نشر صوّر أطفال قتلى عبر شاشات التلفزيون إساءة لمشاعر أهاليهم
ترى الإعلامية الأردنية المتخصصة في قضايا الطفولة نادين النمري أن نشر صوّر أطفال قتلى عبر شاشات التلفزيون بعيد عن المهنية الإعلامية و فيه إساءة لمشاعر أهاليهم، و تحدثت في هذا الحوار الذي خصت به النصر، عن تجربتها الإعلامية في ميدان الطفولة، وعن أهمية الإعلام المتخصص في مجال الطفولة، البيئة، العمل و غيرها، وكذا تقييمها لتعاطي الإعلام العربي مع قضايا  الطفولة، وتقول بأن الصحفي قبل أن يكون ناقلا لمعلومة هو ناقل لرسالة، و صاحب قضية عليه أن يشتغل عليها.
حاورها: نورالدين عراب
النصر: حدثينا عن تجربتك في مجال الصحافة و انتقالك إلى تخصص إعلام الطفل؟
نادين النمري: أنا صحفية بصحيفة الغد الأردنية منذ 15 سنة، كما أشتغل في مجال الاستشارات و أعمال أخرى، منها التدريب و أعمال كسب التأييد والمناصرة لقضايا حقوق الطفل مع منظمات دولية، لكن في سنة 2011 قررت التخصص في مجال إعلام الطفل، بعد أن أصبحت أما لأطفال في سنة 2010. وبذلك فإن الدافع العائلي هو الذي جعلني أتخصص في إعلام الطفل، و أصبحت أتواصل بشكل أكبر مع قضايا الطفولة، وأهم شيء هو أن يكون للصحفي شغف في عمله، و نحن كصحفيين مهنتنا تختلف عن المهن الأخرى، فالصحافة هي موهبة و ملكة و شغف، وآخر شيء يفكر فيه الصحفي هو أنه موظف.
. كيف تقيمين تعامل الإعلام العربي مع قضايا الطفولة؟
ـ أعتقد أن النقطة الرئيسية و الأهم، هي أن يكون هناك إعلام متخصص، يجب أن يكون هناك إعلاميين متخصصين في قضايا الطفولة، البيئة، العمل، والتخصص هو الذي يمكن أن يعطي للصحفي معرفة أكبر في هذه المجالات و يبعده أكثر عن الأخطاء.
إن الأخطاء في وسائل الإعلام التي تتناول قضايا الطفولة موجودة، لكن ليست أخطاء بنية  سيئة، هي أخطاء بسبب  نقص المعرفة، و نقص التدريب، وأحيانا الاستعجال والضغوط من المؤسسات الإعلامية التي يعمل فيها الصحفي التي قد تقوده إلى الأخطاء، لكن يجب أن نركز دائما على موضوع حسن النية الموجودة عند غالبية الصحفيين، و نحن نحتاج إلى وقت أكبر للتخصص ووقت أكبر لنستفيد أكثر من التكوين والتدريب، و نؤكد مرة أخرى نحن بحاجة للتكوين والتخصص في مجال الإعلام.
. باعتبارك إعلامية متخصصة في قضايا الطفولة، كيف تنظرين لنشر صوّر أطفال تحت الأنقاض و قتلى وأشلاء عبر شاشات التلفزيون؟
ـ هذه الصور سيئة جدا، ومهنيا أمر مرفوض، لأنها انتهاك لكرامة الطفل ونشر صور أطفال قتلى به إساءة  إلى مشاعر أهاليهم، لأنه ممكن في أي وقت يفتحوا الإنترنت ليشاهدوا صور أطفالهم، و الأمر الآخر أن نشر هذه الصور يفقد  التعاطف مع القضية، و يجعل المتلقي  يتعود على مشاهدة الجثث و الأشلاء والقتلى والدم، و كل ذلك يقع ضمن إطار المخالفات المهنية .  
. يبدو أن وسائل الإعلام المرئية هي الأكثـر انتهاكا لحقوق الطفولة، مقارنة مع الصحافة المكتوبة؟
ـ المبادئ ثابتة، سواء في الصحافة المرئية أو المكتوبة، لكن بفنيات العمل هناك اختلاف، و ربما الأخطاء في المرئي أكثر، لأن المقابلات تكون مباشرة، و في نفس الوقت، فإن الصحافة المكتوبة لا تخلو  من الأخطاء أيضا، وذلك في استخدام الصور والكشف عن الهوية و ذكر الأسماء، وبذلك فإن الأخطاء موجودة في السمعي البصري و الصحافة المكتوبة. كما أن العمل المهني موجود أيضا هنا وهناك، و أيضا كصحفيين نقدر وجود كوكبة  من الصحفيين العرب المهنيين المحترفين، وننظر إليهم كنموذج في العمل الصحفي.
. ما هي رسالتك للإعلاميين المتخصصين في إعلام الطفل؟
ـ أول رسالة أوجهها لهؤلاء الصحفيين هي إتباع الحدس، و أن يضع كل صحفي نفسه مكان الشخص الذي يقابله، خاصة إذا كان طفل ناج من العنف والإساءة، نحن كصحفيين لسنا ناقلين لخبر فقط، بل ناقلين لرسالة و أصحاب قضية، لهذا يجب أن نشتغل على قضيتنا.
. كيف تقيمين إنشاء شبكة للإعلاميين الجزائريين لتعزيز حقوق الطفل؟
ـ هذه التجربة فريدة ومميزة بالدول العربية، كانت بعض المحاولات الفاشلة، ووجود هذه الشبكة تؤكد على وجود صحفيين متخصصين أكثر في ميدان الطفولة، ويؤكد إنشاء هذه الشبكة على إعلام بأخطاء أقل. وأتمنى أن تستمر الشبكة و تضم إليها مجموعة جديدة من الصحفيين، وأنا تشرفت بمعرفة أعضائها، واضح أن لديهم معرفة و دراية فعلا، ونتمنى أن يكون هذا النموذج موجود في كل الدول العربية.                       ن ع

الرجوع إلى الأعلى