كلمة مناجير وسمت بالسوء وأدرس لأكون مدربا ناجحا  
يحضّر اللاعب السابق لشباب قسنطينة واتحاد العاصمة وشبيبة بجاية وشباب بلوزداد عمار بلخضر، لنيل أكبر الشهادات في عالم التدريب على أمل التحوّل لمدرب ناجح، كيف لا وهو الذي يعتبر فترة عمله، تحت إشراف المدرب العالمي روجي لومير، الأحسن في مشواره الرياضي.
حاوره: مروان. ب
بلخضر ابن مدينة عين الحجل بالمسيلة والذي اختار الاستقرار بمدينة يماقورايا، تطرق في حوار للنصر إلى انجاز نادي مقرة وخزان عاصمة الحضنة من الرياضيين الناجحين، إلى جانب كما قال التهميش وعدم الاهتمام، الذي يعاني منه رياضيو «الجزائر العميقة»، متمنيا أن يعود الحراك الشعبي بالخير والإيجاب، ويتحسن مستوى معيشة الجزائريين.
لما أخبرنا بوالحبيب بأن لومير قادم لا أحد صدق الخبر !
*انقطعت أخبارك منذ اعتزالك، ما جديدك ؟
لست متواريا عن الأنظار، وانقطاع أخباري يعود لابتعادي عن عالم الساحرة المستديرة، بعد اعتزال اللعب بشكل نهائي، وعن جديدي فأنا مقيم الآن في ولاية بجاية رفقة عائلتي الصغيرة، وأزور مسقط رأسي عين الحجل باستمرار، واختياري مدينة يماقورايا، راجع إلى عشقي الكبير لها، خاصة بعد تجربتي مع الشبيبة.
*لماذا ابتعدت بشكل نهائي عن محيط الكرة ؟
ابتعادي عن عالم كرة القدم مؤقت فقط، بعد مشواري الطويل والشاق، إذ فضلت أخذ قسط من الراحة، على أن أكون في الموعد عن قريب، وأنا الذي أرغب في دخول مجال التدريب، بدليل أنني نلت شهادة الفاف “1»، في انتظار استكمال ثاني دبلوم بعد نهاية شهر رمضان، أنا آمل أن أكون مدربا مميزا، بعد أن تركت بصمتي كلاعب، خاصة وأنني ما زلت محبوبا لدى أنصار كافة الفرق، التي دافعت عن ألونها.

*هناك من يقول إنك تود التحوّل إلى مناجير معتمد، هل هذا صحيح ؟
لم أفكر يوما في التحول إلى مناجير، ولدي الكثير من التحفظات حول هذه المهنة في الجزائر، بالنظر إلى الكلام الكثير الذي يقال عنها، كما أنني حريص على العمل في مجال أحبه، ويتعلق الأمر بالتدريب، الذي وُفق فيه عديد اللاعبون القدامى.
مشاعري منقسمة بين الجياسمبي والسياربي في نهائي الكأس
*كيف تقضي يومياتك في شهر رمضان ؟
بما أنني دون عمل ومتواجد في أغلب الأوقات بالمنزل، أحاول أن أكون إلى جانب عائلتي، من خلال الحرص على مرافقتهم بشكل يومي إلى المدرسة، كما أسعى للإكثار من العبادات في الشهر الكريم والمحافظة على تأدية كافة الصلوات في المسجد، ناهيك عن القيام بين التارة والأخرى بالتسوق.
*ما هي أكلتك المفضلة خلال هذا الشهر ؟
الشربة فريك والبوراك المفضلان بالنسبة لي، كما أعشق أيضا الكفتة التي تعد طبقي الثاني.
*هل أنت متابع لبرنامج تلفزيوني معين ؟
على غير العادة، أكتفي خلال شهر رمضان الحالي بمتابعة مقالب الكاميرا المخفية فقط، في ظل ضيق الوقت ورغبتي في التنقل المبكر للمسجد، تحسبا لأداء صلاة التروايح، ولو أنني كنت وفيا السنة الماضية لأعمال الفنان القدير صالح أوقروت، الذي كان مميزا بشكل كبير في سلسلة «عاشور العاشر»، التي قدمت أعمالا راقية بشهادة الجميع.
مقرة شرفت الحضنة وكانت أكبر من كافة الدسائس
*هل أنت إنسان عصبي أم هادئ في رمضان ؟
لست من النوع العصبي، سواء خلال رمضان أو غيره من الأشهر، وأفضل احتكام العقل في كافة المسائل، وهو ما كان وراء نجاحي في عالم كرة القدم، خاصة وأنه صادفتني عديد المشاكل التي كانت لترهن مستقبلي، ولكن هدوئي جعلني أتجاوز كل ذلك بسلام.
*ما هي الذكرى الأجمل والأسوأ في مشوارك ؟
هناك عديد المحطات الجميلة، خلال مشواري الكروي، وفي مقدمتها فوزي بكأس الجمهورية مع فريق شبيبة بجاية سنة 2008، وهو اللقب الأول لأبناء يماقوريا، وبالتالي كان ذلك التتويج جد خاص، واحتفالاته لم تمح  من مخيلتي إلى حد الآن، دون نسيان مساهمتي الفعالة في تأهل شباب قسنطينة من جديد إلى المسابقة القارية، بعد غياب دام لسنوات طويلة، إذ كنت وراء تسجيل هدفين من مجمل الثلاثية التي فزنا بها في لقاء الجولة الأخيرة على وفاق سطيف، وبفضل تلك النتيجة الرائعة أنهينا الموسم في المرتبة الثالثة.
 وبخصوص الذكرى الأسوأ، فأكيد هي إصابتي مع السنافر بقطع في الرباط الصليبي، خلال مباراة راد ليونس الليبيري، وأتذكر بأنني لم أرغب في المشاركة، بسبب معاناتي من الإرهاق، غير أن غياب الخيارات على الجهة اليسرى من الدفاع، أجبرني على اللعب، لأجد نفسي بعد 20 دقيقة فقط، ضحية لإصابة خطيرة كانت وراء غيابي عن الميادين لفترة طويلة جدا.
فوزي بكأس الجمهورية وما فعلته في أول موسم مع السنافر أفضل ذكرياتي
*هل لك أن تشرح لنا سبب قلة ظهورك إعلاميا؟

لا يوجد أي سبب، كل ما في الأمر أنني متفرغ لعائلتي الكريمة ولأولادي الصغار، كما أنني لست من النوع الذي يعرض خدماته، سواء على الفرق أو حتى وسائل الإعلام التي لديها ميولات لأشخاص محددين، ولست هنا لأشرح لهم أسس العمل الاحترافي.
*كيف تابعت تتويج فريقك السابق شباب قسنطينة بلقب البطولة الموسم الماضي؟
عشت أسعد لحظات حياتي عند تتويج فريقي السابق شباب قسنطينة بلقب البطولة الموسم الماضي، لأنني لعبت هناك، وأعرف مدى تعطش السنافر لاعتلاء منصات التتويج، لقد تابعت مشوارهم من البداية إلى النهاية، وفوزهم باللقب كان مستحقا، ولو أنني كنت آمل في التتويج معهم، خلال الفترة التي حملت فيها ألوان الفريق، خاصة وأننا كنا نملك تعداد متميزا، غير أن غياب الاستقرار وكثرة تغيير اللاعبين كل موسم، كان وراء اكتفائنا بالأدوار الأولى فقط، دون الوصول إلى حلم انتزاع اللقب، على العموم جماهير مثل جماهير الشباب تستحق التتويج بالألقاب كل موسم، لأنه لا يوجد أوفى منهم، وحتى خلال الأيام العصيبة الملعب يحافظ على عادة استقبال أكثر من 40 ألف مشجع، وهو ما لا نراه سوى بملعب الشهيد حملاوي.
*تنحدر من ولاية المسيلة، ما رأيك في إنجاز فريق نجم مقرة بالصعود لأول مرة في تاريخه للرابطة الأولى ؟
بداية فخور لانحداري من ولاية المسيلة، التي أنجبت ولا تزال تنجب الأبطال في كافة المجالات، وبخصوص إنجاز نجم مقرة فهو تاريخي، ولم يأت من فراغ، بل نتائج تضحيات، سواء من طرف الإدارة التي تحدت كافة العقبات وواجهت خصم النقاط، بإصرار أكبر على تحقيق الهدف المنشود، دون نسيان الدور الكبير للاعبين الذين أبانوا بأنهم أبطال، وقدموا موسما استثنائيا على كافة الأصعدة والمستويات، صدقوني ولاية المسيلة تزخر بالمواهب وتستحق ممثلا لها في قسم الكبار، كما أتمنى لأمل بوسعادة أن تحدو على منوال النجم، ولم لا تسجل تواجدها في الرابطة الأولى.
*ما رأيك في تألق أبناء المسيلة مع بعض فرق النخبة ؟
مدينتنا تزخر كما قلت لك بعديد المواهب، ومهاجم فيتيس أرنهايم والخضر أسامة درفلو أحسن دليل على كلامي، كما أن ثنائي نصر حسين داي براهيمي وصديق اعتبرهما أفضل ممثلين لولاية المسيلة، خاصة وأنهما يبصمان على مستويات جيدة، على أن يكونا أفضل مستقبلا، ولم لا يحققان حلمهما بالاحتراف خارج الجزائر.
إنجازاتي فاقت أحلامي ولا تنسوا من أين انطلقت
*كيف تقيّم تجربتك الرياضية، وهل أنت راض بما حققته ؟
مسيرتي انطلقت من بلدية بعيدة عن الأنظار، ويتعلق الأمر بعين الحجل، لأجد نفسي بعدها أدافع عن ألوان فرق كبيرة على المستوى الوطني، على غرار شبيبة بجاية واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد وشباب قسنطينة، وكلها نوادي تركت معها بصمتي، صدقوني تجربتي التي بدأت من العدم، مثال يقتدى به في الإصرار والمثابرة والرغبة في النجاح، لأنني تحديت كافة العقبات، في سبيل الوصول إلى حلمي.
*شيء ندمت عليه في مشوارك الرياضي ؟
لم أندم على شيء خلال مشواري الكروي، بل على العكس أعتبر نفسي محظوظا، لأنني حققت أكثر من أحلامي، وأنا الذي تخرجت من فريق مغمور ببلديه عين الحجل، التي ليس من السهل في وقتنا على لاعب أن يشق طريقه منها نحو النجاح، في غياب ما هو متوفر الآن من مدارس وأكاديميات، وكذا كثرة المكتشفين للمواهب.
*أفضل لاعب زاملته ؟
لعبت في فرق كبيرة، وزاملت نجوما عديدة وليس بمقدوري أن اختار الأفضل منهم، لأن لكل ميزاته وخصائصه، ولكنني تشرفت باللعب إلى جانب أسماء في شاكلة عز الدين رحيم ولوناس قواوي وياسين بزاز ومنير زغدود ويسعد بورحلي وجحنين، وكلهم كانوا متميزين، وأنصح اللاعبين الحاليين بجعلهم قدوة، إذا ما أرادوا النجاح في عالم الكرة.
تتويج شباب قسنطينة تأخر وهذا سبب غياب الألقاب عن خزائنه
*عملت تحت إشراف مدربين كبار، على غرار العالمي روجي لومير، هل من كلمة حول هذه الشخصية؟
العمل مع مدرب بحجم روجي لومير سيظل من أفضل المحطات، خلال مشواري الكروي، وأنا أتذكر قبل قدومه إلى قسنطينة، بأن محمد بوالحبيب قد اجتمع بنا، وأخبرنا بأنه بصدد الاتفاق مع هذا المدرب القدير، وآنذاك لا أحد من اللاعبين صدق الخبر، بحكم أن الأمر يتعلق ببطل العالم، والذي كنا نتابعه عبر شاشة التلفزيون فقط، لنجد أنفسنا نعمل تحت إشرافه، إذ حاولنا الاستفادة من خبراته بقدر المستطاع، لقد كان إضافة قوية للبطولة الوطنية، وتمنينا لو ظل معنا لفترة طويلة، كما استغل الفرصة للثناء على المدرب فؤاد بوعلي الذي يعد من خيرة التقنيين في الجزائر، إلى جانب الشاب براهيمي الذي عمل معنا في شباب قسنطينة، هو مدرب طموح، ويمتلك أفكار حديثة، بحكم التكوين الذي تلقاه في أكبر المدارس الكروية بإسبانيا.
*أحسن لاعب في البطولة المحلية ؟
أفضل لاعب خلال الموسم الحالي، هو مهاجم نادي بارادو زكريا نعيجي هداف البطولة برصيد 19 هدفا، وهو على بعد خطوة واحدة من كسر رقم صمد لسنوات طويلة، أتمنى له كل التوفيق وأنصحه بالإسراع في الاحتراف خارج الجزائر.
*ما هو فريقك المفضل محليا؟
أشجع كافة الفرق التي لعبت لها دون استثناء، ولعلمكم مشاعري منقسمة بين فريقي شبيبة بجاية وشباب بلوزداد اللذين سينشطان نهائي كأس الجمهورية، أتمنى أن تجرى المواجهة في روح رياضية، وأن نقدم صورة جميلة عن الكرة الجزائرية.
*لاعبك المفضل في العالم ؟
رغم أنني لم أعايش فترة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، غير أنني من أشد المعجبين به، واعتبره الأفضل بالنسبة لي، رفقة الساحر البرازيلي رونالدينيو الموهوب بالفطرة.
أكتفي بمتابعة الكاميرا المخفية وصالح أوقروت ممثلي المفضل
*ما رأيك في الحراك الشعبي، وهل شاركت فيه ؟
مطلبي من مطلب الشعب، الذي يصر على التغيير الفوري، ويتطلع لحياة أفضل، لأن بلد بحجم الجزائر مليئة بالخيرات، ومن حق الجميع الاستفادة من ذلك، لقد شاركت في مسيرات الجمعة، وسأظل مساندا لها، وفخور بسلمية وتحضر شعبنا الأبي.  
م. ب

الرجوع إلى الأعلى