فرقة «ياكوزا كراو» تمتع الجمهور بعرض فني مثير حول صراع قوى الشر  
صنعت فرقة «ياكوزا كراو» للرقص العصري لمدينة قالمة الحدث في سهرة افتتاح الطبعة الحادية عشرة لمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة، بعرض فني شيق يجسد صراع قوى الشر المدمرة التي أحدثت شرخا كبيرا داخل المجتمع الجزائري و أثرت تأثيرا بليغا على علاقات الأفراد و طالت حتى الأسرة الجزائرية التي تعاني من التفكك بسبب التغيرات الاجتماعية المتسارعة و انهيار القيم و العادات التي كانت تجمع الأفراد و الجماعات من أجل هدف واحد هو السعادة و الوحدة.  
العرض الفني الذي شارك فيه 4 شبان من مدينة قالمة و شاب من تونس يحاكي قصة 5 أشقاء فرقتهم الخلافات العائلية و الفكرية و حولتهم إلى أعداء يتصارعون في ما بينهم صراعا مدمرا يكاد يفتك بهم في غياب الحكمة و التعقل و الضمير الحي الذي يستمد قوته من روابط الدم و الموطن الواحد و المصير المشترك.  
تغلبت قوى الشر على بوادر الخير الكامنة في الأجساد اليافعة، فحولتها إلى كتل من نار تحرق من حولها و تحول المكان إلى رماد و مسرح للدماء و الدموع، نظرات غضب و ملابس ممزقة، و عصي و نيران تنبعث من مصابيح زيتية، و حركات فنية مثيرة تعبر عن شدة الغضب و الحقد الذي سكن النفوس و فتك بالإخوة، دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج توحي بقرب نهاية الصراع البشري على السلطة و متاع الدنيا الذاهبة إلى زوال.
من يوم لآخر يشتد العداء بدعم من قوى خفية تبث السموم في كيان الإخوة و تحولهم إلى وحوش آدمية يسعى كل واحد منهم للقضاء على الآخر دون أن يتمكن منه فيلجأ إلى تحالف مع شقيق آخر لتشكيل قوة رهيبة تقضي على البقية قبل أن يتفرغ كل منهما للآخر بعد نهاية التحالف المبني على المصالح.  
كانت شعل النار تضيء زوايا المسرح الروماني، و تكاد تحرق أجساد الإخوة المتصارعين على إيقاع موسيقي حزينة أشبه بسيمفونيات موزار و بيتهوفن، وساد صمت رهيب مسرح كالاما العريق الكل ينتظر بشوق و ذهول كيف ستكون نهاية هذا الصراع، عندما كانت المعارك على أشدها بين أبطال العرض الأقرب إلى المسرحية الإغريقية القديمة منه إلى الرقص العصري الممزوج بحركات الراب المثيرة التي كان يؤديها المتصارعون جماعة و فرادى.  
لم يصل الصراع الدامي إلى نتيجة، و استيقظ الضمير الحي و انطفأت النار الحارقة عندما سقطت الشعل الملتهبة وسط إناء من الماء و التحمت أجساد الإخوة المنهكة من شدة الصراع معلنة عن نهاية قوى الشر و عودة الأمل و الوحدة و الحياة الجميلة على أنقاض المعركة التي دارت رحاها على ركح المسرح الروماني العريق و هي تحاكي واقعا اجتماعيا و فكريا تعيشه البشرية منذ الأزل لكنه تفاقم لدى شعوب كثيرة في السنوات الأخيرة و طال المجتمع و الأسرة و قضى على روابط الدم و العشيرة و الوطن.  
وانتهى العرض المثير بشعار الوحدة و راية السلام و الألوان الوطنية وعناق الأجساد التي أنهكتها الحروب والصراعات على زعامة عابرة و متاع إلى زوال.   
و قد تجاوب المسرح الروماني مع العرض الفني المميز و وقف تحية للأبطال الذين رسموا لوحة خالدة تعرض لأول مرة بالجزائر، و صفق الجميع مطولا لانتصار الخير على الشر بعد صراع طويل.     
و قد كشف هذا العمل الفني عن مدى قدرة الشباب الجزائري على الإبداع و التميز، و الانتقال من المحلية إلى العالمية دون عقدة نقص أو خوف من الفشل، كما حدث للكثير من المواهب الفريدة التي اختفت عندما لم تجد من يأخذ بيدها و يساعدها على بلوغ مرحلة العطاء و التميز.  
فريد.غ           

الشاب وحيد لالماني و الشابة إيمان و فرقة الداي من العاصمة يمتعون جمهور كالاما   
استمتع جمهور المسرح الروماني بقالمة ليلة الأحد إلى الاثنين بعروض فنية غنائية متنوعة أداها الشاب وحيد لالماني من مدينة قالمة، و الشابة إيمان من عنابة، و فرقة الداي من العاصمة التي أدت أغاني القناوي العصري التي تعبر عن عمق التراث الفني الجزائري.  و كان الشاب وحيد في البرنامج الثاني للسهرة بعد فرقة «ياكوزا كراو»، و أدى أغاني شبابية عصرية جزائرية و تونسية، تجاوب معها الجمهور و أغلبه من الشباب الذين توافدوا بقوة على المسرح العريق الذي استعاد حيويته في ليلة من ليالي صيف قالمة.  و غنى المطرب عن الإنسانية و الوفاء و الحب و الأمل، كما فعلت الشابة إيمان التي أضفت حيوية و خفة على ركح المسرح العريق بأغاني الراي العصري، التي يحفظها الكثير من الشباب و رددها بإتقان من على المدرجات الصخرية الجميلة، التي تعبر عن عمق الحضارة الإنسانية و قدرتها على مقاومة الطبيعة و الزمن على مدى قرون طويلة.  و نزلت المطربة المرحة عند رغبة الجمهور و أدت أغانيها الشبابية العصرية التي اشتهرت بها في مسيرتها الفنية، معبرة عن سعادتها بالغناء فوق ركح مسرح كالاما و أمام جمهور قالمة التواق إلى الفن و الثقافة.  
مسك ختام سهرة الافتتاح كانت فرقة الداي من العاصمة، التي تؤدي طابع القناوي العصري الذي يعد من التراث الغنائي الجزائري العريق.  و قد تجاوب الجوق الموسيقي، بقيادة بدري زناش ابن مدينة قالمة، مع كل الطبوع الغنائية التي اقترحها منشطو السهرة، و كان أداؤه متناغما و منسجما مع المطربين، مما ادخل البهجة و الارتياح وسط الجمهور الذي عاش ليلة جميلة من ليالي كالاما في صيف 2018.                                                                                                              
فريد.غ      

لدى إشرافه على افتتاح المهرجان
ميهوبي يؤكد على حق الفنان في العيش الكريم و يأمر بتمديد أيام المهرجان   
أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على افتتاح المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة في طبعته الحادية عشرة، التي انطلقت ليلة الاحد إلى الاثنين بالمسرح الروماني وسط حضور قوي للجمهور، الذي عاد من جديد إلى المسرح العريق بعد توقف المهرجان في السنوات الأخيرة تحت تأثير  الازمة المالية الخانقة التي مرت بها البلاد.  
 عز الدين ميهوبي لدى افتتاحه المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة
و عبر عن إعجابه بالتنظيم الجيد و توافد الجمهور، مؤكدا بانه يوافق على تمديد المهرجان من 4 أيام إلى 7 أيام لو أراد المنظمون ذلك، مضيفا بانه على استعداد لتمويل البرنامج الإضافي للمهرجان في حالة تمديده، و هذا لتمكين الشباب و العائلات من متابعة الفعل الثقافي و الفني خلال عطلة الصيف، و إشراك أكبر عدد ممكن من الفنانين في إحياء السهرات الفنية، و الحصول على مصادر دخل تضمن كرامتهم بعد معاناة طويلة.  
و قال عز الدين مهيهوبي امام جمهور مسرح كلاما العريق، بانه من حق الفنان ان يعيش بكرامة و يشارك في تطوير العمل الثقافي و الفني بالجزائر.  
و أبدا الوزير إعجابه بهندسة المسرح الروماني بقالمة، و الحضور القوي للجمهور في سهرة الافتتاح، قائلا بانه لم يسبق له ان رأى هذا المشهد من قبل حتى في مهرجان جميلة و مهرجان تيمقاد، مشددا على ضرور أداء الاغنية المحترمة و ضمان راحة العائلات التي ترغب في متابعة السهرات الفنية خلال عطلة الصيف عبر مختلف ولايات الوطن.  
فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى