لا بد من تفعيل آلية الحوار لتحقيق مطالب الشعب  في التغيير
 قال المحلل السياسي الدكتور أحمد ميزاب، إن الحوار يعتبر أحد الأدوات التي يمكن أن تفتح أبواب الحلول للخروج من الأزمة ، بحيث يمكن الوصول إلى أرضية  ترضي الجميع وتؤسس إلى الوفاق الوطني الذي يحقق مطالب الشعب وأضاف أن هنالك تيار يسعى إلى الدفع نحو الفراغ الدستوري  وهي حالة ليست في مصلحة الجزائر ، فيما  نوه من جهة أخرى  بالدور الإيجابي والمنوط بها و الذي تلعبه المؤسسة  العسكرية باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي ينظر لها أنها مصدر الثقة و الضامن الحقيقي لنجاح أي عملية انتقال.
النصر : كيف تقرأون الوضع السياسي الراهن في ظل استمرار الحراك الشعبي، وكيف تتصورون المخرج من الأزمة ؟
أحمد ميزاب :  حينما نتكلم عن الوضع الحالي في ظل ما هو متوفر من معطيات ، اعتقد أننا نتحدث أن الأزمة تشتد شيئا فشيئا في ظل عدم وجود حل وسط أو عدم وجود مبادارات باعتبار أن هناك شح في المبادرات، بالإضافة إلى أن هنالك تيار يسعى إلى الدفع نحو الفراغ الدستوري  والفراغ الدستوري يعني أن الأزمة تتحول إلى مأزق وقد يكون لها انعكاسات أخرى لا يجب أن نقع فيها ولا يجب كذلك أن ننساق فيها ، فبالتالي  اعتقد أنه إذا أردنا تقديم تصور للخروج من هذه الأزمة، علينا أن نتحدث على الحوار كأحد الأدوات التي يمكن أن تفتح أبواب الحلول وليس فقط باب الحل  وإنما أبواب الحلول لأنه عن طريق الحوار تكون مقترحات ومناقشة وتبادل وجهات النظر، فبالتالي يمكن أن نصل إلى أرضية  ترضي الجميع وتؤسس للوفاق الوطني الذي يمكن أن يحقق مطالب الشعب الجزائري، بالإضافة كذلك إلى التوجه إلى المسار الآمن الذي يحفظ للجزائر أمنها وسلامتها.
وبخصوص  ما يسمى برموز النظام أو الذين هم غير مقبولين هؤلاء سيرحلون، كتحصيل حاصل، لكن علينا أن نتحدث على عملية الرحيل التي لا يجب أن تكون بطريقة عشوائية حتى لا يكون هنالك فراغ ولا تكون هنالك انزلاقات، وإنما عملية الرحيل  يجب أن تكون بطريقة منظمة تضمن للجزائر سلامتها وللشعب سلامته، وقد أتفق مع من يقول كيف يمكن لنا أن نثق في من هو متهم بأنه زور أو ارتكب تجاوزات، اعتقد أن الشعب الجزائري اليوم هو  المراقب والحامي الحقيقي لأي عملية انتقال وأن هنالك أيضا مؤسسة ضامنة يمكن لها أن تلعب ذلك الدور الذي يراه الشعب الجزائري مناسبا، فبالتالي الحلول موجودة وليست جافة، لكن يكفي فقط أن نفعل آلية الحوار حتى نصل إلى تجسيد هذه المطالب ويحقق الشعب الجزائري رغباته ومطالبه في التغيير بالشكل الذي يريد وبالطريقة التي يأمل.   
و يجب أن نستحضر لغة العقل ويجب أن ننقذ الجزائر وألا نسمح بحالة الفراغ الدستوري أن تحدث، لأنها ليست في مصلحة الجزائر وفي نهاية المطاف إرادة الشعب هي التي يجب أن تتحقق وسوف تتحقق.
النصر : ما رأيكم في القول أن الحل للخروج من الأزمة يجب أن يكون   في الإطار الدستوري ؟
أحمد ميزاب : لما نقول في الإطار الدستوري نقول  بتوظيف روح الدستور أو روح القانون ولا أتحدث عن الدستور بصفته الجامدة، بمعنى  أنه نستند على الدستور ولكن يجب أن نرفق ذلك بمبادرات سياسية ولا يمكن أن تكون هناك مبادرات سياسية إلا  عن طريق بوابة الحوار التي تدفعنا إلى بناء التوافقات ومنها الحلول الممكنة.
النصر : العدالة فتحت العديد من ملفات الفساد وتمت متابعة أسماء ثقيلة، ما ذا تقولون في هذا الشأن؟
أحمد ميزاب : حينما نستمع إلى العناوين الكبرى لهذه الملفات و ما هو موجود اعتقد أنه شيء مؤسف وموجع باعتبار أن الجزائر كانت أمانة وكان يجب أن تصان هذه الأمانة لكن نظل دائما نقول أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، والعدالة سوف تؤدي واجبها ودورها وسوف تستعيد حقوق الشعب الجزائري وحقوق المواطن الجزائري .
النصر : ماذا عن الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حاليا؟
أحمد ميزاب: أنا شخصيا أقول إن المؤسسة  العسكرية تلعب دورا إيجابيا والدور المنوط بها باعتبار أنها المؤسسة الوحيدة التي ينظر لها أنها مصدر الثقة وأنها الضامن الحقيقي لنجاح أي عملية انتقال ، المؤسسة العسكرية اليوم كذلك تلعب دورا يرتقي إلى ذلك المستوى الحضاري الذي أبانه المواطن الجزائري.
إذا ما قارنا بتجارب سابقة في مناطق مختلفة سوف نجد أن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة ذات مستوى ومؤسسة خبرات وكفاءات ومؤسسة تراكم التجارب والخبرات أكسبها مستوى من الآداء والعمل وبالتالي هي اليوم تواكب هذا الحراك وترافقه من أجل تحقيق مطالبه ورغباته وترفع سيف الحجاج ضد كل من يناور أو يحاول أن يتلاعب بالجزائر أو بمصير الجزائر أو حتى الذي يحاول كذلك أن يلتف على هذا الحراك، فبالتالي نحن نتحدث عن مقاربة فريدة من نوعها هي شعب- جيش وجيش- شعب  وهذه معادلة قوية في ظل هذا الحراك الذي تشهده الجزائر .
حاوره: مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى