أعاد التشكيلي حسام الدين حافظي للأقنعة الافريقية سحرها و أهميتها الفنية و التراثية المتميّزة، من خلال تسليط الضوء على أشهر أعمال كبار التشكيليين الغربيين المستلهمة من الطقوس الافريقية المتجذرة في عمق التاريخ، و ذلك في محاضرات يواصل تقديمها بكل من الجزائر و فرنسا، اختار لها محور »تأثير الفن الإفريقي على التشكيليين الأوروبيين». الفنان الشاب الذي جسد جدارية بحجم 12مترا و الموجودة حاليا بمركز «كارو داراش» بفرنسا إلى جانب أعمال بيكاسو و ديبيفاي ، و شارك في عديد المعارض  بتسع دول أوروبية، قال في حديث للنصر بأن الأقنعة الافريقية تخفي من الجمال و الإبداع الفني الراقي، و تحمل من الأسرار عن مجال تجليها و انتمائها الذي يتجاوز الحدود الجغرافية إلى المتخيّل الشعبي، ما حفزه على الخوض في تاريخها ومدى تأثيرها على الفن العالمي بفضل خصوصيتها  التي جعلت منها فنا عالميا و إن تأخر اعتراف الغربيين بها، رغم اهتمامهم و إعجابهم الكبير بهذا الإبداع الخاص.    التشكيلي حسام الدين حافظي الذي كان الأول على دفعته بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة قسنطينة، قبل الالتحاق بكلية الفنون بالجامعة بقسنطينة، تطرّق إلى أشهر أعمال كبار التشكيليين المستوحاة من الفن الإفريقي و على رأسهم بيكاسو، مؤكدا بأن رمزية الأقنعة الافريقية بمختلف أشكالها و أساليبها و أحجامها و التي تتنوّع بتنوّع ثقافة كل منطقة أو بلد، تعكس ثراء التراث الإفريقي، مؤكدا بأن جل الأقنعة ناتجة في الأساس عن السحر و الدين، مما جعل رمزيتها الروحية  تحصرها لقرون في بيئتها الافريقية قبل أن تجد لها مكانة في الفن التشكيلي الغربي بفضل هيمنته البصرية المفعمة بالإيحائية و الرمزية المحملة بالتجريدية الناسخة للواقع العاكس للحياة الاجتماعية و الدينية.و غاص الفنان في الطقوس الإفريقية التي يتم ارتداء الأقنعة فيها كالأعياد و الجنائز و أهم وظائفها سيّما لعب دور الوسيط بين الآلهة و البشر لجلب الحظ و البركة و الشفاء و الحماية من الأرواح الشريرة.
و إن اختفت قدسية الأقنعة الافريقية مصدر إلهام كبار التشكيليين الغربيين في أعمال هؤلاء، غير أن الرمزية و الجمالية بقيت شاهدا على إعجاب المستكشفين الغربيين بفن صناعة الأقنعة و إن لم يمنحوها قيمتها الفنية الحقيقية و المستحقة، غير أن التشكيليين الحداثيين حملوا تجريديتها و رمزيتها و عبرّوا عنها بوجهة نظر غربية من خلال الفن التكعيبي الذي حاكى ما اعتبر لقرون مجرّد أعمال يدوية و استنطق معانيها الروحية و الفنية، مثلما فعل بيكاسو و جورج براك و ماتيس و دوران و موديفلياني و غيرهم  من الفنانين، حيث اختار الرسام حافظي الاستعانة بصور أشهر اللوحات المستوحاة من الفن الإفريقي منها»نساء أفينيون» لبيكاسو، فضلا عن صور بعض الأقنعة كتلك الممثلة للعادات و الممارسات الطقسية بمختلف الدول الإفريقية، كما تحدث بإسهاب عن قناع «الفانك» و أقنعة أخرى و ما تحيل إليه من رمزية تظهر في اللون والشكل.
و عن مشاريعه قال الفنان بأنه سيشارك قريبا في ثمانية معارض دولية بأوروبا، فضلا عن نشاطاته العديدة كمؤطر بورشات فنية بالخارج، إلى جانب عدد من المحاضرات من المنتظر تقديمها بعدد من المراكز الثقافية ببعض الدول الأوروبية و بشكل خاص بفرنسا. و بخصوص أعماله صنّف الفنان إبداعه ضمن الفن الساذج، الذي أسس له دي بيفي بفرنسا و الذي يعد ظاهرة لافتة و مهمة في الحركة الفنية التشكيلية العالمية المعاصرة.
و سبق لحسام الدين حافظي و هو من مواليد 1990بمدينة شلغوم العيد تنظيم ورشات للرسم و الطباعة، إلى جانب تمثيله لمدرسة الفنون الجميلة بعديد المهرجانات الجهوية و الوطنية، كما حاز على عدة جوائز مهمة في عدة تظاهرات ثقافية.و شارك الفنان بأكثر من 45معرضا فنيا تشكيليا وطنيا و دوليا، كما كان له حظ توقيع جدارية بمركز «كارو داراش» بفرنسا، تاركا بصمته بين أعمال أشهر التشكيليين العالميين هناك، كما تم اختياره رئيسا للنادي الثقافي بجامعة قسنطينة 3، و هو أيضا عضو منظم وممثل الجزائر في الحركة الفنية «نوترليسم» التي يوجد مقرها بإيطاليا و يفوق عدد أعضائها 8000 حول العالم، فضلا عن انتمائه لمجموعة فنية بروتردام بهولندا و التي تعنى بتنشيط المعارض بأوروبا، و يشغل حاليا منصب رئيس نادي الإبداع الفني بجامعة قسنطينة 3 وسفير الجامعة بأوروبا المكلف بالتبادل الثقافي.               
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى