جمهور قياسي في الليلة الأخيرة و فرقة «دجام» تصنع الفرجة 
اختتم المهرجان الوطني للموسيقى الحالية في طبعته الحادية عشرة  بقالمة ليلة الأربعاء إلى الخميس بعد أربعة أيام كاملة تحوّل فيها المسرح الروماني إلى قبل لعشاق الفن و الطرب العصري الذي جمع من مختلف الطبوع المعروفة في الوسط الفني الجزائري من الشرق و الغرب إلى الوسط و الجنوب، حيث استمتع الجمهور القادم من داخل الولاية و من خارجها بآخر ما جادت به الفرق التي تعاقبت على ركح مسرح كالاما العريق.
و كانت ليلة الختام للجمهور بلا منازع حيث امتلأت مدرجات المسرح عن آخرها و فاق عدد الحضور 4500 متفرج جاؤوا لحضور سهرة الختام للتغني بأمجاد السرب الأسود الجريح، و توديع ضيوف الولاية الذين صنعوا الحدث الثقافي و الفني طيلة أسبوع كامل تقريبا.  
و كانت الليلة الأخيرة حافلة بالتنوع من الراب المحلي و القبائلي، إلى العصري و القناوي العاصمي الذي صنع الفرجة و أمتع الجمهور الغفير ساعات طويلة امتدت إلى ما بعد منتصف الليل، في واحدة من أجمل ليالي صيف قالمة.  
البداية كانت مع فرقة «ميلنكو مان» من بجاية المكونة في 3 مطربين شباب و فريق موسيقي متمكن من العزف القوي و مجارات حركات الراب التي يؤديها هؤلاء الشباب الذين غنوا للأمل و المستقبل و مشاكل الحياة اليومية من خلال مقتطفات من الأغاني الخفيفة التي نالت إعجاب جمهور الشباب المتعطش لهذا النوع من الفن العصري الذي يكتسح الساحة الفنية الوطنية بقوة و في السنوات الأخيرة و يكاد يحجب الكثير من الطبوع الغنائية الشبابية الأخرى.  
و يرى عشاق الراب أنه الفن المناسب للتعبير عن الذات و التصريح بالمكبوتات الداخلية و تشريح الواقع اليومي المعاش في ظل التغيرات الاجتماعية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة.  
و ككل سهرة كان الموعد مرة أخرى مع مطربي ولاية قالمة الذين سيطروا على المهرجان في طبعته الجديدة بعد القرار الذي اتخذته محافظة المهرجان لتشجيع المواهب المحلية و إعطائها فرصة للظهور، و مواجهة الجمهور، حتى تكتسب مزيدا من الخبرة و تطور من أدائهم لكسب قلوب عشاق الفن المتطلعين إلى جديد الموسيقى و الطرب المعبر عن همومهم و أفراحهم و أحزانهم و آمالهم.  
و كانت البداية مع الشاب صالح «كاش كاش» الذي أمتع الجمهور بأغاني عصرية عاطفية يعرفها الشباب و رددوها معه بإتقان كبير، خاصة تلك الوصلات التي تتحدث عن الحب و العلاقات الاجتماعية المتشابكة.  
و بعده جاء البرنامج الثالث في سهرة الختام الذي نشطه الشاب نذير «أفدال» من مدينة قالمة حيث أدى مجموعة من أغاني الراي العصري التي نالت رضا جمهور أغلبه من الشباب الذي قرر حضور فعاليات المهرجان من البداية إلى النهاية.  
السرب الأسود بقوة
 في سهرة الختام
و كانت الرياضة حاضرة بقوة في سهرة الختام حيث تقدم احد الحاضرين براية تحمل ألوان فريق الترجي لكرة القدم و طلب من المطرب نذير و منشط المهرجان ر فعها عاليا وسط هتافات قوية حجبت الموسيقى و حولت المسرح إلى ما يشبه مدرجات ملعب سويداني بوجمعة و المعلب البلدي العريق علي عبدة أين صنع الترجي أمجاده قبل ان ينهار و يدمي قلوب القالميين كما قال احد المتفرجين و هو يأمل في ان يستعيد السرب الأسود أمجاده من جديد هذا الموسم.    
و ظلت الراية السوداء و البيضاء على ركح مسرح كالاما إلى غاية نهاية السهرة، و أدت لها فرقة «دجام» للقناوي من العاصمة التحية عندما جاء دورها لصنع الفرجة بالمسرح الروماني في ساعة متأخرة من الليل، حيث أدت أغاني كثيرة تتحدث عن الحركة و الرشوة و المحسوبية التي تكاد تقتل عزيمة الشباب الجزائري.  
من المرسى و «البابور» و «الكونتونار» إلى الحرقة و مواجهة متاعب الحياة، و الصمود على جبهات التحدي مع المتغيرات الجديدة.  
شاب و شابة باقتدار كبير، و فرقة موسيقية رائعة طوعت أحدث الآلات الموسيقية العصرية و تلاعبت بها كأنها فرقة سيمفونية عالمية تتعدى شهرتها حدود العاصمة و الوطن.   
و ظل التنظيم المحكم ساريا إلى نهاية المهرجان، حيث لم تسجل أية حوادث تذكر بالرغم من التزاحم القوي على بوابات الدخول في اليومين الأخيرين من المهرجان.  
و لعب قوات الأمن دورا كبيرا في تامين محيط المسرح الروماني و تسهيل مهمة دخول الجمهور عبر عدة شوارع صغيرة مؤدية إلى القلعة  الرومانية الحصينة التي ظلت صامدة في الطبيعة و الزمن و مازالت تثير إعجاب الزوار الذين اندهشوا لعبقرية الإنسان القديم الذي عمر المنطقة منذ قرون.  
فريد.غ      

الرجوع إلى الأعلى