سعدت بترسيم اللغة الأمازيغية وانتظروا جديدي بعد أسابيع
عبّر نجم الأغنية القبائلية أحسن زرماني الملقب بـ «تاكفاريناس»، عن سعادته بالغناء مجددا في قسنطينة بعد غياب دام لـ 31 سنة، و ذلك في حوار خص به النصر قبيل حفلة أحياها منذ أيام بهذه المدينة، تطرق خلاله إلى عودته القوية للساحة الوطنية و موعد طرح ألبومه الجديد، كما تحدث بكل عفوية عن عديد المواضيع في الفن والرياضة.
حاوره: حاتم/ ب
أهلا بك في قسنطينة التي تعود للغناء بها بعد غياب دام لـ 31 سنة..
أنا سعيد جدا بالعودة لمدينة قسنطينة التي أحبها كثيرا وأحب جمهورها الكبير، نعم لم أحي أي حفل في قسنطينة منذ سنة 1987.
ماذا تتذكر عن تلك التجربة؟
كانت تجربة أكثر من رائعة، فقد بُرمج الحفل حينها في ملعب الشهيد حملاوي وكان مكتظا عن آخره، وكان شرفا كبير لي أن يتوافد ذلك العدد الكبير من الجمهور من أجلي، و اليوم أعود مجددا إلى هذه المدينة التي أحبها كثيرا وأحمد الله على ذلك.. يمكن القول أني عدت لعائلتي القسنطينية، ولكن أريد أن أوضح أمرا مهما ..
أتوقّع عودة الخضر بقوة وهذه هي مفاتيح النجاح
تفضل..
محزن جدا ما حدث لي في سهرة اليوم، حيث أصبت بخيبة كبيرة في ما يخص الاتصال، فأنا المعني بالحفل ولم أكن أعلم أين سأغني، وعلمت بأن المكان هو قصر الثقافة مالك حداد قبل 30 دقيقة من موعد انطلاق الحفل، ولكني مصمم على العودة إلى قسنطينة بعد إصدار ألبومي الجديد، وسأهتم حينها بأمر الاتصال والإعلان وذلك وفق طريقتي الخاصة.
على ذكر إصدارك لألبوم جديد، متى سيكون ذلك؟
سأصدر ألبوما جديدا وسيكون ذلك بعد نهاية العطلة الصيفية، وأرجوا أن ينال إعجاب الجماهير.
تجربة الغناء بملعب حملاوي سنة 1987 كانت رائعة
لم تصدر أي ألبوم منذ حوالي 6 سنوات، ما سبب غيابك عن الساحة الفنية لكل هذه المدة؟
لا يجب الإصدار من أجل الإصدار، بل يجب أن يكون كل شيء مدروسا وفي وقته، حاليا أعمل على وضع آخر الروتوشات على ألبومي الجديد والذي سأطرحه في السوق خلال الأسابيع القادمة، وكما سبق وأن قلت أتمنى أن ينال إعجاب جماهيري.
بعد أغنية «زعمة زعمة» لم تعرف مختلف أغانيك نفس الصدى، ما السبب؟
لا، بعد «زعمة زعمة» أصدرت ألبومين عرفا نجاحا كبيرا وخاصة ألبوم «لوالدين»، لم تكن أغنية «زعمة زعمة» الوحيدة التي يحبها جماهيري، بل لي عدة ألبومات وآخرها «ألبوم شويا شويا».
لم أحقق نجاحا كبيرا بأغنية «زعمة زعمة» فقط
عرفت الساحة الفنية بالجزائر مؤخرا بروز عدة مغنين شباب، لكن هناك من يقول إن مستوى الفن الذي يقدمونه لا يرقى إلى ما كان موجودا قبل سنوات، ما رأيك؟
نعم صحيح، المغنون الشباب يقومون بما يمكن القيام به، و لإصدار ألبومات يجب أن يكون لديك المال، وهو ما يفتقر له هؤلاء المغنون الصاعدون، فمن قبل كان المنتجون يطورون أغاني الشباب ويساعدونهم، والآن لم يعد هناك منتجون، حيث أصبح الفنان مجبرا على إصدار أغانيه بإمكانيته الخاصة والتي تعتبر بسيطة، فهو يدخل للأستوديو وهو ملزم بإنهاء الأغنية في يومين أو ثلاثة.. نعلم أنه بالموهبة يمكنك صنع المعجزات، غير أنه يجب ألا ننسى أنهم يدفعون للفرقة الموسيقية ويقومون بكراء الأستوديو ما يتطلب توفر المال، ولكن سيأتي اليوم الذي سيجد الشبان فيه سهولة في الإنتاج.
إذا أنت تعترف أن مستوى الفن في تراجع؟
هو واقع وله أسبابه كما سبق وأن ذكرت، أتمنى أن تتطور الأغنية الجزائرية ليس بالضرورة اليوم ولكن في الغد القريب، لأننا نملك العديد من المواهب ولكن يجب أن نوفر لها الإمكانات فقط.
متأكد أن هناك من سيخلفني في الأغنية القبائلية
على ذكر المواهب، من تراه أو ترشحه ليكون خليفتك كنجم للأغنية القبائلية؟
أولا، أتمنى أن يكون خليفتي صاحب أخلاق، ويمكن أن يأتي مع الوقت فنان أفضل مني، وأتمنى ذلك، فمثلما جئت أنا جاء فنانون من قبلي و سيأتون من بعدي.. صراحة لا أملك في ذهني أي اسم ولكني متأكد من وجود من يخلفني وأتمنى أن يكون أفضل مني.
تم ترسيم الامازيغية لغة وطنية إلى جانب تعميم تدريسها ، كيف استقبلت هذا القرار؟
لقد كان فرحة كبرى، فقد سعدت كثيرا بعد سماع ذلك الخبر، إنه شرف كبير للأمازيغية أن تصبح لغة رسمية وطنيا، ويتم تعليمها للجيل الجديد، فبهذا القرار أخذت اللغة الأمازيغية في بلدنا مكانتها الحقيقية، ولكن إن شاء الله وبعد أن أصبحت لغة رسمية، يجب أن يأتي اليوم لتطويرها ونشرها وتوفير ميزانية معتبرة من أجل ذلك.
تراجع مستوى الفن بالجزائر سببه نقص الإمكانيات
ماذا تقصد بذلك؟
لتصبح اللغة الأمازيغية شائعة يجب أن تكون هناك تدابير أخرى، وليس مجرد قرار على ورق، فربما بعد 20 أو 30 سنة، يصبح كل الشباب الجزائري يتقنونها، إنها مسألة وقت فقط، فلما آتي لقسنطينة يمكنك فهمي، ويمكن لأي قبائلي شراء مستلزمات من المتاجر بكل سهولة وهذا هو المغزى، لأن الأمازيغية لغتنا وأصلنا و لتحيا الجزائر.
بعيدا عن الفن، هل تاكفاريناس من محبي كرة القدم؟
بطبيعة الحال أنا من متتبعي كرة القدم، وأحب كثيرا المنتخب الوطني الجزائري، حتى أني كنت من بين الأوائل الذين تواجدوا في الخرطوم لمتابعة المقابلة الفاصلة أمام المنتخب المصري.
إذا عايشت تلك اللحظات التاريخية، كيف كان شعورك بعد تأهل المنتخب للمونديال؟
كان من بين أفضل اللحظات التي عشتها، فقد كنت أول من دخل أرضية الميدان حينها، و يبقى فخرا وشرفا أن تعيش تلك اللحظات التاريخية، وأن تشهد على ذلك الإنجاز الكبير لمنتخبنا الوطني.
أي فريق تشجع في البطولة المحلية؟
بطبيعة الحال أحب وأعشق كثيرا فريقي شبيبة القبائل، و قد حضرت عدة مرات لمباريات الكناري، فريقي الأول محليا، كما أني من أشد المتعلقين بالمنتخب الوطني الجزائري.
أتمنى أن يأتي يوم يتحدث فيه كل الجزائريين الأمازيغية
عانى المنتخب الوطني مؤخرا من تراجع في المستوى وغاب عن مونديال روسيا، ما هو السبب حسب رأيك؟
غياب المنتخب الوطني عن مونديال 2018 يؤكد أننا لا نعمل، رغم أن لدينا شبابا يملكون الموهبة، ويجب أن نوفر لهم الإمكانيات.
هل أنت مع استقدام لاعبين مزدوجي الجنسية؟
لا أبدا، فنحن نملك المواهب في الجزائر مثلما نملكها خارج الوطن، ولكن يتذكر الجميع ما فعله الخضر في مونديال 1982 بلاعبين محليين أمثال بلومي، ماجر وعصاد، هؤلاء النجوم ولدوا هنا، عاشوا هنا وشاهدنا ما فعلوه بالألمان.
ما رأيك في تعيين جمال بلماضي مدربا للخضر؟
كما سبق وأن قلت المشكل ليس في المدرب بل في اللاعبين المطالبين بالعمل الجدي، فما الفائدة من التعاقد مع مدرب أجنبي كبير وبأموال طائلة ونحن لا نملك لاعبين جيدين.
هل أنت متفائل بمستقبل المنتخب الجزائري وهل تتوقع مشاركته في مونديال قطر؟
نعم أملك ثقة كبيرة في منتخبنا الوطني، وبالعمل يمكن الجزم أننا سنعود بقوة مستقبلا، وسنشارك في أكبر المحافل الدولية مجددا، الجزائري يملك كل شيء ولكن ينقصه القليل من العمل فقط، فبعض اللاعبين لا يتدربون بجدية ولوقت قصير، بحجة أنهم مشغولون أو لهم مشاكل شخصية، ما يجعل مستواهم لا يتطور، ولكن أنظروا ما يفعله كريستيانو رونالدو مقارنة ببقية زملائه، حيث بفضل العمل الإضافي وصل إلى ما هو عليه اليوم، كريستيانو لا يكتفي بـ 3 ساعات من التدرب، فإذا تدرب زملاؤه لـ 4 ساعات فإنه يفعل ذلك لـ 12 ساعة وهو السر في تفوقه حاليا، ولذا أؤكد أن سبيل النجاح في أي مجال هو العمل الجدي وأوجه نصيحة لكل من يريد الوصول لهدفه أن يعمل بجد ولا يتعب.
أشجع شبيبة القبائل وحضرت ملحمة أم درمان
شكرا لك تاكفاريناس، الحوار معك كان شيقا..
لا شكر على واجب، شكرا لكم أنتم، وأتمنى أن تعيش الجزائر في أمن وسلام، وأن يعيش شعبنا في محبة وأخوة، أشكر كل سكان مدينة قسنطينة على حفاوة الاستقبال وأعدهم أني سأعود بعد أسابيع قليلة هنا لإحياء حفل كبير إن شاء الله.
ح.ب

الرجوع إلى الأعلى