طريق المنتخب الجزائري غير مفروش بالورود و محرز يستحق الكرة الذهبية
يرى التقني الفرنسي جوليان ميت مدرب منتخب جيبوتي، بأنه ولاعبيه محظوظون بالتواجد في نفس مجموعة الخضر في تصفيات مونديال قطر، مؤكدا في حوار مع النصر أن لعب 6 مواجهات رسمية أمام منتخبات معروفة على غرار الجزائر وبوركينافاسو تتيح للاعبي هذا المنتخب الإفريقي المغمور فرصة الاحتكاك بنجوم كبار، كما تسمح له بتطبيق برنامجه الرامي إلى النهوض بالكرة المستديرة في جيبوتي، معرجا على علاقة الصداقة التي تربطه بلاعب الخضر  السابق رفيق صايفي وكذا كواليس آخر زيارة قادته إلى الجزائر.
حــــاوره: مروان. ب
*  مرحبا جوليان ميت، معك صحفي جريدة النصر من الجزائر، هل لك أن تمنحنا قليلا من وقتك للحديث عن قرعة تصفيات مونديال قطر 2022؟
مرحبا بكم، عذرا لقد اتصلتم بي البارحة، واتفقنا على تأخير موعد الحوار بـ24 ساعة لالتزاماتي المهنية، ولكن بعد أن عاودتم الاتصال بي الآن، فأنا تحت تصرفكم، ومستعد للإجابة عن كافة استفساراتكم واستفسارات الجماهير الجزائرية المحبة لكرة القدم ولمنتخبها الوطني كما أتابع ذلك.
بلماضي مثال المدرب الناجح وتخاله يملك عصا سحرية
* ما رأيك في المجموعة الأولى التي أوقعت منتخبك جيبوتي رفقة كل من الخضر وبوركينافاسو والنيجر ؟
هي مجموعة تبدو سهلة على الورق بالنسبة لبطل إفريقيا، في وجود منتخبين مغمورين في شاكلة جيبوتي والنيجر، غير أن هذا لا يعني بأن الجزائر ستكون أمام طريق مفتوح، من أجل التأهل إلى مونديال قطر 2022، وأرشح منتخب بوركينافاسو للمنافسة بقوة على التأهل للدور التصفوي الأخير، في ظل امتلاكه مجموعة من اللاعبين المحترفين.
 وعن منتخب جيبوتي الذي أشرف على عارضته الفنية، سيكون من الفخر لي، وللاعبين والمسؤولين مواجهة منتخب بلدكم، حيث يعد هذا احتكاكا مهما بالنسبة لنا، إذا ما أردنا تطوير مستوانا، صدقوني لقد اتصل بي موقع جزائري متخصص وتحدثنا في نتائج القرعة، وأخبرتهم بأن حدسي قبل عملية القرعة كان يصب في خانة الوقوع إلى جانب بطل إفريقيا، رغم أنني لم أتابعها، في ظل انشغالي بعمل مع منتخب أقل من 20 سنة لجيبوتي الذي اشرف عليه بالموازاة مع تدريبي للمنتخب الأول  وكذا منتخب أقل من 23 سنة.
*  جيبوتي ستفتتح التصفيات بمواجهة بطل إفريقيا بالجزائر، ما رأيك ؟
القرعة لم ترحمنا بوضعنا في مواجهة الخضر بالجزائر في افتتاح التصفيات، ولكن هذا لا يعني بأننا سنتنقل بنية العودة بأقل الأضرار، بل على العكس سنحاول أن نلعب كامل حظوظنا رغم اعترافي بالفروقات الكبيرة في المستوى بين المنتخبين، حيث سنكون على موعد لمواجهة أفضل منتخب إفريقي، وأحد أحسن المنتخبات على المستوى العالمي، وبالتالي فإن حظوظنا في العودة بنقطة التعادل فقط لا تتعدى 5 بالمائة كما سبق أن صرحت به، وليس هذا فحسب، بل أرى بأن جمع أي نقطة خلال غمار التصفيات سواء أمام الجزائر أو حتى النيجر وبوركينافاسو سيكون إنجازا كبيرا بالنسبة لمنتخب جيبوتي، القابع في المرتبة 184 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، لدينا متسع من الوقت من أجل التحضير الجيد لمباراة الذهاب أمام الخضر، وسندخل اللقاء دون خوف أو قلق.
هدفي الأساسي تأهيل جيبوتي لنهائيات كأس إفريقيا
* ألا تعتقد بأن التأهل إلى دور المجموعات يعد إنجازا في حد ذاته بالنسبة لمنتخب جيبوتي؟

بطبيعة الحال، التأهل إلى دور المجموعات والحصول على فرصة ملاقاة منتخبات كبيرة في شاكلة الجزائر وبوركينافاسو يعد إنجازا بالنسبة لنا، ولكن لعلمكم ليست المرة الأولى التي نتأهل فيها إلى الدور الثاني من التصفيات، حيث سبق لنا أن أقصينا الصومال في لقاء فاصل، على عكس ما حدث معنا هذه المرة، حيث لعبنا مباراتي ذهاب وإياب أمام منتخب إيسواتيني، فزنا في الأولى قبل أن نتعادل في الثاني ونضمن تأشيرة المرور إلى دور المجموعات الذي سنحاول أن نستفيد منه قدر المستطاع، خاصة إذا ما علمتم بأن معدل أعمار تشكيلتي صغير جدا، فنصف التعداد لا يتخطى معدل سنه 23 ربيعا، وبالتالي الاحتكاك برفاق رياض محرز سيكون عاملا مهما بالنسبة لعناصري من أجل تطوير مستوياتهم، إذا ما أرادوا أن تكون لهم كلمة في السنوات القليلة القادمة.
*  بالحديث عن تعداد جيبوتي، هل تمتلكون بعض العناصر المحترفة أم تكتفون بلاعبي البطولة المحلية ؟
أتواجد على رأس العارضة الفنية لمنتخب جيبوتي منذ شهر مارس 2019، حيث استغليت الفرصة لمتابعة أكبر قدر ممكن من اللقاءات المحلية، لاختيار الأسماء القادرة على الدفاع عن ألوان المنتخب الأول، والذي يتشكل من عناصر محلية فقط، باستثناء امتلاكنا للاعب ينشط في بلجيكا، ويتعلق الأمر بوارساما حسان خريج مدرسة ستاندار دولياج، كما تعلمون جيبوتي لا تمتلك تقاليد كبيرة في كرة القدم، وتفتقد لمراكز التكوين، غير أن الشعب يعشق هذه الرياضة، ويكفي النزول للشارع من أجل متابعة الشغف لهذه اللعبة، التي يأملون أن تشهد تطورا في قادم السنوات.
منحت صوتي لماني ومحرز يستحق الكرة الذهبية
*  سبق لك أن زرت الجزائر، غير أنك تمتلك ذكرى سيئة، أليس كذلك ؟
أجل كانت لي الفرصة أن زرت الجزائر قبل سنتين مع فريقي أوطوهو الكونغولي، حيث انهزمنا بتسعة أهداف لصفر أمام مولودية الجزائر، ولكنني لم أكن مدربا لهذا الفريق بل مجرد مناجير، قبل أن أفضل الانسحاب والاتجاه نحو منتخب جيبوتي للإشراف على العارضة الفنية، لقد كانت تجربة جد سيئة، ولا أتمنى أن تتكرر معي عند زيارتي للجزائر مرة أخرى، ولو أنني أحتفظ أيضا ببعض الصور الجميلة عن زياتي الأولى للجزائر، أين حظيت باستقبال مميز بأرضية الميدان من صديقي رفيق صايفي ومن مدرب المولودية آنذاك برنار كازوني، الذي تجمعني به علاقة طيبة، كما لا أنسى أنني تابعت لقاء مولودية الجزائر وشباب قسنطينة قبل عامين، وحضرت أجواء خرافية بملعب 5 جويلية صنعها مناصرو الفريقين.
لن أنسى ما حدث لي بالجزائر قبل عامين ولا أتمنى تكرر ما عشته !
*  بصراحة، ماذا تستهدف مع منتخب جيبوتي؟
سأكون مستفزا إن قلت لكم بأن هدفنا التأهل إلى المباراة الفاصلة لمونديال قطر 2022، في وجود منتخبات قوية في شاكلة الخضر وبوركينافاسو، ولكننا سنلعب كامل حظوظنا حتى ولو أراها شبه منعدمة، أنا أهدف لتشكيل منتخب قادر على قول كلمته خلال الخمس سنوات القادمة، ولم لا النجاح في التأهل لأول مرة في تاريخ منتخب جيبوتي ل «الكان» أو حتى “الشان»، أعتقد بأن العمل والمثابرة كفيل بقيادتنا نحو أهدافنا، خاصة وأننا أمام فرصة من ذهب، من أجل خوض ست لقاءات أمام منتخبات قوية على الصعيد القاري.
أعرف كل تعداد الخضر لكن ماندي وبن سبعيني شدا انتباهي

* هل لديك نظرة عن تعداد الخضر وماذا عن الأسماء التي تنال إعجابك؟
أعرف كافة لاعبي المنتخب الجزائري، وتابعت مشوارهم المتميز في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بإمعان، حيث لم أضيع أي مباراة، ولقد شدت عدة أسماء انتباهي في مقدمتها مدافع ريال بيتيس الإسباني عيسى ماندي، فهو من نوعية اللاعبين المميزين، والذين يثيرونني بأسلوبهم الرائع، إضافة إلى رامي بن سبعيني الذي كان متألقا كمدافع أيسر، رغم أنه لا يعد منصبه الأصلي، دون أن أنسى القائد والمايسترو رياض محرز، حيث أراه القلب النابض وأحد أهم أسباب التتويج بالكان، ناهيك عن الهداف سليماني والمخضرم سفيان فغولي الذي يجيد اللعب في عدة مناصب، صدقوني أنا أحسد بلماضي على وفرة التعداد، رغم أن دور المدرب كان بارزا في مصر، حيث تمكن في ظرف وجيز من قيادة الخضر نحو المجد، بعد أن كانوا يتخبطون في جملة من المشاكل مع المدربين السابقين، أنا معجب ب”الكوتش» بلماضي، وأرى تتويجه بلقب الأفضل في إفريقيا مستحقا لما قام به في أقل من عام، دون أن أنسى الناخب السنغالي أيضا أليو سيسي، الذي كان ضحية “الكان” والخسارة أمام بلماضي في مناسبتين متتاليتين.
*  تبدو معجبا بعمل جمال بلماضي..
بطبيعة الحال، هذا المدرب وكأنه جلب عصا سحرية مكنته من تحويل المنتخب الجزائري من وضعية صعبة إلى أفضل منتخب على المستوى القاري، لقد أثبت بأنه مدرب محنك رغم صغر سنه، فهو يجمع بين الدهاء التكتيكي، بدليل اللقاءات الرائعة التي قدمها الخضر في كان مصر 2019، إضافة إلى طريقة تعامله مع اللاعبين، وهو ما يؤكد امتلاكه شخصية قوية، مكنته من بسط سيطرته على المجموعة التي تضم أسماء لامعة، ورغم ذلك تسير الأمور بشكل جيد بين الجميع.
لا نملك محترفين عدا لاعبا تكوّن في ستاندار دو لياج
*  ماذا عن تتويج السنغالي ماني بالكرة الذهبية على حساب محرز، ما تعليقك ؟
لكي نعطي كل ذي حق حقه، قائد أسود التيرانغا ساديو ماني استحق الظفر بالكرة الذهبية، نظير موسمه الخرافي مع ناديه ليفربول الذي توجه معه برابطة الأبطال الأوروبية ومونديال الأندية، إضافة إلى كأس السوبر الأوروبي، دون نسيان الأهداف الكثيرة التي سجلتها على مدار الموسم، والتي نصبته هدافا للبرميرليغ، ناهيك عن تألقه الكبير مع منتخب بلاده الذي قاده لنهائي الكان، قبل السقوط أمام الجزائر في المباراة الختامية، لقد منحت صوتي لماني، ولو أنني كنت أفكر أيضا في التصويت لرياض محرز، نظير إنجازه الباهر مع الخضر، حيث تربع على عرش القارة، وساهم بهدفه الجميل في مرمى نيجيريا في الوصول للمحطة النهائية، هو لاعب يستحق أيضا الكرة الذهبية، ولو كانت الكاف تولي أهمية كبيرة لمنافساتها، لكان صاحب التتويج.
م.ب

الرجوع إلى الأعلى