بدايتنا القوية لا تعكس هدفنا الرئيسي !
غيّرنا المجموعة لتقليص المصاريف وليس لخطف ورقة الصعود
اعتبر مدرب نادي التلاغمة عدلان بن عبد الرحمان، الحديث عن الصعود كهدف مسطر للموسم الجاري، أمر سابق لأوانه، وأكد على أن مثل هذه الرهانات بحاجة على مقومات النجاح، وفي مقدمتها الامكانيات المادية. بن عبد الرحمان، وفي حوار خص به النصر صبيحة أمس، أوضح بأن تواجد نادي التلاغمة حاليا في صدارة الترتيب، لا يعني بأنه ينصب الصعود إلى وطني الهواة في صدارة الأهداف، مضيفا بأن النتائج الإيجابية المسجلة في بداية الموسم الجاري كانت من ثمار الاستقرار، بعد المحافظة على النواة الأساسية لتعداد الموسم الفارط، لكن مشكل الإمكانيات يحد من الطموحات، كما تحدث بن عبد الرحمان عن الفرق بين مستوى البطولة في المجموعتين، ونقاط أخرى نقف على تفاصيلها من خلال الدردشة التي كانت على النحو التالي:
r ما تعليقكم على الانطلاقة القوية والتربع على عرش الصدارة؟
التواجد في الريادة، كان ثمرة السياسة المنتهجة من طرف الطاقم المسير، خاصة بعد النجاح في الاحتفاظ بنسبة كبيرة من تعداد الموسم الماضي، الأمر الذي ساعدنا على الاستثمار في هذه الظروف، وضمان الاستمرارية في العمل، بتوظيف عامل الاستقرار، رغم أن الفريق لم يقم بتحضيرات جادة خلال الصائفة المنصرمة، لكن التلاحم بين اللاعبين، كان كافيا لتغطية هذا النقص، خاصة وأن المستقدمين الجدد اندمجوا بسرعة مع المجموعة، مما ساهم في خلق أجواء محفزة، خاصة بعد النجاح في تحقيق سلسلة من الانتصارات المتتالية.
هل يعني هذا بأن نادي التلاغمة قادر هذه المرة على تحقيق حلم الصعود ؟
شخصيا اعتبر الحديث عن الصعود أمر سابق لأوانه، لأننا مازلنا في بداية الموسم، والجولات الأولى، لا يمكن أن تكون المعيار الذي يسمح لنا بالوقوف على قدرات كل فريق، ولو أن الانطلاقة التي سجلناها هذا الموسم ناجحة على جميع الأصعدة، بالفوز في أربع مباريات في الجولات الخمس الأولى من الموسم، ثلاثة منها كانت خارج الديار، لكننا ومن باب الصدف تلقينا هزيمة وحيدة، وكانت بالتلاغمة، وهذه الانطلاقة فتحت باب التفاؤل على مصراعيه، في أوساط الأنصار بخصوص قدرة الفريق على الظفر بتأشيرة الصعود إلى وطني الهواة، خاصة وأن الجميع على دراية بأن النادي متعوّد على لعب الأدوار الأولى، منذ صعوده إلى قسم ما بين الرابطات.
رغم هذه المعطيات، يبقى استهداف الصعود أمرا مشروعا؟
الصعود من قسم إلى آخر لا يمكن أن يكون هدية تقدم في نهاية الموسم، بل يجب أن يدرج في صدارة الأهداف، والحديث عنه يمر عبر عدة جوانب، تنطلق أولى خطواتها قبل الشروع في العمل الميداني، وذلك بوضع أرضية صلبة لمشروع من هذا القبيل، ثم تجسيد المقومات الأساسية، خاصة الامكانيات المادية، وكذا التركيبة البشرية، باستقدام لاعبين قادرين على مسايرة الطموحات، وصولا إلى العمل في الميدان، وتوفير الظروف الكفيلة بتحفيز المجموعة على تجسيد الهدف المسطر، ولو أن أوضاع نادي التلاغمة في الوقت الحالي، لا تسمح بتاتا بالحديث عن الصعود كهدف رئيسي، لأن الأزمة المالية مازالت تلقي بظلالها، والطاقم المسير ما فتئ يدق ناقوس الخطر بخصوص الامكانيات، وبالتالي فمن غير المنطقي أن ننظر إلى الصعود من زاوية التفاؤل.
ماذا عن الهدف الذي سطرتموه مع إدارة النادي؟
مشوارنا الموسم الفارط كان مقبولا إلى حد كبير، خاصة بعد المغامرة الناجحة في كأس الجمهورية، لما بلغنا الدور 16، وخرجنا برأس مرفوعة أمام مولودية وهران، كما أننا أنهينا البطولة في المراكز الأولى، وكنا نعتزم مواصلة العمل مع نفس المجموعة، إلا أن الأزمة الإدارية التي عاش على وقعها الفريق خلال الصائفة الفارطة، أسقطت كل الحسابات في الماء، لأن استقالة المكتب المسير أجبرتني على الرحيل، تزامنا مع انطلاق فترة التحضيرات، وعودتي كانت بعد الجولة الثانية من بطولة هذا الموسم، وهدفنا يجب أن يراعي الامكانيات التي يتوفر عليها النادي، خاصة من الناحية المادية، وعليه فإننا نسعى للتواجد دوما في المراتب الأولى، واللعب دون ضغط، من دون التفكير في الصعود، مع العمل على تسيير المشوار مباراة بمباراة، والمراهنة أيضا على مغامرة أخرى في منافسة الكأس.
لكن إدارة الفريق قامت بالانتقال إلى مجموعة أخرى بحثا عن الصعود؟
اللعب في مجموعة «وسط - شرق» لبطولة ما بين الجهات، كان موضوع طلب تقدمت به إدارة نادي التلاغمة منذ موسمين، لكن الرابطة المعنية تأخرت في الاستجابة لهذا الطلب، دون أن تكون هناك علاقة بالهدف المسطر، بل إن المسيرين حاولوا استغلال ورقة التقسيم الجغرافي للانتقال من فوج لآخر، مادامت المجموعة الحالية تضم أندية غير بعيدة عن التلاغمة، خاصة من ولايات سطيف، المسيلة وبرج بوعريريج، وهو ما يقلص من مصاريف النقل والإيواء، مقارنة باللعب في مجموعة الشرق، ولو أن الجولات الأولى من الموسم الحالي، مكنتنا من الوقوف على تباين واضح في مستوى المنافسين بين الفوجين، لأن مجموعة الشرق يطغى عليها طابع «الديربي»، مع اعتماد الفرق على الاندفاع البدني، في وجود ضغط عند اللعب خارج القواعد، على العكس من أجواء البطولة في المجموعة الثانية، والتي يميزها التنافس التقني.
نختم دردشتنا بالاستفسار على «سيناريو» الانتصارات التي حققتموها خارج الديار في الدقائق الأخيرة؟
ما حصل في اللقاءات الثلاثة التي لعبناها إلى حد الآن، بعيدا عن القواعد يمكن اعتباره من الحالات الشاذة، والتي نتجت بالأساس عن الصدف، من دون أن تكون هناك خيارات نضبط بها موعد مراهنتنا على تسجيل هدف التفوق، وعلى سبيل المثال، فإن المهاجم خابية في المباراة الأخيرة بسطيف ضد الاتحاد المحلي، كان قريبا من التسجيل في عدة مناسبات منذ الشوط الأول، لكن الحظ خانه إلى غاية الدقيقة 89، لأننا أصبحنا ننتهج طريقة لعب هجومية، الأمر الذي ساعدنا على إحراز 3 انتصارات متتالية، وهذا «السيناريو» لن يكون المخطط الذي نضبط عليه حساباتنا في المستقبل، لأن المؤكد أن جميع المنافسين سيبادرون على أخذ احتياطاتهم في الدقائق الأخيرة، وخابية قد لا يكون حاضرا في أواخر المباراة.
حــاوره: ص/ فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى