«قسنطينة أم الحواضر» قادتني إلى النجاح و الشهرة

• أرفض إعادة أداء أغاني الفنانين الآخرين..
كشف المطرب القسنطيني شمس الدين جباسي، بأن ألبومه الجماعي الجديد الذي يطرحه في السوق خلال الأسبوع الجاري، يضم أغنية رياضية حول شباب قسنطينة، تعتبر أول تجربة له في هذا المجال، و قد نشرها مؤخرا عبر قناته في يوتيوب و حسابه الفيسبوكي و كذا عبر إذاعة قسنطينة، فحظيت بإعجاب الجمهور، مشيرا إلى أنه بصدد  تحضير ألبوم منفرد يضم باقة من الأغاني الريتمية الخفيفة، و مؤكدا بأنه يرفض إعادة نسخ من أعمال فنانين آخرين،  و يحرص دائما على تقديم أغان جديدة تحمل بصمته الخاصة، ويتمنى أن تحظى أغانيه بنفس نجاح «قسنطينة أم الحواضر» التي عرفت الجمهور به منذ أربع سنوات تقريبا، و مهدت له طريق الفن الذي دخله قبل 25 عاما، لكن التزاماته المهنية كمسؤول بمؤسسة وطنية، أبعدته عنه، مؤكدا من جهة أخرى، بأنه لم و لن يغني أمام يهود فرنسا.. كما قال في هذا الحوار للنصر..
حاورته/ إلهام طالب
. النصر: لأول مرة نسمع الفنان شمس الدين جباسي يؤدي أغنية رياضية، كيف تقيم هذه التجربة؟
ـ شمس الدين جباسي: صحيح، هذه أول أغنية رياضية في رصيدي، و هي من كلماتي و ألحاني، قدمتها منذ أيام بمناسبة تأهيل فريق شباب قسنطينة للكأس الإفريقية و كل النتائج الجيدة التي حققها هذا الموسم، و قد حاولت من خلال الأغنية أن أقدم نبذة تاريخية عن عميد الأندية، و أبرز انتصاراته و وفاء جمهوره و أنصاره له. الأغنية التي نشرتها عبر قناتي في يوتيوب و حسابي الفايسبوكي و عبر إذاعة قسنطينة، حظيت بانتشار واسع و إعجاب المستمعين، و أنا فخور بذلك.
شباب قسنطينة رمز مدينتي و فخرها
. بصراحة هل أديت أغنية «يحيا سي أس سي» لأن فريقك المفضل هو شباب قسنطينة؟
ـ (يضحك) بصراحة فريقي المفضل هو مولودية قسنطينة، لكنني سعيد و فخور بتألق شباب قسنطينة، لأنه يرمز لمدينتي و وطني.
. هل ستطرح الأغنية في ألبوم جديد؟
ـ من المنتظر أن أطرح بمعية مجموعة من الفنانين، خلال الأسبوع الجاري، ألبوما غنائيا جماعيا مشتركا، و يضم أربع أغنيات خاصة بي، إحداها هي «يحيا سي آس سي» و الثانية «لميمة» حول الأم التي ترمز للحياة و الحب و الحنان، و الثالثة هي «يا بابور» حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، و أضفت الرابعة  حول المرأة الجزائرية المكافحة و الشامخة بمناسبة عيدها العالمي و تحمل عنوان « ما أحلى بنات بلادي»، و أشير هنا إلى أنني كتبت بنفسي كلمات هذه الأغاني.
. و ماذا عن ألبومك المنفرد الذي سبق و أن أعلنت عنه؟
ـ بالفعل أنا بصدد تحضير ألبوم آخر منفرد يضم ثماني أغنيات، من المنتظر أن أطرحه في فصل الصيف المقبل، لهذا أنا بصدد انتقاء أغان خفيفة شبابية، لتتناسب مع طبيعة موسم العطل و ترضي مختلف الأذواق ، و تكون بطابع المالوف العصري و باللون العاصمي،  و بلمسات موسيقية وطنية و أجنبية متنوعة، لكنني كالعادة سأضم إلى هذه الباقة، أغنية أو اثنتين بعبق الأصالة، مع بصمتي الخاصة.
. ألا تعتبر  أغنيتك «قسنطينة أم الحواضر» سر النجاح و الشهرة اللذين حققتها في وقت قياسي؟
ـ فعلا أغنية «قسنطينة أم الحواضر» و هي من كلماتي و تلحيني، أعتبرها علامة فارقة في مساري ، فقد عرفت الجمهور بي و وصلت للآذان دون استئذان ، ممهدة لي درب الفن و صانعة نجاحي و شهرتي منذ أديتها في 2015 ، و بالتالي أعتقد أن الوقت ليس قياسيا، فعمري الفني ربع قرن تقريبا. عموما نجاح هذه الأغنية، و تتويجها في مهرجانين دوليين للموسيقى، جعلني أحرص في كل ألبوم على تقديم ألحان و كلمات جديدة ، و إذا لم أتمكن من إبداع الجديد لا أصدر ألبومات أصلا. أرفض إعادة أغاني فنانين آخرين بنفس الطريقة و القالب، و حتى و إن حدث و أن أردت إعادة بعض الكلمات التراثية، على غرار قصيدة »الكاوي» مثلا، سأصيغها بموسيقى و توزيع جديد و لمسة عصرية،  لكي تتلاءم مع روح العصر و رغبات الشباب.
من المستحيل أن أغني في حفلات اليهود
. حدثنا عن الحفلات التي قدمتها في بداية مارس الفارط بفرنسا..
ـ فعلا قمت منذ أسابيع بإحياء حفلات للجالية الجزائرية بباريس، و أسعدني كثيرا تفاعل الحضور معي و حبهم لأغنياتي، فقد كنت بالنسبة لهم أمثل الوطن البعيد، و أغنياتي رمز فنه و تراثه.
. ماذا لو تلقيت دعوة للغناء بفرنسا أمام عائلات يهودية معروفة بحبها للمالوف و ارتباطها العاطفي بقسنطينة؟
ـ أكيد لن أوافق، مهما كانت الإغراءات المادية، ربما تكون حفلاتي المفتوحة الموجهة للجالية الجزائرية بالمركز الثقافي الجزائري هناك أو غيره، قد استقطبت هذه الفئة لكن دون علمي، أما أن أوافق على حضورها أو على العروض لأغني لها أو مع مغنييها، فمستحيل.
. ألم تلتق ببعض الفنانين اليهود الذين يؤدون المالوف و يحنون إلى قسنطينة؟
ـ لا.. لا تربطني علاقة صداقة بأي يهودي، و لم ألتق بأنريكو ماسياس، لكنني التقيت بالإخوة نقاش، فهم يهود فرنسيون،  والدهم هو أليكسندر جودا ، كان فنانا يؤدي المالوف هنا بقسنطينة، و لديه الكثير من الأسطوانات. كلما صادفت أبناءه في المقاهي أو أماكن عمومية أخرى، شرعوا في طرح أسئلة حول الموسيقى و تراث المالوف، و استرجعوا ذكرياتهم في مدينة الصخر العتيق و حنينهم إليها، و تبقى علاقتي بهم سطحية جدا.
انتظروني في «ريحة المدينة»
. لم نعد نسمع منذ أسابيع عبر الأثير، المنشط الإذاعي و معد حصة «ريحة لمدينة» شمس الدين جباسي ما الذي حدث؟
ـ منذ أكثر من سنتين و نصف، انطلقت حصة «ريحة المدينة» التي تعنى بالفن و الفنانين و تراث المدينة عبر إذاعة قسنطينة، و استضفت خلال 80 عددا منها، عشرات المطربين و الموسيقيين من قسنطينة و مختلف أنحاء الوطن ، و حتى عندما كنت أسافر إلى بلدان أخرى لإحياء حفلات، كانت الحصة تسكنني ، و كنت أخصص وقتا لتسجيل لقاءات مع فنانين يؤدون طبوعا محلية و وطنية ، و أبرز مسارهم و سيرتهم و إبداعاتهم،  و في كل الحالات كنت أعتمد على خبرتي و علاقاتي و إمكاناتي الخاصة.  الحمد لله حققت نسبة متابعة عالية، حسب الأصداء التي أتلقاها، و أشعر بالرضا و الفخر في ما يتعلق بتجربتي في التنشيط التي مكنتني من الاحتكاك بقامات فنية عديدة و النهل من خبراتها.
صحيح توقفت «ريحة لبلاد» لفترة، بعد سفري إلى فرنسا و التزاماتي الفنية هناك، لكن من المنتظر أن تعود قريبا.

.  قلت سابقا بأن عمرك الفني 25عاما، لكنك لم تبرز في الساحة الفنية سوى في السنوات الأخيرة، لماذا؟
ـ أود أن أشير إلى جانب لم يعرفه الكثيرون، كنت أعشق الساحرة المستديرة، و لعبت ضمن عديد فرق النخبة بقسنطينة و ولايات مجاورة، لكن لم يحالفني الحظ ولم يكن الدعم متوفرا كاليوم. و سرعان ما خطفتني الموسيقى، فانخرطت في جمعيات موسيقية و تعلمت على يد كبار شيوخ المالوف ، على غرار الشيخ الدرسوني و رابح بوعزيز و حسان برامكي و كمال بودة و توفيق تواتي و غيرهم قواعد الموسيقى التي يرافقها دوما حسن السيرة و السلوك،  ثم أتقنت العزف على العود و الموندولين و القيثار،  خاصة و أنني أنتمي إلى عائلة فنية،  ففي 1997 شكلنا جمعية وصال للفن و الثقافة، و  جميع مؤسسيها و أعضائها من أفراد العائلة و أنا منهم، تحت قيادة أخي الأكبر محمد باديس. للأسف لم تصمد كثيرا و تشتت أعضاؤها تحت وطأة الالتزامات المهنية عبر الولايات، كما أنني تفرغت لدراساتي الجامعية، إلى أن حصلت على شهادة الماجستير في الاقتصاد ، ثم وظفت كإطار بمؤسسة وطنية.
ـ هذا يعني أنك ابتعدت عن الموسيقى و الغناء طيلة تلك الفترة؟
ـ ابتعدت لأنني كنت مسؤولا بمؤسسة وطنية، لكنني تعرضت لصدمة، دفعتني للعودة إلى الغناء، فلم أفارقه بعد ذلك.
أركز على الكلمات العائلية النظيفة
. كيف تختار أغانيك ؟
ـ أركز أساسا على الأحداث الراهنة و المواضيع الاجتماعية و لا أطرح أي أغنية، سواء كتبتها أنا أو لكاتب آخر، إلا بعد أن أدرسها جيدا من كل النواحي و أمنحها الوقت الكافي و أحرص أن تكون نظيفة و راقية و جميلة و صادقة، بإمكان جميع أفراد العائلة أن يسمعوها معا، ثم أهتم لاحقا بالتلحين و التفاصيل الأخرى.
. يشكو العديد من فناني قسنطينة التهميش في الحفلات و المهرجانات التي تحتضنها، هل أنت منهم؟
ـ  إن الكثير من فناني الولاية لا يتقربون من المؤسسات الثقافية بمدينتهم، لكي يعرفوا بأنفسهم و إبداعاتهم، فكيف لمسؤولين العديد منهم من مناطق أخرى، أن يتصلوا بهم إذا لم يكونوا يعرفونهم أصلا؟! بصراحة أحرص على تكسير هذا الحاجز و أعرف بنفسي و فني عبر مختلف المستويات، لكي لا يجدوا مبررا لنسياني. وتم الاتصال بي من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام للمشاركة في قوافل فنية، وتم تعييني كرئيس لجنة تحكيم مسابقة الكروان الذهبي لأحسن صوت في الصيف الفارط، و كذا لإحياء حفلات رمضان.. أما بالنسبة للحفلات والمهرجانات الكبرى، لم أتلق دعوات من مدينتي، في حين أتلقى العديد منها من ولايات أخرى. أتمنى أن يعاد النظر في هذه البرامج وتضبط بموضوعية و شفافية، دون تهميش لأحد.          
إ. ط

الرجوع إلى الأعلى