أسعى إلى مكافحة الغـش في البكالوريــا عبر برنامج للذكاء الاصطناعـي
تتحدث فوزية عجايلية، طالبة الدكتوراه الجزائرية بجامعة كوشيتي بسلوفاكيا في هذا الحوار مع النصر عن تخصصها في الذكاء الاصطناعي وانتمائها لجمعية عالمية جعلت منها سفيرة الذكاء الاصطناعي الوحيدة في الجزائر، في حين تكشف عن مسعاها إلى محاربة الغش في البكالوريا من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي، فضلا عن مشاركتها في “قمة الويب” العالمية كمتدخلة أمام سبعين ألف شخص من بينهم رؤساء دول وأصحاب مؤسسات تكنولوجية كبرى. النصر التقت بفوزية عجايلية، التي اشتهرت في السنتين الماضيتين باختراعها روبوت ذكي مسمى “غادرينيا”، خلال مشاركتها في صالون الإعلام الآلي بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة.
حاورها: سامي حباطي
النصر: علام يقوم بحثك الذي تقومين به في جامعة كوشيتي بسلوفاكيا ؟
rفوزية عجايلية: يرتكز بحثي على تطبيق آليات الذكاء الاصطناعي في التعرف على المشاعر، ويكون تجسيد الأمر في المحادثة بين الروبوت والإنسان، في حين يتم ذلك على ثلاثة محاور، أولها كيفية استعمال هذه التجارب في الكلاود، بالإضافة إلى معالجة الصور باستعمال التعلم المتعمق للتعرف على المشاعر. أما المحور الثالث فهو التفاعل بين الآلة والإنسان.
أنا الأنثى الوحيدة في مركز البحث في الذكاء الاصطناعي بسلوفاكيا
وقد قمنا بتجارب مع كبار السن في مركز البحث الذي أنتمي له حاليا في سلوفاكيا، حيث وضعنا تطبيقات للتعرف على المشاعر، ومن خلالها كنا نتعامل مع كبار السن، الذين يحتاجون في أوروبا إلى ممرضة تزورهم مرتين في الأسبوع من أجل تبادل الحديث معهم والمحافظة على قواهم العقلية، بينما نسعى نحن في المركز إلى تعويض الممرضة بروبوتات قادرة على تحفيز هذه الفئة، كما أن الأشخاص الذين شاركوا في التجربة كانوا في غاية السعادة.
النصر: إذن يمكننا القول أن هذه الآلات لها قدرة التعرف على المشاعر من خلال رصد الملامح ؟
rفوزية عجايلية: بالضبط. وهناك عدة نماذج، فبعض الآلات تقوم برصد جميع ملامح الوجه، بينما تركز أخرى على جزء فقط من الوجه، كما تقيس أخرى المسافة بين الحاجبين أو شكل الفم.
ألقيت مداخلة أمام سبعين ألف شخص في “قمة الويب”
النصر: وهل ستطورين الروبوت غاردينيا الذي قمت بصناعته في الجزائر في اتجاه إكسابه مزيدا من القدرات على فهم المشاعر ؟
rفوزية عجايلية: انتمائي إلى الجامعة يفرض علي التقيد ببعض القوانين، ففي مركز البحث بسلوفاكيا يركز على الذكاء الاصطناعي أكثر من الروبوتيك، والذكاء الاصطناعي يرتكز على التعرف على المشاعر، لكنني إن استطعت تطوير عملي في التعرف على المشاعر ووصلت إلى نتائج تتفوق على التقنيات التي تم التوصل إليها سابقا بعد فراغي من الدكتوراه يمكنني أن أعمل على إدراجها في الروبوتات.
النصر: كيف أصبحت سفيرة الجزائر في جمعية نساء في الذكاء الاصطناعي ؟
rفوزية عجايلية: في مركز البحث في التكنولوجيات الذكية بجامعة سلوفاكيا، أنا الأنثى الوحيدة في المركز، والفضل في دخولي إلى هذه الجمعية يعود إلى مؤطري في المركز السلوفاكي، حيث اقترح علي أن أراسلهم ففعلت، وتم قبول عضويتي، رغم أنني واجهت تحدي عدم تواجدي في الجزائر، لكن أعضاء الجمعية فتحوا استثناء من أجلي لأول مرة، لكنهم أكدوا على ضرورة أن أؤدي مهامي، ومن بينها تنظيم تظاهرات وأن تكون ملتزما وتكون قادرا على إحضار مزيد من النساء إلى الذكاء الاصطناعي. وقد شرعت في العمل معهم منذ شهر مارس.
نعمل حاليا على برامج ذكاء اصطناعي تعوّض الممرضات
ومنذ التحاقي بالجمعية وأنا أفكر في تنظيم تظاهرة، حيث سأنظمها اليوم بولاية قسنطينة من الثامنة صباحا إلى منتصف النهار، وتتمثل في “مداخلات نساء في الذكاء الاصطناعي”، في حين تدور التظاهرات التي تختص الجمعية بتنظيمها في “مخيم نساء في الذكاء الاصطناعي” المتمثل في ورشات لفائدة الفتيات لتلقينهن تقنيات في البرمجة. أما قمة نساء في الذكاء الاصطناعي فتتمثل في لقاء يضم مختلف سفيرات الجمعية، وسينظم واحد منها في لشبونة، لكنني لن أكون قادرة على الحضور بسبب الدراسة.
النصر: وماذا اخترت كموضوع لـ”مداخلات نساء في الذكاء الاصطناعي” المنظم اليوم ؟
rفوزية عجايلية:بالنسبة للقاء اليوم، فقد اخترت موضوع “الذكاء الاصطناعي من أجل تعليم ذي جودة”، ويعود هذا الاختيار إلى تواجدي في الجزائر شهر جوان من العام الجاري، وبعدما شاهدته من كارثة الامتحانات.
النصر: ماذا تقصدين بالكارثة ؟
rفوزية عجايلية: أقصد مشكلة الغش، وقد وضعت نصب عيني هدفا أساسيا يجب أن أصل إليه من خلال الجمعية التي أنشط فيها، ويتمثل في المساهمة في القضاء على مشكلة الغش في الامتحانات من خلال برنامج للذكاء الاصطناعي، وخصوصا في امتحانات البكالوريا.
ولا يخفى على أحد أن الغش في الامتحانات من شأنه أن ينتج أجيالا من الطلبة غير المؤهلين، لكن في حال القضاء على الغش، فإن التلميذ الذي يصل المرحلة النهائية من دراسته يكون قد حصل فعليا وبصورة حقيقية جميع المعارف القاعدية الضرورية في مختلف المجالات، على غرار الفلسفة والأدب والرياضيات، وبذلك يصبح قادرا على صنع الفرق في المراحل التي تنتظره.
النصر: وهل وجدت نساء مستعدات لدخول عوالم الذكاء الاصطناعي ؟ في الجزائر أو في سلوفاكيا ؟
rفوزية عجايلية: لم أجد لا في سلوفاكيا ولا في الجزائر، لكنني شاركت الأسبوع الماضي في أكبر ملتقى في العالم مخصص للتكنولوجيا تحت عنوان “قمة الويب” وقد حضر ممثلون عن “بوسطن دايناميك” والرئيس البرتغالي ورئيس غانا وآكون، وقد استدعيت كمتحدثة أمام سبعين ألف شخص، حيث قدمت مداخلتين الأولى بعنوان “هل يجب أن يكون للروبوتات حقوق” والثانية كانت طاولة مستديرة مع بن غورتزل، وهو من أشهر المختصين في الذكاء الاصطناعي وكان ضمن فريق تصميم الروبوت الذكية صوفيا التي تحصلت على الجنسية السعودية، في حين كان نقاشنا قائما على التساؤل حول “إمكانية أن يكون مستقبلنا مملا مع وجود التكنولوجيا”.
التكنولوجيا شبه منعدمة في الجزائر
والتقيت خلال “قمة الويب” بالعديد من النساء المنخرطات في عوالم الذكاء الاصطناعي، على غرار الصحفية الفلسطينية ديمة الخطيب، لكن العنصر الذكوري هو المهيمن على هذه المجالات، كما أنني كنت الجزائرية والعربية الوحيدة في “قمة الويب” بين ألفي متدخل في مجال التكنولوجيا، نظرا لكون النساء الجزائريات في هذا المجال قليلات جدا. وحتى الفلسطينية التي حدثتكم عنها، فقد حضرت على أساس مهنتها.
النصر: كيف يمكن أن تستفيد الجزائر اليوم من الذكاء الاصطناعي في رأيك ؟
rفوزية عجايلية: قبل الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، يجب أن نمر عبر مرحلة التكنولوجيا أولا، وهي شبه منعدمة في الجزائر، فضلا عن العديد من العراقيل وعلى رأسها الانترنيت، كما أن الوقت مشكلة أخرى إلى جانب البنية الضعيفة، فعلى سبيل المثال، قطعت الأسبوع الماضي ثلاث دول في تسع ساعات، بين استغرق وصولي يوم أمس من مدينة الونزة بتبسة إلى قسنطينة نفس الوقت، بسبب الازدحام المروري وغياب الحلول التكنولوجية، ويمكنني في هذا الباب أن أقول أن تطبيقات النقل على غرار “يسير” قد لعبت دورا فعالا في تسهيل التنقلات ومحاربة غش الناقلين، وهذا خير مثال على قدرة صنع الاختلاف من خلال تطبيقات صغيرة، رغم أن التغيير الحقيقي يجب أن يكون في البنية القاعدية.
س.ح

الرجوع إلى الأعلى