مستوى قسم الهواة المجموعة الشرقية أفضل من المحترف الثاني
اعتبر رئيس اتحاد خنشلة وليد بوكرومة، الحديث عن الصعود سابق لأوانه، وأكد بأن المشوار المتبقي صعب للغاية، لكن التواجد في الريادة يعطي الأفضلية البسيكولوجية في المنعرج الحاسم، في ظل تجند كل أبناء المنطقة لتجسيد حلم العودة إلى حظيرة الكبار، لأن الاتحاد غاب عن الواجهة منذ السقوط من الوطني الأول سنة 1975.
وقال بوكرومة في حوار خص به النصر، بأن استعادة الكرة الخنشلية مكانتها في الساحة الكروية الوطنية، يبقى بمثابة الحلم الذي يراود الأنصار منذ أزيد من أربعة عقود من الزمن، وقيمة هذا الإنجاز لا يمكن أن تقدر بأي تكلفة مالية، ولو أنه اعترف بأن المأمورية لن تكون سهلة.
اعتليتم الصدارة بطريقة مفاجئة عند الجولة الماضية، فهل كنتم تنتظرون هذا الانقلاب في قمة الهرم؟
الجميع يعترف بأن بطولة الهواة في مجموعة الشرق مستواها ممكن أن يكون أحسن حتى من المنافسة في الرابطة المحترفة الثانية، بالنظر إلى قوة الأندية المشكلة لهذا الفوج، وعراقتها، فضلا عن طابع «الديربي» الذي تكتسيه أغلب المباريات، وهو ما يتجلى أكثر في النتائج المسجلة، لأن مستوى الفرق متقارب جدا، وكل اللقاءات تعرف ندية كبيرة، وبالتالي فمن غير المعقول أن تتكهن بنتيجة أي مقابلة قبل الاحتكام إلى المستطيل الأخضر، وتعادل جمعية الخروب في ملعبها مع شباب حي موسى وإن صنفه المتتبعون في خانة المفاجآت، لكنه ومهما كانت الظروف يعد منطقيا، لأن «الفيلاج» يمتلك فريقا قويا، وقد فزنا عليه بصعوبة كبيرة في خنشلة، كما أننا كنا قد عايشنا نفس «السيناريو» في لقاء الشاوية، منذ نحو شهر، حيث تعادلنا داخل الديار، وعليه فإن معطيات السباق ليست ثابتة، وتتغير من جولة لأخرى.
نفهم من هذا الكلام بأنكم لستم مطمئنين على كرسي الريادة؟
التواجد في الصدارة في هذه الفترة، لا يعني بالضرورة أننا سنكون الأبطال، والفرصة مواتية لمطالبة الأنصار بالتقليل من حدة الضغط الذي ما فتئوا يفرضونه على المجموعة، لأن هناك من الأنصار حتى من شرع في إقامة الأعراس احتفالا بالصعود، وهذا بمجرد فوزنا على شباب باتنة، والذي كان بوزن الريادة، رغم أننا كمسيرين نعتبر هذه الاحتفالات أمرا سابقا لأوانه، لأن الصعود لم يترسم بعد، والوضعية الحالية تبقي الاحتمالات مفتوحا على مصراعيها، لكننا نسعى لاستغلال الأفضلية الراهنة لتحقيق حلم الصعود، وذلك بعدم التنازل عن الصدارة إلى غاية نهاية المشوار، مادام مصيرنا بين أيدينا، لأننا نبقى مطالبين بالفوز بباقي المباريات دون انتظار نتائج المنافس المباشر، وهذا عامل جد مهم من الناحية البسيكولوجية.
وما هي نظرتكم للمرحلة المتبقية من السباق؟
الأكيد أن التواجد في الريادة عند الجولة العشرين يؤكد على نوايانا الجادة في اقتطاع تأشيرة الصعود، لأن المشوار المتبقي حتى وإن كان صعبا بالنظر إلى خصوصية المقابلات وأهميتها لكل الأندية فإنه لن يكون أصعب مما قطعناه، والحقيقة أننا حفظنا الدرس جيدا من تعثرنا داخل الديار أمام اتحاد الشاوية، وذلك بتوخي الحيطة والحذر وأخذ كل المنافسين بجدية، ولو أن القراءة الأولية في الرزنامة تمنحنا أفضلية كبيرة على الورق، لأننا سنستقبل منافسنا المباشر على ورقة الصعود، فريق جمعية الخروب، وعليه يمكن القول بأن المعطيات النظرية تصب في مصلحتنا، لكننا نتخذ من الميدان كفيصل، وذلك بإلتزام الجدية، وتجنب أي مفاجأة قد تكون بمثابة «كابوس»، لأن الضغط الذي عشناه بعد اهدار نقطتين ضد الشاوية كان رهيبا، غير أنه جسد بالمقابل تمسك الأنصار بالصعود، واصرارهم على عدم تفويت فرصة العمر.
لكن تواجدكم في الصدارة جاء بعد فترة وجيزة من طفو مشكل داخلي على السطح، فهل من توضيحات؟
المشاكل الداخلية يتم تسجيلها في كل الأندية، على اختلاف مستوى نشاطها، إلا أن إدارة اتحاد خنشلة تسعى لاحتواء مشاكلها بسرعة البرق، سعيا للمحافظة على توازن واستقرار المجموعة، وكذا تركيز اللاعبين، والحديث عن قضية المستحقات يبقى مجرد زوبعة في فنجان، لأننا أعطينا لكل لاعب رواتب 5 أشهر منذ بداية الموسم، مع تسديد علاوات المباريات مباشرة في حجرات تغيير الملابس بعد كل لقاء، وروح المجموعة تبقى أبرز سلاح نراهن عليه في المنعرج الحاسم من السباق.
هذا يعني بأن الفريق يعيش على وقع أريحية من النادية المادية، أليس كذلك؟
الحقيقة أن التواجد في الريادة يحتم علينا عدم مراعاة الجانب المادي، والحرص على توفير الظروف المريحة للاعبين، وحصر تركيزهم في العمل الميداني، بحثا عن النتائج الإيجابية، لأن حلم الصعود كبر، وأصبح قريبا من التجسيد على أرض الواقع، وهذا الإنجاز إن تحقق فإن قيمته لا يمكن أن نقدرها بأي ثمن، كيف لا ومدينة خنشلة عاشت مرحلة من الركود الكروي، والاتحاد لم يتمكن من العودة إلى الواجهة على الصعيد الوطني منذ سقوطه من الوطني الأول في 1975، وانتظار مدة 44 سنة ليس بالأمر الهيّن، وعليه فإننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق هذا الحلم، دون الأخذ في الحسبان التكاليف المادية، خاصة وأننا كنا قد دخلنا المنافسة بنية لعب ورقة الصعود، ونحن على دراية بمعطيات هذه الوضعية.
وماذا عن التعبئة الجماهيرية الكبيرة التي أصبحت مسجلة في اللقاءات الأخيرة؟
اتحاد خنشلة يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، بدليل أن المباراة الماضية أمام شباب باتنة عرفت بقاء الآلاف من الأنصار خارج الملعب، وهذا في انتظار اتمام مشروع المدرجات الإضافية، الذي استوجب تدخل السلطات الولائية، لأن التفكير في مستقبل الفريق في حظيرة الاحتراف ينطلق من الآن، بتهيئة الملعب، دون تجاهل إلتفاف مسؤولي الولاية والبلدية، لأن حلم الصعود لم يعد حكرا على أسرة الاتحاد فقط، بل أصبح الشغل الشاغل لكامل المنطقة، مما جعل بعض المقاولين يتحركون لتقديم يد العون للمسيرين، والجميع يسعى لمواصلة المشوار بنفس العزيمة إلى غاية إقامة عرس الصعود شهر ماي القادم    
حــاوره: صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى