استبعدت رئيسة جمعية الأطباء البياطرة الخواص لولاية قسنطينة، السيدة خديجة بومقورة، احتمال تعفن لحوم أضاحي العيد أو تغير لونها هذه السنة، مؤكدة بأن المعاينة الميدانية لقطعان الموالين على مستوى الولاية، لم تعرف تسجيل أية أمراض تذكر، كما لم يتم خلالها الوقوف على أية تجاوزات تتعلق بعملية تسمين القطعان، مشيرة في هذا الحوار، إلى أن التحقيقات كشفت بأن، أسباب تعفن اللحوم في المواسم الماضية، لا علاقة لها بتحايل الموالين واستعمال مواد عضوية كما تداوله الكثيرون وروجت له بعض وسائل الإعلام و قدمت البيطرية جملة
من النصائح الخاصة بالطرق الصحيحة للتعامل مع الأضحية.

r النصر: هل  تكرار سيناريو تعفن لحوم الأضاحي وارد هذه السنة ؟
ـ خديجة بومقورة: تكرار ذلك السيناريو مستبعد هذا العام، خصوصا وأنه لم يتم تسجيل حوادث مماثلة العام الماضي كذلك، مع ذلك لابد للمواطن من أن يعي بأن العمل الذي نقوم به كبياطرة، لا يتوقف عند الشهرين أو الثلاثة أشهر الأخيرة التي يتم خلالها تسمين القطعان، بل أن المتابعة الصحية للخرفان تبدأ مع ميلادها مباشرة، وتتم بشكل دوري ومن هذا المنطلق، يمكنني التأكيد بأن قطعان الخرفان بولاية قسنطينة تعتبر سليمة كليا، حيث لم نسجل طيلة العام، أية حالات يشتبه في أصابتها بأمراض المجترات أو أمراض أخرى وذلك على مستوى كل مناطق النشاط.
rمع ذلك فإن الكثير من المواطنين متخوفون من الأمر خصوصا في ظل الحديث عن تحايل الموالين في طرق التسمين؟
ـ لا الأمر غير صحيح، علمنا كبياطرة يقضي بمراقبة صحة الخرفان و متابعة  عملية تسمينها كذلك، و يمكننا أن نؤكد عدم تسجيل أية تجاوزات تتعلق بهذا الشق وإلا لمكنا صرحنا بها لذا الجهات الرقابية، فالأعلاف طبيعية و لا تتضمن أية إضافات عضوية أو غير ذلك، في الحقيقية كثرة المخاوف تجعلنا نشكك في الجميع لكن في الحقيقة ليس كل الموالين و المربين محتالين وهو وصف ينطبق أيضا على البياطرة، فالغالبية يعملون بضمير و  يحرضون جدا على صحة المستهلك.  
r وماذا عن الشائعات التي تثار حول استخدام مواد عضوية و أطعمة الدواجن لتسمين الخرفان؟
ـ  الشائعات كثيرة، وقد لاحظنا ذلك خلال السنوات الماضية عندما تغيرت ألوان لحوم الأضاحي، غير أن التحقيقات أنصفتنا كبياطرة لاحقا اتهمنا بالتواطؤ مع المربين، حيث أثبتت بأن الحديث عن استخدام المواد العضوية في التسمين مجرد بلبلة لا أساس لها من الصحة، بل أن الأسباب الحقيقية راجعة إلى ارتفاع درجات الحرارة و الرطوبة العالية بدليل أننا لم نسجل أية مشاكل العام الماضي، لأن الجو كان لطيفا وأقل حرا، كما أن التحقيقات أثبت بأن المشكل ليس وليد جرثوم معين أو بكتيريا بعكس ما حدث في المغرب أين تم اكتشاف بكتيريا                 « بسودوموناس»  التي انتقلت من الصوف إلى اللحوم عن طريق اللمس.
أما بخصوص الحديث عن استخدام أكل الدجاج، فالأمر يتعلق بحالات نادرة جدا ومعزولة، لأن هذه الأطعمة تتسبب في سرعة التسمين و كثرته وبالتالي تزيد من نسبة الشحوم في الخروف، وهو ما يتجنبه الموالون .
أود أن أؤكد أيضا للمستهلكين، بأن حوالي 80 بالمائة من الأضاحي هذه السنة بقسنطينة، استفادت من عملية رعي طبيعية نظرا لوفرة المحاصيل و ثراء موسم الحصاد، وقليلون جدا هم من اعتمدوا على الأعلاف في التسمين لأنها تسبب الرائحة كما أنها جد مكلفة، ولذلك فإن من لجأوا إلى التسمين استخدموا «الصوجا» لمدة شهر أو شهر ونصف على أقصى تقدير، ولم يقدموا للقطعان ما يزيد عن 15 كيلوغرام منها.
rلماذا إذن تكثـر التحذيرات من نقاط البيع الفوضوية، و لماذا في رأيك يفضلها المواطنون على المزارع النموذجية؟
ـ أولا أود التوضيح، بأننا كبياطرة لا نتحمل مسؤولية القطعان التي يقوم مربوها بمعالجتها بمفردهم، وذلك بالنظر إلى أن عملية بيع أدوية الحيوانات تتم بطريقة عشوائية و غير مضبوطة، نحن مسؤولون فقط عن القطعان التي نشرف على متابعتها، وهنا لابد من التحذير من تبعات الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية وكيف أن منظمة الصحة حذرت من أنها ستفقد فعاليتها في غضون الثلاثين سنة القادمة، لأن الميكروبات ستطور دفاعات ذاتية ضدها نظرا لسوء استخدام البعض لها.
بالنسبة لنقاط البيع أقول أن المشكل لا يمكن في كونها فوضوية أو نظامية، بالرغم من أن النظامية تتوفر على الأقل على بيطري أو اثنين لكن المشكل الحقيقي، يتعلق في بعدم تعريف القطعان ككل في بلادنا بمعنى أن غالبية المربين لا يملكون شهادات تتضمن التاريخ الصحي للخروف.
و بخصوص الشق الثاني من السؤال، و المتعلق بالمزارع النموذجية     و عزوف المواطنين عليها أو على الأقل محدودية إقبالهم عليها، أعتقد بأن للأمر علاقة بنقص الإعلام و التعريف بها، مع أنها تقدم منتوجا رائعا جدا، كما أشير إلى وجود العديد من المربين المستقلين الأكفاء و الموثوقين كذلك.
rكيف يمكننا وضع حد لكل مشاكل الأضاحي بشكل نهائي يضمن صحة المواطن؟
ـ كما سبق وذكرت الحل يكمن في تعريف القطعان و تتبع تاريخها الصحي، و ذلك من خلال توفير ما يشبه الدفتر الصحي يضم معلومات تخص أصل الرأس من أين تم شرائه، عمره و تاريخه الصحي بما في ذلك عمليات التلقيح والعلاج و غيرها من التفاصيل، وقد سبق لنا وأن طلبنا من رئيس المصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة، تغيير الإجراءات الخاصة بتنظيم عملية تربية و بيع الأضاحي، و استحداث الدفتر الصحي الذي تطرقت إليه في بداية حديثي، وذلك لنتأكد من طرق معالجة الموالين للقطعان، و نفرق بين من يعتمدون على المختصين و من يقومون باستخدام الأدوية بمفردهم بشكل عشوائي.
من جهة أخرى، لابد لي من الإشارة، إلى أن هنالك عوامل أخرى تتسبب في تعفن اللحوم يقف ورائها المستهلك نفسه، و ذلك خلال عملية النحر.
ـ تقصدين أن عملية النحر قد تكون سببا في تعفن الأضحية؟
ـ فعلا، هنالك بعض الأشخاص يجهلون الطرق الصحيحة للنحر السلخ و التقطيع و الحفظ ، وهو ما تأكدنا منه خلال  عملنا الميداني و تحرياتنا التي تتعلق بمشاكل التسمامات.
ـ  هل من توجيهات معينة للمواطنين خصوصا  في ظل توقع درجة حرارة عالية هذا العيد؟
ـ صحيح لا بد لنا من أخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب أي مشاكل هذا العيد، خصوصا و نحن نحتفل به في موسم الحر، وحتى وأن كانا نضمن سلامة الأضحية و عدم إصابتها بأي مرض، فذلك لا يعني أن نغفل معايير الصحة في تعاملنا معها لاحقا، إي خلال وبعد نحرها لذلك وجب الالتزام بالشروط الآتي ذكرها:
ـ لابد من التأكد من نظافة مكان النحر و الأدوات المستخدمة فيه.
 ـ استخدام الآلة لنفخ الأضحية بدل الفم، لتجنب توفير بيئة ملائمة لتنقل البكتيريا، و تجنب المماطلة في سلخها بعد نحرها، كما يستحسن سلخها دون نفخها إن كان المستهلك يجيد ذلك.
ـ الانتباه جيدا عند فصل الجهاز الهضمي عن هيكل الأضحية، وذلك لتجنب تسرب قطرات من السوائل الموجودة فيه و التي تعتبر خطيرة لاحتوائها على آلاف البكتيريات السامة.
ـ  الحرص على غسل اليدين جيدا قبل و بعد هذه العملية.
ـ عزل « الكرشة « أو الجهاز الهضمي للخروف عن الأضحية و تنظيفها مباشرة و بشكل متكرر.
ـ لابد من تهوية الأضحية و الحرص على جفاف الدماء داخلها و التخلص منها بشكل نهائي.
ـ تجنب غسل الأضحية كما تعرضه بعض فيديوهات الإنترنت، لأن تلك العملية تعد صناعية و تتم على يد محترفين ، لأن تبليل الجثة من شأنه أن يضاعف نسبة الرطوبة فيها و يصعب جفافها وبتالي يؤدي إلى تعفن اللحم.
ـ التخلص من الشرج و من المثانة بطريقة دقيقة لتجنب تلويث الأضحية.
ـ  تعليق الهيكل بعيدا عن الشمس في مكان مظلل و يتوفر على التهوية تحت درجة حرارة لا تزيد عن 23 إلى 25 درجة.
ـ على الأشخاص المقيمين في العمارات تجنب  استخدام المكيف لتجفيف و تبريد الأضحية، و وضعها في مكان طبيعي مناسب أكثر، كما يمكن تقطيعها إلى جزئين أو أربعة أجزاء و حفظها في الثلاجة لمدة 24 ساعة.
ـ بعد تقسم الأضحية ينصح بعدم تكويم قطع اللحم فوق بعضها و تركها في الثلاجة على تلك الشاكلة.
ـ تجنب النفخ في الرئة للتأكد من سلامتها و ذلك لتلافي نقل بكتيريا الفم إليها.
ـ حرق الأكياس المائية في حال إيجادها
و تجنب دفنها.     
                                                     هـ-ط

الرجوع إلى الأعلى