القنوات الخاصة فتحت الأبواب لأشباه الممثلين
ارتبط اسمها بعالم الفكاهة في الجزائر، و رافقت "ثلاثي الأمجاد" في مشوار صنعوا فيه أمجاد الفن خلال الزمن الجميل، فصالت و جالت بين أدوار وجهت عبرها رسائل هادفة و سلطت من خلالها الضوء على واقع المجتمع، و بذلك نجحت في نسج خيوط رواية تترجم مراحل بزوغ نجمة تواصل التميز و المشاركة في صنع تاريخ فن الباهية و الجزائر ككل، هي الممثلة الفكاهية، بختة بن ويس التي تفتح قلبها للنصر، في حوار أسهبت فيه بالحديث عما آل إليه الفن في الجزائر بشكل عام، موعزة هذا الواقع لكثرة القنوات الخاصة التي اتهمتها بالضلوع في الترسيخ للرداءة و عرض أي شيء و إن كان لا يرقى إلى  مستوى عمل فني، مشيرة في ذات السياق، إلى ما اعتبرته تهميش و إهمال لمحطات التلفزيون الجهوية التي قالت بأنها نجحت في إضحاك الجمهور و الترفيه عنه في عز العشرية السوداء و الأزمات.
. النصر: بختة، اسم ليس بحاجة لتعريف،  لكنه لصيق بثلاثي الأمجاد هل كانت بدايتك مع هذا الثلاثي أم قبلها؟
ـ بختة بن ويس: بداياتي مع التمثيل كانت في المدرسة، من المرحلة الابتدائية إلى المتوسط، فقد كنت أشارك في التمثيل في المسرحيات التي تقدم في نهاية السنة، فتعرفت على فرقة تضامن الهاوية و أنا في 14 من عمري، و معها بدأت مشواري الفني، ثم تعرفت على فرق أخرى و شاركت في أعمال كثيرة، مكنتني من الانتقال إلى العمل في التلفزيون، و خلال سنة 1996، اتصل أعضاء  فرقة ثلاثي الأمجاد و طلبوا  مني العمل معهم، و من هنا انطلقت في أعمال متنوعة.
.  من يشاهد أعمال ثلاثي الأمجاد يشعر بالانسجام الكبير بين أعضائها وبأن لكل واحد منهم دور يكمل دور الآخر، ما سر هذا التوافق الفني؟
ـ حقا، فرقتنا من نوع خاص، غير أن الاتفاق و التفاهم هما اللذان ساهما في استمرار المجموعة لسنوات طويلة، فالفكاهي الراحل محمد جديد الشهير باسم هواري، ظل قائدا جيدا للفرقة تمكن من تسيير الأمور بطريقة ساهمت في نجاح المجموعة، و الانتقال من وهران إلى باقي ولايات الوطن، و منها إلى دول أجنبية كفرنسا، كندا و دول أخرى، كما أننا كنا نعمل من أجل الفن و الترفيه و ليس من أجل المال، و هذه ميزة أيضا ساهمت في تماسكنا، فضلا عن أن عملي مع الفرقة لم يمنعني  من المشاركة في أعمال أخرى ، و هو ما ساعدني على المضي قدما في مشواري دون عراقيل، بل على العكس من ذلك، فقد كان أعضاء الفرقة  السند الدائم لي.
. ثلاثي الأمجاد لا يمكن أن نسقط منه اسم الفكاهي الراحل هواري، غير أن الموت فرض ذلك، و أنت بشكل خاص عملت معه كثيرا و ارتبط اسمك باسمه في مختلف الأعمال التي قدمتها للمشاهد، فما الذي تغير بعد رحيله، و هل تبحثان عمن يعوضه في الفرقة ؟
ـ رحيل العمالقة لا يعوض، و غياب هواري رحمه الله أثر علي و على المجموعة كثيرا، فقد كان القائد الجيد لنا، و كان بمثابة الأخ و الصديق، و موته خلف فراغا كبيرا، غير أننا لن نسعى لتعويضه بشخص آخر، فسيبقى اسمه خالدا بأعماله ، و سيخلده التاريخ ، كما خلد أسماء عمالقة رحلوا قبله و لا نزال نضحك عندما نشاهد ما تركوه من أعمال.
. بعد رحيل هواري، هل ستواصل الفرقة العمل كما في السابق؟
ـ هواري رحمه الله و قبل موته، كان قد أنشأ شركة إنتاج مشتركة، و هي تعمل منذ 8 سنوات، و أنتجت «دار المكي»، «دار الجيران»، و « بو ضو» بمواسمه الأربعة، فضلا عن أعمال أخرى كـ»حمودة و العيادة»، و هو ما يجعلنا نواصل المضي قدما في تقديم أعمال كل سنة، كما تعودنا قبل رحيله.
. اسم بختة ارتبط بالفكاهة، فأين الدراما
و السينما في برنامج أعمالك؟
ـ قدمت أعمالا سينمائية عديدة ، منها «باب الواد» مع المخرج مرزاق علواش، و شاركت في «بيروقراطية» مع لخضر بوخرص، و أفلام أخرى كـ»شهادة  حلال» غير أنها كانت دراما من نوع هزلي، و أنا مستعدة للمشاركة في أعمال من هذا النوع إذا  أتيح لي ذلك.
. انتقادات بالجملة وجهها ممثلون كثـر لما آل إليه الفن و التمثيل في الجزائر في الآونة الأخيرة، فما رأي بختة في هذا الواقع؟
ـ اختلط الحابل بالنابل، و كل من هب و دب أصبح يمثل، فقد تحول الفن إلى فضاء للتنزه، و كل هذا بسبب كثرة القنوات الخاصة التي فتحت المجال لأشباه الممثلين، لإلهاء الجمهور و تقديم ما يريدون بلا رقيب، فهي لا تبحث سوى عن الربح، و لا تأبه لمضمون ما يقدم، عكس ما كان يحدث عندما كانت قناة تلفزيونية واحدة، فالانتقاء كان المبدأ العام و الجودة كانت الهدف الرئيسي، لتقديم الأفضل للمواطن الجزائري، إلا أن كثرة القنوات الخاصة رسخت الرداءة و انتشار أعمال لا تليق بالأسرة و المجتمع الجزائري، و صنعوا نجوما من لا شيء، محاولين إقناع الجمهور بقدراتهم مع تناسي ما هو هادف و مفيد للمجتمع، و لا يمكنني سوى أن أقول بأن الإعلام بات أعمى في الجزائر و مستواه متدني.
. بما أنك أشرت إلى الأعمال التلفزيونية و القنوات الخاصة، فما سر تقلص، أو بالأحرى اختفاء، الإنتاج الذي كان غزيرا بمحطات التلفزيون الجهوية التي انطلقت منها؟
ـ للأسف، المحطات الجهوية ملأتها خيوط العنكبوت، و ولى الزمن الجميل، زمن الإنتاجات الكبيرة و الخالدة في ذاكرة الجزائريين، كـ»أعصاب و أوتار» لمحطة قسنطينة، و «بلا حدود» لمحطة وهران الجهوية ، التي تبقى أعمالا نجحت في إضحاك و إدخال البهجة لبيوت الجزائريين في عز العشرية السوداء، ، لكنها أهملت و همشت اليوم بشكل كبير، و نأمل أن تعود المحطات إلى عصرها الذهبي.
. هل من جديد في الأفق تطلعين عليه جمهورك العريض من بوابة النصر؟
ـ هناك مشروع عمل لشهر رمضان المقبل بحول الله، و سيكون مع الثلاثي: حزيم، حميد و مصطفى، و هو قيد التحضير، و من المنتظر أن أشارك في عمل آخر مع الممثل الفكاهي عبد القادر، و هو أيضا في طور التحضير، و سنعلن عن تفاصيله مع بداية العام المقبل بحول الله.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى