بلماضــي شجـــاع و أنصحـه بضــخّ دمــاء جديـدة

أبدى اللاعب الدولي السابق وعضو الطاقم الفني الحالي لوفاق سطيف، مليك زرقان ثقته الكبيرة في الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي، رغم إقراره بصعوبة المأمورية التي تنتظره، في ظل افتقاده لخبرة تدريب المنتخبات الوطنية، كما أشاد زرقان بشجاعة بلماضي، الذي قال بأنه قبل التحدي، رغم إدراكه بالوضعية الصعبة للخضر، الذين يمرون بأحلك الظروف، كما تحدث ابن مدينة عين الفوارة، عن أهداف فريقه هذا الموسم، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خص به النصر.
حاوره: مروان. ب
* كيف تعلق على البداية الموفقة لوفاق سطيف في افتتاح الموسم الكروي الجديد، حيث دك شباك إتحاد بلعباس بثلاثية نظيفة، مقدما إنذارا شديد اللهجة لبقية المنافسين ؟
رغم مغادرة عدد كبير من اللاعبين مع نهاية الموسم الماضي، وتغير التعداد بأكثر من 70 بالمائة، إلا أننا كنا في الموعد مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، حيث أعدنا بعث حظوظنا في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، بعد النتيجتين الإيجابيتين المحققتين أمام الدفاع الجديدي المغربي، مع ضمان التأهل إلى الدور المقبل من منافسة كأس العرب، عقب تخطي نادي بحجم العين الإماراتي، رغم أننا لم نكن راضين بالمردود المقدم في لقاء الإياب، وكذا دك شباك إتحاد بلعباس بثلاثية كاملة في افتتاح البطولة، لقد قدمنا مستويات جيدة إلى حد الآن، رغم أنه لا تزال هناك بعض النقائص التي يجب معالجتها، إذا ما أردنا الوصول إلى الأهداف المسطرة.
الوفاق جاهز للعودة إلى منصات التتويج الخارجي
*ألا تعتقد بأنكم استفدتم من المشاركة في المسابقتين الإفريقية والعربية، ما جعلكم متقدمين في التحضيرات على إتحاد بلعباس وبقية الفرق الوطنية ؟
بطبيعة الحال، خوض أربع مباريات قوية خارجيا، جعلنا أفضل من الناحية البدنية والفنية، كما أعطتنا اللقاءات الماضية الفرصة، من أجل الوقوف على الإمكانات الحقيقية للفريق، والعناصر الجديدة التي تشكله، لقد استفدنا كثيرا من مباراتي الدفاع الجديدي، وكذا مواجهتي العين الإماراتي، ما جعلنا نظهر بوجه رائع في لقاء إتحاد بلعباس، رغم افتقادنا لبعض الأسماء، بسبب معاناتها من الإصابة، نحن متفائلون بمستقبل الوفاق، وبحول الله سننجح في الوصول إلى الأهداف المتفق عليها مع الإدارة.
*تنتظركم مهمة صعبة للغاية أمام تي.بي مازمبي لحساب الجولة الخامسة من دوري المجموعات لمسابقة رابطة أبطال إفريقيا، هل أنتم جاهزون لهذا الموعد، وكيف ترى حظوظ الوفاق ؟
كما تعلمون تي بي مازمبي يتربص بالجزائر منذ أكثر من 20 يوما، على اعتبار أنهم قد أنهوا الشطر الأول من الموسم الكروي في الكونغو، وبالتالي لديهم فكرة عن الأجواء في الجزائر، كما تأقلموا أكثر مع الظروف المناخية، دون أن ننسى النقطة الإيجابية التي تصب في صالحهم، والمتمثلة في خوضهم ثلاث لقاءات ودية مع فرق جزائرية، ويتعلق الأمر بكل من مولودية وهران وإتحاد بلعباس وأولمبي آزريو، لقد تحصلنا على أشرطة هذه المواجهات، رغم أننا لاحظنا بأن مدربهم لم يشرك التعداد الأساسي، واكتفى بتجريب بعض الخطط التكتيكية، نحن لا نهتم بشيء، بقدر ما نحن مركزون على الكيفية التي تمكننا من الفوز بالنقاط الثلاث، وإنعاش حظوظنا في التأهل إلى الدور المقبل، رغم إدراكنا بخطورة الكونغوليين خارج الديار، بحكم الخبرة التي يمتلكونها في هذه المسابقة، ولكننا لن نمنحهم الفرصة، وسنفوز بالنقاط التي ستجعلنا نتنقل إلى العاصمة لمواجهة المولودية المحلية، في نهائي ناري الفائز به سيضمن مكانة في الدور المقبل.
*بصراحة، كيف ترى حظوظ الوفاق في المسابقة الإفريقية والعربية ؟
لا تنسوا بأن العين الإماراتي من أكبر الفرق وأعرقها في القارة الآسيوية، حيث نجحنا في تخطيه عن جدارة واستحقاق، رغم المستوى المتوسط الذي ظهرنا به في لقاء الإياب، أعتقد بأن هذا التأهل العربي سيمنحنا جرعة معنوية كبيرة قبيل المباراة الإفريقية، التي لم نرض فيها بأقل من الانتصار، الذي سينعش حظوظنا في المرور إلى الدور المقبل، نحن لدينا ثقة كبيرة في إمكاناتنا، وبدعم الأنصار سنصل إلى أبعد محطة ممكنة، خاصة في المسابقة العربية التي تعد من أبرز أهدافنا هذا الموسم، إلى جانب البطولة الوطنية، وكأس الجمهورية، أنتم على دراية بما تعنيه التتويجات والألقاب للوفاق، ولن نتخلى عن هذه الثقافة التي عودنا بها أنصارنا، الذين كانوا سعداء للغاية بالمردود المقدم أمام إتحاد بلعباس، حيث لعبنا مباراة رائعة، وأظهرنا بأنه سيكون لنا شأن كبير هذا الموسم، شريطة مواصلة العمل الجاد، وتفادي الغرور الذي قد يتسلل إلى نفوس اللاعبين الشبان.
سعداء للبداية الموفقة وثلاثية بلعباس ستحررنا
*الفوز بنقاط تي بي مازمبي سيفتح شهيتكم وسيجعلكم أكثـر قوة في قادم المواعيد، أليس كذلك؟
أجل تخطي عقبة تي بي مازمبي في المباراة القادمة سيمنحنا ثقة أكبر في النفس، كما سيجعل عناصرنا أكثر أريحية تحسبا لقادم المواعيد التي تنتظرنا، نحن نعلق أهمية كبيرة لهذا الموعد، ولهذا سنحاول تجهيز عناصرنا بالشكل المطلوب، من أجل تجاوز عقبة المنافس الكونغولي، الذي أبان عن مستويات رائعة إلى حد الآن، بدليل تصدره المجموعة عن جدارة واستحقاق، نحن نتمنى أن تكون جماهيرنا بقوة في ملعب الثامن ماي بمناسبة هذا اللقاء المصيري، كونها ستكون كلمة السر في الفوز بالنقاط الثلاث، التي قد تمنحنا جرعة معنوية كبيرة جدا، في قادم المناسبات.
*ما رأيك في العمل إلى جانب التقني المغربي رشيد الطاوسي ؟
صراحة العمل مع الناخب الوطني المغربي السابق أمر ممتع، خاصة وأنه إنسان متواضع، وطريقته في التعامل سهلت من مرور التيار بين كافة أعضاء الطاقم الفني، نحن نتمنى له كل النجاح، وسنحاول تقديم يد العون له، حتى يقود الوفاق نحو الأهداف المرجوة، هو مدرب يمتلك خبرة كبيرة، كما أن لمسته بدأت تظهر على أداء الوفاق، رغم تواجده منذ فترة قصيرة على رأس الفريق، هو مدرب متمكن من الناحية التكتيكية، وهناك تجاوب كبير مع تعليماته، خاصة في ظل الثقة الموجودة بين كافة أسرة الوفاق، وعلى رأسها الرئيس حسان حمار، الذي وفر لنا كل شيء، وأعد لنا فريقا متكاملا.

*من وجهة نظرك، ماهي الفرق المرشحة للتنافس على لقب البطولة المحلية ؟
لا يمكنك ترشيح أحدا في البداية، وكل شيء سيتضح بداية من الجولة السادسة أو السابعة، رغم أن هناك أندية تمتلك الأفضلية على الورق، على غرار بطل الموسم الماضي شباب قسنطينة، الذي رغم تعثره فوق أرضية ميدانه في جولة الافتتاح أمام النصرية، إلا أنني متأكد بأنه سيعود بقوة، في وجود مدرب محنك مثل عبد القادر عمراني، الذي دعم تشكيلته بأسماء جيدة، دون نسيان قطبي الكرة العاصمية الإتحاد والمولودية، اللذان يحوزان على تعداد ثري جدا، سيكون قادرا على التتويج بالبطولة بسهولة، مع عدم تجاهل شبيبة القبائل التي قامت بميركاتو متميز، رغم النتيجة السلبية التي سجلتها على أرضية ميدانها السبت الماضي أمام شبيبة الساورة، وكذا مولودية وهران، التي قدمت كرة جميلة في لقاء البرج، إلى جانب النصرية التي قد تكون الحصان الأسود، في ظل امتلاكها لشبان متميزين.
البطولة العربية أبرز أهدافنا هذا الموسم
*كدولي سابق وتقني حالي، كيف تعلق على قرار تعيين جمال بلماضي على رأس المنتخب الوطني؟
المهمة التي تنتظر جمال بلماضي لن تكون سهلة، في ظل الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها المنتخب الوطني، الذي تراجعت نتائجه بشكل مخيف في آخر سنتين، إلى جانب المشاكل الموجودة وسط المجموعة، والتي يعلمها العام والخاص، وبالتالي يمكن القول بأن جمال بلماضي مدرب شجاع، كونه قبل هذا التحدي، خاصة إذا ما علمنا بأن سلفه رابح ماجر غادر من الباب الضيق، رغم تاريخه الكبير، أنا لن أخيف بلماضي، بل على العكس سأقف إلى جانبه، كما على الجميع مساندته، كونه سيكون في مهمة محفوفة بالمخاطر، إذا ما أراد إعادة البريق المفقود للمنتخب.
*ما هي الأشياء التي تخشاها على الناخب الوطني الجديد، وبماذا تنصحه ؟
كما تعلمون بلماضي يفتقد للخبرة، خاصة على مستوى قيادة المنتخبات الوطنية، إذا ما استثنينا تجربته القصيرة مع المنتخب القطري، ولكن الأمور ستكون مغايرة على مستوى الخضر والقارة الإفريقية التي لها طابع خاص، نحن نؤمن بحبه الكبير للمنتخب، وكذا بالطموح الذي يحدوه، وبوضع اليد في اليد، وتوفير الجو المناسب له سينجح بلماضي في قيادة الخضر نحو الأهداف المرجوة، علينا فقط أن ندعمه، خاصة وأن لديه بعض النقاط الإيجابية التي تصب في صالحه، على غرار قربه من اللاعبين المغتربين، حيث يمتلك نفس مواصفات الجيل الحالي، وهي أمور قد ترجح كفته.
*هل أنت متفائل بنجاحه رغم التحديات الصعبة التي تنتظر الخضر؟
يجب أن نكون متفائلين بخصوص مستقبل المنتخب الوطني، الذي تنتظره تحديات صعبة، والبداية بنهائيات كأس الأمم الإفريقية 2019 بالكاميرون، حيث سيكون الناخب الوطني في سباق ضد الزمن، من أجل تجهيز تعداد قادر على رفع التحدي، أنا أنصحه بضخ دماء جديدة، خاصة وأن العناصر الحالية افتقدت للرغبة، كما كنت آمال في أن يستعين ببعض المحليين، ولكن صراحة لا يوجد لاعب من البطولة الوطنية يستحق تمثيل الخضر في الوقت الحالي، باستثناء عبد المؤمن جابو، والبقية تمتلك الموهبة، ولكنه من الناحية البدنية والتكتيكية بعيدة كل البعد على المستوى المطلوب.
لو نفوز بنقاط «تي بي مازمبي» سيكون لنا كلمة هذا الموسم
*بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
يجب أن نقر بأن الجمهور الجزائري صعب للغاية، ومتطلب أكثر من اللزوم، بدليل أنه من كان وراء تنحية رابح ماجر، الذي لم يخض أي لقاء رسمي، واكتفى بخسارة الوديات فقط، ورغم ذلك لم يتسامحوا معه، لقد لاحظت بأن جماهيرنا المحبة لكرة القدم رحبت بجمال بلماضي، ولكن هذا لا يعني بأنهم سيمنحونه كامل الوقت، وبالتالي أتمنى أن تكون بدايته موفقة، لأن ذلك سيسهل من مأموريته، كما سيمنحه الثقة، تحسبا لباقي المشوار الذي لن يكون سهلا، في ظل الوضعية الحالية للمنتخب.
م.ب

الرجوع إلى الأعلى