صوّر و فيديوهات فرحة الشعب حوّلت اللاعبين إلى محاربين

 • البدلاء توقعوا هدف محرز الخرافي قبل تنفيذ المخالفة
بعد الانفراد بمحاورة لاعب الخضر رامي بن سبعيني عقب عودته لمدينة قسنطينة، بطلا لإفريقيا، جاء الدور على عمارة مرواني عضو الطاقم الفني للخضر، وأحد  أسلحة بلماضي في ملحمة مصر الأخيرة، الذي عاد لبعض تفاصيل الانجاز التاريخي، وكذا الجوانب الخفية لعمل الطاقم الفني وخاصة في كيفية تحضير  محرز ورفاقه قبيل كل استحقاق.
حاوره: مروان. ب
• ما هو شعورك وأنت أحد أبطال ملحمة التتويج بكأس أمم إفريقيا الأخيرة؟
فخور جدا بالمساهمة في هذا الانجاز التاريخي بالنسبة لكرة القدم الجزائرية، خاصة ونحن غائبون عن منصة التتويج منذ 1990، وهو ما أعطى التتويج باللقب الإفريقي نكهة رائعة، أنا سعيد جدا لأنني كنت ضمن أعضاء الطاقم الفني، ولو أن الفوز بالتاج القاري جاء بفضل تضافر جهود الجميع، سواء لاعبين، طاقم فني أو حتى أنصار.
العمل والنوم كلمات مفتاحية في خطاب بلماضي !
• كيف تم الاتصال بك للتواجد ضمن أعضاء الطاقم الفني لبلماضي، خاصة إذا عملنا أن التحاقك كان مفاجئا؟
كما تعلمون قدومي كان قبيل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، ولقد سجلت تواجدي لأول مرة مع المجموعة خلال التربص الأول، الذي أقمناه بمركز تحضير المنتخبات الوطنية في سيدي موسى، حيث طلب الناخب الوطني جمال بلماضي التحاقي بكتيبته، لأنه يعرف مؤهلاتي التدريبية جيدا، بحكم عملي إلى جانبه سنة 2017 في نادي الدحيل القطري، كما أنه رأى بأنني قادر على جلب الإضافة، بحكم عملي كمدرب محترف منذ 2012، إلى جانب حيازتي على كافة الشهادات التدريبية، لعّل آخرها شهادة مدرب محترف، والتي تحصلت عليها قبل سنتين، أنا ممتن لبلماضي لأنه وضع ثقته في شخصي وإمكاناتي، ولقد عملت معه بكل تفان وإخلاص، لا لشيء سوى لأكون عند مستوى تطلعاته وتطلعات الشعب الجزائري، الذي علق علينا آمالا كبيرا.
• انصهرت بسرعة مع المجموعة، حدثنا عن ذلك ؟
وجدت كافة التسهيلات عند قدومي، خاصة من طرف أعضاء الطاقم الفني، الذين رحبوا بي، وسهلوا عملية اندماجي، وفي مقدمتهم سيرج رومانو، ومدرب الحراس عزيز بوراس، الذي تجمعني به علاقة صداقة، منذ أن كان يعمل في قطر، دون نسيان المكلف بنظام الفيديو، وهو الذي عملت وإياه سوية في نادي الدحيل القطري، صدقوني عندما تعمل مع كفاءات من هذا النوع لن تجد أي صعوبات في الانصهار، خاصة في وجود لاعبين محترفين بأتم معنى الكلمة، إذ قدموا لنا كافة التسهيلات.
• هل صحيح أنك عملت كمدرب مساعد ومحضر بدني بعد رحيل ألكسندر دلال؟
عندما قرر ألكسندر دلال مغادرة طاقم الخضر، تكفلت بمهمة المحضر البدني، بناء على طلب الناخب الوطني، وهنا أود إخباركم بنقطة مهمة، وهي أن من يمتلك شهادة مدرب محترف بإمكانه العمل في عدة مناصب، سواء كمدرب رئيسي أو مدرب مساعد أو محضر بدني، وحتى كمحضر ذهني، باستثناء مدرب الحراس الذي هو بحاجة إلى شهادات خاصة ومحددة، لقد طلب مني بلماضي العمل على سد الفراغ، الذي تركه ألكسندر دلال، ولحسن حظي أن الطاقم الفني، يضم كفاءات أخرى قدمت لي المساعدة، على غرار سيرج رومانو، حيث كلنا كنا نعمل كفريق واحد تحت إشراف بلماضي، الذي يستشير الجميع، قبيل اتخاذ أي قرار، وهو ما يعتبر سر نجاحنا في دورة مصر، كما أريد أن أضيف شيئا آخر.
قلت لبونجاح الأبطال دوما شامخون وبالتضحيات تحولت الدموع لأفراح
• تفضل...
الحمد لله كافة أعضاء المنتخب الوطني قاموا بواجبهم، ولقد كنا فريقا واحدا، ولا يوجد مدرب مختص في شيء محدد، وكل شخص قدم كل ما يملك، في سبيل الوصول إلى هذا الإنجاز التاريخي، ولو أنني مطالب بالثناء على المدرب بلماضي الذي قاد هذه المجموعة بامتياز، وأثبت بأنه مدرب محنك رغم صغر سنه.
• بصراحة، هل سطرتم هدف التتويج ب»الكان» قبيل الانتقال لمصر ؟
لا يمكن تسطير هدف التتويج، قبيل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، ولكن الشيء الأكيد هو أننا اتفقنا على القيام بكل شيء في سبيل العودة بهذه الكأس الغالية، فمنذ أول تربص لنا بسيدي موسى كان خطاب الناخب الوطني واضحا ومباشرا، وتمحور بالدرجة الأولى حول ضرورة التضحية في سبيل الفوز، باللقب الغائب عن خزائن الخضر منذ 1990، لقد حضرنا لكل شيء، ولم نترك أي مجال للصدفة، والدليل أننا كنا نعمل بجد وتفان، وبلماضي كان يركز طيلة الأيام، التي كنا فيها جنبا إلى جنب على ضرورة العمل ثم العمل، سواء في الميدان من خلال قيادة التدريبات أو حتى خارجه، من خلال القيام بمعاينة المنافسين، وهنا لم نكتف بذلك فقط، بل حاولنا دراسة كل كبيرة وصغيرة تخص الخصوم، وهذا من خلال الوقوف على نقاط قوة وضعف كل لاعب، وهذا ما كان يكلفنا وقتا كبيرا، ولكن كل شيء يهون في سبيل تحضير الوصفات المناسبة، للفوز بالمباريات والتقدم أكثر في البطولة.  
• هل كنتم تنتظرون ذلك الأداء القوي من اللاعبين؟
اللاعبون قاموا بالشيء الأهم بفضل المردود، الذي بصموا عليه منذ أول لقاء جمعنا بمنتخب كينيا، لقد أدوا دورهم على أكمل وجه، كما طبقوا تعليمات الطاقم الفني بحذافيرها، وهو ما جعلنا نعانق اللقب في آخر المطاف، صدقوني عندما تتواجد في أي منافسة ولا تمتلك أي أهداف كن على يقين بأنك لن تفعل شيئا، وهو ما تحدثنا فيه مع اللاعبين مرارا وتكرارا، إذ طلب منهم التضحية فوق أرضية الميدان، لأن لدينا مجموعة قادرة على قول كلمتها في هذا «الكان»، والحمد لله سارت معنا الأمور كما نريد.
عندما تُغيب الأهداف كن على يقين بأنك لن تجني شيئا
• متى آمنتم بمقدرة الخضر على التتويج؟
كانت لدينا عزيمة كبيرة للذهاب بعيدا في هذه البطولة، ولكن بمجرد أن فزنا باللقاء الأول أمام منتخب كينيا، أصبحت لدينا قناعة أكبر بأن هذا الفريق قادر على قول كلمته، بالنظر إلى المردود الذي قدمته المجموعة، ومع تخطي عقبة السنغال في المواجهة الثانية، ازدادت طموحاتنا في إمكانية الظفر ب»الكان»، خاصة وأن الأمر يتعلق بتخطي المنتخب الذي يتسيد القارة السمراء.
تكفلت بالتحضير البدني وبلماضي منح مساعديه أدوارا أخرى
• كيف تعاملتم مع المجموعة بعد لقاء كوت ديفوار، الذي اضطركم لبذل مجهودات بدنية جبارة، قبيل حسم تأشيرة التأهل للمربع الذهبي ؟
بعد المباراة الماراطونية التي جمعتنا بالمنتخب الإيفواري، والتي اضطرتنا للعب 120 دقيقة، قبل حسم تأشيرة العبور للمربع الذهبي بضربات الترجيح، عانت المجموعة من تعب وإرهاق شديدين، وكنا في مأزق حقيقي، على اعتبار أننا لا نمتلك سوى يومين، من أجل تجهيز الفريق لمباراة نيجيريا، ولذلك ركزنا أكثر على الاسترجاع الذهني، بالنظر إلى ما حدث مع نهاية مباراة كوت ديفوار، إذ اختلطت المشاعر على الجميع، ولاحظتم بكاء عديد اللاعبين، خاصة وأن اقتطاع تأشيرة التأهل كلفنا الكثير، لقد ركزنا أكثر على الجانب النفسي، حتى ولو أن الأمور البدنية أيضا كانت مهمة، وتداركناها بفضل العمل الجبار للطاقم الطبي المحترف الذي كان معنا، لقد نسينا كل شيء، وكافة الاهتمامات كانت منصبة حول لقاء نيجيريا، ولم نحتج لاستعمال الكثير من الكلمات من أجل تحفيز اللاعبين، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمباراة واحدة تفصلهم عن المباراة النهائية، التي لم يخضها الخضر منذ 29 عاما كاملا، لقد ابتسم لنا الحظ في مباراة المربع الذهبي، وفزنا باللقاء في الدقيقة 90+4، بفضل المخالفة الرائعة التي سجلها رياض محرز، والتي جنبتنا الأوقات الإضافية، خاصة وأن هناك من اللاعبين من اشتكى التشجنات، فيما كان البعض عرضة للإصابات، في ظل المجهود الجبار المبذول طيلة مباريات البطولة.
الناخب الوطني يعرفني جيدا وشرفني بثقته التي حولتني لبطل

• ماذا فعلتم مع محرز حتى ظهر بذلك الشكل الرائع؟
لكي نضع الجميع في الصورة، محرز واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية، ويكفي أن هذا الأخير ظفر بخمسة ألقاب خلال هذا الموسم، لعّل آخرها كأس أمم إفريقيا 2019، لقد تحمل محرز مسؤوليته كاملة كقائد للمنتخب، بعد اختياره من طرف الناخب الوطني، وعرف نجم مانشستر سيتي ما هو مطلوب منه فوق أرضية الميدان وخارجها، والمتابع لمبارياتنا، يجد أن محرز استرجع عدة كرات، وقام بأدواره الدفاعية على أكمل وجه، وهو ما جعله يظهر بتلك النسخة الجميلة.
• كيف عشتم لحظات تسجيل محرز للمخالفة في مرمى نيجيريا ؟
خلال تلك المخالفة التي تحصلنا عليها في الدقيقة 90+4، حدث أمر غريب سأسرده لكم لأول مرة، حيث كنت أحضر البدلاء تأهبا لإشراكهم في الأوقات الإضافية، لأفاجأ بطلبهم الذهاب ناحية الدكة، من أجل متابعة تسديدة محرز رفقة باقي المجموعة، وكأنهم كانوا ينتظرون تسجيلها، والحمد لله وضعها محرز في المكان المناسب، وهناك سارع الجميع نحو رياض للاحتفال بذلك الهدف الجميل، الذي جنبنا الذهاب إلى الأوقات الإضافية، لقد كانت لحظات رائعة سيخلدها التاريخ.
ما صنعه أبناء بلدي عصي على بقية الشعوب
• ما هو الخطاب الذي كان يتبعه بلماضي طيلة أيام المنافسة؟
بلماضي لم يكن لديه أي خطاب سوى العمل ثم العمل، كما ركز كثيرا على النوم في الوقت المحدد والاسترجاع الجيد، إلى جانب الأكل الصحي، والاحترام التام لكافة تعليمات الطاقم الفني، وهنا أود أن أشكر اللاعبين على تجاوبهم الكبير معنا، لقد أثبتوا بأنهم محترفون بأتم معنى الكلمة، وهو ما مكننا من البصم على ذلك الإنجاز التاريخي.
• كيف كنتم تتفاعلون مع فرحة الأنصار وتعالي المطالب بالتتويج؟
لكي أحيطكم علما، تلك الصور والمشاهد الرائعة التي كنا نتابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاحتفالات الأنصار عبر مختلف بلدان العالم، بعد كل انتصار ساعدتنا كثيرا في تحفيز اللاعبين، وجعلت جميع الفاعلين في المنتخب يضاعفون العمل في سبيل إسعاد هذا الشعب الرائع، خاصة وأنه لم يبخل علينا بشيء، كما أن هناك من تحمل عناء التنقل إلى مصر من أجل مؤازرتنا، وكلها أمور حمستنا أكثر، وجعلت اللاعبين يضحون فوق أرضية الميدان، من أجل نيل هذه الكأس التي اشتقنا لها.
محرز من أفضل ما أنجبت كرتنا وتحمل مسؤولياته كقائد
• هل انتظرتم أن يكون الاستقبال بالجزائر أسطوريا؟
يعجز اللسان عن وصف تلك الصور الجميلة، وأجزم بأن لا أحد كان يحلم بمشاهد مشابهة، فكافة ساحات وشوارع العاصمة مغلقة، والحافلة المكشوفة استغرقت أكثر من خمس ساعات من أجل الوصول إلى قصر الشعب، ستظل تلك الصور راسخة في مخيلة الجميع، ولا أعتقد بأن هناك شعب بإمكانه فعل مثل تلك الأشياء الجميلة من غير الجزائريين، الذين لديهم تعلق خاص ببلدهم.
• مشاهد رائعة جمعتك ببونجاح في لقاء كوت ديفوار، ما تعليقك؟
مباراة كوت ديفوار كانت الأصعب، وعرفت عدة مشاهد عاطفية، لعل أبرزها ما حصل مع بغداد بونجاح، عقب إهداره ركلة الجزاء، التي كانت ستسهل مهمتنا في حسم تأشيرة العبور للمربع الذهبي، لقد تأثر كثيرا على دكة البدلاء وهو الذي كان مصابا أيضا، ولم يكف عن البكاء، ولقد تعاطفت معه كثيرا، خاصة بعد تضييع بلايلي لضربة جزاء، أين سقط أرضا وهناك سارعت لرفعه، وقلت له الأبطال شامخون دوما، والحظ لا يزال أمامنا للتأهل، والحمد لله أهدر اللاعب الإيفواري الركلة الأخيرة، وتأهلنا للنصف النهائي، وسط صور ستظل عالقة في أذهاننا، خاصة وأن طريقة العبور كلفتنا الكثير.
التتويجات الفردية ثمرة التألق الجماعي
• ما رأيك في حصد المنتخب الوطني لغالبية الجوائز الفردية والجماعية ؟
صحيح أن لاعبي منتخبنا الوطني يتمتعون بمهارات عالية، ولكن العمل الجماعي للفريق، وراء حصدنا لغالبية تلك الجوائز، ويتعلق الأمر بجائزة أفضل لاعب في البطولة، والتي كانت من نصيب الشاب بن ناصر، والقفاز الذهبي الذي فاز به مبولحي، دون نسيان احتلال محرز ووناس وصافة هداف البطولة، بعد النيجيري إيغالو، لقد كنا الأفضل على كافة المستويات، وبالتالي كان تتويجنا أكثر من مستحق.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى