قاعات الرياضة لا تستند إلى معايير دولية وأستغل مواقع التواصل للتوعية   
يرى الكوتش الرياضي الدولي و أخصائي التغذية سمير بن عيسى، بأن معظم القاعات الرياضية في بلادنا لا تقدم خدمات وفق المعايير الصحية و الرياضية الدولية ، و لا تعير اهتماما لاختصاص التغذية رغم أنه جزء من التدريب البدني، مضيفا بأن مواقع التواصل باتت تلعب دورا توعويا كبيرا في  التحذير من بعض المنتجات الضارة، إذ تحولت إلى قناة للتواصل بين المختصين و الجمهور الواسع، و تعتبر تجربته في نشر فيديوهات عبر موقع انستغرام خير دليل على نجاعة هذا الأسلوب التحسيسي الذي يهدف إلى تصحيح المعلومات الخاطئة حول بعض التمارين، كما يتيح الفرصة لتقييم نجاعة بعض المنتجات و التأكد من  أنها صحية و مناسبة لممارسي الرياضة بعد إخضاعها للتحليل في المخابر.
حاورته / أسماء بوقرن
محدثنا، تطرق في هذا الحوار الذي جمعه بالنصر، إلى  تجربته في بث الفيديوهات التوعوية و مشاركته في  البرامج التلفزيونية و بعض الكليبات الغنائية، كاشفا عن مشاريعه.
مواقع التواصل تختزل طريق النجاح
ـ النصر: يتجاوز عدد متابعيك عبر موقع انستغرام  140 ألف شخص، رغم أنك لست من نجوم الفن أو الإعلام ، كيف استطعت أن تصنع لنفسك هذه الشهرة في ظرف وجيز؟
ـ سمير بن عيسى: حققت هذه النتيجة بفضل الاحترافية في تقديم المعلومة ضمن مجال اختصاصي أي الاستشارة البدنية و الرياضة، لأن ما أقدمه مبني على منهج علمي و معطيات بحثية استقيتها عن طريق التكوين، فأنا خريج المعهد الوطني العالي للعلوم و تكنولوجيا الرياضة بدالي إبراهيم بالعاصمة، مدرب مستوى دولي درجة ثالثة و إطار في وزارة الشبيبة و الرياضة، ولعل لشهرتي أيضا علاقة بكوني خضت تجربة مع فريق النخبة الوطني لألعاب القوى و شاركت في منافسات دولية و بطولات عربية و إفريقية، بالإضافة إلى ذلك، أنا مهندس دولة في فيزيولوجيا الخلية و التركيبات متخرج من جامعة هواري بومدين للعلوم و التكنولوجيا بباب الزوار  و مختص في التغذية العيادية، و مستشار تطبيقي في الوزن، حائز على ماستر فرنسي  في التغذية العلاجية و الوراثية.
ـ كيف خدمتك المنصات التفاعلية؟
ـ مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبر اليوم أداة جد مهمة تساعد على تسهيل العمل و بلوغ الأهداف المرجوة في وقت قصير، و قد ساعدتني في إيصال المعلومة بطريقة مباشرة للمتلقي دون عقبات، كما ساهمت في إبراز المستوى الحقيقي للمحتوى الذي أقدمه في مجالات تخصصي،  كالرياضة و التغذية.
أرفض استعراض حياتي الخاصة عبر أنستغرام
ـ  من خلال تجربتك على مواقع التواصل ما هو في اعتقادك المحتوى الذي يهم المتابع الجزائري و يحقق التفاعل؟
ـ  بما أنني مدرب رياضي و مختص في التغذية، اخترت أسلوبا خاصا في التواصل مع جمهوري، بعيدا عن استعراض حياتي الخاصة أو تدريباتي اليومية،  عادة أستخدم حسابي على انستغرام، لتوظيف تخصصاتي في خدمة من يتابعوني ولأقدم النصح لمن يحتاجه، ما أقدمه مختلفا كليا عما يقدمه البعض و حتى إن لم يحقق نفس نسب المتابعة التي يحظون بها ، لكنه هادف و جديد ويضمن لي كسب احترام جمهوري، لذلك أركز على تقديم مواضيع تهم المجتمع و أرفقها بتجارب تطبيقية مفيدة.
ـ تهتم كثيرا بالمبادرات الإنسانية، هل تعتقد أن الخدمة الاجتماعية مسؤولية تترافق مع الشهرة، أم أنها اقتناع شخصي؟
ـ عادة لا أتحدث كثيرا عن مبادراتي لكنني أشير إليها من أجل تكريس مبادئ التراحم و التكافل و مساعدة الغير ، لكوني مررت سابقا بفترات عصيبة  ، و كنت بحاجة لمن يساعدني لذلك أشعر بما يعانيه الآخرون، مع ذلك أشعر  بأن ما أقدمه قليل، لأن عددهم كبير جدا ، من مرضى و أشخاص دون مأوى و ذوي احتياجات خاصة، و فئات هشة أخرى عديدة ، تنتظر منا التفاتة دائمة ، سواء كنا بسطاء أو مشاهير .
النساء و المشاهير أكثر إقبالا على خدمات «الكوتش»

ـ تمارس أسلوب « التدريب عن بعد» على انستغرام، حدثنا عن هذه الفكرة و ما مدى نجاعتها ؟    
ـ نعم التدريب عن بعد أسلوب جديد أضفته إلى منهجية عملي عبر نفس الموقع، و قد خططت لذلك بدقة مسبقا، حيث سطرت برنامجا للعمل يعتمد على منهجية التدريب الرياضي و التغذية، التي تقوم أساسا على الاتصال المباشر مع الشخص المعني، و تفرض على الأفراد المنخرطين الحضور الشخصي مرة في الشهر  لأخذ القياسات و حساب الكثافة العضلية، و كثافة الماء في الجسم، و كذا نسبة  الدهون، ليضبط على ضوئها النظام الغذائي الذي يتعين على من يتابع التدريب الالتزام به، و الملاحظ أن طلبا كبيرا على هذا النظام من مختلف الولايات، وهو في اعتقادي دليل على نجاحه.
ـ من هي الفئة الأكثـر تواصلا معك؟
ـ من يعانون من السمنة، و بالأخص النساء،  بالإضافة إلى الأشخاص الذين يمارسون نشاطا رياضيا معينا و يحتاجون إلى نصائح و توضيحات في مسائل معينة.
ـ حدثنا عن تجربتك مع المشاهير، من منهم اعتمد عليك و لماذا ؟   
ـ فعلا هناك طلب متزايد على خدماتي من قبل هذه الفئة من الناس، لذلك أسعى دائما إلى مواكبة تطلعاتها و غالبا ما تكون النتائج مرضية، على غرار ما حققته مؤخرا مع الفنان عبد الله الكرد.
ـ  تتابعك نسبة معتبرة من السيدات أي نوع من الرياضات يناسبهن أكثـر؟
ـ كل الرياضات مناسبة، فالرياضة التي يمكن للرجل تطبيقها يمكن للمرأة أيضا ممارستها مع أخذ الإمكانات الفيزيولوجية بعين الاعتبار، مؤخرا اقتحمت النساء كل الرياضات، وحدها الفنون القتالية لا يزال الإقبال عليها محتشما، بالمقابل تحظى رياضة اللياقة البدنية «فيتنس» بالرواج، لأنها مفيدة في تنشيط و تقوية القلب و العضلات .  
 فيديوهاتي لا تروّج للمنتجات بل تصحح معلومات خاطئة
ـ نشرت مؤخرا فيديوهات تحذّر من مخاطر بعض المنتجات واسعة الاستهلاك حدثنا عنها؟
ـ هذه الفيديوهات هي جزء من تصور تحسيسي جديد، يهدف لحماية صحة  المستهلك من خلال تصحيح المعلومات الغذائية الخاطئة التي يروج لها الإشهار التجاري، أحاول من خلالها توضيح التفاصيل المتعلقة بمواد واسعة الاستهلاك لها تأثير متفاوت الخطورة على صحة الإنسان، بمعنى أنني لا أنتقد نوعية المنتج و إنما أكتفي بتحليل محتواه في المخبر و أفصل في نجاعته من عدمها لمستهلكيه.
قاعات الرياضة  في بلادنا
لا تقدم خدمة نوعية
ـ تشهد قاعات الرياضة انتشارا واسعا، و هناك إقبال متزايد عليها، ما رأيك بمستوى الخدمة التي تقدمها؟

ـ  انتشارها مؤشر إيجابي، حتى وإن كان عددها يعتبر قليلا مقارنة بالكثافة السكانية، كما  أنها  لا تقدم عموما خدمة كبيرة و فعلية، نظرا لاعتماد الكثير منها بشكل شبه مطلق على سعة الفضاء و المعدات، دون  تأطير الأفراد على يد مختصي التغذية الذين يعملون بالتنسيق مع المدربين البدنيين.
ـ اشرح لنا الفرق بين  المدرب كما نعرفه و الكوتش بصورته العصرية الرائجة؟
ـ مواقع التواصل ساهمت بشكل كبير و فعال في كسر الصورة النمطية للكوتش الذي يختلف عن المدرب البدني، لأنه مدرب شخصي يتابع تدريبات كل فرد بشكل مستقل، التدريب الشخصي يستدعي كثيرا من الشروط في مقدمتها الكفاءة لكن الكوتش يجب أن يكون ملما بعالم التغذية و الطب و منهجية التدريب الرياضي و يكون حاصلا على بكالوريا زائد خمس سنوات على الأقل.
لست عارضا و شاركت في كليبات غنائية لكسر الروتين
ـ شاركت في كليبات غنائية آخرها «كلثوم»، فهل تنوي اقتحام عالم التمثيل؟  
ـ أول كليب شاركت فيه كان « لافي أون روز» للفنانة المتألقة منال حدلي و المخرج ياسين محفوظ، و قد تم اختياري لأن الدور يتماشى مع بنيتي الجسمانية و هي تجربة جد مهمة أفادتني على المستوى الشخصي.
 بعد ذلك شاركت في كليب «كلثوم» مع الفنان نسيم باي، و رفضت المشاركة في كليب آخر للمحافظة على صورتي كأستاذ رياضة، أما هدفي فلا يتعدى كسر الروتين و اختبار تجربة جديدة، لكن إذا حظيت بعرض مناسب في الدراما، فلن أرفض.
ـ ماذا عن تقديمك لأركان التغذية و الرياضة في التلفزيون؟ وهل تحضر لمشاريع أخرى في هذا المجال؟
ـ  بدايتي في التلفزيون كانت قبل 6 سنوات، عبر حصة صباحية في قناة خاصة  أقدم خلالها ركن التمارين الصباحية للنساء الماكثات بالبيت، و هو ما أتاح لي فرصة الظهور عبر قنوات أخرى، لأنقل خبرتي للجمهور من خلال تقديم حصص في التغذية. شاركت أيضا في برنامج تلفزيون الواقع « الميزان»، أين أساعد أشخاصا يعانون من السمنة المفرطة على فقدان الوزن في مدة  شهرين، و حاليا أقدم ركنا في التلفزيون الجزائري اسمه «فيتامين» و أدرس بعض المقترحات لأختار الأنسب إلي.
 بخصوص جديدي، أسعى لإنشاء قاعة رياضات وفق المعايير الدولية، ناهيك عن مركز وطني لمساعدة المصابين بالسمنة، خصوصا من يقطنون المدن البعيدة، كما أطمح لإعداد برنامج تلفزيوني في مجال التغذية.
أ ب   

الرجوع إلى الأعلى