بلماضي انتشل الخضر وحوّل أشباله لمحاربين
• الروح الانتصارية وحب الوطن أكلما ما كان ينقصنا
*كيف تابعت مباراة كوت ديفوار وما رأيك في التأهل إلى المربع الذهبي ؟
ككل الجزائريين تابعت مباراة كوت ديفوار على الأعصاب، وكنت متخوفا للغاية من إمكانية المغادرة، خاصة وأننا لم نكن نستحق الإقصاء، نظرا لما قدمناه من مستويات راقية خلال المواجهات الماضية، ولكن في وجود محاربين ومدرب بمواصفات بلماضي، نجحنا في الأخير في اقتطاع تأشيرة النصف النهائي، ولو بضربات الترجيح التي ابتسمت للأفضل، أهنئ الجميع بهذا الإنجاز، وأتمنى أن نتوج بالكأس القارية، التي ينتظرها الجميع منذ 1990.
*ألا تعتقد بأننا عانينا كثيرا قبل “العبور”، ولماذا لم نظهر بنفس مستوى المباريات الماضية ؟
هناك عدة عوامل جعلتنا نعاني كثيرا خلال هذه المباراة، والبداية بنوعية المنافس القوي، فهو يضم في صفوفه نجوما كبارا تنشط في أندية أوروبية قوية، إلى جانب الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الفيلة في مثل هذه البطولات، وهو ما جعلهم يخلقون لنا صعوبات بالجملة، ضف إلى ذلك الظروف المناخية الصعبة بالسويس، حيث أثرت على المردود البدني لرفاق فغولي، غير أنهم عوضوا ذلك بالإرادة والقلب، والانضباط التكتيكي، وفي اعتقادي لعبت المباراة على ثلاث مراحل، حيث كانت السيطرة في البداية للإيفواريين، الذين هددوا مرمانا في ثلاث مناسبات، قبل أن نتمكن من مخادعتهم بهدف فغولي، وهناك استرجعنا السيطرة على زمام المواجهة، وكنا قادرين على قتلها، خاصة بعد حصولنا على ضربة جزاء، ولكن لسوء حظنا وحظ بونجاح أنها ضاعت، ليلعب المنافس بعدها كل أوراقه، وهناك تمكن من تعديل النتيجة عن طريق عمل فردي، لننتقل إلى مرحلة مغايرة تماما، أين سيطر التخوف على الفريقين، خاصة بعد الاحتكام للأوقات الإضافية، لتبتسم لنا ضربات الترجيح التي تابعها كافة الجزائريين على الأعصاب، غير أن لاعبينا كانوا مركزين كما ينبغي رفقة الحارس رايس وهاب مبولحي الذي أحييه.
*شاهدنا جميعا اللقطات المؤثرة لبونجاح وعطال وبلماضي الذين ذرفوا الدموع، كيف تعلق على هذه الصوّر؟
حتى نعطي لكل ذي حق حقه، منتخبنا تغير كثيرا منذ قدوم بلماضي، حيث نجح في غرس الروح الانتصارية وشكل منظومة جماعية، وهو ما وقفنا عليه طيلة البطولة، إذ لعبنا بروح قتالية كبيرة، إلى درجة أبهرت كافة المتتبعين والمختصين، الذين أشادوا كثيرا بالأسلوب المنتهج من طرف الخضر، ويكفي أننا نشعر باللحمة الموجودة بين اللاعبين، فمثلا بونجاح أضاع ضربة الجزاء وبعدها لم يتوقف عن البكاء، وهذا دليل على الروح الوطنية التي يلعب بها، إلى جانب الشاب عطال الذي أجهش هو الآخر بالبكاء في ضربات الترجيح، وهو ما يؤكد بأن هؤلاء الأبطال لا يفكرون في أي شيء، سوى في إسعاد الجماهير الجزائرية ،التي هي بحاجة ماسة إلى مثل هذه اللحظات لإطلاق العنان للأفراح، كل الشكر لهؤلاء اللاعبين ولمدربهم بلماضي، الذي اعتبره مهندس هذا الإنجاز، خاصة وأن لا أحد منا كان ينتظر أن نظهر بهذا الشكل الجميل، ونتحول إلى أبرز المرشحين.
*تبدو معجبا بطريقة عمل بلماضي وبما قام به منذ قدومه؟
لا ينكر دور بلماضي سوى جاحد، فهو استلم منتخبا مهلهلا، ونجح في ظرف وجيز في تحويله إلى منتخب متجانس، أبهر كافة المتتبعين للعرس القاري بمصر، صدقوني هذا لم يأت من فراغ بل نتاج عمل جبار في التربصات وحتى التخضير للقاءات، لقد استطاع أن يقضي على التكتلات التي كانت موجودة في المنتخب، ولم يعد أحد يتحدث عن ثنائية «محلي – مغترب»، كما أن قصة النجم الأوحد اختفت، ويكفي إلقاء نظرة على الدور الذي يقوم به محرز للتأكد من هذا، فهو تحول إلى جزء من المنظومة الرائعة، التي يقدم فيها كل عنصر مهمة معينة، إلى جانب التحكم الكبير في المجموعة، لأنه ليس من السهل على أي مدرب إبقاء لاعب بحجم براهيمي في الاحتياط، من أجل إشراك بلايلي الذي ينشط في الدوري التونسي، كل قرارات هذا المدرب شجاعة، وأنا سعيد لأجله وللاعبيه.
*ما رأيك في موعد نيجيريا وهل تؤمن بمقدرتنا على التتويج ؟
مباراة نيجيريا، ستكون أصعب بكثير من لقاء كوت ديفوار، بالنظر إلى نوعية المنافس، الذي يمتلك في صفوفه نجوما متميزة أبانت عن مستويات كبيرة في البطولة، ضف إلى ذلك أن نسور نيجيريا لعبت قبلنا وتمتلك يوم إضافي في رصيدها، ولذلك على الطاقم الطبي القيام بمجهودات جبارة، لتمكين اللاعبين من الاسترجاع الجيد، ولو أنني متفائل، على اعتبار أن عناصرنا جلها شابة وتسترجع في وقت وجيز، باستثناء فغولي وقديورة، وهو الثنائي الذي أرفع له القبعة لما قدمه في هذه الدورة، كما يتوجب علي في الأخير أن أشيد باختيار الفاف للمدرب بلماضي.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى