أكبــر خطأ ارتكبتــه في مشــواري عودتـي للبطولة الوطنيــة
فضل لاعب شباب قسنطينة قدور بلجيلالي، تلخيص مسيرته خلال حوار مع النصر، وقال ابن الباهية وهران، إنه يعتقد ودون غرور أنه ضيع مشوارا جد مميز، قياسا بما يملكه من إمكانيات معددا الأخطاء التي ارتكبها في مشواره الكروي، وخاصة قراره بالعودة من جديد للبطولة الجزائرية.
حاوره: مروان. ب
بلجيلالي، الذي يرفض الاستيقاظ قبل منتصف النهار، قال إن يومياته في الشهر الفضيل تتشابه وتبدأ بالتسوق وتنتهي بمتابعة مختلف البرامج التلفزيونية، فيما تقتصر سهراته على أداء صلاة التراويح وجلسات سمر.
محبتي خاصة للمرحوم حسني لأننا ننحدر من نفس الحي
• تصادف اليوم الأول من شهر الصيام مع مباراة لفريقك شباب قسنطينة، وقبل انقضاء الموسم، كيف تقضي يومك في الشهر الفضيل؟
أحاول استغلال أيام الشهر الفضيل للإكثار من العبادات، خاصة عندما لا أكون منشغلا بالتدريبات والمباريات، ومن طبعي أن أستيقظ من النوم في حدود منتصف النهار، أين أؤدي صلاة الظهر، وأقرأ ما تيسر من القرآن، لأصطحب بعدها أبنائي في جولة للتسوق واقتناء ما لذ وطاب، على أن أعود للمنزل، من أجل مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية إلى غاية آذن المغرب، لأتوجه بعدها لأداء صلاة التراويح، ولو أن هذا البرنامج يكون مغايرا، عندما أكون مرتبطا بأجواء المنافسة، كما هو الحال هذا الموسم، إذ لم يسدل الستار بعد على أجواء البطولة، وسنخوض عدة لقاءات خلال رمضان.  
• هل هناك حادثة طريفة وقعت لك في هذا الشهر ولازلت تحتفظ بها في ذاكرتك؟
هناك بعض الأشياء، حصلت معي خلال شهر الصيام، ولا يمكن نسيانها، على غرار الشجار الذي نشب بيني وبين صديقي المقرب يوسف بلايلي، خلال إحدى تربصاتنا بالمغرب، لما كنا نلعب لإتحاد العاصمة، فيوسف يستيقظ مبكرا، ويقوم بطرق باب غرفتي عمدا حتى يوقظني، وهو ما لم أتقبله، وقمت بمعاتبته بشدة، كما أتذكر لقطة طريفة وقعت لي مع الثنائي بلخير وحمزاوي، عندما كنا ننشط في شبيبة الساورة، إذ كنا على موعد مع إحدى السفريات، وفي المطار هناك من أفتى لنا بإمكانية الإفطار، ليسارع أحدهما للأكل، في خرجة جعلت كافة الوفد مصدوما.  
• هل أنت من متابعي البرامج التلفزيونية ؟
مدمن على البرامج الرياضية، وأحب متابعة يوميات اللاعبين، خلال الشهر الفضيل، كما أتجنب مقالب الكاميرا الخفية، من خلال رفضي تلبية دعوة بعض البرامج، خاصة مع اقتراب أيام الشهر الفضيل، لأنني أدرك بأن هناك من يعملون على الإطاحة بالفنانين والرياضيين، أنا في انتظار برامج هذا الموسم، ولو أنني متلهف لمتابعة سلسلة بلا حدود التي ستعود إلينا من جديد، بعدما صنعت الحدث في وقت سابق، وأدخلت البسمة والسرور لكافة بيوت الجزائريين خلال أحلك وأصعب الفترات.
بلايلي استفاد الكثير بعد عقوبته وكنت متأكدا من عودته القوية
• من هو ممثلك المفضل؟
تجمعني علاقة صداقة مع غالبية الفنانين، خاصة أولئك الذين ينحدرون من ولاية وهران، حيث ألتقيهم بكثرة خلال شهر رمضان، وأخوض معهم بعض المباريات التي تقام في السهرة، كما لا أفوت فرصة الاستفسار عن جديدهم الفني، وغيرها من الأمور التي تخصهم، وتخص كافة المواهب التي تزخر بها مدينة الباهية وهران.
• من هو الفنان الأقرب إلى قلبك ؟
علاقتي متينة وقوية مع الجميع في الوسط الفني، ولا أفضل أحدا على حساب الآخر، ولو أنني لازلت محبا للمرحوم حسني ملك الأغنية العاطفية، باعتبار أننا ننحدر من نفس الحي “قومبيطة “، الذي أنجب عديد المواهب في كافة المجالات، سواء رياضيين أو حتى فنانين.
• كلمة حول تألق أبناء الباهية وهران ؟
فخر لنا أن مدينتنا أنجبت عديد النجوم، سواء في الرياضة، على غرار لاعبي كرة القدم، في صورة كل من بونجاح وبلايلي وبلقروي وبلخيثر وبن عيادة وبلخير، دون نسيان الأبطال في رياضات أخرى، وكذا نجوم الفن والغناء وكم هم كثر، ولا يكفي المقام لذكرهم جميعا، أنا أتمنى أن تظل الباهية خزانا للمواهب، ولو أن أعيب على ولايتي قلة الاهتمام.
• كيف اكتشفت موهبتك في مجال كرة القدم ؟
كغيري من الجزائريين كنت مولعا بكرة القدم منذ نعومة أظافري، وكنت أمارسها باستمرار في حيي البسيط رفقة أقراني، ليتقرب مني أحدهم في يوم من الأيام، أين قال لي بأنك موهوب، وقادر أن تكون نجما لو تنضم إلى إحدى الفرق، وهو ما كان فيما بعد، حيث التحقت بأصاغر مولودية وهران، وهناك عملت بجد لتطوير إمكاناتي إلى غاية تحولي إلى نجم مطلوب من عدة فرق كبيرة، غير أنني اخترت حينها شبيبة الساورة، لأخوض بعدها عديد التجارب، ولو أنني لست راضيا على مشواري، كوني كنت قادرا على الوصول إلى محطات أبعد، لو لم أرتكب بعض الأخطاء.
• كانت لك تجربة في تونس، كيف تصفها؟
أكبر خطأ ارتكبته في مشواري الكروي عودتي إلى البطولة الوطنية، بعد تجربة قصيرة في الدوري التونسي، ولو أن مروري على إتحاد العاصمة فيما بعد كان موفقا، حيث خضت نهائي رابطة الأبطال، وتوجت بالبطولة والكأس الممتازة، على العموم بعد التحاقي بالنجم الساحلي سارت الأمور معي بشكل جيد، وخضت 13 لقاءا كأساسي، غير أن مشكلة حدثت لي مع المناجير الذي قام بتحويلي إلى سوسة، وقد أعاقتني كثيرا فيما بعد، وتسببت لي في مشاكل جمة، أجبرتني على العودة السريعة، وهي الخطوة التي ندمت عليها فيما بعد، كونها منعتني من البصم على مشوار احترافي متميز.
أتجنب مقالب الكاميرا الخفية وعودة سلسلة بلا حدود أسعدني
• تعتبر الصديق المقرب ليوسف بلايلي الذي ارتبط اسمه بفضيحة وتمت معاقبته، كيف عشت معه تلك الأيام؟
يوسف كان من أعز أصدقائي وأقرب اللاعبين بالنسبة لي، خلال تجربتنا في إتحاد العاصمة، باعتبار أننا ننحدر من نفس الولاية، إضافة إلى أنني كنت أعرفه من قبل، وعند سقوطه في فخ تناول مادة محظورة، كنت حزينا للغاية من أجله، لأنني أعي ماذا تعني له كرة القدم، وماذا بإمكانه أن يفعل في هذا المجال، لقد كان درسا قويا بالنسبة له، ولحسن حظه أنه تجاوزه بسلام، بدليل أنه الآن عاد لممارسة كرة القدم بشكل عاد، ورفقة أحد أفضل الفرق على مستوى القارة السمراء الترجي التونسي، أنا أتمنى له كل التوفيق، لأن إمكاناته كبيرة، وقادر حتى على خوض تجربة احترافية ناجحة في أوروبا.
• ما هي رسالتك إلى بلايلي المتألق مع الترجي والمنتخب الوطني؟
لم أشك يوما في مقدرة يوسف على استعادة بريقه، خاصة وأنه تأثر بشدة بعد معاقبته، وحرمانه من مداعبة معشوقته لسنتين كاملتين، حيث تعهد على أن يضحي في سبيل استعادة مستواه من جديد، وهاهو الآن يصل إلى مراده، بعد تتويجه الموسم الماضي برابطة الأبطال رفقة الترجي التونسي، وكذا تأهله مجددا إلى المباراة النهائية، على أمل أن يتوج من جديد، كما أن سعادتي الأكبر هي تواجده رفقة كتيبة المنتخب الوطني، إذ قدم أوراق اعتماده بقوة في لقاء الطوغو الحاسم، ومتأكد بأنه سيكون رقما صعبا في تشكيلة الناخب الوطني، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
• ألا تعتقد بأنك لم تنل فرصتك مع المنتخب وهمشت في وقت كنت في أوج عطائك؟
كنت آمل في خوض تجربة احترافية بأوروبا، عندما كنت في أوج عطاءاتي، كونها كانت ستسهل من مهمتي في الظفر بمكانة مع المنتخب الوطني، ولكن لسوء حظي أخطأت في اتخاذ بعض القرارات خلال مسيرتي الكروية، على غرار عودتي إلى البطولة الوطنية، بعد تجربة قصيرة جدا في تونس، وهو ما حال دون حصولي على فرصتي كاملة مع المنتخب الوطني، الذي يبقى الدفاع عن ألوانه فخرا لكل جزائري.
أتذكر حادثتي الطريفة مع حمزاوي وبلخير كل رمضان
• لماذا لم يوفق شباب قسنطينة هذا الموسم ؟
فشلنا في التتويج بأحد الألقاب، يعود إلى تركيزنا على كافة الجبهات (رابطة الأبطال وكأس الجمهورية والبطولة)، وهو ما أثر على نتائجنا فيما بعد، خاصة مع كثرة الإصابات، صدقوني لو ركزنا على تحد واحد كنا قادرين على الفوز به، حسرتي الأكبر توديع منافسة كأس الجمهورية، لأننا كنا قادرين على الظفر بها، لولا ما حصل لنا بملعب 20 أوت أمام شباب بلوزداد، إذ قدمنا أسوأ مباراة لنا، على العموم هذا الموسم لم يكن فاشلا، إذ نجحنا في الوصول إلى الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية، لأول مرة في تاريخ الشباب، وودعنا البطولة أمام منافس يمتلك تقاليد كبيرة، وهو الترجي التونسي الذي يلعب ثاني نهائي على التوالي، بعد فوزه بالنسخة الماضية، كما لا تزال أمامنا فرصة إنهاء الموسم فوق المنصة في البطولة.
• من هو فريقك المفضل ؟
أنا خريج مدرسة مولودية وهران، وأكن محبة خاصة لهذا الفريق الكبير، كما لا يمكنني نسيان الفرق، التي دافعت عن ألوانها خلال مسيرتي الكروية، على غرار شبيبة الساورة وإتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، أمام بخصوص فريقي المفضل على المستوى العالمي فهو ريال مدريد الإسباني، الذي أنتظر أن يعود بقوة الموسم المقبل، خاصة مع عودة المدرب زيدان، ونيته في القيام بثورة كبيرة على مستوى التعداد.

• ما رأيك في تعداد المنتخب الحالي؟
المنتخب الوطني يضم في صفوفه أسماء لامعة، يتقدمها رياض محرز وبغداد بونجاح، وثقتي فيهم كبيرة جدا للتنافس على التاج الإفريقي في مصر، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، في وجود منتخبات متمرسة، ولديها تقاليدها في مثل هذه المسابقات، أنا أراهن كثيرا على الجيل الحالي، خاصة وأنه يعمل تحت إشراف مدرب طموح، ويتعلق الأمر بجمال بلماضي الذي ننتظر منه الكثير في كأس أمم إفريقيا المقبلة.
لم أنل فرصتي في المنتخب عندما كنت في أوج عطائي !
• في ختام هذه الدردشة، هل يمكن أن نعرف أفضل بلد وطأته قدماك والأخر الذي تتمنى زيارته؟
كانت لي الفرصة أن زرت بلدانا كثيرة، ولكل خصوصياته ومميزاته، ولو أن الأماكن في أوروبا وآسيا جميلة جدا، وأتمنى أن تكون الجزائر مشابهة لهم، أما بخصوص البلد الذي أنوي وأحلم بزيارته، فدون شك هو العربية السعودية ومدينة مكة أم القرى لأداء مناسك العمرة أو الحج.                               
  م. ب

الرجوع إلى الأعلى