تعرف  الصناعات المتوسطة والصغيرة  في العامين الأخيرين انتعاشا ملحوظا بعد أن تحول الكثير من المستوردين إلى مصنعين في مجال تخصصاتهم،  سيما في الصناعات الغذائية، حيث أصبح المنتوج الوطني يفرض نفسه بقوة في السوق الوطنية، وذلك بفضل إجراءات منع استيراد أكثر من 800 منتوج ، التي استبدلت برفع الرسوم الجمركية  بنسب  تتراوح مابين 30 إلى 200 بالمئة. وقد تصالح المستهلك الجزائري مع منتوج بلادي بعد أن وقعت القطيعة بسبب سياسة الإستيراد غير المدروسة التي أنهكت الخزينة العمومية و قضت على الصناعة الوطنية وحولت السوق الجزائرية إلى ما يشبه البازار لمواد  كانت تنتج بالجزائر، وبمواصفات عالمية قبل أن تختفي فاسحة المجال لإقتصاد الحاويات.      
  متغيرات كبيرة تشهدها السوق الوطنية، أجمع مصنعون جزائريون في ندوة "النصر" على أنها جاءت لصالح الإقتصاد الوطني و المصنع الجزائري، و رفعت التجميد عن عجلة التنمية الصناعية التي لطالما كسرها تبني الدولة لسياسة الإستيراد.
 حيث  أكد بعض المنتجين المتخصصين في الصناعات الغذائية و تحديدا في الشعب التي استفادت من قرار حظر الإستيراد ثم  فرض رسوم جمركية عالية ،  على أن القرار خدم المنتج الجزائري الصغير مثل الكبير، و رفع من نسبة الإنتاج و المبيعات بنسبة تفوق الـ20 في المائة في بعض المواد ، كما شكل نقطة إنطلاقة للكثير من المؤسسات حديثة النشأة التي شجعها على ولوج عالم التصنيع، بينما كان البوابة الرئيسية لتحفيزهم على ربح معركة النوعية و تحسين المنتوج المحلي لتغطية السوق الوطنية و التفكير في اقتحام السوق العالمية عبر بوابة التصدير.

rديمان شريف مسيّر بشركة "إقال فود" لصناعة البسكويت و الشوكولاطة:   حظر الإستيراد خلق منافسة شرسة محليا


يرى المسير بشركة "إقال فود" المتخصصة في صناعة البسكوست و الشوكولا، ديمان  شريف، بأن قرار منع استيراد المواد الغذائية المنتجة محليا و الذي تم استبداله بقرار رفع الرسوم الجمركية، جاء لصالح المصنع الجزائري، مؤكدا بأنه  فتح الباب أمام آلاف المصنعين الجدد، كما ساهم في تطوير نشاط الشركات الموجودة من قبل، مشيرا في ذلك إلى مؤسستهم التي تعمل منذ سنوات في هذا المجال، لكن من خلال سياسة الاستيراد فقط، ليأتي هذا القرار الذي جعلها تتحول إلى شركة مصنعة، تنتج اليوم 8 آلاف طن من المواد يوميا.
و قال السيد ديمان بأن للصناعات الغذائية اليوم بالجزائر مستقبل واعد، في ظل الامتيازات و التحفيزات التي تبنتها الدولة، فضلا عن أن الأمر فتح المجال للمنافسة على الجودة و النوعية، و دفع المنتج المحلي للذهاب إلى أبعد من تغطية السوق المحلية، و التفكير في التوجه نحو التصدير، خاصة و أن الكثير من الشركات الموجودة بالجزائر تصدر منتجاتها نحو الخارج خاصة الدول المجاورة و الافريقية، متحدثا عن توجه الشركة نحو التصدير لليبيا،   كانطلاقة يأمل في أن تتوسع نحو دول أخرى، و أكد من جانب آخر بأنه و على الرغم من أن التصنيع يتم محليا، إلا أن هذا المجال لا يزال يعتمد على مواد مستوردة 100 بالمائة، نتيجة عدم توفرها بالجزائر من جهة، و ارتفاع تكاليف إنتاجها من جهة أخرى مثل التغليف.
و بالرغم من العوامل الكثيرة المشجعة التي يرى المسير بأنها رفعت من الطاقة الإنتاجية للجزائر في مجال الغذاء، و حركت عجلة التنمية في هذه الصناعة، إلا أن القطاع لا يخلو من بعض المشاكل التي يقول بأنها تؤثر على عملية الإنتاج، متحدثا عن مشكل اليد العاملة التي يقول بأنها تشكل 99 بالمائة من مشاكل الشركة، في ظل عدم إلتزام الفرد الجزائري بنظام العمل، و هروب الخبرات نحو الخارج، مما يبقي المستثمر في حيرة لمواجهة المشاكل و العراقيل التي تواجهه في المجال التقني بشكل خاص.

rالمسؤولة التجارية بشركة "آغرو دي آلب" لصناعة منتجات الفطور "حركات أمينة": القرار أخرجنا من الإستيراد إلى التصنيع و ساهم في تطوير الإنتاج


وصفت المسؤولة التجارية بشركة "آغرو دي آلب" المتخصصة في صناعة مواد الفطور، السيدة حركات أمينة، قرار منع استيراد بعض المواد الغذائية بالمحفز جدا، خاصة و أنه ساهم في تحول الكثير من الشركات التي كانت تعتمد على الاستيراد في نشاطها، إلى التصنيع، حال الشركة التي انطلقت معتمدة على سياسة استيراد المواد و الاكتفاء بتعبئتها محليا، بالاعتماد على كل شيء من الخارج، لتتحول في سنة 2016 نحو التصنيع لكن بوتيرة أقل، قبل أن يدعمها القرار.
و أوضحت المسؤولة للنصر بأن الشركة التي تمتلك اعتماد العلامة التجارية العالمية "ديليسيانو" من إيطاليا و البرازيل، تمكنت اليوم و بفضل قرار حظر الاستيراد من تطوير صناعتها، و التوجه نحو خلق منتجات جديدة لم تنتجها حتى الشركة الأم، مثل انتاج فطور الصباح بحبوب الشوفان و مواد أخرى، تعتمد في الأساس على المادة الأولية المستوردة من الخارج لعدم توفرها في السوق المحلية مثل الشوفان، فرينة الأرز، النكهات، أما باقي المواد فهي جزائرية.
كما أكدت السيدة حركات بأن التصنيع المحلي دعمه الاعتماد على تعليب جزائري بعد أن كان يستورد من الخارج، مضيفة بأن كل الظروف اليوم تدعم المنتج الجزائري في مجال الغذاء و تمنحه دفعة قوية نحو التصنيع و التصدير على حد سواء.

rالمسيّر بشركة "واست فود" لصناعة الشوكولا و مواد الحلويات حريز يونس:  المستهلك تصالح مع  المنتوج الوطني  


يرى المسير بشركة "واست فود" المعروف بـ"رابحة"، حريز يونس، بأن قرار الدولة القاضي بوقف استيراد المواد الغذائية التي تصنع بالجزائر قرار استفاد منه جميع المصنعين في مجال الصناعة الغذائية التحويلية و دون استثناء، كما قال بأنه كان كفيلا بتوجيه أنظار المستهلك الجزائري نحو المنتوج الوطني بعد أن كان يفضل الأجنبي.
و أكد المسؤول بأن شركة "رابحة" المتخصصة في صناعة الشوكولا و البسكويت و كل المواد التي تدخل في صناعة الحلويات منذ سنة 1964، استفادت بشكل كبير من القرار، حيث ساهم ذلك في الرفع من الطاقة الإنتاجية للشركة التي زادت عن السابق بأكثر من 20 بالمائة لضمان تغطية الطلب، كما وسع من دائرة توزيع منتجاتها، غير أنه تحدث عما وصفه بالركود الذي يعاني منه الإقتصاد الوطني في الفترة الأخيرة بسبب تأثير الوضع السياسي للبلاد، إلا أن الإجراء يبقى في صالح المنتج الجزائري و الإقتصاد الوطني بشكل عام بحسب تعبيره.

rمحمد أمين دويري المدير التجاري بشركة "كونفيتابلوس" لصناعة المربيات:  الإجراءات الجديدة شجعتنا على  دخول السوق  


قال المدير التجاري و مسؤول التسويق بمؤسسة "كونفيتا بلوس" المعروف بـ"ديليسيا فروت" المتخصصة في صناعة مختلف أنواع المربى و معلبات الخضر، بأن إجراء حظر استيراد المواد الغذائية المشابهة للمنتجات المحلية قرار ساعد المنتج الجزائري بشكل عام، و شجعهم كمستثمرين على اقتحام مجال الصناعة الغذائية نهاية سنة 2018، حيث أتاح لهم الفرصة للخروج إلى السوق و تسويق منتوجهم على اعتبار أن شريحة واسعة من الجزائريين تبحث عن النوعية التي لم تجدها في المنتوج المحلي و تضطر لشراء المنتوج الأجنبي بأسعار باهضة.
و أوضح السيد دويري بأن شركتهم متخصصة في الصناعات الغذائية التحويلية، بحيث تحضر مربى مصنوع من الفواكه الطبيعية و بدون منكهات اصطناعية أو ملونات، إذ تشكل الفواكه 50 بالمائة من المنتج، و هو الجديد بالنسبة لصناعة المربى في الجزائر، كما أنه يتم إنتاج نوع مخفف من السكر و بدون غلوتين، مما يسمح للمرضى بتناوله دون خوف.
و لأن الهدف العام للشركة يكمن في العودة إلى العادات الاستهلاكية الصحية للفرد الجزائري من خلال الاعتماد على الحليب و المربى في وجبة الإفطار بدل البسكويت و الحلويات عالية السعرات الحرارية، فإن الشركة تأمل في أن يدعمها قرار حظر الإستيراد بشكل أكبر و يضمن توسيع توزيع منتوجها نحو 48 ولاية، في انتظار بلوغ الهدف الأسمى و إيصال منتوجها نحو العالمية عن طريق التصدير بحسب ذات المسؤول.

الرجوع إلى الأعلى