تحول أول أمس، حفل المغني الجزائري العالمي سولكينغ  إلى مأساة بعد تسجيل 5 وفيات، و وقوع جرحى خلال تدافع آلاف الشباب لدخول ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة، أين قرر الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة تنظيم الحدث الفني الضخم، كما تم رصد اعتداءات و سرقات.
و أوردت مصادر إعلامية،أنه تم  إسعاف على مستوى أحد المراكز الطبية المتقدمة عشرات الأشخاص  تعرضوا لإصابات و لضيق في التنفس، فضلا عن تحويل 32 شخصا آخرين إلى مستشفى مصطفى باشا، بينهم حالات حرجة أفضت إلى الوفاة.
وحسب ما أكده المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا عبد السلام  بنانة، لوكالة الأنباء الجزائرية،  فإن مؤسسته استقبلت «5 ضحايا و17 جريحا»، مضيفا أن الموتى «3 إناث و ذكرين تتراوح أعمارهم بين «20 و25 سنة»، لقوا حتفهم نتيجة «التدافع»، علما أن تحديد السبب الحقيقي للوفاة « لن يكون إلا بعد تشريح الجثث» ، كما عبر، مشيرا إلى أن أغلب الجرحى لم يتعرضوا لإصابات  خطيرة وقد غادروا المستشفى، رغم تعرض البعض لكسور و اختناقات وأزمات تنفسية حادة.
 الحفل الذي أثار الجدل منذ الإعلان عنه قبل أزيد من شهر، انتهى بطريقة مأساوية، بعدما تسببت انزلاقات تنظيمية في خمس وفيات، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تبرز بوضوح تدخل عناصر الحماية المدنية لإسعاف المصابين، جراء الفوضى العارمة التي عرفها مدخل ملعب 20 أوت بالعاصمة، أين نظم الحفل الذي بثته القناة الأرضية على المباشر.
هذه الأخيرة اتهمت بتسليط مقص الرقابة على أغنية « لا ليبيرتي « أو «الحرية» التي كانت عنوانا من عناوين حراك 22 فيفري،  غير أن مدير الإنتاج بالتلفزيون الجزائري أحمد بن صبان، نفى الأمر، عبر حسابه على فايسبوك، موضحا بأن الأمر يتعلق بمواقيت البرمجة و بأن الحفل استدعى تأخير بث نشرة أخبار الثامنة، ليتزامن عرضها مع توقيت أداء المغني للأغنية الشهيرة.
أما الحفل، فقد خلف الكثير من البلبلة و أثار زوبعة من الانتقادات، بسبب قرار مواصلته، رغم تسجيل ضحايا إذ هاجم الكثيرون المغني الشهير، فيما أكد البعض بأنه بقي لأزيد من  40 دقيقة داخل نفق الملعب، في انتظار الفصل في قرار إلغاء الحفل.
من جهة أخرى أجمع شهود عيان، بأن الحدث الفني شهد هفوات تنظيمية كبيرة، بداية من ساعات النهار الأولى، وكان النجم سولكينغ قد انتقد في فيديو سابق، رفض سلطات ولاية الجزائر الترخيص له بإقامة الحفل في ملعب 5 جويلية، مع ذلك فقد طمأن جمهوره بأن كل الظروف الأمنية و التنظيمية قد هيئت لاستقبال الجماهير،  وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع، فقد أشار بعض من كانوا في محيط ملعب  20 أوت، إلى أن المنظمين رفضوا فتح أبواب المرفق إلى غاية الساعة الرابعة مساء، بالرغم من أن عدد الجماهير كان قد تعدى 10 آلاف في حدود منتصف النهار، كما أنهم أغلقوا كل المداخل، واكتفوا بفتح المدخل الرئيسي بشكل جزئي  مع استخدام حواجز أعاقت حركة الحشود و عمقت التدافع، ما أدى إلى وقوع شباب على الأرض، فداستهم أقدام المتدافعين و تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص، ناهيك عن جرح الكثيرين. شهود عيان، أكدوا كذلك بأن الكثيرين دخلوا إلى الملعب دون تذاكر، في حين بقي الآلاف في الخارج يحاولون الولوج رغم حيازتهم على تذاكر الحفل، و قد أشاروا أيضا إلى تدخل عناصر الأمن لتوفيق بعض اللصوص الذين حاولوا استغلال الموقف لسرقة الهواتف و الحقائب.
 تجدر الإشارة إلى أن قضية التذاكر كانت قد طرحت بشدة قبل الحفل،  بعدما أعلن « أوندا» عن بيع  30 ألف تذكرة خاصة بالحفل، و هناك حديث عن تداول عدد كبير منها في السوق السوداء مقابل مبلغ يزيد عن 10 آلاف دج، في حين أكد نجم الحفل سولكينغ، لمتابعيه عبر حساباته على مواقع التواصل، بأن سعر التذكرة حدد بـألف و  500دج.
و كان الفنان قد أعلن في وقت سابق عن تخصيص نسبة كبيرة من عائدات أول حفل له بالجزائر، لصالح جمعيات خيرية في حين أثير الكثير من الجدل حول أجره الحقيقي، الذي أكد إعلاميون و مثقفون بأنه يتراوح بين 60 و 180 ألف يورو، ليرد هو دائما عبر مواقع التواصل، و يؤكد بأنه لم يتقاض أجرا وبأن ما يتم الحديث عنه يخص نفقات التجهيز و فرق الحراسة و التقنيين.
و يذكر أن سولكينغ قام بتغيير صورة حسابه الخاص عبر موقع انستغرام إلى اللون الأسود كرد فعل أولي، عما حدث في حفله أول أمس، و تعبيرا عن تضامنه مع أسر الضحايا فيما أثار عدم الإسراع في نشر تغريدة له بشأن الموضوع استغراب محبيه ، بينما  يرى   آخرون بأن الأمر طبيعي كون ما حدث لم يكن متوقعا ومن الطبيعي أن يصدم كغيره من الجزائريين، ولكن المغني نشر مساء أمس تغريدة أكد فيها أنه لم يكن لا هو ولا من كانوا معه على الركح على علم بما حدث خارج الملعب ما جعله يكمل حفله بشكل طبيعي معبرا عن صدمته ومقدما التعازي لعائلات الضحايا  .  
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى