القرعة لم ترحمنا ووضعتنا في مواجهة «سيدات» إفريقيا
يرى مدرب المنتخب النسوي كمال بتينة، أن قرعة التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو لم ترحمهم، بعد أن وضعتهم في مواجهة منتخب نيجيريا الحائز على 11 كأس إفريقية من أصل 13 نسخة، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه لبى نداء الوطن دون تفكير، غير أنه ليس على دراية بخصوص مستقبله على رأس منتخب السيدات، كما تحدث ابن مدينة قسنطينة عن رأيه في اللاعبات المحترفات، ونظرته بخصوص كرة القدم النسوية، وعدة أمور تخصه وتخص مستقبل التشكيلة الوطنية.
المحترفات يتفوقن على نظيراتهن المحليات ومورغان مثال للنجاح
• حققتم التأهل إلى الدور القادم من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو، عقب تخطي عقبة منتخب التشاد، ما تعليقك ؟
المنتخب الوطني النسوي كان في الموعد، ونجح في تخطي عقبة منتخب تشاد، خلال الدور الماضي من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد 2020، باحتساب نتيجتي لقاءي الذهاب والإياب، حيث فزنا بملعب تشاكر بثنائية نظيفة، في وقت اكتفينا فيه بالتعادل الإيجابي، هدف في كل شبكة بالعاصمة نجامينا، ولو أن شبلياتي كنّ قادرات على الفوز بنتيجة عريضة في المواجهتين، بالنظر إلى الفرص الكثيرة المهدرة، سواء داخل الديار بتضييع أكثر من خمسة أهداف محققة، أو حتى في لقاء الإياب الذي تأثرنا فيه ببعض العوامل الخارجية، على غرار أرضية الميدان السيئة والتحكيم المنحاز، فضلا عن الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، التي تجاوزت 43 درجة مئوية يوم المواجهة، وهو ما انعكس بالسلب على فريقي الذي وجد مشاكل بالجملة على مدار 90 دقيقة.
• تبدو غير راض عن النتيجة المحققة في نجامينا ؟
لقد حققنا المطلوب منا بترسيم التأهل إلى الدور المقبل، غير أننا لسنا راضين بالنتيجة المحققة في نجامينا، خاصة وأننا كنا السباقين للتسجيل، وكنا قادرين على إضافة أهداف أخرى، لولا الحظ الذي عاندنا في بعض المناسبات، إضافة إلى التحكيم السيء، الذي كان منحازا بطريقة غريبة للمحليين، وهنا أحيطكم علما بأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، استنجدت في آخر لحظة بطاقم تحكيمي من الكاميرون، بعد اعتذار الحكام المبرمجين لإدارة هذا اللقاء عن القدوم، ويتعلق الأمر بطاقم من السودان، إذ عانينا الآمرين، خلال المباراة بالقرارات التي كانت في مجملها ضدنا، وهنا أتفهم ذلك، على اعتبار أن الكاميرونيين كانوا يجاملون منتخب تشاد، المدعوم في المنصة الشرفية بعدد من السياسيين وقياديي البلاد، باعتبار أن المنتخب النسوي التشادي خاض أول لقاء رسمي في تاريخه، على العموم لقد لعبنا ضد العوامل المناخية الصعبة، وكذا الطاقم التحكيمي الذي رفض الإعلان عن صافرة النهاية، إلى غاية منح المحليات ضربة جزاء خيالية، نجحن من خلالها في تعديل النتيجة عند د90+4، لا يجب علينا أن نبكي على الأطلال، بحكم أننا حققنا ما تنقلنا من أجله، ولكن على الكاف أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، إذا ما أرادت تطوير كرة القدم النسوية في القارة السمراء، خاصة وأن الأخيرة مليئة بالمواهب.
لبيت نداء الوطن دون أدنى تفكير ومهمتي مؤقتة
• ما رأيك في أداء اللاعبات، وهل لمست لديهن رغبة في التأهل إلى الأولمبياد؟
بداية أشكر الفتيات كثيرا على التضحيات اللائي قدمنها خلال هذا التربص، خاصة وأن الوقت لم يكن في صالحنا، ورغم ذلك نجحنا في إعداد التشكيلة بالشكل المطلوب، من أجل تجاوز هذا الاختبار، والإبقاء على الحلم قائما في هذه التصفيات، ولو أن الجميع يدرك بأن الوصول إلى أولمبياد طوكيو 2020 ليس بالأمر الهين، باعتبار أنه لا يتأهل من القارة السمراء سوى منتخبان أو ثلاثة، ومنتخبنا الوطني النسوي لم يصل بعد إلى مستوى كبار القارة، الذين تعودوا على المشاركة بانتظام في المحافل الدولية، على غرار نيجيريا وغانا والكاميرون، لقد برمجنا ثلاثة تربصات للاعبات المحليات، قبل أن تلتحق بنا الأسماء المحترفة في آخر تربص، ويتعلق الأمر بخمسة لاعبات منحن المنتخب الوطني الكثير من القوة والتماسك، بدليل ما وقفت عليه خلال آخر مواجهتين أمام منتخب تشاد، الذي رغم مستواه المتواضع، إلا أننا أظهرنا أمامه العديد من المؤشرات الإيجابية.
• بالحديث عن المستوى، كيف تقيم أداء المحترفات، وهل جلبن الإضافة المطلوبة؟
بطبيعة الحال، قدوم المحترفات منحنا الكثير من الإضافة، باعتبار أن لديهن تكوين من الطراز العالي، كما يمتلكن ثقافة كروية مختلفة عن اللاعبات المحليات، رغم احترامي الكبير للعناصر، التي تنشط في البطولة الوطنية، التي تفتقد كما تعلمون لأدنى الإمكانات، على عكس ما تحظى به اللاعبات القادمات من أوروبا، على غرار المتألقة مورغان بلخيثر الناشطة مع نادي ميتز الفرنسي، وصاحبة هدفي الانتصار في مصطفى تشاكر أمام منتخب تشاد، دون نسيان زميلاتها بوطالب وسيدهم آسيا وخليف لينا، وكلها أسماء صنعت الفارق، على أمل أن تساهم في تطوير مستوى المنتخب النسوي، الذي يبحث عن التألق على الصعيد القاري، قبل التفكير في رهانات أخرى، في صورة الأولمبياد التي تبدو بصراحة صعبة المنال.
التحكيم المنحاز وراء تعادلنا وهذه طموحاتنا المستقبلية
• تم الاستنجاد بخدماتك بشكل مؤقت، حدثنا عن كيفية الاتصال بك، ومتى تنتهي مهمتك ؟
أجل، لقد تم الاستنجاد بخدماتي بشكل مؤقت فقط، بعد نهاية مهمة المدربة راضية فرتول، التي أشرفت على التشكيلة الوطنية، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغانا، لقد اتصل بي المدير الفني الوطني عامر شفيق، وعرض عليه فكرة قيادة دفة المنتخب النسوي، ولم أفكر للحظة واحدة، حيث وافقت مباشرة، كوني لا أستطيع أن أرفض نداء الوطن، لقد قمت بمهمتي على أفضل وجه من خلال قيادة سيدات الخضر، للدور الثاني من التصفيات المؤهلة للأولمبياد، وبعد العودة إلى الجزائر إنشاء الله (الحوار أجري صبيحة أمس، قبيل عودة بعثة المنتخب إلى أرض الوطن )، سأتحدث مع القائمين على شؤون الكرة الجزائرية، وسننظر بخصوص مستقبلي مع الفتيات، ولو أنني لا أدري إن كنت سأواصل المهام، لو تطلب مني الفاف البقاء أو اكتفي بهذا القدر، صراحة سنترك كل شيء للمكتوب كما يقال، وعلينا الآن أن نركز على ما ينتظرنا من استحقاقات، على أمل أن نكون في أتم الجاهزية للمواعيد المقبلة.
• من ستواجهون في الدور المقبل لتصفيات الأولمبياد، وما هو طموحكم ؟
بعد تجاوز عقبة منتخب تشاد، سنكون شهر أوت المقبل على موعد للتباري مع منتخب نيجيريا عملاقة القارة، وأحد أفضل المنتخبات في العالم، ويكفي العودة إلى نتائجه، سواء في إفريقيا أو حتى في نهائيات كأس العالم، لقد أدارت القرعة ظهرها لنا، من خلال استقبال نيجيريا في الجزائر، وخوض الإياب خارج الديار، ولو أننا سنحاول أن نقدم كل ما نملك في سبيل التأهل إلى الدور المقبل، غير أنه لا يجب أن نغفل عن هدفنا الأساسي، والمتمثل في التأهل إلى كان 2020، وتقديم دورة مشرفة تليق باسم المنتخب النسوي الجزائري، الذي شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، رغم قلة الإمكانات.
لست اختصاصي كرة قدم نسوية وهناك كفاءات تفوقني بكثير
• بعيدا عن مهمتك المؤقتة، كتقني ما رأيك في  مستوى الكرة النسوية الجزائرية وما نصيحتك للاعبات الخضر؟
لست اختصاصيا في كرة القدم النسوية، وهناك كفاءات تفوقني بكثير في هذا المجال، على غرار عضو المكتب الفيدرالي راضية فرتول، المسؤولة عن لجنة تطوير كرة القدم النسوية في الجزائر، وكذا المدرب الأسبق عز الدين شيح المتواجد في الأردن الآن، ولكن هذا لا يعني بأني  سأبخل على منتخبنا الوطني، بل على العكس، سأكون تحت تصرف المسؤولين في أي لحظة احتاجوا فيها لخدماتي، على العموم، هناك بعض المواهب التي هي بحاجة إلى العناية، من أجل تطوير إمكاناتها، ولو أن الأمور مختلفة عند النساء مقارنة بالرجال، إذ يشرعن في ممارسة كرة القدم في سن متأخرة.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى