بضرورة إنجاز مجمع مدرسي يضم ملحقة للتعليم المتوسط، بـ 12 قسما موزعة بين الطورين الابتدائي والمتوسط ،  مشيرا أن الأطفال  في المنطقة  يسافرون يوميا ويعودون ليلا من  خنقة سيدي ناجي ، وهو  أمر «كارثي».
 أما في  الصحة فقد استفادت البلدية من عيادة متعددة الخدمات تتوفر على كل التجهيزات و الأشعة، لكن التأطير منعدم، توجد معلومات بأنه سيتم تدعيمها بثلاث  أطباء وممرضين وحتى مخبريين،  وأكد المير أن المواطنين هنا مستعدون لتجهيز سكنات الأطباء بأموالهم الخاصة، المهم أن تتوفر الخدمات الصحية.  
وعن المقومات السياحية، فقد ذكر بأن المنطقة سياحية بامتياز على غرار قرية بويا أحمد، كما تتوفر على حمامات معدنية،  من بينها  حمام تمرسيط الذي يعرف حالة مزرية بسبب الإهمال الذي يطاله منذ عقود،  و يوجد ملف استثمار على مستوى   لجنة"كالبيرياف"،  وفي حال دفع هذا المشروع فإن مواطني المنطقة سيستفيدون على الأقل من مناصب عمل، كما أشار إلى توفر المنطقة على العديد من الآثار الرومانية، التي تدل على أن الإنسان، قد استقر في المنطقة منذ عشرات القرون.
ل.ق

الرجوع إلى الأعلى