مشاكل إنتاجية أنهت مشاعر قبل الأوان وسأعود للسينما قريبا
قالت الممثلة سارة لعلامة في حوار خصت به النصر، بأنها تعاملت بكل روح رياضية مع الانتقادات التي طالت أداءها في المسلسل الرمضاني الأخير «مشاعر»، مؤكدة بأنها تحترم كل الآراء و تعتبرها حافزا قويا لها لتقديم الأفضل في الأعمال القادمة، حتى وإن كانت تدرك بأن هنالك من استهدفوا شخصها كفنانة و أرادوا تحطيمها من خلال انتقادات سلبية أسبابها معروفة وواضحة بالنسبة لها، كما تحدثت الفنانة بإسهاب ، عن دور زهرة، وعن نهاية المسلسل المفاجئة، و عن مواصفات فارس أحلامها المستقبلي.
حاورتها / أسماء بوقرن
 من هاجموا أدائي في مشاعر استهدفوا شخصي
النصر: أين تقضي سارة لعلامة عطلتها الصيفية؟
ـ سارة لعلامة: حاليا أنا متواجدة في فرنسا، لكنني أنوي قضاء العطلة في الجزائر، سأستهلها بزيارة مسقط رأسي قسنطينة، ثم سأقوم بجولة لعدد من المدن الساحلية الشرقية .
ـ هل لا تزالين مستقرة في فرنسا؟
ـ نعم لا أزال مستقرة هناك، و أزور الجزائر العاصمة و قسنطينة بين الحين و الآخر، غير أنني  في السنة المنصرمة قضيت مدة طويلة في تونس بحكم تصويري لحلقات مسلسل مشاعر .
لم أكن راضية عن أدائي في بعض المشاهد
ـ بالحديث عن مشاعر ما ردك على الانتقادات التي طالت أداءك
 في العمل؟
ـ أحترم كل الانتقادات خاصة البناءة منها، فالجمهور هو المعيار الذي يحدد نجاح العمل من فشله    بالطبع آراء المشاهدين تهمني جدا لأنها تساعدني على تطوير أدائي مستقبلا، لكن لابد من التوضيح  بأن من انتقدوا أدائي لدور «زهرة «بطريقة بناءة كانوا قلة قليلة، أما الأكثرية فقد كان هدفهم تحطيم سارة لعلامة كشخص، بدليل أن تعليقاتهم كانت هدامة.
لا مجال للمقارنة بيني
و بين مريم بن شعبان
ـ ما تعليقك على من قارنوا بينك وبين الممثلة مريم بن شعبان،
و اعتبروا بأن قوة أدائها كشفت ضعف إمكانياتك على حد تعبيرهم؟
ـ إطلاقا، لا مجال للمقارنة بيني و بين مريم بن شعبان ، لأن كلا منا تقمصت شخصية تختلف تماما عن الأخرى، فالمخرج أراد من خلال دور مريم أن يستميل الجمهور ويؤثر فيه، أما بالنسبة لزهرة، التي تعتبر محور المسلسل فالأمر مختلف، لأن المخرج فضل أن تكون كما قدمتها تماما، أي بنفس تعابير الوجه وذلك تماشيا مع حبكة الحلقات و تسلسل أحداثها.
ـ هل تابعت المسلسل، و ما رأيك في أدائك؟  
ـ أكيد شاهدت جل حلقاته، فأنا كاميرا نفسي، أسجل كل هفواتي و أول ناقدة لأدائي قبل عائلتي وقبل جمهوري، فعلا كانت هنالك مشاهد لم أكن راضية عن أدائي فيها، و ودت لو أنني ظهرت خلالها بتعابير وجه أكثر تعبيرا و أكثر ديناميكية،  لكنني  لم أكن قادرة على ذلك، بالنظر لكون الأداء مرتبط بأمور إخراجية وجب علي التقيد بها، فالمخرج حدد هدفا معينا من خلال تقديمه للشخصية بتلك الطريقة.
ـ ما هي المشاهد التي شعرت  أن أداءك فيها كان  يجب أن يكون أفضل ؟
ـ لا أستطيع البوح بها، بل أريد أن أحتفظ بذلك لنفسي، ما أكتفي بقوله أنني في دور زهرة، أحسست بأنني مقيدة نوعا ما و أردت أخذ حرية أكثر في الأداء، لكن كنت مجبرة على احترام تعليمات المخرج، و أنا من الأشخاص الذين يلتزمون بالتصور الفني للأعمال، وفي حالة مشاعر كنت واثقة في المخرج لدرجة كبيرة كما أنني لا أحبذ الدخول في نقاشات مع مخرجي أفلامي أو مسلسلاتي و لا أميل إلى انتقاد تصوراتهم للشخصيات، لأنهم أدرى بما يشاهدونه خلف الكاميرات و أحق بالحكم عليه.
أطمح لولوج الدراما العربية لكن بخطوات مدروسة
حلقات مشاعر العشرون مجرد بداية
ـ كيف تعاملت أنت و باقي الفنانين مع النهاية المفاجئة للمسلسل؟
ـ النهاية كانت مفاجأة لي و لكل الممثلين و فريق العمل، و قد تلقينا الخبر خلال التصوير، حيث تم إعلامنا بأن البت سيقتصر على 20 حلقة فقط من المسلسل، بدل 100 حلقة التي كانت مبرمجة، و ذلك بسبب مشاكل إنتاجية عرقلت العمل.
ـ المسلسل كان يعرض بوتيرة بطيئة ثم تسارعت الأحداث بشكل غير منطقي في الحلقة 19 ما السببب؟
ـ قرار توقيف بث المسلسل عند الحلقة 20 ، نجم عنه حذف للعديد من المشاهد، ما جعل المتفرج يصدم بتسارع الأحداث، خاصة و أن معالم القصة بدأت تظهر خلال الحلقات الأخيرة ، لكون الحلقات العشرين الأولى كانت مجرد بداية للحلقات الثمانين التي يفترض أنها كانت مبرمجة، لكن هذا لا يؤثر على نجاح العمل لأن الوتيرة البطيئة التي سار بها تماشت مع عدد حلقات المسلسل.
ـ هل سنشاهد زهرة في جزء ثان من مشاعر؟
لا أدري، لا أملك معلومات بهذا الشأن، لكن أتمنى أن تمنح لنا فرصة لإتمام باقي حلقات العمل  ليرى مسلسل مشاعر النور مجددا،  و يتمكن متتبعوه من مشاهدة حلقاته الكاملة و يعيدوا اكتشاف القصة الفعلية للسيناريو التي يتضمن في الحقيقة تطورات رائعة على صعيد الأحداث و الشخصيات.

ـ ماذا أضاف لك العمل مع ممثلين تونسيين؟ و هل هم حقا متحكمون في الإنتاج التلفزيوني؟
ـ هي تجربة جديدة مفيدة، سمحت لي بالاحتكاك بممثلين استفدت منهم كثيرا، و أثمن جدا هذه الخطوة التي تضاف إلى رصيدي الفني كممثلة، و بخصوص مدى تحكم الطرف التونسي في تقنيات الإنتاج التلفزيوني، أوضح هنا، بأن الفريق التقني لم يضم تونسيين فقط و إنما أتراك و جزائريين كذلك، فالأتراك معروفون بالتحكم الأمثل في تقنيات الإنتاج السمعي البصري كما أن ما قدمه التقنيون الجزائريون يعد إضافة نوعية للمسلسل، خصوصا في جوانب الصوت و المونتاج و ما إلى ذلك.
أدائي في مشاعر سينمائي أكثر منه تلفزيوني
ـ شخصيتك في المسلسل وصفت بالباهتة،
و الشرود غلب على تعابير وجهك لماذا؟
ـ ظهور زهرة بتلك الشخصية في المسلسل هو تطبيق لما نص عليه السيناريو، و تمهيد لباقي الحلقات التي كانت مبرمجة، و هناك أهداف من وراء ذلك كانت ستعرف في باقي حلقات العمل لأن هنالك تغييرات كانت ستطرأ على غالبية شخصيات المسلسل، كما أن أدائي كان سينمائيا أكثر، و هو ما لم يعتده الجمهور.
ـ هل لك أن تقارني بين مشاعر
و أولاد حلال و ما رأيك في الدراما الجزائرية هذا العام ؟
ـ لا يمكنني المقارنة بين المسلسلين، فهما ليسا من نفس النوع و يختلفان دراميا بشكل كبير، لكن ما أستطيع قوله، هو أنني سعيدة بتنوع الإنتاجات الدرامية الجزائرية هذا العام، فقد قدمنا للمشاهد خيارات متعددة نأمل أن تكون قد لبت كل الأذواق، فهذا الموسم شاهدنا أعمالا في المستوى، ساهمت كثيرا في الرقي بالدراما الجزائرية، و هو ما يحفز منتجين آخرين على خوض التجربة مستقبلا، وإعطاء دفع قوي للإنتاج التلفزيوني و بعث المنافسة، كما أن المميز هذه السنة، هو أن الأعمال الجزائرية استقطبت نسب مشاهدة عالية على المستوى العربي و تطرقت إليها عديد البرامج و القنوات.
ـ  بعد التجربة التونسية هل تطمحين في ولوج الدراما العربية مستقبلا ؟
ـ نعم أطمح إلى ذلك، لكنها خطوة تتطلب دراسة جيدة، بمعنى أنني لن أقبل بأي دور يقترح علي لمجرد السعي خلف الشهرة.
ـ حدثينا عن مشاركتك الأخيرة
في مهرجان وجدة ؟
ـ مشاركتي في مهرجان الفيلم المغاربي بوجدة، كانت مميزة جدا، تفاجأت خلالها بتخصيص لافتات إشهارية كبيرة لي كنجمة تلفزيونية جزائرية و هذا أسعدني كثيرا، كما سعدت أيضا بالاستقبال المميز الذي حظيت به رفقة زملائي الجزائريين، كما أشير إلى أنني قد كرمت مؤخرا، في المهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون التي احتضنته تونس.
هذه مواصفات زوجي المستقبلي
ـ ما هي مواصفات فارس أحلامك
تخصصت في اللغة الاسبانية وأفضل العمل بالفن

و هل يمكن أن ترتبط سارة بفنان ؟
ـ لست من الشابات اللائي يضعن مواصفات خيالية لأزواجهن المستقبليين، المهم بالنسبة لي هو التوافق و أن يتمتع من يتقدم لطلبي، بالأخلاق و المؤهل العلمي و الثقافي، و أن لا يعارض عملي كممثلة. عموما أنا إنسانة جد واقعية في ما يتعلق بالمسائل الشخصية، لأنني مقتنعة بأنه لا وجود لشخص مثالي  ولا أميل إلى الحلم بفارس على حصان أبيض.
ـ هل صحيح أنك تفرضين أجرا مرتفعا لقاء المشاركة في أي عمل؟
ـ لا أعلم، لكوني لست على دراية بأجور باقي الممثلين، كما لا يمكنني الكشف عن أجري و أريد أن احتفظ بذلك لنفسي.
 ـ هل مكنك التمثيل من العيش برفاهية؟
ـ لا يمكن أن نتحدث عن الرفاهية ما دام الإنتاج الجزائري لا يزال منحصرا في شهر رمضان ، فالممثل لا يشتغل سوى مرة واحدة في السنة، لذا لا يمكنه أن يعتمد على التمثيل كمصدر للرزق.
ـ هل تفكرين في العمل ضمن مجال تخصصك الجامعي؟
ـ درست اللغات في فرنسا و تخصصت في اللغة الاسبانية، مع ذلك أفضل وظيفة لها علاقة بالفن.
 ـ سينمائيا ماذا سيكون بعد البوغي؟
ـ سأعود للسينما قريبا، بعد فيلمي البوغي و عبد الحميد بن باديس.
ـ حدثينا أكثـر عن الجديد ؟
ـ هناك عروض سينمائية سأكشف لكم عنها و عن تفاصيلها في مواعيد لاحقة.      
أ.ب

الرجوع إلى الأعلى