لو عاد بي الزمن لما اخترت الفن كمهنة
وصفت الممثلة المسرحية و التلفزيونية فتيحة وراد، الممثل الجزائري بالفقير و «المحقور»، و قالت، بأنه عوضا عن دعمه للتقدم أكثر، يتم إحباطه كي يفشل مضيفة، بأنها ما كانت لتختار الفن كمهنة لو عاد بها الزمن إلى الوراء.
فتيحة وراد، خريجة المعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان سنة 1995      و شاركت في عدد من الأعمال المسرحية و التلفزيوينة مثل "زوينة و الكنة" "باب الدشرة"، "الوداع الأخير" و أعمال أخرى، فتحت قلبها للنصر، و تحدثت بحرقة كبيرة عن ما آل إليه حال الفن في الجزائر و وضعية الفنان الذي وصفته بالمحقور و المهمش في ظل سياسة فاشلة رسخها أشخاص يفتقرون للكفاءة حسبها سواء في مجال الإخراج أو الإنتاج أو التصوير.
أحلم بتجسيد شخصية امرأة  سياسية و قيادية
و حملت فتيحة وراد من جانب آخر، المنتجين المسؤولية في كل ذلك، بما فيها التلفزة الوطنية العمومية التي قالت، بأنها و بالرغم من امتلاكها لكافة الإمكانيات المادية التي من شأنها أن ترفع من مستوى أي عمل، إلا أنها لا تريد ذلك، حالها حال أغلب المنتجين.
و أشارت الممثلة في معرض حديثها إلى مسلسل "أولاد الحلال" الذي اعتبرته أول عمل جزائري ناجح و لم تخف رغبتها في المشاركة فيه، بالرغم من أنه ليس جزائريا 100 بالمائة، متسائلة عن سبب الاستعانة بالخبرات الأجنبية و دفع الملايير لأجل عمل يقال في النهاية بأنه جزائري، فيما يحرم ابن الوطن من حقه حتى في الأدوار البسيطة التي يؤديها في أعماله و قد يتأخر راتبه لأزيد من سنتين أو أكثر، بينما قد يحرم آخرون منه كليا.
فتيحة وراد، التي لطالما شاركت في الأعمال الفنية الجزائرية في السنوات السابقة، تقول، بأن حالها اليوم لا يختلف عن حال الكثير من الممثلين و الممثلات الجزائريات، معلقة بأن "الفن في الجزائر يعاني حقا، فالفنان يعمل يوما واحدا ليجلس 5 سنوات"، و أكدت، أنها لو عادت للوراء لما اختارته كتخصص للتكوين و العمل، بل لكانت أكملت دراستها الأكاديمية في مجال آخر، و اتجهت للفن كهواية فقط لا تعتمد عليها كل الاعتماد في حياتها اليومية.
بطاقة الفنان عديمة النفع
الممثلة تنشط ضمن جمعية "بنات حواء" للمسرح و التي تقودها هي و تهتم بتقديم عروض مسرحية عبر مختلف المسارح الوطنية، إلا أنها تطمح لأن تلتفت الجهات الوصية للفنان بشكل أكبر، خاصة في ما يتعلق بالاهتمام بالفنانين القدامى الذين يمتلكون رصيدا فنيا كبيرا، و تعتبر أن إبراز الكثير من الأسماء الجديدة غير المكونة و المتخصصة، جاء على حساب القدماء الذي أحيلوا قسرا على التقاعد، ما اعتبرته إجحافا و هضما للحقوق بالرغم من أنها ليست ضد الكفاءات و القدرات الشابة التي تحتاج إليها أي منظومة فنية للمضي قدما كما عبرت.
و عن الأدوار التي تطمح لتجسيدها بعد هذا المشوار، ترى فتيحة، أنه لم يتم إنصاف المرأة، فهي لم تخرج عن الصورة النمطية للأم المسؤولة أو المضطهدة أو الشابة أو العجوز، فيما حرمت كليا من الأدوار السياسية و القيادية، و تضيف بأنها تحب لعب الأدوار الصعبة و المركبة، كوزيرة أو  سفيرة أو رئيسة دولة أو سيدة مخابرات مثل الشخصيات التي يتم تمثيلها في هوليوود.
و ترى محدثتنا، أن للجزائر قاعدة تاريخية مهمة من شأنها أن تساهم في إنجاح هذا النوع من الأدوار، خاصة و أنها عانت من ويلات الإرهاب و تمتلك شخصيات نسوية مارست السياسة منذ الثورة التحريرية، و قالت إنه لدينا كافة الإمكانيات اللازمة لنكون أحسن في كل شئ، و لو أردنا إخراج عمل ناجح و متكامل للجمهور نستطيع ذلك دون الاستعانة بالأجانب و نسميه في النهاية عملا جزائريا مثلما حدث مع "أولاد الحلال".
أسماء غير مكونة برزت على حساب من أحيلوا على التقاعد
و فيما اعتبرت بطاقة الفنان عديمة النفع، و أكدت أنها لم تستفد منها إلا فيما يتعلق بالفيزا، منتقدة بشدة نقابة الفنانين الجزائريين التي قالت، بأنها لا تلعب الدور المنوط بها، فهي لا تقدم كما تقول أي شئ للفنان، لا في السراء و لا في الضراء، فمن المفروض في نظرها أن تكون هذه  الهيئة على اتصال دائم بالفنانين للاستفسار عن وضعيتهم و إن كانوا يشتغلون أم لا، إلا أنها لا تلعب دورها كما تقول، حتى في  الحالات المرضية  و تترك المجال للجمعيات الخيرية التي تعمل على تقديم المساعدات البسيطة للفنانين المحتاجين الذين يبدو حسبها، بأنهم في تزايد.
و إن كانت فتيحة وراد ساخطة على واقع تصفه بالمؤسف، إلا أنها لم تخف أملها من تحسن الأحوال بعد استقرار الأوضاع السياسية للبلاد خاصة بعد الانتخابات الرئاسية، أما عن جديدها، فقد أشارت إلى عمل مسرحي ما يزال التحضير له قائما رفقة فريق جمعية "بنات حواء".
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى