أتواصل يوميا مع رفيقاتي ومهمتنا معقدة في مجموعة الموت
فشلت قائدة المنتخب الوطني النسوي خلال السنوات الماضية، نعيمة بوهني، في إخفاء حسرتها لتضييع فرصة المشاركة في كأس إفريقيا للمرة الخامسة في مشوارها، رغم محاولتها خلال حوار مع النصر استجماع قوتها للرد على أسئلتنا، وقالت بوهني التي تخضع لفترة إعادة تأهيل بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، إنها تتابع بصفة يومية أخبار المنتخب المتواجد في كوت ديفوار، لإجراء تربص أخير قبل التحول لغانا، أن حظوظ الخضر في المرور إلى الدور الثاني غير مستحيلة، رغم صعوبة المهمة لتواجد منتخبنا ضمن مجموعة الموت، متمنية ردة فعل قوية من رفيقاتها، اللواتي تعتبرهن محظوظات لتقلد راضية فرتول مهمة تدريبهن.
غيابي صدم أسرة المنتخب كوني القائدة والهدافة التاريخية
• تعرضت لإصابة خطيرة قبل أيام عن موعد انطلاق نهائيات «كان»غانا، كيف تلقيت خبر استحالة مشاركتك ؟
كما تعلمون، كنت حاضرة في كافة التربصات الماضية للمنتخب الوطني للسيدات، وتنقلت مع باقي المجموعة إلى المغرب، لخوض مباراتين وديتين، تدخلان في إطار استعداداتنا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة، ولكن لسوء حظي تعرضت، خلال اللقاء الأول الذي جمعنا بالمنتخب المغربي، إلى إصابة خطيرة على مستوى الكاحل، أجبرتني على إجراء عملية جراحية مستعجلة، بعد عودتي إلى الجزائر، لقد شعرت بعد التدخل العنيف الذي تعرضت له من طرف إحدى اللاعبات المغربيات، بأن إصابتي تستدعي القلق، وستحرمني من المشاركة في نهائيات «الكان» المقبلة بغانا، وحدسي كان في محله، أنا حزينة للغاية لأنني خارج القائمة المعنية بالنهائيات المقبلة، وليس لي سوى الدعاء لزميلاتي، من أجل تقديم دورة مشرفة تليق بالكرة النسوية الجزائرية.
• هل يمكن أن تحدثينا عن فترة غيابك عن الميادين ؟
عند تعرضي للإصابة، كنت أعتقد بأنني سأركن للراحة لفترة لن تتعدى الشهر ونصف، ولكن بعد خضوعي للعملية الجراحية بإحدى المستشفيات الجزائرية، تبين بأن إصابتي أخطر مما كنت أعتقد، وبالتالي سأكون بعيدة عن الميادين لفترة طويلة بعض الشيء، لقد حزنت بشدة في بادئ الأمر، ولكن بعد التضامن الذي حظيت به من طرف زميلاتي، والقائمين على شؤون المنتخب الوطني ارتفعت معنوياتي بعض الشيء، على أن أعمل المستحيل لأعود في أسرع وقت ممكن لممارسة هوايتي المفضلة، والمتمثلة في هز شباك المنافسات، وقيادة فريقي أو المنتخب إلى الانتصارات.
عمل عز الدين شيح يتحدث عنه وفرتول إضافة

• أين تتواجدين الآن، وهل أنت على دراية بأخبار زميلاتك في المنتخب ؟
أنا الآن أخضع لعملية إعادة التأهيل، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، وهنا أستغل الفرصة للتقدم بتشكراتي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي حاولت وضعي في أحسن الظروف، من أجل العلاج الجيد، على أمل العودة المبكرة إلى أجواء الميادين، أنا أحاول بذل كل ما في وسعي في سبيل التخلص من شبح الإصابة مبكرا، خاصة وأنني لست متعودة على البقاء بعيدة عن أرضية الميدان، وأما بخصوص أخبار زميلاتي في المنتخب، فأنا متابعة لها باستمرار، وكما يقال جسدي في الجزائر، ولكن قلبي ووجداني في كوت ديفوار، أين تتربص شبليات الناخبة الوطنية راضية فرتول، تحسبا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المرتقبة بغانا بداية من 17 نوفمبر الجاري.
• كيف تابعت تصريحات الناخبة الوطنية راضية فرتول التي عبرت عن أسفها لغيابك عن «الكان» ؟
أجل، لقد استمعت لتصريحات الناخبة الوطنية راضية فرتول، بخصوص غيابي الاضطراري عن «الكان» المقبلة، أين عبرت عن حسرتها لافتقاد خدماتي في البطولة الإفريقية المقبلة، وأعتقد بأن لديها مبرراتها، على اعتبار أنها تدرك دوري الكبير، سواء فوق أرضية الميدان، باعتباري الهدافة التاريخية للمنتخب النسوي أو خارج المستطيل الأخضر، حيث اعتبر من «الكوادر»، وأقوم بعمل جبار لتأطير المجموعة، لقد كان خبر غيابي بمثابة ضربة موجعة للجميع، على اعتبار أنه ليس من السهل إيجاد معوضة جيدة في الخط الأمامي، ولو أنني متفائلة بعد الأخبار الجيدة التي وصلتني عن الأسماء التي تم جلبها مؤخرا، حيث شاركن في لقاء كوت ديفوار الودي، وأبلين البلاء الحسن، في انتظار تأكيد ذلك خلال النهائيات المقبلة.
• هل تتواصلين مع زميلاتك في المنتخب وماذا قالوا عن هزيمتهن في ودية كوت ديفوار ؟
بطبيعة الحال، أتواصل بشكل يومي مع رفيقاتي في المنتخب الوطني، وأحاول قدر المستطاع تشجعيهن، من أجل الاستعداد الجيد للنهائيات المقبلة، التي لم يعد يفصلنا عن انطلاقتها سوى أيام قليلة جدا، لقد قمت خلال العديد من الأحاديث التي جمعتني ببعضهن، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإخبارهن بأنني لن أرضي بأقل من الدور الثاني، خاصة وأنني واثقة من امتلاكنا لجيل متميز قادر على قول كلمته، ولكن شريطة أن تؤمن اللاعبات بمؤهلاتهن، لقد كانت لي الفرصة وأن شاركت في أربع نسخ ماضية، لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، أي منذ 2001، ولم يحظ لي شرف التأهل إلى الدور الثاني، غير أن الأمور تغيرت الآن، بالنظر إلى القفزة النوعية التي شهدتها الكروية النسوية، حيث بتنا نمتلك لاعبات قادرات على صنع الفارق، رغم إدراكي بأن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل وقوعنا في مجموعة نارية، تضم كل من البلد المنظم غانا ووصيف البطولة الماضية الكاميرون، إلى جانب المنتخب المالي الطموح.
حزينة لتضييع فرصة خامس مشاركة في كأس إفريقيا

• ما رأيك في مجموعة الخضر، وما هي حظوظ شبليات راضية فرتول في المرور إلى الدور الثاني؟
كما قلت لكم مجموعتنا نارية، وصدق أهل الاختصاص، عندما وصفوها بمجموعة الموت، على اعتبار أنها تضم فريقنا الطموح، برفقة البلد المنظم غانا، الذي لن يرضى بأقل من الأدوار الأولى، دون نسيان الكاميرون، التي تعتبر وصيف الدورة الماضية، إلى جانب مشاركتها في المونديال الأخير، دون أن ننسى مالي التي تمتلك منتخبا شابا يود ترك بصمته في هذه الدورة، ولكن ثقتي كبيرة في رفيقاتي، اللائي يبحثن عن التميز، ودخول التاريخ، خاصة وأن الاتحادية الجزائرية وضعت المنتخب في أحسن الظروف، بدليل أنها سهلت مهمة برمجة تربص بكوت ديفوار، كما حاولت وضع كافة الإمكانات، تحت تصرف الناخبة الوطنية التي لديها من الخبرة، ما قد يمكننا من تجاوز كافة هذه الصعاب، رسالتي الوحيدة للاعبات أن يلعبن دون مركب نقص، وأن لا يعرن اهتماما للترشيحات، كونها مجرد حبر على ورق.
• ما تعليقك على تعيين فرتول ناخبة وطنية، خلفا للمدرب عز الدين شيح الذي قضى معكن سنوات عديدة ؟
نتواجد رفقة المدرب عز الدين شيح منذ عدة سنوات، حيث قمنا معه بعمل جبار، في سبيل تشريف كرة القدم النسوية، التي شهدت قفزة نوعية بشهادة الجميع، ولكن مع قدوم المدربة الحالية راضية فرتول أعتقد بأن الأمور ستزداد تطورا، بالنظر إلى معرفتها الجيدة ببيت المنتخب، باعتبار أنها متواجدة إلى جانبنا منذ عدة سنوات هي الأخرى، بحكم عملها كعضو في المكتب الفيدرالي، صدقوني ليس لدي ما أقوله سوى أن فرتول في مكانها المناسب، وثقتنا فيها كبيرة، من أجل تقديم الإضافة المطلوبة لسيدات الخضر، اللائي يكنون لها الاحترام، وسيضحين في سبيل تقديم دورة مشرفة تليق بكرتنا، التي باتت محل متابعة كبيرة على عكس السنوات الماضية، أين كانت الكرة النسوية مهمشة ولا تحظى بالاهتمام الإعلامي المطلوب.

فرتول أحسنت صنعا باستقدام لاعبات محترفات خارج الجزائر
• في الأخير ما هي الرسالة التي توجهينها لمتابعيك، وكذا لزميلاتك في المنتخب المقبلات على تحد من نوع خاص ؟
أشكر كل من اتصل بي من أجل الاطمئنان على وضعيتي الصحية، خاصة وأن تلك المكالمات الهاتفية التي كانت تصلني باستمرار، رفعت معنوياتي بعض الشيء، بعد الصدمة التي تلقيتها بعدم المشاركة في دورة غانا، أنا أكثر قوة الآن، وسأعمل جاهدة لأكون بأجواء المنافسة في أقرب وقت ممكن، ولو أن معنوياتي سترتفع أكثر، في حال نجحت زميلاتي في المنتخب الوطني في إهدائي بطاقة العبور إلى الدور الثاني، أنا لدي رسالة خاصة لهن، تتمثل في ضرورة عدم نسيان كافة تضحياتهن السابقة، لأن الجميع يعلم صعوبة ممارسة كرة القدم في مجتمع ذكوري.
حاورها: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى