غيبت  في مسقط رأسي قسنطينة منذ 12 عاما
كشفت المطربة دنيا الجزائرية للنصر، بأنها لم تتلق دعوة لإحياء حفلات بقسنطينة، مسقط رأسها، منذ 12عاما، بالرغم من أن رصيدها من الأغاني الوطنية   أكثر من 60 أغنية، إلى جانب أدائها لعشرات الأغاني الجزائرية بمختلف الطبوع، و المشرقية الطربية التي مكنتها من ارتقاء سلم النجاح و الشهرة عربيا ، حيث تعاملت مع كبار الشعراء و الملحنين و أشهر شركات الإنتاج ،  و أحيت حفلات بالمسرح القومي و دار الأوبرا المصريين.
 و أكدت الفنانة  أنها تتلقى على مدار السنة دعوات للغناء بمختلف ولايات الوطن، و قد حظيت مؤخرا بتكريم من مصر على مجمل أعمالها الفنية، لكنها مغيبة بعقر ديارها.. الفنانة تطرقت إلى مجريات تكريمها الأخير، و مختلف انشغالاتها و مشاريعها في هذ الحوار الذي خصت به  النصر.
. النصر: تشتهر ابنة قسنطينة دنيا الجزائرية برصيدها الثـري بالأغاني الوطنية لماذا لم نشاهدها منذ سنوات تحيي حفلات في مناسبات وطنية على غرار الذكرى64  لاندلاع الثورة التحريرية بقسنطينة، ما هو السبب؟
ـ دنيا الجزائرية: في أوبيريت «ملحمة الجزائر» وحدها التي أسندت إلي بطولتها،  أديت 58 أغنية وطنية، و برصيدي العديد من الأغاني من هذا النوع الذي أعشقه، و أحضر لأخرى جديدة، لكن يتم تغييبي عن  الحفلات الوطنية التي يتم تنظيمها بمسقط رأسي قسنطينة، و آخرها الحفلات المخصصة لإحياء الذكرى 64 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، في حين تلقيت دعوة من أم البواقي بالمناسبة، و عدت خصيصا في نفس اليوم من مصر،  لأحيي الحفل. علما بأنني  على مدار السنة أتلقى دعوات لإحياء حفلات بمختلف ولايات الوطن،كما أتلقى دعوات للمشاركة في مهرجانات عربية و دولية خاصة بمصر   .

نقص الإنتاج يكبح تطور الأغنية الجزائرية

 . هل تتذكرين آخر حفل أحييته بقسنطينة؟
ـ أتذكر أنني شاركت في حفل بقسنطينة و بالضبط في مسرحها الجهوي  أمام رئيس الجمهورية عبد العزيز بو تفليقة ، بمناسبة يوم العلم في 16أفريل 2006، الذي تزامن مع افتتاح مهرجان المالوف،  لقد قدمت بالمناسبة أوبيريت «يا ابن البلد»، ثم شاركت في إحياء حفل ختام مهرجان المالوف بأداء نوبة من كنوز هذا الطابع الأصيل الذي نشأت و ترعرعت على أنغامه و أحبه كثيرا، و رغم أنني أول امرأة تؤدي نوبة مالوف ، إلا أنني و منذ ذلك التاريخ أي منذ 12عاما ، لا أدري ما الذي حدث بالضبط، همشت بمدينتي و غيبت من كل حفلاتها و مناسباتها، و هذا مؤسف جدا.    
. ما رأيك في نوعية الأغاني التي تقدم في المناسبات الوطنية ببلادنا؟
ـ أنا لا أنتقد ما يقدمه زملائي، لكنني أود أن أذكر بمكانة الأغاني الوطنية خلال ثورة التحرير ، فقد كانت شعلة ترسخ حب الوطن و تشيد بقيم الثورة و مبادئها و تزرع الحماس  و تشحذ الهمم، و لا تزال إلى غاية اليوم تؤثر فينا و تحرك أحاسيسنا، فدور الأناشيد و الأغاني الوطنية الملتزمة لم ينته، و لا يزال متواصلا إلى غاية اليوم.كل ما أتمناه أن يحظى هذا النوع من الأغاني في عصرنا هذا بالاهتمام الكافي، و لا يقتصر على المناسبات، بدءا بالتركيز على انتقاء الكلمات أو الأشعار المناسبة التي تمس الواقع، و تغذي العقول و تكون ذات أهداف تثقيفية و تربوية راقية، تنفذ إلى روح الطفل و الشاب تلقائيا و تجعلهما يحبان الوطن و يخافان عليه من كل ما قد يمسه، و يكون تفكيرهما إيجابيا و فعالا، فلا يفكران في الهجرة أو «الحرقة» و كل الظواهر السلبية الأخرى، و يسعيان لبنائه و زرع قيم المحبة و التعاون و التآزر للارتقاء به.

لا يوجد صوت نسائي أدى المالوف بنفس قوة الفرقاني

بالنسبة للألحان لا بد أن تكون مميزة و تواكب روح العصر و الفكر، و مبنية على أسس فنية و علمية مدروسة و ليست عشوائية، المهم أن تغذي و تهذب العقول، و حتى و إن وقع الاختيار على ألحان خفيفة راقصة، تحرك الجسم و تثير البهجة و الفرح في نفس من يسمعها، فإن كلمات الأغنية الهادفة تحرك العقل و تربي و تثقف، و العكس صحيح .
. بماذا تفسرين نقص إنتاج هذا النوع من الأغاني؟
ـ نقص الإنتاج يكبح تطور الأغنية الوطنية و الجزائرية عموما، و لا يمكن أن نربط ذلك بالظروف الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها، و لنتذكر بأن العباقرة في الفن و مختلف المجالات،  ولدوا من رحم الحرمان و الفقر و الظروف القاهرة، و سطع نجمهم بفضل الاجتهاد و المثابرة و الصمود. و لا يعقل أن نظل نعيش فقط على ذكريات زمن الفن الجميل و الأصيل. لقد آن الأوان لتتكاثف جهودنا جميعا و نتكامل من أجل إبداع أعمال جيدة و راقية، تفتح لنا الباب لترك بصمتنا في التاريخ.

نتظر الإفراج عن  مجموعتي المالوفية

. ما هي الرسالة التي تمررها دنيا عبر أغانيها؟
ـ أنا فنانة أحمل قضية و أمرر رسالة توعية و رقي، كما يجب، لأنني أشعر بالمسؤولية عن ذلك، و أخاف على الجمهور و أخاف منه، فأسعى ألا أقدم له، سوى  الأفضل و الأجمل،  و رغم خبرتي الطويلة، إلا أنني كلما واجهته لتقديم عمل جديد أخشى ردة فعله. و بالمقابل أؤمن بأن كل ما هو جميل يصل إلى الجمهور.  
. حدثينا عن زيارتك الأخيرة لمصر..
ـ تلقيت دعوة في أكتوبر الفارط، لحضور فعاليات الدورة  الأولى لمهرجان المنصورة للفنون بمصر كضيفة شرف، إلى جانب الشاعر توفيق ومان و فنان تشكيلي جزائري، لنمثل بلادنا في التظاهرة التي شاركت فيها  15دولة ، و حظيت بتكريم خاص، عن مجمل أعمالي الفنية ،  أعتز به و أعتبره تكريما للجزائر ككل.
بالمناسبة أشير هنا بأنني على وشك دعم رصيدي من الأغاني باللهجة المصرية، التي اعتمدت في تقديمها على كبار الشعراء و الملحنين المصريين و تعاقدت لإنتاجها مع كبرى شركات الإنتاج كروتانا ،  بأعمال مصرية عربية جديدة سترى النور قريبا. و كالعادة أحرص على أن تكون ذات روح جزائرية.

سأعود للغناء بالمصرية ولكن بروح جزائرية

. ماذا عن مشاريعك الفنية في الجزائر؟
ـ انتظروني .. أنا بصدد تحضير أغان وطنية سأصور إحداها قريبا على شكل كليب،  و لدي أيضا باقة من الأغاني التراثية، إحداها بالطابع الشاوي.

برصيدي أكثر من 60 أغنية وطنية

. و ماذا عن المالوف رمز مدينتك قسنطينة و تراثها العريق ؟
ـ أداء المالوف بشكله الكلاسيكي كان يحتكره الرجال، و لم نسجل صوتا نسائيا لحد الآن،  تمكن من أدائه بنفس القوة و العنفوان و الإبداع التي تميز بها عميد المالوف الفقيد محمد الطاهر الفرقاني ، ما جعلني أقرر خوض التجربة، خاصة و أنني نشأت و ترعرعت بين أحضان إيقاعاته الساحرة، لقد أديت كما قلت آنفا، نوبة كاملة في حفل اختتام مهرجان المالوف في سنة 2006 . و في سنة 2016 سجلت مجموعة أقراص مضغوطة، تضم باقة من نوبات و أغاني المالوف ، من بينها قصيد «صالح باي» ، من إنتاج الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة، لكن لأسباب أجهلها، و ربما تكون إدارية، لم تصدر المجموعة و لم تطرح في السوق. بصراحة أنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر و أخشى أن يطول انتظاري أكثر، دون أن يفرج عنها.        
حاورتهـــا : إلهام طالب

الرجوع إلى الأعلى