10 بالمائة من الحوامل في الجزائر يجدن صعوبات في الولادة
• إنعاش حديثي الولادة تخصص لا يدرس في كليات الطب
أكد البروفيسور عبد الرشيد بوحجيلة رئيس مصلحة طب الأطفال وحديثي الولادة بالمؤسسة الاستشفائية الأم والطفل مريم بوعتورة بباتنة، على أهمية عامل تحيين الأطباء لمعلوماتهم فيما يتعلق بإنعاش حديثي الولادة، للحد و التخفيض من نسبة  الوفيات وسط الحوامل وحديثي الولادة، مشيرا في حوار أجرته معه النصر على هامش ملتقى حول إنعاش حديثي الولادة بمركز مكافحة السرطان إلى تسجيل ما معدله 16.5 وفيات من ألف ولادة بالجزائر وقال بأن الهدف من الملتقى هو العمل على تخفيض النسبة وفق برنامج منظمة الصحة العالمية الرامي إلى عدم تجاوز 12 وفاة في الألف.
النصر: هل باختياركم لموضوع إنعاش حديثي الولادة يمكن حصر الوفيات المسجلة في عامل الإنعاش؟
إن اختيارنا لموضوع إنعاش حديثي الولادة في الملتقى الذي نظمته المؤسسة العمومية الاستشفائية مريم بوعتورة لفائدة الأطباء والمختصين، يكتسي أهمية كبيرة نظرا لعدم وجود هذا التخصص المتمثل في إنعاش حديثي الولادة على مستوى كليات الطب وأغلب المستشفيات بالجزائر، واقتصاره على وحدات ببعض المؤسسات الاستشفائية المتخصصة، ونظرا لاعتباره من العوامل البارزة التي تقف وراء الوفيات وسط حديثي الولادة خاصة في الحالات المستعصية للحوامل. ويندرج الموضوع أيضا ضمن البرنامج الطبي الخماسي للحد من وفيات الحوامل وحديثي الولادة بالجزائر.
النصر: أترون أن مناقشة هكذا موضوع من خلال ملتقيات  كاف،  سيما أن أن التخصص كما تفضلتم لا يدرس في الكليات؟
أكيد أن الهدف الذي يتمحور حوله الملتقى الذي دام يومين هو بالدرجة الأولى العمل على الحد من وفيات الحوامل وحديثي الولادة، وهذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال العمل على تحيين معلومات الأطباء فيما يتعلق بإنعاش حديثي الولادة، وهذا كما سبق وأشرت لك لأن التخصص حديث بالجزائر ومعلومات الأطباء ،  منحصرة في برامج لم يتم تحيينها منذ سنوات، والملتقى فرصة مواتية للأطباء لتحيين معلوماتهم واكتساب خبرات من المختصين الجزائريين والأجانب.
النصر: كثيرا ما تثير أسباب وفيات حديثي الولادة الجدل   فما تشخيصكم لها، ومتى يمكن اعتبار الوفاة طبيعية؟
قبل الحديث عن مرحلة التكفل بحديثي الولادة يجب التكفل بالمرأة الحامل عبر مختلف المراحل قبل الوضع، وذلك لاختلاف الحالات الصحية للحوامل، وهنا أشير إلى أن 10 بالمائة من الحوامل بالجزائر يجدن صعوبات خلال الولادة، ففي السنة الماضية 2017 عرفت الجزائر ازدياد مليون  مولود جديد يعني أن ما نسبته 10 بالمائة وهو مائة ألف مولود هم خُدج تلزمهم رعاية خاصة بسبب صعوبات الوضع.
النصر: فيما تتمثل هذه الحالات المستعصية التي تمثل نسبة 10 بالمائة؟
جل الحالات المستعصية للولادة تتمثل في وضع المولود قبل الوقت، وهذه الحالات تعرف تعقيدات صحية تتعلق بالجهاز التنفسي الذي يكون ضعيفا، و التي عادة ما تكون وراء وفيات حديثي الولادة، وأغلب الوفيات بالنسبة لهذه الفئة تكون في 24 ساعة بعد الولادة، وهنا وجبت الرعاية اللازمة لإنقاذ المولود، والأكيد أنه يمكن اعتبار الوفاة طبيعية في حال ما كان التكفل متوفرا، ولبلوغ مرحلة التكفل الجيد يجب التكوين الجيد للأطباء في إنعاش حديثي الولادة وكذا من خلال توفر التجهيزات اللازمة لذلك.


النصر: أفهم من كلامك أن تكوين الأطباء وتوفير التجهيزات الطبية الخاصة بالإنعاش كفيلان بوضع حد لوفيات حديثي الولادة؟
أكيد أن الإمكانيات الطبية لها دور، لكن قبل ذلك يجب تكوين العنصر البشري في مجال الإنعاش، والحديث عن التكوين لا ينحصر في فئة الأطباء بل في كل من هم على علاقة بالتوليد  بما في ذلك القابلات.
النصر: ما معدل الوفيات حديثي الولادة بالجزائر وما قراءتكم للأرقام المسجلة؟
بالنسبة لولاية باتنة فإن معدل الوفيات لم يتجاوز المعدل الوطني والمقدر خلال السنة الماضية بـ16.5 وفاة من مجموع ألف ولادة حديثة، وهو رقم يبقى مرتفع بالنظر لما حددته المنظمة العالمية للصحة، التي تؤكد بأنه يجب تقليص الوفيات في الدول النامية والتي في طريق النمو من بينها الجزائر، من خلال برامج التنمية المستدامة بتخفيض معدل الوفيات إلى 12 وفاة في الألف في أفق سنة 2030.
النصر: ماهي أبرز التوصيات التي خلصتم إليها بعد أشغال يومين من ملتقى إنعاش حديثي الولادة؟
الملتقى الجهوي لناحية الشرق حول إنعاش حديثي الولادة والذي عرف مشاركة مختصين من باتنة وقسنطينة وتلمسان، وهران والجزائر العاصمة بالإضافة لمختصين من الجنوب  ومن دولة فرنسا، كان فرصة مناسبة لتحيين المعلومات وتبادل الخبرات في مجال الإنعاش، وقد خرج بجملة من التوصيات لعل أبرزها المضي في برمجة دورات تكوينية خاصة بالأطباء والممرضين والأطقم المشرفة على قاعات الولادة، والتركيز على حسن اتباع الإرشادات الخاصة بإنعاش حديثي الولادة الذين تظهر عليهم أعراض ضيق التنفس أو الخدَج غير القادرين على التنفس تلقائيا. وقد دعا المتدخلون إلى تنظيم دورات تدريبية للأطباء للإلمام  بكيفية استعمال أجهزة الإنعاش مع التركيز على أطقم شبه الطبيين من ممرضين وقابلات في التكفل الجيد بالمواليد الجدد خلال الدقائق الأولى من الولادة بالإضافة إلى تنسيق العمل بين أطباء النساء وأطباء الأطفال.
حاوره: يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى