مغنيون يسمّمون عقول الشباب بأغان تحرّض على الحرقة و المخدرات
يتعرض الفنان  الكوميدي زبير بلحر منذ مدة ، لهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مغنيين شباب، وذلك كرد فعل  منهم على مقطع فيديو نشره عبر حسابه  الخاص على انستغرام، ينتقد فيه مواضيع أغانيهم التي تحث الشباب على الهجرة غير الشرعية و ركوب قوارب الموت، الأمر الذي وضعه في فوهة البركان، و جعل الإشاعات تطارده،  لدرجة أن هناك من اتهموه بتعاطي الممنوعات ، لتشويه صورته.
حاورته هدى طابي
 النصر، قابلت الفنان مؤخرا و كان لها حوار معه، وضّح فيه زبير بلحر حيثيات القضية، كما كشف عن جديده الفني و عن تجربة فريدة ستنقله قريبا إلى شاشة كنال بلوس الفرنسية.  
ـ النصر: الفيديو الذي نشرته على انستغرام مؤخرا فتح عليك أبواب الجحيم،ما الذي حدث بالفعل و لماذا كل هذه الضغينة ضدك؟
ـ زبير بلحر :  يهاجمونني و يتعرضون لسمعتي، لأنني  تجرأت على انتقاد أغاني مدرجات الملاعب و الملاهي التي باتت تنخر جسد المجتمع باسم الفن، هذه الأغاني تتاجر بمأساة شبابنا، و تحرضهم على « الحرقة»، و على تعاطي المخدرات دون رقيب أو حسيب، وكان من واجبي أن أكسر الصمت و أبدي موقفي تجاهها، لأن المغنيين لا يدركون أن لهم تأثيرا مباشرا على جيل كامل، ما يقدمه هؤلاء يجب أن يتوقف فورا، لأنه تسميم للعقول، الفن رسالة قبل كل شيء، وهو ما تؤكده مقولة شكسبير « أعطوني خشبة أعطيكم شعبا».
 الفنان مثل إمام المسجد، له أتباع يؤثر عليهم خطابه، فإن هو قام بحشو رؤوسهم بالفتنة، قد يجرهم إلى الهاوية، وإن هو قام بنصحهم أصلح أحوالهم، و أنا من منبركم هذا، أقول لهؤلاء المغنيين، لما لا تذهبون أنتم إلى الموت في قوارب الحرقة، بدل السفر بتأشيرات مرخصة إلى عواصم العالم للغناء و كسب المال، تجرؤوا و افعلوا ما تحرضون عليه الشباب.
. إلى أية درجة أثرت ردود الفعل على الفيديو في حياتك الخاصة؟
ـ إلى درجة كبيرة، كثير من هؤلاء المغنيين، حولوني إلى مدعاة للسخرية عبر حساباتهم على مواقع التواصل، و باتوا يلقبونني بالداعية، في محاولة للسخرية من جدية موقفي، حتى أن منهم من نشر إشاعات مغرضة حولي، مفادها أنني أتعاطى المخدرات، لذلك أنا دائم الحركة و النشاط، لكن أقول لهم في كل مرة أنا فنان حقيقي أحب عملي و لذا أجتهد فيه، أنا أملك الموهبة، ولست عبدا للروبوتيك و الأوتوتيك، أما هم فيفتقرون حتى للصوت و لا يمكنهم الغناء دون تجهيزات، هم أصلا دخلاء على الفن وعلى الراي الوهراني الذي يتحدثون باسمه، أنا على الأقل لا أوقف عرضي إذا انقطعت الكهرباء.
.   بالحديث عن وهران ، هل تعتقد أن الموهبة في الجزائر  العميقة لا يمكنها النجاح بعيدا عن العاصمة؟
ـ الأمر معقد، صحيح أن التواجد في العاصمة يلعب دورا، لكن لا بد وأن يقدم الإنسان شيئا في مدينته أولا ويثبت موهبته، لكي يتلقى  عروضا تذهب به إلى ما هو أبعد من حيه أو مدينته، مع ذلك لا أحد ينكر أن النجاح يرتبط بشكل وثيق بالمركزية، امتياز التواجد في العاصمة، هو القرب من محطات التلفزيون، و من المنتجين و الممولين، وهران مثلا مدينة كبيرة، لكنها لا تتوفر على منتجين حقيقيين وكذلك الحال بالنسبة لغالبية المدن الأخرى.
. لهجتك الجزائرية هل  صعبت عليك المهمة خلال مشاركتك في «آراب كاستينغ» وهل هي بالفعل سبب تقوقع إنتاجنا الفني ؟
ـ لا أبدا كل عروضي في برنامج التمثيل «آراب كاستينغ»، كنت أقدمها باللهجة الوهرانية، و كنت ألقى الاستحسان و التصفيق من قبل لجنة التحكيم و الجمهور في كل مرة، أعتقد أن المشكل موجود في عقولنا نحن الجزائريون، نحن من نضع عوائق وهمية لإبداعنا، و لو أننا تجرأنا على عرض أعمالنا على العرب لعودناهم عليها و تقبلوها و تقبلوا لهجتنا كغيرها من اللهجات الأخرى، و أحسن دليل على ذلك هو ريم غزالي، التي أنتجت سلسلة «بوقرون» و عرضتها على قناة «أم بي سي» و حققت النجاح، رغم أن لهجتها دارجة جزائرية محضة.
ـ هل ستكون حاضرا في « بوقرون 2»، وهل سنشاهدك في أعمال أخرى خلال رمضان القادم؟
ـ لا لن أكون حاضرا في العمل، ولا أظنني سأكون مشاركا في أعمال جزائرية رمضانية هذه السنة، بحكم ارتباطي بأعمال عربية و أجنبية أخرى، فقد أنهيت مؤخرا تصوير سلسلة كوميدية جميلة جدا، من إنتاج جهة فرنسية ، بالتنسيق مع قناة كنال بلوس، و هي عمل فرنسي بعنوان « سيلول»، من 15 جزء سيعرض قريبا.
ـ ماذا عن الأعمال العربية، هل فتح لك تتويجك في «آراب كاستينغ» باب العروض؟
ـ بالفعل بعد البرنامج، قدمت سلسلة عربية مختلطة سورية مصرية لبنانية، صورناها في أبو ظبي، وتتكون من 45 حلقة، لكن للأسف الجمهور الجزائري لم يشاهدها رغم بثها، وقد جمعتني بممثلين عرب من أمثال أحمد الأحمدي و عامر فهد.
 أنهيت أيضا مؤخرا تصوير فيلم في مصر، سيعرض قريبا، شاركت فيه رفقة كل من الفنانين أحمد ماجد، و هنا جاد، و الفنانة دنيا، كما أستعد قريبا للسفر إلى مصر لتصوير سيت كوم لمجموعة إنتاج هامة، وهو عمل لا يمكنني الخوض في تفاصيله بعد.
ـ لماذا اخترت الابتعاد عن جمهورك الجزائري هذا العام؟
ـ ليست قضية اختيار، المشكلة تكمن في أنني لم أجد نصا مناسبا يشدني. تدرون في الجزائر نعاني مشكلة سيناريو حقيقية، كل الأعمال متشابهة و أنا لا أحب أن أكرر نفسي.
ـ  لو قلت لك ريفكا ماذا سيكون ردك؟
ـ هو شاب طموح خدمته مواقع التواصل كما خدمت الكثيرين غيره ، ومؤخرا فنانون كثر انتقدوا دعمه من قبل الجهات الرسمية، لكن بالنسبة إلي السؤال حول ريفكا يطرح بطريقة مغايرة ، يجب ألا نتساءل عن أسباب الدعم، بل عن طبيعة ما يقدمه ريفكا فعليا، هل هو فن؟
هـ /طابي

الرجوع إلى الأعلى