قرية آث بومسعود تتذكر ابنها الفنان شريف خدام
استذكر أمس، سكان قرية آث بومسعود، بأعالي بلدية إمسوحال، بتيزي وزو، مآثر أيقونة الأغنية القبائلية شريف خدام، بمناسبة حلول  الذكرى الثامنة لرحيله.
وتحولت أمس قرية آث بومسعود ، التي أنجبت العملاق شريف خدام في الفاتح جانفي 1927 ، إلى متحف مفتوح على أعماله ، صوره  و  المقالات الصحفية حول حياته ومسيرته الفنية و أهم الحوارات التي أجريت معه ، و كانت أرجاء القرية تصدح منذ الصبيحة بروائعه من الأغاني التي لا تزال مسموعة إلى اليوم والتي تدعو إلى الوحدة الوطنية والحب والسلام.
وتوجه صبيحة أمس زوار وأصدقاء وسكان بومسعود، إلى قبر المرحوم ووضعوا باقة من الورد فوقه، كما قرؤوا فاتحة الكتاب وترحموا على روحه الطاهرة.
وأجمع محبو شريف خدام وأصدقاؤه ، أنّ الراحل لا يزال في الذاكرة رغم وفاته، مؤكدين بأن   أعماله الفنية لن تزول  ويظل نجما ساطعا في سماء الأغنية الجزائرية ، فقد كتب أغان عن الأرض والوطن الذي ارتبط به منذ الصغر، رغم أن ظروفه الصحية أبعدته عنه وتوفي بعيدا عن مسقط رأسه، وتمكن من تحويل الغناء القبائلي من غناء شعبي محلي، إلى مؤلفات موسيقية عالمية.
من جهته، أثنى رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو يوسف أوشيش على أعمال شريف خدام، مشيرا إلى أنّهم بصدد تحضير حفل تكريم كبير خاص بالفقيد في مقر الولاية ،  تقديرا للإرث الثقافي الذي خلّفه لأزيد عن نصف قرن وأغاني أخرجها للعالمية.
جيدر بالذكر، فإن شريف خدام من مواليد الفاتح جانفي 1927، بقرية آث بومسعود دائرة إيفرحونان بتيزي وزو ، سجل أول أسطوانة له في بلاد الغربة سنة 1955 تحت عنوان “يليس تمورثيو” بمعنى “بنت بلادي”، كما سجل أسطوانة ثانية سنة 1958 تضم ثلاث أغان وهي  "أجلاب تمورثيو" و"نادية" و "جرجرة"، كما غنى عن المجتمع
و عن الحب .
 عاد إلى أرض الوطن سنة 1963 ليلتحق بالإذاعة الوطنية وبالضبط   بالقناة الثانية الناطقة باللغة الأمازيغية ليشرف على تنشيط حصته الإذاعية "إغناين أوزكا" أو “فنانو الغد" التي يستقبل فيها شباب مولعون بالفن، اكتشف فيها عدة مواهب وتخرج على يده العديد من الفنانين القبائليين الكبار أمثال الفنان لونيس آيت منقلات وإدير ومليكة دومران، إلى جانب الفنانة القديرة نوارة التي أدى معها عدة أغاني من تأليفه وتلحينه.
 غنى كثيرا عن معاناته وشوقه الكبير للوطن، وألف أغنيته المشهورة "الجزائر إن شاء الله أتسحلوض" أي "الجزائر إن شاء الله ستشفين" التي عرفت رواجا كبيرا داخل وخارج الوطن، توفي يوم 23 جانفي 2012 بفرنسا بعد معاناة طويلة مع مرض القصور الكلوي، ووري جثمانه الثرى يوم 27 جانفي بمسقط رأسه في قرية آث بومسعود بأعالي دائرة إفرحونان، تاركا وراءه إرثا ثقافيا خالدا ورصيدا كبيرا من الأغاني.                                                                
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى