تحريف كلمات مدائح العيساوة يمس بالطريقة الصوفية
كشف الفنان أحمد بن خلاف، رئيس جمعية مريد الطريقة العيساوية، بأنه انتهى مؤخرا من تصوير مديح «يا رسول الله» بطابع المزموم، و بلمسات عصرية،على شكل فيديو كليب يبرز المعالم الثقافية و التراثية السياحية لقسنطينة، و قرر أن يقدمه كهدية بمناسبة المولد النبوي، إلى قناة القرآن الكريم و كافة القنوات الأخرى العمومية و الخاصة، ليستمتع به جمهوره، مضيفا بأنه انتهى مؤخرا من تسجيل مجموعة من الأغاني و المدائح بطابع العيساوة، يطرحها  في بحر الأسبوع الجاري، ضمن ألبوم جديد هو الثامن في رصيده الفني.
الفنان أوضح في اتصال بالنصر، بأن الكليب يخضع للمسات الأخيرة و يسلط الضوء على المناظر الطبيعية و المعالم الثقافية و التراثية و السياحية التي تتميز بها مدينة الصخر العتيق، و قدم من خلاله مديحا دينيا عنوانه «يا رسول الله»، يعتمد أساسا على صوته و إيقاعات موسيقية بالبيانو فقط، و يصنفه ضمن طابع المزموم، لكن بلمسات عصرية مبتكرة، و قد أهدى التسجيل الصوتي للمديح لإذاعة قسنطينة ، التي من المنتظر أن تشرع اليوم في بثه عبر الأثير، في حين يهدي الكليب الذي أخرجه طارق لزعر إلى مختلف القنوات التليفزيونية الجزائرية العمومية و الخاصة بمناسبة المولد النبوي، ليستمتع به جمهوره الواسع، كما سينشره لاحقا عبر يوتيوب و فايسبوك.

لا احب التسرع
 في إصدار الألبومات

و أشار المتحدث إلى أن كلمات الأغنية المصورة من كنوز التراث العيساوي الأصيل، أما اللحن فهو جديد، و  قد تعاون في تأليفه مع مجموعة من الشباب الواعد ليتيح لهم فرصة البروز بالساحة الفنية، مشيرا إلى أنه يقدم أعماله مع فرقته الخاصة التي تتكون من 20 فنانا، بين عازفين على مختلف الآلات التقليدية و العصرية و أعضاء المجموعة الصوتية.
و بخصوص الألبوم الجديد الذي يحمل رقم 8 في رصيده الفني، أوضح بن خلاف بأن آخر ألبوم له، طرحه قبل خمس سنوات كاملة، فهو ضد التسرع في إصدار ألبومات، خشية تركيز الاهتمام على الكمية على حساب النوعية، فلا بد من مرور فترة معتبرة، حسبه، بين كل ألبوم و الذي يليه، لكي يتمكن الفنان من البحث و الاجتهاد و تقديم الأجمل و الأفضل لجمهوره، مشيرا إلى أنه حريص في الأغاني و المدائح التي يقدمها على المحافظة على روح العيساوة و نكهة التراث الأصيل، مع إضفاء لمسات و روتوشات مبتكرة، و استعمال الآلات العصرية إلى جانب التقليدية لجذب مختلف الأجيال، و إثبات بأن طابع العيساوة يمكن أن ينفتح على  العصرنة و يحتضنها.

أنهيت تصوير مديح  بلمسات عصرية و ألبومي الثامن جاهز

و أردف المتحدث بأنه لا يكتفي في الإبداع في الألحان و وضعها في قالب خفيف و جذاب، بل تجاوز ذلك إلى الكلمات، حيث يبحث و ينقب باستمرار في أعماق التراث العيساوي لاستخراج لآليء المدائح و الأغاني، لكنه لا يؤديها كما هي بشكلها العتيق، بل ينقح بعضها و يعدلها و يكيفها مع رغبات و اهتمامات أبناء هذا العصر، مع إضفاء لمسة جمالية خاصة عليها، لتنفذ إلى القلوب قبل الآذان.
و قد خاض ، كما قال، في ألبومه السابع الذي يحمل عنوان أغنيته الرئيسية «الملقى»، تجربة معالجة مواضيع اجتماعية راهنة من خلال طابع العيساوة، فكتب كلمات الأغاني بنفسه، أما الألحان فأخذها من كنوز التراث، بتوزيع موسيقي جديد من توقيع الفنان العربي بن أحسن.
و عن ألبومه الجديد، قال لنا الفنان أحمد بن خلاف،  بأنه جاهز و قرر طرحه بحر الأسبوع الجاري في السوق، و يحمل عنوان مديح عيساوي نادر، لا أحد من فناني هذا العصر أداه قبله، هو «وجدك على كنيني كدر»، و يضم أيضا  سبعة  مدائح دينية عيساوية أخرى، على غرار مديح «الحب سباني للنبي العدنان»، و قد كتب كلمات المديح بنفسه، أما اللحن فأخذه من كنوز التراث ، و تكفل بالتوزيع الموسيقي صاحب أستوديو نوميرا ، العربي بن أحسن.
و أعرب الفنان القسنطيني عن أسفه، لأن بعض الفنانين يجعلهم مستواهم المحدود في اللغة العربية، أو جهلهم بها،  يؤدون المدائح الدينية العيساوية دون فهمها، فيخلطون بين الكلمات، أو يقدمونها محرفة أو غير واضحة، فيدخل في دائرة المحظور و الفولكلور، واعتبر ذلك مسا بالتراث على المستوى الوطني و الدولي، و اعتبر تدوين جزء من هذا التراث خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أمرا إيجابيا ، لكنه غير كاف، لأن العيساوة ليست مجرد قصائد و نوبات و مدائح و ابتهالات، بل قبل كل شيء طريقة صوفية روحية و منظومة اجتماعية تضامنية و تربوية و أخلاقية سامية متجذرة في عمق مجتمعنا، مشيرا إلى أن قسنطينة رفعت التحدي و احتضنت سبع طرق صوفية ، من المستحيل، حسبه، أن توجد في مدينة غيرها في نفس الوقت و تتعايش بسلام.  

   إلهام طالب

الرجوع إلى الأعلى