يحقق مسلسل أولاد الحلال لمخرجه التونسي نصر الدين السهيلي، نسب مشاهدة عالية منذ بداية شهر رمضان، ونجح في ظرف قياسي في جذب عدد كبير  من المشاهدات، حيث تجاوزت   الحلقة الأولى على اليوتيوب عتبة ثلاثة ملايين ، لكن هذا العمل الدرامي لقي انتقادات واسعة عبر وسائط الاتصال الاجتماعي ، لما يحتويه من مشاهد «لا تعكس حقيقة الثقافة الشعبية الجزائرية» كما وصفه البعض بأنه إنتاج مستنسخ من نماذج لأعمال مصرية وتونسية.
المسلسل شاركت فيه مجموعة من النجوم الشابة، حيث كانت البطولة من نصيب الممثل المسرحي والمخرج عبد القادر جريو، وكذا بطل فيلمي ابن باديس والعقيد لطفي الفنان يوسف السحيري، كما شارك في العمل الدرامي كل من النجوم مصطفى لعريبي، ومليكة بلباي وسهيلة معلم ومحمد خساني، فضلا عن الفنانين القديرين أحمد بن عيسي وهشماوي فضيلة.
وتدور أحداث المسلسل في حي الدرب العتيق بمدينة وهران، أين  يتقمص الممثل عبد القادر جريو،  دور مرزاق كما لعب الممثل يوسف السحيري دور زينو الشقيق الأصغر لمرزاق، حيث يقوم هذان الأخوان اللذان قدما إلى الحي للبحث عن هويتهما و أفراد عائلتيهما،  بعمليات سرقة لرجال أعمال فاسدين انتقاما منهم، كما تعاهدا على سرقة المفسدين فقط وعدم المتاجرة في المخدرات أو التعرض لأعراض الناس.  
 ويظهر لنا المخرج  صورة مرزاق رغم امتهانه للسرقة والاحتيال، بأنه ذلك الشاب الذكي الذي يفكر كثيرا قبل اتخاذ أي قرار والرجل الشهم الذي يدافع ويساعد أبناء وبنات حيه ويوقر كبيرهم  ويعطف على صغيرهم، فيما ظهرت شخصية زينو كشاب عاطفي انفعالي يخطئ كثيرا، إلا أن أخاه مرزاق دائما ما يصوب أفكاره وطريقة تصرفه.
وتظهر مشاهد المسلسل، حومة الدرب بمدينة وهران  كحي قديم وهش تحيط به القمامة والردوم من كل جانب كما يوجد بداخله سوق فوضوي تعمل به النسوة، لكن في هذا السوق تدور أحداث كثيرة أبطالها تجار المخدرات و «بلطجية»،  في مشاهد لم يألفها المشاهد الجزائري في الأعمال الدرامية التي تعرض عادة في رمضان.  
وقد نال هذا المسلسل نصيبا من الانتقادات لاسيما ما تعلق منها بأحداثه التي صورت لنا هذا الحي على صورة العشوائيات الضخمة بالقاهرة ، التي ينتشر بها الإجرام وتسيطر عليها العصابات المطاردة من مصالح الأمن ، إذ يرى الكثير من المتابعين بأن العمل مستنسخ من أعمال عربية كالأسطورة لبطله محمد رمضان و أولاد مفيدة التونسي.  
وعلق  أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائلا ، إنه يعرف حي الدرب جيدا وعاش طفولته فيه ويرى أن هذا العمل «بعيد كل البعد عن الواقع المعاش واليوميات الجزائرية بالأحياء الشعبية» ، فيما يعتبر  كثيرون مشاهد    احتساء الخمر والسرقة بالاحتيال تروج   لـ “قدوة انحرافية»  وتشجع الشباب على الاستهتار والربح السريع  بالاحتيال، فيما يرى  آخرون أن أداء الممثلين للأدوار كان بطريقة هستيرية ، كما سجلت مغالاة في تجسيد ملامح الشخصيات.
لكن كثيرين من متابعي المسلسل ، أبدوا إعجابهم بهذا العمل الدرامي واعتبروه من بين أحسن المسلسلات، التي بثت خلال الشهر الفضيل ، وهناك من وصفوه بالمميز من حيث الأداء وتقنيات الإخراج والقوة في الطرح ، فضلا عن تمكنه من تسليط الضوء على معالجة ظواهر اجتماعية و أسبابها ، ونقطة  قوة  العمل في نظر البعض  تكمن في كونه سيقضي على الجهوية في  الأعمال الفنية، ويؤسس   لدراما تروج للسياحة  على شاكلة ما هو حاصل بتركيا.               لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى