الجوق التونسي و جمعية مقام يحييان  عبق المالوف
أحيت أول أمس جمعية مقام قسنطينة و جوق المالوف التونسي ثاني حفل في عمر المهرجان الثقافي الدولي للمالوف  في طبعته العاشرة التي احتضنها المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، و التي استقطبت على غرار الحفل الافتتاحي، حضورا معتبرا للعائلات، و خصصت فقرة من الحفل لتكريم والد الفنان الراحل سليم عزيزي.
قبل انطلاق الحفل الفني، تم عرض مقاطع فيديو لوصلات موسيقية للفنان الراحل سليم عزيزي، و قام محافظ المهرجان سمير قنز بتكريم والده الفنان محمد عزيزي الذي لم يتمالك نفسه من شدة التأثر، فتهاطلت دموعه، معتبرا بأن حق أبنه ناله اليوم على خشبة المسرح وهذا لا يقدر بمال، حسبه.
و يعد الفنان الراحل سليم عزيز من الأصوات الشابة التي تألقت في سن مبكرة حيث أكتشفه الشيخ سليم فرقاني في حفل عائلي سنة 1990 ،و سنه لم يتجاوز 7 سنوات، كما أتاح له الشيخ أحمد عوابدية فرصة المشاركة في طبعة سابقة من المهرجان الدولي للمالوف، فأمتع الجمهور بوصلاته الفنية، و نال لقب أحسن صوت في المهرجان،  وتوفي الفنان سليم عزيزي يوم 26 أوت 2016 .
الفقرة الغنائية الأولى في الحفل الثاني من توقيع فرقة جوق المالوف التونسي  أطربت الحاضرين بأنغامها ، حيث قدمت وصلات من نوبة «السيكا»، ثم أدت بعض أغاني الشيخ الراحل طاهر غرسة، و قد تأسست هذه الفرقة سنة 2001 من طرف مجموعة من الموسيقيين المهتمين بالحفاظ على التراث التونسي والتعريف به في المحافل الدولية ، وشاركت في عدة مهرجانات للمالوف بالجزائر و كذا تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
واختتمت جمعية مقام قسنطينة السهرة بتقديم عدة نوبات ،منها نوبة «المزموم» ومدائح وأزجال قسنطينية ، فتفاعل معها الحضور و رقص على أنغام الفرقة التي تأسست سنة 1995 ،على يد مجموعة من الفنانين والمهتمين بالتراث الفني الموسيقي القسنطيني.
جدير بالذكر أن مقام التي تهتم إلى جانب المالوف بمختلف أنواع الموسيقى المغاربية توجت بعدة جوائز، من بينها المركز الأول في المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة سنوات 2008 و 2010 و2011، والمركز الأول في المسابقة الجهوية  لأقل من 20 سنة بقسنطينة 2011، والجائزة الخاصة بالتحكيم في المهرجان الوطني للحوزي بتلمسان 2009،  وشاركت في عدة مهرجانات خارج الوطن، من بينها تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا سنة 2003 بمدينة «ران».

قالوا عن المهرجان
قائد فرقة جوق المالوف التونسي سليم سنوسي
سعداء بتواجدنا وسط أهلنا
عبر قائد فرقة جوق المالوف التونسية  للنصر عن سعادته بالمشاركة في المهرجان بقوله» سعادتنا كبيرة اليوم بالتواجد وسط أهلنا بقسنطينة، وهي ليست المرة الأولى التي نشارك فيها في مهرجانات بالجزائر، كما أن فرقتنا متكونة من عدة فنانين وعازفين محترفين و وولوعين بكل ما هو تراث وفن أصيل، ونحن نهدف للتعريف بالفن التونسي، واليوم سنقدم وصلات من نوبة السيكا، مع العلم أن السيكا التونسية تختلف بعض الشيء عن نظيرتها القسنطينية»

قائد جمعية مقام قسنطينة منجي بن مالك
هدفنا الحفاظ على التراث القسنطيني
تقدم قائد فرقة مقام قسنطينة بالشكر الجزيل للجمهور الذي حضر بقوة قائلا»أشكر العائلات التي حضرت و أنجحت السهرة، كما أتمنى التوفيق لمنظمي المهرجان، خصوصا أن محافظ المهرجان يدعونا دائما لإحياء  مثل هذه التظاهرات»،ثم  تحدث منجي عن مقام « الجمعية لها عدة أسطوانات تضم مختلف النوبات والمدائح والأزجال القسنطينية، بإشراك كل الأقسام الأربعة من أجل ترسيخ الطبوع الفنية لدى الشباب المهتم بالتراث، فهدفنا هو الحفاظ على التراث القسنطيني والمساهمة في نقله عبر الأجيال، خصوصا و أن جمعية تعلم أيضا الأطفال وتكون فيها عدة فنانين».

محافظ المهرجان سمير قنز
نجاحنا يقاس بسعادة الجمهور الحاضر
عبر محافظ المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، عن سعادته بالإقبال الذي شهده المسرح في أول وثاني أيام التظاهرة، و أكد « إن نجاح المهرجان يقاس بالسعادة التي نراها في أعين الحاضرين بعد نهاية كل حفلة، فرغم برودة الطقس، إلا أن المسرح امتلأ عن آخره، وأتمنى أن يتواصل الحضور بنفس الكثافة، إلى غاية السهرة الختامية والتي ستكون منقولة على المباشر عبر الإذاعة».
فوغالي زين العابدين

الرجوع إلى الأعلى