غامرت بتدريب شباب بلوزداد وكافأني المولى برابع كأس
بتواضعه المعروف، فتح المدرب عبد القادر عمراني قلبه للنصر، وقال في حوار بعد التتويج بكأس الجمهورية أنه تحول لشباب بلوزداد من أجل مساعدته على ضمان البقاء، فوجد نفسه متوجا بكأس المنافسة الأغلى، مضيفا أنه يعتز كثيرا بهذا اللقب الذي جعله يدخل التاريخ كونه ظفر بأربعة كؤوس مع نوادي مختلفة.
حاوره: بورصاص.ر
• في البداية نبارك لك تتويجك بالكأس مع فريقك شباب بلوزداد
شكرا لكم، منافسة كأس الجمهورية لم تكن هدفا بالنسبة لي ولا للفريق، بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي كنا نتخبط فيها، ولكن منذ لقاء إياب الدور ربع النهائي والفوز بنتيجة (3/1) أمام نصر حسين داي، تغيرت المعطيات وكبرت الطموحات، رغم أن ضمان البقاء كان أولويتنا.
عليق مسير من طينة الكبار وعملي كان مكملا لما قام به
• الجميع اعتبر إشرافك على تدريب شباب بلوزداد بالقرار الغريب عند توليك المهمة، ما ردك الآن؟
أعتقد بأنني غامرت ولم أتخذ قرارا غريبا، لكن لدي قناعة وحيدة تتمثل في أن الله ينصر كل من يعمل بنية وإخلاص، خاصة في وجود «رجال» على مستوى الإدارة تسهر على توفير كل ظروف العمل، والحمد لله مردود الفريق تغير رأسا على عقب، بعدما مسكت زمام العارضة الفنية، والفريق يقبع في مؤخرة الترتيب برصيد 10 نقاط، وخلف ثاني مهدد بالسقوط بست نقاط كاملة، وبنفس التعداد مع استقدام لاعبين في صورة سعيود وبوشار، اللذين قدما الإضافة، بصمنا على نتائج مميزة، حيث تمكنا من تحقيق 28 نقطة كأفضل فريق في مرحلة العودة، مع تسجيل خسارة واحدة في البطولة أمام مولودية بجاية، والجميع يعلم ما حدث في تلك المواجهة، كما أن هناك نقطة مهمة....
بوسليو كان يبيت في مقهى وكرة القدم خلقت لأمثاله
• تفضل ..ما هي النقطة التي تتحدث عنها؟
لقد لعبت مرحلة العودة من دون مهاجم صريح (رأس حربة)، رغم أنني استقدمت المهاجم الأجنبي سومانا، لكن هذا الأخير لم يشارك كثيرا سواء بسبب تأخر تأهيله من طرف الرابطة أو بسبب الإصابة، وهو ما جعلني في عديد المناسبات أمام حتمية البحث عن حلول لهذه المشكلة، ولكن الشيء الإيجابي هو الثقة التي اكتسبها اللاعبون مع مرور المباريات، سيما في البطولة.
المدرب المحنك مثلما يحسن تحديد وجهته، عليه أن يحسن اختيار توقيت رحيله
• وما الذي أضاف عمراني للشباب، حتى يسمح ببروز عناصر في صورة بوسليو والبقية؟
لا يوجد أي سر، الشيء الوحيد الذي منحته للاعبين أمثال بوسليو وحايس وزروال، هي الثقة في النفس، لأنهم يملكون إمكانات رغم صغر سنهم، وعنصر مثل بوسليو، كان يبيت في إحدى المقاهي وهو ينحدر من منطقة عين قشرة، وهو ما جعلني أحاول مساعدته، وتحسين وضعيته، لأنني لدي قناعة بأن كرة القدم رياضة شعبية، وخلقت لأمثال بوسليو، الذي يملك إمكانات كبيرة وهو اكتشاف الموسم إن صح التعبير، وأتوقع له مستقبلا زاهرا في حال واصل العمل بنفس الجدية ووضع أقدامه على الأرض.
• بعد رحيلك عن شباب قسنطينة، الكثير تحدث عن رفعك التحدي مع بلوزداد، ما تعليقك؟
لا يمكنني الحديث عن رفع التحدي، لأن مدرب في عمري، مشواره خلف ظهره، ولم آت إلى شباب قسنطينة أو شباب بلوزداد من أجل صناعة اسم لي، الحمد لله عندما قدمت إلى السنافر كانت الوضعية صعبة وتمكنت من الحصول على لقب، وكررت نفس الإنجاز مع أبناء العقيبة، ولست من نوع المدربين الذي يبحث عن الأعذار، عندما لاحظت في شباب قسنطينة بأن النتائج لم تسر معي فضلت الانسحاب في صمت، لأن المدرب المحنك، مثلما يعرف اختيار وجهته، عليه أن يحسن اختيار موعد رحيله، حتى يترك مكانه نظيفا والحمد لله.

عملت بإخلاص في قسنطينة لا يمكنني ذكر المدينة بسوء
• نفهم من كلامك بأنك مازلت تحن لأيام شباب قسنطينة أم ماذا؟
ليس لدي أي مشكل في شباب قسنطينة، وأحتفظ بعلاقات أكثر من رائعة سواء مع الأنصار أو حتى ملاك النادي، وعلى رأسهم الرئيس المدير العام براهيم حمودي، الذين مازلت على اتصال معه إلى غاية الآن، ونتبادل التهاني، وكنت من بين مناصري النادي في المنافسة القارية، وتمنيت ذهاب الشباب إلى أبعد الحدود، والحمد لله حققوا مشوارا مشرفا، وكرة القدم تربية وأخلاق، لأن مغادرتك لأي ناد أو فريق، لا يعني الانقطاع  ومحو كل ماضيك، بل يجب عليك أن تحتفظ بعلاقات جيدة مع الجميع، وسأبقى مناصرا وفيا لشباب قسنطينة، الذي له مكانة خاصة في قلبي، ولا تنسوا بأنه لدي عائلة تقطن في عاصمة الشرق، ولا يمكنني أن أنكر فضل فريقها علي، أعيد التذكير بأن الشيء الأكيد، أنني عملت بكل إخلاص في هذا الفريق.
• دخلت التاريخ من أوسع الأبواب، بعدما توجت بأربعة كؤوس مع أربعة أندية مختلفة، ما تعليقك؟
الحمد لله على كل حال، لدي عدة إنجازات، من بينها أربعة كؤوس جمهورية، مع أربعة أندية مختلفة، ويتعلق الأمر بكل من وداد تلمسان وجمعية الشلف ومولودية بجاية وأخيرا شباب بلوزداد، كما أنني توجت بالسيدة كأس الجمهورية في صنف الأواسط، وشرف كبير لي أن أدخل التاريخ من أوسع الأبواب، وكل هذا فضل من المولى عز وجل، ونتيجة عمل كبير، وحتى الطاقم المساعد يجب التنويه بالدور الكبير، الذي قاموا به و حتى المسير.
على ملاك شباب قسنطينة الإسراع في ترتيب البيت
• مدينة الورود «مربوحة» عليك، رغم أنها أدارت ظهرها لك في مباراة السوبر، أليس كذلك؟
يضحك...صحيح خسارة السوبر أمام اتحاد بلعباس، ذكرى سيئة بالنسبة لي، خاصة وأنني كنت أحلم بإهداء السنافر ثاني تتويج، من نفس المدينة بعد أن ضمنا اللقب أمام اتحاد البليدة في ملعب براكني، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، واليوم ابتسمت لي، وتمكنا من تحقيق الكأس، التي تعبنا من أجلها، دون أن ننسى توجيه عبارات التقدير لفريق شبيبة بجاية، الذي قدم مشوارا كبيرا، و نتمنى له حظا موفقا مستقبلا.
• وماذا بخصوص مستقبلك؟
عقدي مع شباب بلوزداد انتهى يوم 30 ماي الفارط، لكنني لم أفصل بعد في وجهتي، رغم أن الرئيس المدير العام لشركة مدار وحتى زميلي عليق تحدثوا معي في الموضوع، وطلبوا مني البقاء، لكنني لم أدرس بعد مستقبلي، سيما في ظل حيازتي على عديد العروض الخارجية، وكل شيء بالمكتوب.
• وما تعليقك على تصريح عليق، الذي أرجع إليك الفضل في التتويج؟
يجب أن نشيد بالعمل الذي قام به عليق، أعتقد بأننا نكمل بعضنا البعض، ولا تنسوا بأنني عملت معه في عام 2007، وهذا الموسم يعتبر من بين أصعب المحطات في مشواري، بالنظر إلى الوضعية التي كان يتواجد عليها الشباب، لكن بفضل تضافر جهود الجميع ووقفة الأنصار، إلى جانب التفاهم الكبير الموجود بيننا، سارت الأمور على أحسن ما يرام، فعليق شخصية معروفة وعلى دراية بكل كرة القدم جيدا، كما أننا نتشاور في كل صغيرة وكبيرة، والرسالة تمر جيدا بيننا ولديه الخبرة ويجد الكلمات المناسبة في المكان المناسب، ويحسن التعامل مع اللاعبين كما أنه يجد الحلول لكل المشاكل، بفضل الحنكة التي يتمتع بها، وأينما تنقلنا يحظى باستقبال خاص.
عقدي انتهى وطلبتني عدة أندية من خارج الوطن
• في الختام، كيف تعلق على وضعية شباب قسنطينة الحالية؟
لم أكن أتمنى أن تكون النهاية هكذا، لأن هناك مثل يقول « تكمل مليح باه تبدأ مليح»، رغم أن مشوارهم كان جيدا وأتمنى لو الملاك يتخذون قرارات مستعجلة، من أجل عدم تضييع المزيد من الوقت، خاصة وأن الوقت ليس في صالح الشباب، و لا أخفي عليكم أرفض الحديث عن شباب قسنطينة بسوء، لأنني أحترم كثيرا هذا النادي وأنصاره، وحتى ملاكه، وعليه أتمنى كل الخير لأبناء مدينة الجسور المعلقة.
ب.ر

الرجوع إلى الأعلى