lلدّي توجه جديد في مواقع التواصل ك"مؤثرة"
تحدثت الإعلامية الجزائرية فرح ياسمين في حوار خصت  به  النصر عن تجربتها الجديدة في تقديم النشرات الإخبارية، عبر قناة “الآن” العربية بدبي، و تعتبرها نقلة مهمة في حياتها المهنية، تدفعها إلى مواصلة مسيرتها الصحفية في مجال البرامج الحوارية الترفيهية، و تصدير أفكار إنتاجية لبرامج من هذا النوع لدول عربية، كما كشفت عن توجهها الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الذي يناسب مكانتها ك"مؤثرة" .
. النصر: حققت طموحك بالعمل في قناة عربية بدبي و خضت تجربة تقديم الأخبار لأول مرة، حديثينا عن ذلك؟
ـ فرح ياسمين: كنت أطمح للانتشار و تقديم الأفضل في الساحة الإعلامية الجزائرية و كذا في العالم العربي لتشريف بلدي، في البداية لم أكن أخطط للانتقال للعمل هناك، و إنما أردت التعاون مع مؤسسات إعلامية عربية ، لكن عندما سنحت لي الفرصة بالعمل كمقدمة أخبار في قناة « الآن» العربية بدبي،  أعجبتني الفكرة و أحببت خوض التجربة. حقيقة هي تجربة رائعة و محطة مهمة في مسيرتي، تعلمت خلالها خبايا قاعات التحرير و التقنيات المنتهجة في العمل الخبري. لقد تمكنت من فرض نفسي في القناة في ظرف وجيز، نتيجة الظروف التي وفرها فريق العمل و القناة التي احترمت هويتي الجزائرية و شخصيتي و كذا مسيرتي الإعلامية.  الجميل أنني كنت أتحدث بأريحية و لم أطالب بتغيير لهجتي، و الأجمل أنهم يحرصون على معرفة ردود فعل الجمهور الجزائري.
تحدثت بلهجتنا بأريحية و لم أطالب بتغييرها
. هل ساهمت حصتك «في الويب» على اليوتيوب في تعبيد طريقك للانتقال إلى قناة «الآن» العربية؟
ـ خبرتي المتواضعة في مجال الإعلام، و التي لا تتجاوز 8 سنوات،  ساهمت كل مرحلة منها في نجاحي، ، سواء عملي كصحفية في جريدة «ليبيرتي» لمدة 3 سنوات أو العمل في إذاعة «جيل أف  أم» أو تقديم برامج تلفزيونية أو حتى التعاون مع مؤسسات إعلامية، فكل مرحلة في مسيرتي كان لها دور كبير في صقل تجاربي و بناء شخصيتي و تعزيز ثقتي بنفسي. أكيد لا يمكن تجاهل مدى مساهمة برنامج «في الويب» مع فرح ياسمين في التعريف بي عربيا، لكون البرنامج من إعدادي و تقديمي، كما أنه من صنف «تولك شو» ، و يعتبر الأول من نوعه على المستوى العربي الذي  يسلط الضوء على المشاهير و المواقع.
.ركزت في بداياتك على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي و التفاعل مع متتبعيك، إلى أي مدى خدمك ذلك  ؟
ـ مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لا أنكر مدى مساهمتها في تقريبي من الجمهور، الذي يعتبر عنصر مهم و فعال في العملية الاتصالية، فحتى في حصص تلفزيونية أعددتها في بدايتي، كنت أهتم كثيرا بعنصر التفاعل أو رجع الصدى الذي يحدد مدى نجاح البرنامج، فعملت كثيرا على هذا الجانب و اقتربت أكثر من الجمهور لألمس تفاعله ، و أكسر الحاجز بين المرسل و المتلقي و أقربه أكثر من صاحب الرسالة الإعلامية، و قد تلقيت حينها انتقادات، لكنني سعدت بذلك لأنني حققت هدفي المتمثل في التفاعل.  إنني أعتبر مواقع التواصل، إعلاما بحد ذاته، لهذا أفضل أن أطلق عليها مصطلح إعلام المستقبل، بدل الإعلام البديل
. لاحظنا أن مواقع التواصل تحولت لما يشبه تلفزيون الواقع، وقع في فخ استخدامها بعض الإعلاميين و الشخصيات العامة الذين حولوها إلى بوابة لعرض حياتهم الخاصة و التراشق في ما بينهم، ما أثر سلبا على جماهيريتهم، ما رأيك؟
ـ الفضاء الافتراضي التفاعلي بإمكانه أن يوصلك إلى العالمية في ظرف وجيز، كما يمكن أن يحطم كل ما بنيته في ثوان، فسوء استخدامه يغير رأي الجمهور في شخصك في ظرف وجيز. بعض الإعلاميين و الفنانين يطمحون إلى تحقيق الشهرة ، حتى و هم في مستهل مشوارهم  من خلال مواقع التواصل، و تشارك حياتهم مع الجمهور ، لكنهم لا يعلمون تأثير ذلك ، خاصة و أنهم مبتدئون و لا يتقنون  الطريقة المثلى لاستخدامها بما يناسب تخصصهم ، فتعامل» يوتوبرز» أو «بلوغر» أو أي شخصية عامة مع الجمهور عبر صفحات رسمية افتراضية، تختلف عن تعامله مع جمهور شخصية إعلامية، حتى و إن كانت في بداياتها، لأنها الصورة التي تظل عالقة في ذهن المتلقي و يصعب تغييرها كما تمس بمدى مصداقية الشخص.


. كيف تتعامل فرح ياسمين مع مواقع التواصل و ما هي الإستراتيجية التي وضعتها و مكنتها من رفع عدد متابعيها لأكثـر من مليون و 4 آلاف متابع؟
ـ أتعامل مع المواقع التفاعلية بجدية، فالإعلامي، كما سبق و قلت، يختلف عن باقي الشخصيات العامة، يجب انتقاء ما يتم نشره و دراسة محتوى المنشورات. حقيقة أضع إستراتيجية لتسيير صفحاتي و أنا دائمة البحث لمسايرة التطورات الحاصلة في هذا المجال و التجديد في مضاميني، و كذا البحث عن المنهجية الصحيحة التي أؤثر بها على جمهوري بشكل إيجابي. ، إن المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلامي تختلف تماما عن تلك التي يحملها «يوتبر» أو «بلوغر»، فكلما زاد عدد المتابعين لصفحاتي، يزداد ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي، و أنا حريصة على نقل خبراتي و اكتساب مهارات جديدة.                           
. هل انتقالك إلى قناة «الآن» بدبي رفع عدد متابعيك و قدم إضافة لك؟ و كيف كان رد جمهورك؟
ـ خوض أي تجربة في مجال تخصصي، تعتبر إضافة بالنسبة إلي تعلمت منها الكثير و استفدت من أشياء جديدة تتعلق بالقسم الإخباري ، فالمدرسة الخبرية تختلف تماما عن الحوارية الترفيهية التي أعددت في إطارها برامجي السابقة.
بخصوص الجمهور، حقيقة دعمني كثيرا خلال تجربتي الأولى في قناة الآن العربية و رفع رأسي ، فقد كنت من الأقلية الشابة  التي تمكنت تمكنوا من فرض نفسها في ظرف وجيز، بالرغم من أنها أول تجربة لي في تقديم الأخبار.كما كنت أقدم برنامج الليلة و هو برنامج إخباري، و بحكم ميولي للبرامج الحوارية الترفيهية كنت أعد حوارات حصرية على حسابي على انستغرام مع شخصيات مشهورة في مختلف المجالات، لكن لم أكن أروج لما أقدمه على القناة ،لأن تركيزي كان منصبا أكثر على العمل.
هكذا خضت تجربة تقديم الأخبار في قناة عربية  و هذا ما أطمح إليه..
. خضت تجربة تقديم النشرات الإخبارية، و كذا البرامج الحوارية الترفيهية، أين تفضل ياسمين مواصلة مسيرتها الإعلامية ؟
ـ أفضل البرامج الحوارية الترفيهية، و أجد نفسي فيها. لا أريد الاكتفاء بتقديم الخبر فقط، و إنما استثمار أفكاري في  إعداد برامج جديدة .
. بعد اقتحامك بوابة الإعلام العربي، ما هي طموحات فرح ياسمين الأخرى؟  
ـ حقيقة كنت أطمح للانتقال من الإعلام المحلي الوطني إلى العربي ، أنا بطبعي طموحة جدا، و كلما حققت هدفا من الأهداف التي أسطرها، أرفع سقف طموحاتي أكثر ، حاليا أطمح لتصدير أفكار برامجي للوطن العربي، بحقوق تأليف جزائرية ، فأنا كاتبة برامج و أجد نفسي في هذا المجال، و أحبذ إطلاق العنان لمخيلتي و استثمار أفكاري بدل الاكتفاء بتقديم الخبر فقط.
. باعتبارك إعلامية ناجحة، ما هي العناصر التي يجب أن تتوفر في الصحفي لينجح؟
ـ التواضع و حب التعلم و تطوير الذات باستمرار، عوامل مهمة لنجاح الإعلامي، فمهما يقطع أشواطا طويلة في المهنة، إلا أنه لا يمكن الإقرار بنجاحه، إذا لم يضع صوب عينه خدمة الجمهور و ليس نفسه، حسبما نلاحظه عند بعض الإعلاميين.
. أثرت ضجة بارتدائك الكاراكو العاصمي في بلاطو الأخبار ، و تم اختيارك بعدها كسفيرة للكاراكو الجزائري بمؤتمر بدبي ، حدثينا عن ذلك؟
ـ الكاراكو العاصمي عشقي الأبدي، ارتديته بموافقة مسؤول القناة . كان يومها العيد الوطني الإماراتي و طلب منا ارتداء لباس تقليدي، سواء كان إماراتيا أو يمثل بلدنا، فقررت أن أستغل الفرصة للترويج لموروثنا الثقافي. تلقيت ردود فعل إيجابية من جمهوري الذي عبر عن امتنانه. بعد ذلك تم اختياري كسفيرة للكاراكو الجزائري خلال فعاليات مؤتمر تجارة التجزئة الذي ينظم بالتعاون مع غرفة تجارة دبي، بحضور عدد كبير من رؤساء العلامات التجارية العالمية.
. ما هو الفرق بين العمل في قناة إعلامية جزائرية و عربية؟
ـ الفرق يكمن في مدى مساهمة القنوات العربية في مواكبة التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا الاتصال و المعلومات، إذ تركز على عنصر التفاعل و ردود فعل الجمهور  من خلال مواقع التواصل. كما نختلف في عنصر الجمهور المستهدف، لأن توجيه رسالة للجمهور الجزائري فقط، تختلف عن الرسالة التي يتم تمريرها لجمهور عربي، لكن الإمكانيات متشابهة تقريبا.
أجسد دور «الإنفلونسر» عن طريق إعداد فيديوهات تحفيزية
. اعتمدت مؤخرا إستراتيجية جديدة في التفاعل مع جمهورك تقوم على إعداد فيديوهات تحفيزية مباشرة، لماذا اخترت هذا التوجه؟
ـ أنا بطبعي أحب التواصل المباشر مع جمهوري و مساعدته على قطع أشواط نحو النجاح، فأنا أعمل و اجتهد و أدرس و أطور قدراتي،  من أجل تقديم فيديوهات بشكل مختصر و مفيد، و هذا توجهي الجديد في استخدام مواقع التواصل  انتهجته بعد أن ارتفع عدد متابعي صفحتي لأكثر من مليون و 4 آلاف متابع. أريد أن أقوم بالدور الفعلي ل»مؤثرة» و لا أستغله لمجرد التباهي. كما أستثمر ثقة الأفراد للتغيير نحو الأحسن ، بإعداد فيديوهات تحفيزية مدروسة تنمي حب العمل لدى الأشخاص و تحفزهم على الإصرار على النجاح و تحدي الفشل .
. ماذا عن الموسم الثاني لبرنامج «في الويب مع فرح ياسمين»؟
ـ هناك موسم ثان لبرنامج تولك شو  «في الويب مع فرح ياسمين» ، في الدخول الاجتماعي المقبل ، سأوسع فكرته و أضيف فقرات جديدة ، و كذا عنصر الجمهور، ليصبح «شو» حقيقيا، كما سأستضيف شخصيات عربية .                               أ ب

الرجوع إلى الأعلى