مسرحية - جي بي آس - نقلة نوعية في المســرح الجـــزائــــري
* فوضى الإنتاج جعلت الجمهور يلقبنا بـ»البوراك» و»قلب اللوز»         * الممثلون مطالبون بأن يكونوا جيّدين لا جميلين
ترى الممثلة المسرحية و التلفزيونية صبرينة بوقرية أن وضعية الممثل الجزائري اليوم سيئة، في ظل تهميش الكفاءات و تسلل أشخاص قالت بأنهم عملوا على فرض منطق الفوضى في الإنتاج، فبرزوا في الواجهة، فيما أحيل أهل الفن على التقاعد الإجباري، كما اعتبرت ارتباط التمثيل في الجزائر بالمناسباتية، وراء إطلاق ألقاب على الفنانين اليوم، على غرار “قلب اللوز” و “البوراك”، كما تحدثت للنصر عن جديدها و أشياء كثيرة في هذه الدردشة.
* النصر: شاهدناك في رمضان 2018 في دور مميز في سلسلة “ميسي” و شاركت أيضا في “ابن باديس”، لماذا غبت عن الشاشة في رمضان 2019؟
صبرينة بوقرية : كان لدي دور في أحد الأعمال الرمضانية لسنة 2019 مع محطة قسنطينة الجهوية، لكنه تأجل لأسباب مالية و إدارية
* هل ترين أن أزمة الممثل الجزائري  الذي طالما انتقد  الأعمال الفنية المناسباتية و تحدث عن تهميش الكثير من الأسماء اللامعة ، يمكن أن تنفرج؟
ـ ربما يكون هناك انفراج، ما دام هناك تغيير جذري في النظام ككل، فالفنان يجب ألا يوضع في حيز مناسباتي من أجل العمل، للأسف يطلق علينا الجمهور اليوم ألقاب مثل “البوراك” أو “قلب اللوز” لارتباط أعمالنا بشهر رمضان فقط، دون غيره من شهور السنة، و حتى في هذه المناسبة نجد أغلب الأسماء الفنية المعروفة و التي أحبها الجمهور غائبة عن المشهد، و كل ذلك يعود لسعي المنتجين لإنتاج أعمال تضم ممثلين بأقل أجر ممكن و الاستعانة بمن هب و دب، لأنهم أصلا أشخاص غير أكفاء في ميدان الإنتاج، و لا أعتبرهم حتى تجار، لأن للربح قواعد يجب عدم تجاوزها، و كذا الفهم الخاطئ لمعنى أن يكون الفنان أو الفنانة جذابا أو فاتنا، فالممثلين يجب أن يكونوا جيدين لا جميلين، و براعتهم في التمثيل فقط، كفيلة بأن تقنع المشاهد بأنهم الأفضل دون غيرهم. و أشدد هنا أن ما جعل أعمالنا تسقط في الهاوية، هو غياب الموهبة و التكوين.
* شاهدناك مؤخرا في مسرحية “جي بي آس” التي أسالت الكثير من الحبر، هلا حدثتنا عن هذا العمل؟
ـ مسرحية “جي بي آس” حقيقة شكلت تحد للمخرج و كذا فريق العمل من ممثلات و ممثلين ، خاصة و أنه عمل يعتمد على التعبير الجسدي و الإيمائي، دون حاجة إلى الكلمات، التي تقلص الحيز الفني للعمل و تجعله يبقى جزائريا مغاربيا أو عربيا على أقصى حد. علما أن التعبير الجسدي لغة عالمية يفهمها الجميع، باختلاف لغاتهم، هذا العمل مميز و يشكل نقلة نوعية في المسرح المحترف، خاصة و أن هذا النوع من المسرح لم يخرج من حيز الهواة.
* ما هي أدوارك في المسرحية ؟
ـ تقمصت دور القابلة، و هي امرأة همها المال لا الإنسانية، تعكس صورة الواقع المعيش حاليا، كما قمت بدور الرجل المخبر، و هذا هو الدور الجديد الذي لم أحظ به مسبقا، و أتمنى أن أكون قد وفقت في أدائه، كما تقمصت شخصية مديرة المشرحة أو المدرسة الشريرة، و يعكس صورة الإدارة المتزمتة التي يغلب عليها طابع المصلحة قبل كل شيء.
* ماذا أضاف لك هذا المزيج من الشخصيات في عمل واحد؟
ـ أعتقد أن كل عمل أمثل فيه شخصية جديدة، هو إضافة لرصيدي المهني، الفني و الإنساني و خبرتي في المجال.
 * كيف تقيّمين عرض”جي بي آس”، خاصة و أنه يعتبر نوعا جديدا في المسرح المحترف، أقصد المسرح الصامت؟
ـ جمهورنا تعود على الكلام، والتحدي كان في شده لمدة ساعة و نصف، دون أي كلمة، فقط باستعمال الصورة التعبيرية و الفنية، دون أن يشعر بالملل و يفهم الأحداث بشكل جيد، الحمد لله لمسنا بعد نهاية العرض، أنه كلل بالتوفيق و النجاح، فقد كان المسرح مكتظا عن آخره، و تصفيقات الجمهور لم تتوقف لأزيد من 10 دقائق.
* إلى ماذا تطمحين بعد هذا العمل و أي الأدوار تتمنى صبرينة بوقرية تجسيدها مستقبلا؟
ـ طموحاتي ليس لها حدود، أتمنى أن أحظى بفرصة أخرى أو عمل من الأعمال المميزة، لأضيفها إلى رصيدي الفنية و أثريه أكثر، و أوسع خبراتي في مجال التمثيل، و هذا ما يجعلني أحلم بأداء جميع الأدوار، فإن نجحت فالحمد لله، و إن فشلت فالحياة تبقى تجارب نتعلم منها و أعتبرها درسا يساعدني في تحسين قدراتي و تحديد مكامن النقص أو الخطأ لدي.
* باعتبارك ابنة قسنطينة و خريجة مسرح هذه المدينة، هل لديك مشاريع أعمال بالولاية؟
ـ نعم..أنا ابنة قسنطينة التي طردت من مسرحها ، و وجدت نفسها خارجه و خارج مدينتها، فاحتضنتها جهات أخرى و حققت النجاح بها.
أما عن أعمالي مع محطة قسنطينة للتلفزيون ، فربما يكون هناك الجديد مستقبلا بإذن الله.
حاورتها إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى