أولاد الحلال صالح الجمهور مع الدراما الجزائرية
تحدث الممثل و المخرج المسرحي أحمد مداح للنصر في هذا الحوار، عن النقلة النوعية التي تشهدها الدراما الجزائرية خلال السنوات الأخيرة، بفضل بعض الأعمال المميزة التي شدت إليها المشاهد الجزائري و صالحته مع الإنتاج الوطني بعد سنوات من القطيعة معتبرا، بأن هذه الإنتاجات تعد خير دليل على وجود طاقات شبانية هامة في مجالات التمثيل و الكتابة أو الإخراج يمكنها صنع الفارق إذا ما توفرت البيئة المناسبة و الإطار العام، بدليل النجاح الباهر لمسلسل أولاد الحلال، الذي لعب فيه دور الشخصية الشريرة  « تيتو»، واستطاع أن يحلق بفضله عاليا في سماء النجومية.
حاورته هيبة عزيون
النصر:  6 ملايين مشاهدة حققتها الحلقة الأخيرة من مسلسل أولاد الحلال ما هو سركم؟
ـ أحمد مداح : هناك عدة أسباب ساعدت على نجاح أولاد الحلال، أولها أن فكرة العمل كانت ذكية و السيناريو عالج واقع الأحياء الشعبية بطريقة عميقة و مغايرة لم تشوه الحقيقة ولم تضف عليها، كما أن السر الثاني يكمن في الإرادة الصادقة للجهة الإنتاجية  من أجل إنجاح العمل، فقد سعينا جميعا إلى تقديم مسلسل مغاير يحترم قبل كل شىء ذكاء الجمهور، وهو ما عمل عليه المخرج الذي وفق إلى حد بعيد في الجمع بين التقنيات الجمالية و ذلك الطرح الداخلي العميق للبيئة الوهرانية الشعبية بكل متغيراتها.
المسلسل استثمر واقعيا
 في البيئة الشعبية فنجح
لعبت دور الشرير في مسلسل »الخاوة» و عدت إليه مؤخرا في دور «تيتو» كيف انعكس ذلك على شخصك وحياتك؟
ـ  أنا ممثل أقرأ الشخصية  أولا ثم أحاول تبنيها وإعادة بناءها و صياغتها بطريقتي الخاصة وأجيد الفصل بين التمثيل وبين الواقع، حتى وان كان نجاح الدور يرتبط بشكل كبير بمدى انغماس الممثل في نفسية الشخصية الدرامية، أدائي للأدوار الشريرة خدمني كثيرا لأنها من بين أصعب الأدوار و أكثرها تطلبا، وهي شخصية تختلف حسب العمل و حسب محيط التمثيل و المكان و غير ذلك من العوامل التي تتداخل لتشكل القالب العام للانتاج.
عرفت الدراما الجزائرية نقلة نوعية هذا الموسم، هل يعود الفضل في ذلك للإنتاجات المشتركة؟
ـ  فعلا هناك نقلة نوعية في الدراما الجزائرية بدأت تظهر في السنوات الأخيرة وتجلت بوضوح من خلال مستوى الأعمال التي عرضت خلال شهر رمضان هذا العام وهي حقيقة أعمال مشتركة في أغلبها جزائرية بلمسة فنية أو تقنية تونسية و تركية، لكن هذا لا يقلل أبدا من إمكانيات مخرجينا الشباب و تقنيينا، بل بالعكس ما شاهدناه هذا الموسم، كان مشجعا جدا، لأنه دليل على وجود طاقات إبداعية مخلية غير مستغلة، يكفي أن تمنح الفرصة و الإمكانيات لكي تصنع الفرق، خصوصا وأننا نملك خزانا من الشباب المبدعين في مجالات عديدة بداية بالتمثيل وصولا إلى الإخراج و غير ذلك.
ماذا إذن عن الحديث الشائع بخصوص وجود أزمة نص في بلادنا؟
ـ مشكلة النص في الجزائر مطروحة فعلا، لكن هذا لا يعني عدم توفر المواهب ، ما ينقصنا هو دعم هؤلاء الشباب و منحهم الفرصة كما سبق وأن ذكرت   فالطاقات و المواهب موجودة، لكن المشكل الحقيقي يكمن في الإمكانيات والفرص.
مشكلتنا ليست المواهب
 بل الإمكانيات
لمسنا مؤخرا غيابا للأسماء الإخراجية و التمثيلية المكرسة مقابل ظهور أسماء ووجوه شابة، فهل نحن أمام نهاية مرحلة وبداية أخرى؟
ـ بالفعل ظهرت مؤخرا وجوه جديدة فرضت نفسها تدريجيا في عالم التمثيل و هو أمر طبيعي و بديهي فالجيل مختلف كليا، لأنه يعيش زمنا آخر يتطلب رفع سقف الإنتاج لاستعادة الجمهور، الجديد من الشباب يعلق المستوى عاليا ، كيف لا و هو يرى و يحلل أعمالا خصوصا في ظل سطوة التكنولوجيا و سهولة معرفة و تقييم رد فعل المشاهد، من خلال الاحتكاك المباشر به عن طريق مواقع التواصل.
 إضافة إلى ذلك فإن الممثلين الشباب يعرفون جيدا قيمة الفرص و لذلك يصرون على اغتنامها و استثمارها من خلال المشاركة في ورشات  تدريبية تساعدهم على اكتساب الخبرة التي تسمح له بالبروز في الأعمال التي تجمع أسماء فنية كبيرة، وهو بالنسبة لي مؤشر إيجابي ، لا أحد يلغي الآخر لكن لا أحد ينكر أننا أمام جيل جديد .

شاركت أيضا في سلسلة قورصو،هذا العمل الذي وصف بالضخم قبل عرضه لكنه اعتبر فاشلا بعد نهايته ما الذي فعلا؟
ـ فيما يتعلق بمسلسل «قورصو» نحن قدمنا  ما علينا و كانت الأجواء رائعة في تركيا خلال التصوير، بعد ذلك تعلمون جميعكم ما الذي حدث قبل بداية عرض العمل وكيف أنه تحول إلى سبب في صراع بعض الأطراف وفي اعتقادي أن تلك البلبلة التي أثيرت حول المسلسل هي ما أثرت سلبا عليه ورسمت صورة خاطئة في ذهن المتلقي، الذي صدم عند مشاهدته، وفي النهاية يبقى رأي الجمهور هو الحكم ، لان العمل أولا و أخيرا موجه إليه.
بين السيناريو و السينما و التلفزيون و المسرح أين يجد أحمد مداح نفسه أكثـر؟
ـ أنا بالأساس ممثل و مخرج مسرحي و المسرح هو الرئة التي أتنفس من خلالها،  أجد روحي و ضالتي على الركح حقيقة، حتى وإن كنت اشتغل كثيرا في السينما و التلفزيون  مؤخرا، و لكن لابد لي دائما من الرجوع إلى المسرح كممثل أو كمخرج و كاتب نص لأنه بيئتي الأولى التي يشدني الحنين إليها و لا استطيع الانسلاخ عنها.
أي دور تحلم بأدائه مستقبلا و من هو الممثل الذي  تحلم بالعمل معه؟
ـ حقيقة هنالك الكثير من  الأدوار التي أتمنى و أطمح لتأديتها، كما أن هنالك الكثير من الممثلين  الذين أحلم بالوقوف معهم أمام الكاميرا، كما أن هنالك أسماء عديدة في المجال الإنتاجي عموما أطمح فعليا بالاشتغال معهم مجددا، فكل عمل أو إنتاج جديد يغذي روح الفنان و فكره و يمنحه تجربة حياتية و فنية مختلفة و راسخة.
الصراع حول  «قورصو»
أثر عليه سلبا
 كيف تمضي عطلتك الصيفية بعد تحقيق النجومية ؟
ـ أحمد مداح : تستهويني القراء كثيرا خلال فصل الصيف وأحاول أن أخصص لها وقتا كافيا، خصوصا وأنني أقضي عطلتي غالبا مع عائلتي الكريمة، بحيث أعمل جاهدا لتدارك غيابي عنهم  طوال السنة الجارية بسبب انشغالي بالتصوير و كذا ارتباطي بالمسرح فالأسرة هي أهم شيء بالنسبة لي.
ـ ما جديدك لهذه الصائفة هل ستطل على جمهورك من خلال التلفزيون أو المسرح؟
ـ  أنا بصدد الاشتغال حاليا، على نص مسرحي بدأته منذ حوالي الثلاث سوات، و أحاول جاهدا إعادة بعثه مجددا و صياغته وفق نظرة إخراجية تتبع نمط ما سبقه من أعمالي، و عند الانتهاء منه إن شاء الله سأحاول العمل عليه مرة ثانية  من أجل التصحيح  النهائي و تدارك الأخطاء
هـ .ع

الرجوع إلى الأعلى