تكهني بوصول الخضر للنهائي سببه بلماضي
كان من بين التقنيين، الذين رشحوا المنتخب الوطني للوصول إلى المحطة النهائية من كأس إفريقيا، وهو ما دفعنا للاتصال مجددا بالدولي المغربي السابق يوسف شيبو محلل قنوات «بيين سبور»  الذي عاود تفسير أسباب تنبؤاته وقال في حوار مع النصر، أن معرفته الجيدة لشخصية بلماضي جعلته يستشعر «يقظة» الخضر، مضيفا أنه يتمنى ويرشح الجزائر للتربع على عرش إفريقيا، والتي ستحمل دون شك جائزة أخرى، تتمثل في اختيار رياض محرز، كأفضل لاعب في هذه الدورة والقارة ككل.
حاوره: مروان. ب
*كنت من التقنيين القلائل، الذين رشحوا الخضر للوصول لنهائي الكان» والتتويج باللقب، خلال حوار أجريناه معك قبل فترة؟
أولا، مبروك للجزائر وللعرب ككل الوصول إلى المباراة النهائية من كأس إفريقيا، في انتظار التتويج بالكأس القارية المستعصية على الجزائر منذ 1990، الحمد لله كنت من المحللين واللاعبين السابقين القلائل الذين تنبأوا بتألق الخضر خلال النهائيات الإفريقية، خاصة في وجود مدرب بمواصفات جمال بلماضي، الذي باركت تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، وتوقعت له النجاح، في ظل معرفتي الجيدة بمؤهلاته التدريبية، إضافة إلى شخصيته القوية، التي بفضلها نجح في تكوين مجموعة قوية ومتجانسة أبهرت الجميع، وجعلتهم يرشحون الجزائر للتتويج.
محرز وماني ينتظرهما نهائي جائزة أحسن لاعب
*ما هو انطباعك عن مشوار منتخبنا وتحليلك للوثبة العملاقة للخضر ؟
بالعودة إلى مشوار المنتخب الجزائري، نجد بأنه أبان عن مستويات راقية منذ المباراة الأولى أمام كينيا، ولذلك فوصوله إلى اللقاء النهائي أكثر من مستحق، فمنذ البداية الخضر كانوا الفريق الوحيد، الذي أعطى الانطباع بأنه جاهز بدنيا فنيا ومعنويا، حيث حقق الجزائريون العلامة الكاملة في دور المجموعات، وأثبتوا بأنهم منتخب قوي ومتجانس ومتفاهم في كافة الخطوط، وحتى الناخب جمال بلماضي كان موفقا في خياراته، ويكفي أنه تحدى الجميع باستدعاء لاعب في شاكلة عدلان قديورة، الذي لم يكن أحد راضيا عن تواجده في القائمة النهائية، ولكن مع انطلاق البطولة أبان لاعب نوتنغهام فوريست عن مستويات قوية، جعلته أفضل لاعب في البطولة في مركزه، دون أن ننسى الخرجة غير المتوقعة لبلماضي خلال لقاء تانزانيا، والتي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات، حيث قام آنذاك بتغيير الفريق ككل، ولكن لم يشعر أحد بتراجع المستوى ، وهو ما يؤكد امتلاك الخضر 23 لاعبا بنفس الأداء تقريبا، فأسماء مثل وناس وديلور وبوداوي تستحق التواجد في التشكيل الأساسي، غير أنه من الصعب إزاحة نجوم كبار في صورة فغولي ومحرز وبلايلي.
إبقاء نجم بورتو في الاحتياط له من الدلالات ما يكفي
*ألا تعتقد بأن بلماضي، كان كلمة السر خلال هذه البطولة ؟
بلماضي استلم زمام العارضة الفنية في وقت جد صعب، حيث كان يعاني المنتخب الجزائري من عديد المشاكل، كما أن الأداء كان في تراجع مستمر، ولكن بفضل العمل الجبار الذي قام به في الأشهر القليلة أعاد الاعتبار للمجموعة، التي لا ينكر أحد بأنها تمتلك نجوم من الطراز الرفيع، يتقدمهم لاعب مانشستر سيتي الانجليزي رياض محرز وهداف السد القطري بغداد بونجاح، لقد جلب بلماضي عديد المكاسب للجزائر، حيث خلق المنافسة داخل المجموعة، بفضل نظام المداورة الذي انتهجه، كما غرس الروح القتالية لدى أشباله، وهو ما ظهر واضحا وجليا في كافة المواعيد التي خاضوها في مصر، دون أن ننسى بأن المجموعة في النجم الأوحد لديه، حيث لا يتعامل مع محرز بطريقة مختلفة عن باقي النجوم، ويكفي أنه يقوم بتبديله كلما رأى بأنه غير قادر على تقديم الإضافة، لقد تابعنا مشوار منتخب بطل، وكنت معجبا للغاية بالتضحيات الجسام للاعبي الخضر، وبكاؤهم في مباراة كوت ديفوار حز فينا جميعا، خاصة وأنهم عانوا كثيرا قبل اقتطاع تأشيرة العبور إلى المربع الذهبي.  
*ما رأيك في الأجواء داخل كتيبة الخضر، خاصة وأنك دولي سابق، وتدرك مدى صعوبة التحكم في المجموعة خلال البطولات المجمعة ؟
البطولات المجمعة، على غرار نهائيات كأس الأمم الإفريقية تتسبب في بعض الأحيان بالمشاكل بين اللاعبين، خاصة وأن الملل يتسرب إلى النفوس عنوة، غير أن هذا الأمر لم نلاحظه في تربص المنتخب الجزائري، وكل الفضل في ذلك يعود إلى الناخب جمال بلماضي، الذي خلق تلك الأجواء المرحة بين لاعبيه، كما غرس روحا قوية، ويكفي الوقوف على الشخصية القوية للفريق داخل أرضية الميدان، والتي تتجسد في شخصية جمال المعروف بانضباطه الشديد، فلا أعتقد بأن هناك مدرب، بإمكانه أن يضع نجم نادي بورتو ياسين براهيمي في دكة الاحتياط، من أجل إشراك لاعب ينشط في البطولة التونسية ويتعلق الأمر بيوسف بلايلي، ولكن هذا القرار الشجاع كان في صالح الخضر، فلاعب الترجي التونسي، كان من أفضل العناصر في هذه الدورة، وأعتبره من وجهة اعتقادي مصدر الخطر الأول، فهو المزود الأول للمهاجم بونجاح بالكرات السانحة للتهديف، كما نجح في تسجيل هدفين حاسمين، أمام كل من السنغال في دور المجموعات وغينيا في الثمن النهائي.
بونجاح سخي، أشبهه بسواريز وأتمنى له أغلى الأهداف
*من هي الأسماء التي شدت انتباهك خلال هذا المحفل القاري ؟

لن أتحدث عن باقي المنتخبات وسأكتفي بالثناء على لاعبي الجزائر، كونهم كانوا أبطالا حقيقيين، رغم أن الأداء الجماعي غلب من وجهة نظري على الأداء الفردي، ولو أنني انبهرت بمستوى إسماعيل بن ناصر، الذي كان اكتشاف الكان رفقة الظهير الأيمن يوسف عطال الذي أصيب في لقاء كوت ديفوار، دون أن أنسى ثنائي المحور بلعمري وماندي، ولو أن الأخير كان رائعا، حيث صنع الفارق بخبرته، إضافة إلى كل من قديورة وفغولي ومحرز والمهاجم بونجاح، الذي عانده الحظ بعض الشيء.
*بالحديث عن بونجاح، ما هي النصيحة التي توجهها له قبل النهائي ؟
بغداد يقوم بعمل جبار، رغم تضييعه عدة فرص سانحة، فهو يطلب كرات كثيرة، وسخي في أدائه، كما يقوم بإرهاق المدافعين بطريقة تشبه كثيرا الأسلوب، الذي يتبعه نجم برشلونة لويس سواريز، أنا أنصحه بعدم التفكير كثيرا في هز الشباك، وأن يواصل اللعب بنفس الطريقة، التي ساعدت زملائه في التسجيل، ولو أنني أتوقع أن يكون حاسما في المباراة النهائية، ويسجل أغلى الأهداف في مشواره الكروي.
بلماضي انتشل قديورة والأخير رد الجميل مضاعفا
*ما رأيك في مباراة السنغال النهائية ؟
مواجهة السنغال ستكون مختلفة عن دور المجموعات، أين حسم الخضر اللقاء لصالحهم بفضل هدف بلايلي، على بلماضي وأشباله التحضير الجيد لهذا الموعد الهام والتاريخي، والكل يعلم أن مباراة النهائي ستلعب على جزئيات صغيرة، ولذلك على رفاق محرز التركيز الجيد، واللعب بنفس الرغبة، رغم أن الجزائر الأقرب للفوز باللقب، كما هناك نقطة ضعف على مستوى المحور في غياب كوليبالي، على الجزائريين استغلالها هذا الجمعة، أنا متفائل لأن الخضر لديهم مدرب ذكي، وعلى دراية بكل التفاصيل.
*هل بإمكان محرز التتويج بلقب أفضل لاعب في البطولة والقارة السمراء ككل؟
لا يمكن لأحد أن ينكر دور محرز الكبير في الوصول إلى المباراة النهائية، والمخالفة التي سجلها في مرمى نيجيريا بتلك الطريقة، وفي ذلك الوقت الحساس تؤكد نجومية هذا اللاعب، الذي يعد من وجهة نظري النجم الأول في البطولة، ولكن عليه أن يقود الخضر للفوز باللقاء النهائي، حتى يضمن جائزة أفضل لاعب في «الكان»، كما أن ذلك سيعزز من فرصه أكثر في الفوز بلقب ملك إفريقيا لسنة 2019، لأن الخسارة لا قدر الله، ستعطي الامتياز لنجم ليفربول والمنتخب السنغالي ساديو ماني.
غياب كوليبالي ضربة موجعة لكن حذاري
*بماذا تريد ختم هذا الحوار؟
أنتهز الفرصة، لأعدد بعض المحاسن التي لمستها في المنتخب الجزائري، وتمنيتها في المنتخبات العربية الأخرى، وخاصة منتخب بلدي المغرب، وهنا يجب علينا كتقنيين وعرب أن نشيد بقتالية وشراسة لاعبي منتخبكم، خاصة في مباراة كوت ديفوار التي حسمتها روح المجموعة، والرغبة الكبيرة في قطع تأشيرة التأهل، صدقوني أنني تخيلت في تلك المباراة قديورة ورفاقه يقاتلون.. !
م/ب

رابط الموضوع السابق مع النجم يوسف شيبو:

النجم المغربي السابق يوسف شيبو للنصر: أرشح الخضر و أسود الأطلس للتتويج بـ «كان 2019»

 

الرجوع إلى الأعلى