يرى الممثل عنتر هلال بأنه آن الأوان للتأسيس لإنتاج جزائري  حقيقي  مستمد من واقعنا، بدل الاعتماد على أفكار دخيلة «مسروقة» من المسلسلات التركية   ، مع تغيير الأسماء و الديكور، و «استيراد» مخرجين لإنجازها، و بالنسبة للكوميديا لا بد من الابتعاد، كما شدد، عن الأعمال السطحية  ، و يقترح استثمار روائع الكوميديا الكلاسيكية الجزائرية و تقديمها بحلة معاصرة لتجاوز أزمة السيناريوهات، كما تحدث في هذه الدردشة مع النصر، عن دوره في مسلسل "طاليس" لريم غزالي الذي شبهه بـ"هاري بوتر"..
دردشة إلهام طالب
. النصر: ما هي أطباقك المفضلة في رمضان؟
ـ عنتر هلال: شربة الفريك ، هي سلطانة مائدة الإفطار طيلة 30 يوما، إلى جانب البريك و مختلف الأطباق التقليدية ، عموما أنا حريص على أن يكون طعامي طبيعي بنسبة مئة بالمئة، لأن سر الصحة الجيدة هو الأكل الصحي الطبيعي.
. هل عانيت من مشكل الساندويتشات أثناء تصويرك لمسلسل «طاليس»؟
ـ بالعكس تكفلت المنتجة و المخرجة ريم غزالي بتوفير كل احتياجات فريق العمل أثناء تصويره بتونس، إنها سيدة مبدعة، كريمة، متخلقة و راقية.
. كيف تصنف هذا العمل و ما هو الدور الذي أسند لك فيه؟
. إنه عمل ضخم له قصة و حبكة متقنة، يعتمد على الخيال و الإبهار و المؤثرات البصرية و أحدث التقنيات ، إنه على شاكلة سلسلة «هاري بوتر» ، و له عدة قراءات اجتماعية  سياسية، و لو تمكننا من عرضه في رمضان، لخطف الأضواء من كل الأعمال الأخرى، عموما سنواصل التصوير بعد عيد الفطر . أجسد فيه شخصية الملك بو لعظام، و هو رجل متسلط، مستبد، أناني و بخيل، و كأنه شيطان بشري ينفث سمومه في كل من حوله..
. ألا تخشى أن يكرهك الجمهور الذي لم يتعود على رؤيتك في دور شرير؟
ـ أنا أيضا أكره هذه الشخصية، لهذا قررت أن أقدمها على طريقتي، سأنقص من قيمتها و أبرزها بشكل فكاهي ساخر ، المهم أن تصل الرسالة إلى المشاهدين.
. هل سنراك على شاشة رمضان الجاري؟
ـ لم أشارك في أي عمل لرمضان، لكنني شاركت منذ عامين في مسلسل من المفروض أن يبث على شاشة رمضان عنوانه»جامعة روم « للمخرج كمال دحماني، لكن لم يظهر له أي أثر. و أمرر بالمناسبة رسالة عبر جريدتكم إلى منتجة مسلسل «بيبان الدزاير»  الذي شاركت فيه و بث في رمضان الفارط، «سننتظر أنا و بقية فريق العمل إلى غاية منتصف السنة الجارية، إذا لم نتلق أجورنا سنقاضيك جماعيا».
. كيف يقضي عنتر يوميات رمضان؟
ـ «ما يغلبنيش» منذ توقفت عن التدخين قبل سنوات طويلة، أقضي النهار في التجول عبر أسواق و شوارع المدينة، و أرصد سلوكيات و مواقف الصائمين، فهذه الملاحظات قد أحتاج إليها في تجسيد أحد أدواري مستقبلا. أما السهرات، فأخصصها للعبادة و قراءة القرآن الكريم.
. رمضان الجاري مختلف عن السنوات الفارطة ، فقد حل علينا في خضم الحراك الشعبي و السياسي الذي تشهده بلادنا ، هل ترى بأنه أثر على الجزائري في سلوكاته و نمط تفكيره و معيشته؟
ـ « لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، و الأغلبية لم تغير ما بأنفسها، و نمط تفكيرها ، حسب رأيي، و لم تحدد الأهداف التي تريد تحقيقها، كيف نقول أن الحراك مثمر، و التاجر نفسه الذي يندد في المسيرات بمن نهبوا خيرات البلاد، يلهب أسعار السلع و لا يرحم الزبائن في شهر الرحمة و التقوى؟!
. هل تتابع المسلسلات و الحصص التي دخلت سباق رمضان؟
ـ كما قلت لكم أنا منشغل بالعبادات ليلا، و لم أشاهد إلا لقطات منها، كما أنني أتابع بعضها عن طريق الصفحات و المواقع عبر الإنترنت، و أقرأ تعليقات و آراء المشاهدين و أهل المهنة. اكتشفت مثلا أن مسلسل «الرايس قورصو « الذي أثار ضجة كبيرة ينطبق عليه المثل «المندبة كبيرة و الميت فار» و عن «عمارة الحاج لخضر» أقول «ربي يهنينا»، و أقول أيضا للمخرجين و المنتجين «كفوا    عن المحسوبية و التنافس لتقديم أي شيء للمشاهدين ، عليكم بالانضباط و المهنية و اختيار السيناريو الجيد المكتوب من قبل مختصين، و اختيار مدير فني لتسيير الممثلين و التحكم في أدائهم».
. هذا يعني أنك غير راض عن مستوى الدراما الجزائرية..
ـ ليس لدينا دراما جزائرية أصلا، إننا نسرق الأفكار من الدراما التركية، و نغير الأسماء و الديكور ، يجب أن نؤسس للدراما الجزائرية الحقيقية التي بدأ يجسد ملامحها نوعا ما المخرج جمال فزاز.
. و ماذا عن الأعمال الكوميدية؟
ـ فتح المخرج الشاب جعفر قاسم منفذا لها عبر «عاشور العاشر»، فاقتفى أثره الكثير من المنتجين و المخرجين و لم يفلحوا، فالمشكل الأساسي يكمن في السيناريو و الإبداع. أتساءل دائما لماذا لا نعود إلى روائع الكوميديا الكلاسيكية الجزائرية و نستلهم منها و نقدمها بحلة معاصرة؟ لماذا لا نجرب إلى أن نقدم كوميديا جزائرية ناجحة؟!
إ.ط

الرجوع إلى الأعلى