الاستثمــــارات الحاليـــة لم ترق بعد إلى مستوى ما تتوفر عليه الولاية
دعا والي ولاية تمنراست جيلالي دومي المستثمرين إلى استغلال المؤهلات التي تتوفر عليها الولاية لإقامة مشاريع استثمارية سيما في مجال تحويل الرخام والغرانيت نظرا لتوفر المنطقة على احتياطي كبير لأجود أنواع هذه المادة، من أجل الحد من الاستيراد، كما دعا إلى استغلال التسهيلات والامتيازات التي تقدمها الدولة للمستثمرين في قطاع السياحة الصحراوية على أمل تحويل المنطقة إلى أكبر حاضنة للاستثمار السياحي في جنوب البلاد، ودفع حركية اقتصادية بالمنطقة التي تعاني من ضعف كبير في الاستثمار وما له من انعكاسات سلبية على سوق الشغل.
وفي حديث خص به النصر أعرب والي تمنراست عن أمله في أن تتحول المنطقة إلى أكبر وجهة للسياحة الصحراوية في جنوب البلاد.
النصر: السيد الوالي هل بإمكانكم إعطاءنا لمحة عامة عن البرنامج التنموي لولاية تمنراست وما هي القطاعات التي تضعونها على سلم الأولويات في تنفيذ هذا البرنامج ؟
جيلالي دومي: نحرص دائما في برمجة المشاريع التنموية على إعطاء الأولوية لإنجاز المشاريع التي تخص البنى التحتية الخلاقة للثروة، وتلك التي تلبي المطالب الاجتماعية للساكنة سيما في مجالات الصحة والسكن والبناء والأشغال العمومية، وفي هذا الصدد أشير إلى أن مشروع تزويد ولاية تمنراست بالغاز الطبيعي على مسافة 530 كيلومترا، الذي كان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية قد دشنه قبل أشهر، يعتبر من أهم المشاريع التي استفادت منها الولاية، بعد مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى عاصمة الولاية، وهو المشروع الذي من شأنه أن يرفع المعاناة عن المواطنين من جهة و يجعل من تمنراست قطبا صناعيا قاريا بامتياز، لأن توفير الغاز له أهمية كبرى في إدارة عجلة الانتاج والاستثمار، وتوليد الطاقة الكهربائية التي يحتاج إليها الاستثمار بشكل كبير، خاصة الصناعة.

تمنراست تتوفر على محاجر لأجود أنواع الرخام والغرانيت  في العالم

والحاصل أن الغاز الطبيعي من أهم المؤشرات الإيجابية لتجسيد البنية التحتية لانطلاق الاستثمار والتنمية في ولاية تمنراست.
وبالموازاة مع ذلك فإننا نولي أهمية كبرى لتأهيل وعصرنة شبكة الطرقات وشق طرقات ومسالك جديدة لتسهيل حركة النقل وفك العزلة فضلا عن مضاعفة هياكل قطاع الصحة لتقريب العلاج من المواطنين نظرا لشساعة مساحة الولاية، وهناك العديد من المشاريع الأخرى في قطاعات أخرى كالسكن والري وغيرها.
النصر: ما هي التسهيلات التي تقدمونها للذين توجهون لهم الدعوة لإقامة مشاريع استثمار في الولاية؟
جيلالي دومي: للأسف فإن الاستثمارات الحالية في تمنراست لم ترق بعد إلى جودة الثروات التي تتوفر عليها الولاية، إذ لا يمكن اعتبار إقامة وحدة لإنتاج الحليب أو لإنتاج المشروبات، على سبيل الذكر استثمارا، ولا يمكن أن اتحدث على وجود مشاريع هامة، لأن البعد لم يشجع المستثمرين على القدوم إلى الولاية، إلى جانب التخوف من قساوة الطبيعة، وهي في الواقع مبررات غير موضوعية لأن المؤهلات التي تتوفر عليها ولايتنا في مجال الاستثمار لا توجد في ولايات شمال البلاد.

المتعاملون السياحيون في الولاية مطالبون برفع القدرة التنافسية للمنتجات والخدمات السياحية

فعلى سبيل المثال، فإن تمنراست تتوفر على محاجر أو مقالع لأجود 26 نوعا من أنواع الرخام والغرانيت  في العالم، وبألوان فريدة من نوعها في أكثر من 20 موقعا، والولاية بحاجة إلى إقامة أكبر عدد ممكن من مصانع تحويل هذه المادة لتقليص فاتورة الاستيراد والتوجه نحو التصدير في المستقبل.
النصر: وما ذا عن واقع التشغيل في الولاية؟
جيلالي دومي: إن حل مشكل البطالة يتوقف على تشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات الخلاقة للثروة، لذلك فإننا نولي أهمية كبرى لمشاريع تطوير البنى التحتية لما لها من أهمية في جذب المستثمرين سواء في قطاع الإنتاج أو في قطاع السياحة والخدمات، لذلك أؤكد بأنه لا يمكن حل معضلة البطالة عن طريق الحلول الظرفية ما لم يكن هناك استثمار حقيقي ومكثف ونحن من هذا المنبر نوجه دعوة للمستثمرين الجزائريين للقدوم إلى تمنراست أين سيجدون كل التسهيلات من أجل الاستثمار في كل القطاعات الواعدة.

كل أسباب الإقلاع الاقتصادي متوفرة
في عاصمة الأهقار

النصر: في ظل توفر المنطقة على مؤهلات سياحية كبيرة، ما هو الرهان الآن في هذا المجال؟
جيلالي دومي: أملنا كبير في أن يستغل المستثمرون كل التسهيلات والامتيازات التي تقدمها الدولة للمستثمرين على أمل تحويل المنطقة إلى أكبر حاضنة للاستثمار السياحي في جنوب البلاد، بما يدفع عجلة التنمية في المنطقة ويساهم في تراجع نسبة البطالة سيما وأن النشاط السياحي يشكل مصدر رزق للعديد من عائلات المنطقة.
ولتحقيق ذلك فإننا ندعو إلى ضرورة تكاثف جهود الجميع من أجل التعريف بالمكنون السياحي والتراث المادي واللامادي  للمنطقة، التي تتوفر على كل المؤهلات لأن تصبح أكبر مقصد سياحي في العالم، نظرا لامتلاكها ثروات طبيعية وثقافية وحضارية ومناخية ناهيك عن معالم تاريخية ودينية، فضلا عن تمتعها بنعمة الأمن والاستقرار.
ولا يسعني هنا سوى توجيه الدعوة للمتعاملين السياحيين المحليين لكي يبذلوا ما في وسعهم من أجل رفع القدرة التنافسية للمنتجات والخدمات السياحية ورفع مستوى الجودة بها.
حاوره: عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى