سهرة فنية على وقع الراب و الأغنية العصرية و الشاوية
تميزت السهرة الثانية للمهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة بتنوع الطبوع الغنائية العصرية التي أداها مطربون شباب من قالمة، أم البواقي و عنابة، و استجابت الأغاني المقترحة لرغبات الشباب الذين يعدون الأكثر حضورا بالمسرح الروماني وسط مدينة قالمة أين تقام فعاليات الطبعة الحادية عشرة من المهرجان.  
وافتتحت فرقة «بليم آمار» للراب من قالمة السهرة الثانية بمقطوعات غنائية امتزجت فيها الكلمة بالحركات الرشيقة المعبرة عن آمال و تطلعات الشباب، و مشاكلهم اليومية التي يعيشونها و يسعون للتغلب عليها وسط علاقات اجتماعية متشابكة.  
و قد تجاوب الجمهور الحاضر مع أعضاء الفرقة الذين بدوا في غاية السعادة و هم يقفون على ركح المسرح الروماني في مواجهة جمهور غفير، جاء للاستمتاع بالأغنية العصرية المعبرة عن همومه و أحلامه.  
و قد تحولت مدينة قالمة إلى قلعة لموسيقى الراب في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت بها عدة فرق يقودها شباب مثقف يحسن الكلمة المعبرة، و يتذوق الفن الراقي، متأثرا برواد هذا الطابع الغنائي في الجزائر، بينهم مطربو راب كبار مروا من هنا على ركح المسرح الروماني و منصة الملعب البلدي علي عبدة خلال الطبعات الماضية للمهرجان.  
و يرى شباب مدينة قالمة بأن أغنية الراب أصبحت الخيار المفضل لديهم، بعد ان كانت الأغنية العاطفية في صدارة الاهتمام و المتابعة، و جاء برنامج المهرجان معبرا عن تطلعات عشاق الراب، حيث برمج المنظمون عدة مطربين شباب اختاروا هذا الطابع الغنائي العصري للتعبير عن آرائهم و تطلعاتهم، و مشاكلهم الاجتماعية و الاقتصادية التي يعيشونها كل يوم، بالأحياء الشعبية العريقة التي تعد مهدا للكثير من الطبوع الغنائية الجديدة بالجزائر.   
البرنامج الثاني المقترح للسهرة نشطه الشاب محمد 24 من قالمة الذي أدى باقة من الأغاني الشبابية التي أثارت إعجاب الجمهور فتجاوب معها بقوة،كما حدث مع أغنية «فا بيني يا خوتي فا بيني» الشهيرة لرضا الطالياني التي تعبر عن المعاناة وسط مجتمع لا يرحم، و لا يتردد في ملاحقة الهاربين من الفوضى للنيل منهم و التأثير على حياتهم و علاقاتهم الاجتماعية.  
و ردد الجمهور كلمات الأغنية بتميز و إبداع أضفى حيوية كبيرة على المسرح العريق، مما دفع بالمطرب إلى التجاوب معه و إمتاعه بكلمات الأغنية الجميلة و إيقاعها الموسيقي المثير.   
عايش في الجي وهران و لا ميلانو...
نريسكي و نفونجي العقلية ألباتشينو.  
فا بيني يا خوتي فا بيني..
فا بيني و الهدرة خاطيني
فا بيني و باغي نعيش وحداني.   
و كلمة «فا بيني» كلمة إيطالية معناها لست على ما يرام، إنني أعاني و أتألم من كثرة المشاكل التي أعيشها كل يوم.  
و كانت هذه أحسن أغنية أداها محمد 24 مطرب حفلات الأعراس الذي قال للنصر بانه يشارك أول مرة في مهرجان كبير، و يقابل جمهورا غفيرا و متعطشا للفن و الكلمة المعبرة عن همومه اليومية و علاقاته الاجتماعية المعقدة.  
و قد عبر محمد عن سعادته عندما وصلته الدعوة للمشاركة في المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة، مؤكدا بان الاهتمام بدأ يعود إلى الفنان في الجزائر بعد سنوات طويلة من المعاناة و التهميش و الحاجة.    
و كانت الأغنية الشاوية الأصيلة حاضرة بقوة في الليلة الثانية من المهرجان، من خلال المطرب زهير الشاوي من ولاية أم البواقي الذي غنى عن الأم و ردد مقاطع من أغاني مشاهير الأغنية الشاوية بينها «حنا الشاوية لا تقولو ذلو»، و رائعة «لسود مقروني» و «دارو لعراس و المحفل جبا».  
و تجاوب جمهور المسرح الروماني مع زهير الشاوي و صفق له مطولا بعد ان رقص على الإيقاعات الجميلة التي أداها الجوق الموسيقي بقيادة الفنان بدري زناش.  
ختام السهرة كان الشاب زينو من مدينة عنابة الذي عوض الشاب مراد من وهران الذي تغيب عن الحفل، بعد ان كان مبرمجا في السهرة الثانية لتأدية باقة من أغاني الراي، لتجسيد هدف التنوع الذي يسعى المنظمون لتحقيقه خلال أيام المهرجان.   
و أدى الشاب زينو أغاني سطايفية جميلة، أنهى بها الليلة الثانية التي عرفت إقبالا كبيرا للجمهور، و تنظيما محكما داخل المسرح و خارجه.  
  فريد.غ  

المهرجان يتحول إلى ورشة لتكوين المصورين الهواة  
تحول المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة إلى ورشة مفتوحة لتكوين المصورين الهواة، و تدريبهم على التعامل مع الاحداث الكبرى، و التحكم في تقينات و فنيات الصورة و الفيديو، من خلال نشاط دؤوب داخل المسرح الروماني الذي يحتضن اكبر تظاهرة فنية بقالمة هذا الصيف.  
يرتدون قمصانا زرقاء و أحذية رياضية، و  ينتشرون بين الجمهور و حول منصة الأداء، و في الكواليس، يحاولون التقاط صور تتوفر فيها معايير الجودة، و مقاييس الاحتراف المعمول بها لدى كبار المصورين الفوتوغرافيين، العاملين في مجال الفن و الصحافة و غيرها من مجالات الصورة التي لا تعد و لا تحصى.   
و بعد نهاية كل سهرة يطلع هؤلاء الهواة على ما جادت به عدسات كاميرات رقمية متطورة يتحكمون فيها بدقة متناهية، لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة مع الدخان الملون، و نظام الإضاءة داخل المسرح، حيث تحتاج بعض اللقطات إلى خبرة كبيرة و مهارة و دقة.  
و عندما يفشل المصور في التقاط صورة واضحة لمشهد معين يبقى هناك يحاول مرات و مرات يعدل الزوم و نظام الإضاءة و حجم الصورة حتى يصل إلى اللحظة الحاسمة.  
و ينتج هؤلاء المصورون الهواة آلاف الصور و مئات الفيديوهات كل ليلة، في انتظار تقديمها لمحافظة المهرجان حتى تطلع عليها و تجري لها تقييما قبل النشر، على صفحتها الرسمية و حفظها في أرشيف التظاهرة الفنية الموسمية.  
و ينتظر ان يتلقى هؤلاء المصورون نصائح و معلومات قيمة من قبل محترفي الصورة حتى يتجاوزوا الأخطاء و يتوجهوا بقوة نحو مستقبل واعد، مع الكاميرا و الصورة التي تحولت إلى سلاح العصر.
  فريد.غ  

كريم بعلي محافظ المهرجان للنصر  
مقترح التمديد غير ممكن وسنكتفي بأربعة أيام
قال كريم بعلي محافظ المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة للنصر ليلة الاثنين بان المقترح الذي تقدم به الوزير عز الدين ميهوبي لتمديد أيام المهرجان غير ممكن، بالنظر إلى الجهد الكبير الذي بذله المنظمون منذ مدة طويلة لتنظيم الطبعة الجديدة، التي كانت بمثابة تحد بعد توقف المهرجان لعدة سنوات بسبب الضائقة المالية التي مرت بها البلاد.  
و أضاف المحافظ بأن المنظمين قرروا الاكتفاء بالبرنامج المسطر، و الممتد على مدى 4 أيام كاملة ستكون حافلة بالنشاط و الطبوع الغنائية المختلفة، التي سيؤديها مطربون من مختلف مناطق الوطن.  
و عبر كريم بعلي عن سعادته بالقرار الذي اتخذه الوزير، و المتضمن زيادة المساعدة المالية للمهرجان، مؤكدا بأن مقترح تمديد المهرجان إلى 7 أيام سيكلف الكثير من الجهد و المال، مضيفا بان منظمي المهرجان يشعرون بالفخر و الاعتزاز بعد الدعم المادي و المعنوي الذي قدمه وزير الثقافة لإنجاح الطبعة الجديدة، التي تجري في ظروف جيدة، رغم التحديات التي واجهت المحافظة خلال مرحلة التحضير التي كلفت المنظمين و السلطات المحلية جهدا و وقتا كبيرين.  
و يعتقد محافظ المهرجان الوطني للموسيقى الحالية بقالمة بان بوادر نجاح الطبعة الحادية عشرة متوفرة، سواء من حيث قيمة المنتوج الفني المقدم، أو من حيث التنظيم داخل المسرح و خارجه، حيث لم تسجل أية حادثة تذكر حتى الآن.  
فريد.غ    

الرجوع إلى الأعلى